المليشيات الفقيرة فكر والجيش الحاكم قاهر والساسة السفهاء

 


 

 

نحن على يقين راسخ أن ما يحدث بالساحة السياسية السودانية الآن هو السخف بعينه ولا يمثل الاحرار والوطنيين الحادبين علي مصلحة الوطن نري حركات مسلحة لا تحمل فكرا وجيش متعطش للدماء والتمكين بمفاهيم الإسلام السياسي وساسة ليس لهم هم من قضايا الامة غير نصيبهم من السلطة في مرحلة الانتقال الديمقراطي ,الجميع هنا طامع في أن يحكم بلا مسوغ منطقي ولا طرح موضوعي لقضايا الامة السودانية جيوش من السفهاء وتنظير أجوف لا يعتمد على ممارسة سياسية راشدة بل نري السجال الفارغ من المضامين الأخلاقية والقيم السودانية السمحة لا أحد يستند للإرث السياسي القديم لهذه الامة كل منهم غول جاء لينهب ويشارك في جريمة الفساد والإفساد والقتل عسى أن يرضى عنهم أصحاب المشروع الكبير والاحلاف الإقليمية لا أحد يظن أننا غافلين عن هذه الأجندة والممارسات البغيضة التي هي في المقابل مرصودة كجرائم عند انتصار الثورة سوف نحاسب ونقضي ونقتص لشهدائنا الابرار وهذه الأمانة التي نحملها ونوصي كل من عاش بعدنا بالمضي إلى غاياتها لو كنا نتحدث عن كم الحركات وهذا الترهل في قيامها نجدها على هذه الشاكلة وهي أكثر من أربعة وثمانون فيصلا وتشير تقارير إلى أن عدد الحركات المسلحة في منطقة دارفور وحدها تبلغ 84 حركة لكن معظمها حركات صغيرة منشقة من حركات رئيسية وليست لها وزن عسكري أو سياسي كبير ومن أبرز الحركات الدارفورية حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور التي تشكل غيابا بارزا في هذه المفاوضات حيث تقول إن العملية الحالية لن تأتي بالسلام المنشود الذي يخاطب جذور الأزمة، ولا يقوم إلا على المحصصة وتقسيم المناصب وتأسست حركة جيش تحرير السودان عام 2001، بعد شعور عدد من أبناء دارفور بالظلم نتيجة الهجمات المسلحة التي كانت تشنها عليهم مجموعات قبلية مدعومة عسكريا ولوجستيا من النظام البائد ,وفي عام 2004، انشقت الحركة إلى فصيلين، أحدهما جيش تحرير السودان بقيادة نور، والآخر بقيادة مني وهنا وتبرز أيضا حركة العدل والمساواة، التي تأسست في 2001بقيادة خليل إبراهيم، الوزير السابق في حكومة البشير وشقيق الرئيس الحالي للحركة جبريل إبراهيم وأحدثت الحركة اختراقا كبيرا في عام 2008 عندما دخلت قواتها إلى أمدرمان، إحدى مدن العاصمة المثلثة والان هي من الحركات التي وقعت سلام جوبا ومشاركة في حكومة الانقلاب بعدد مقدر من القيادات التنفيذية , وشهدت الحركة انشقاقات عديدة خلال السنوات الماضية، ويعتقد أنها كانت تتلقى دعما مباشرا من بعض المجموعات المنتمية للمؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي, ونجد في النيل الأزرق وجبال النوبة شهدت الحركة الشعبية شمال أيضا انشقاقا بعد انقسامها إلى جناحين أحدهما بقيادة عبدالعزيز الحلو والآخر بقيادة مالك عقار وتقاتل الحركة الشعبية جناح الحلو في منطقة جبال النوبة تحتل كاودا، ويعتبر الحلو من أكثر المقربين لجوبا، وعمل في السابق بشكل وثيق مع الراحل جون قرنق الذي قاد الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل انفصال الجنوب أما جناح عقار فيقاتل في النيل الأزرق وكان يحظى بشعبية واسعة من أهالي المناطق المتاخمة للحدود الإثيوبية قبل مناصرته للانقلاب هذه هي الصورة الأشمل الاقل تفصيل عن الحركات المسلحة ولكن تعالوا نبحث معا عن فكر هذه الحركات إنّ حركة التاريخ مطلقةٌ ولا تتوقّف، وأيضًا النضال الجماهيري الثوريّ من أجل التخلّص من اضطهاد عرقي والهيمنة على الثروة والسلطة لا يتوقّف أيضًا ويتكيّف مع الظروف الجديدة. ففي حقبةٍ أحاديّةِ القطبيّة، ليس فقط ممكنًا، بل وضروري، وأيضًا أثبت الواقعُ والتجربة وجود إمكانيّةٍ فعليّةٍ للوصول إلى الحكم وتغيير السلطة القائمة، وما على القوى الثوريّة إلا أن تأخذ القرار الثوري الصحيح في الوقت المناسب ولكن من المضحك أن كل هذه الحركات كانت نتيجة لرؤية فردية لا تستصحب معها الفكر السياسي او الفلسفي للحراك المسلح لذلك نجدها تسقط دوما في فخ التنازلات والمساومات وها كما نراهم الان في صراعات كثير تبدا من الاستقطاب بالإغراء الذي من الممكن أن تحقق من خلالها جزء ولو يسير من الانتفاع بالسلطة والسقوط في تحالفات المجهول السياسي بل العدمي في كل الأحيان لذلك الآن حضورهم السياسي خافت ولا نيلهم في تغيير مجرى الأوضاع لكي يكونوا أحزاب وكيانات مدنية لذلك سوف تغرب شمسها في حال انتصار الثورة إن مجتمعات السودانية متجذِّرة في مذهبها الإسلامي المالكي ، وليست مجتمعاتٍ عَلمانيةً صِرفة، وهذا مما يُجبر اليسارَ المتطرف على اعتماد الهُوية الوطنية منطلقًا لكفاحه ضد الاستبداد، وقد أثَّر الفكرُ الوطني التحرري المناضل في تيار الإسلام السياسي وألهمه؛ إذ الدِّينُ لديهما هو المحرِّكُ الأساسي لمحاربة السلطان والهيمنة العربية علي السلطة والثروة وبالنظر لكلِّ هذه السِّمات فإن الحركات في مجملها لم تعطي الأولويةَ للأهداف الاجتماعية قبل الأهداف السياسية، وللعمل التطوُّعي قبل العمل الإجباري لذلك نجد رؤيتهم السياسية قاصرة جدا وعلي هنا أن أقول في أمر الجيش كمؤسسة وطنية أدت أدوار عديدة في الحياة السياسية منذ الاستقلال وإذا كان هناك سمة محددة سيطرت المؤسسة العسكرية على مقاليد الحكم في 1958 ليشهد السودان أول فترة حكم عسكرية امتدت لستة أعوام، توالت بعدها دورات العسكر في حكم السودان لتبلغ نحو 55عامًا من عمر السودان المستقل ,في ثورة ديسمبر أحدثت الهبة الشعبية العاتية خلخلة في نظام البشير العسكري، الذي استمر في دورة من أطول دورات حكم العسكر للسودان، بلغت ثلاثين عامًا، ليقوم ضباط عسكريون في 2019 بإحداث تغيير شكلي في النظام الحاكم، عبر الإطاحة بـ رأس النظام، وتغييره بالفريق عوض بن عوف في خطاب إعلان إزاحة البشير والذي رفضته الجماهير , ليجيء إعلان البرهان عضو أيضًا في لجنة البشير الأمنية بعد نحو 24 ساعة فقط عن تنحي ابن عوف، وتولي البرهان مقاليد السلطة في البلاد، عبر مجلس عسكري. نجحت خطوة البرهان في تغبيش وتمويه المشهد وقتها، الذي كان يتجه إلى بلورة المطالبة بتنحي المؤسسة العسكرية عن المشهد وعودتها إلى دورها المفترض كمطلب أساسي من مطالب الثورة، ساعد البرهان في نجاح خطوته احتماء الثوار بمقار الجيش، مكان انعقاد اعتصام القيادة العامة، بما أوحى - بطريقة ما أن الجيش سيلعب دورًا محوريًا في المشهد القادم لم يكن العسكرين جادين في إحداث تغيير حقيقي في الحياة السياسية عبر الابتعاد عن السلطة والاكتفاء بدورهم في حماية الدولة ، بل كان أهم الأمور هو فك المؤسسة العسكرية و اقترانها بالحركة الإسلامية الي هي من سيس الجيش خلال ثلاثين سنة، من أجل إطالة عمر النظام الحفاظ على وجودها في المشهد السياسي ما أمكن لقد غاب عن الشباب لحظتها أن يقوم من خلال الشرعية الثورية بإعادة صيغة الجيش والمنظومة الأمنية لحماية الثورة وعدم الانزلاق في الانقلابات ومع تعقّد المشهد السياسي والتحالفات العديدة التي خلقها الجنرالات العسكريين التي سرعان ما انفضت ودخول عنصر المجتمع الدولي، هذا بالإضافة إلى استمرار تدهور اقتصاد البلاد في ظل تعليق المنح والمساعدات، بدأ الخناق يضيق على العسكريين، ليعلن البرهان استعداد العسكريين للوصول لحل للأزمة السياسية التي تضرب البلاد منذ نحو عام وأربعة اشهر , ورغم كل ذلك فإن احتمال مغادرة العسكريين للمشهد أو تقليص وجودهم بشكل كبير، هو السقف التفاوضي الذي تدور حوله العملية التفاوضية الآن، مع موافقة مبدئية اضطرارية من العسكريين، فرضتها عدد من الشروط الموضوعية، أبرزها الفشل في إدارة البلاد بعد عام ونيف من الحكم، إضافة إلى مطالب المجتمع الدولي، على رأسها مطالب الولايات المتحدة الأمريكية تعالوا نكون صادقين مع أنفسنا من هو التيار السياسي القادر علي في السودان وبهذه الوضعية أن يقود التفاوض إلى مساومة تاريخية، يتم فيها مقايضة خروج العسكريين من المشهد السياسي وبماذا عير العفو عنهم ومنحهم الحصانة الأبدية لهم بالرغم رفض أولياء الدم وشباب المقاومة ومعاناة الكل ولكن يظل هناك من الذين خارج دائرة الضوء وهم يعملون في صمت لخروج العسكر ومحاسبة القتلة وسوف تنتصر إرادة الامة لو طال الانتظار لهذا اليوم وليس هنالك من قول فصيح يقال في أمر ساسة اليوم وزعماء الأحزاب غير السفه والعطش الشديد للسلطة وأن منالها الان صعب جدا و بمعايير جديد لا تخطر عليهم ببال والكل يرصد ممارستهم منذ الاتفاق الدستوري الأول الي الاطاري وانكسارهم الواضح لمصالحهم لا لهموم الشعب وقضية الانتقال الديمقراطي عسى ربي يجعل لناب قيادات من شباب المقاومة تعمل بروح وطنية من أجل السودان الوطن لا الطموحات الشخصية.

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء