قرع الطبول يطرب الفلول!
بثينة تروس
8 May, 2023
8 May, 2023
يبدأ هذا المقال بخلاصته، أوقفوا هذي الحرب اللعينة، باي وسيلة تتاح، أنقذوا الوطن من تدويلها، انها حرب بين جنرالين كلاهما صنيعة الحركة الإسلامية، يتعاركان حول السلطة والثروة، ومعركتهما لا تخص الشعب السوداني في شي. فهو شعب مسالم، سمح، مصابر على بلواء حكامه الاقزام منذ خروج المستعمر، قدم ثورة نموذجاً يحتذي في الثورات السلمية، بالرغم من بطش اللجنة الأمنية، والجيش، والدعم السريع، التي حصدت بنادقهم، ورشاشاتهم، وقانصاتهم، ومدفعياتهم الثقيلة، والغازات المسيلة للدموع، وخراطيم المياه المعبأة بالسموم، أرواح بنيه، من جيل الشباب، ما بين المجازر، والاعتقالات، والاغتصابات، ثم لم يحيدوا عن شعار ثورة ديسمبر السلمية.. وضرب اسر هؤلاء الشهداء ألوان اخري من بطولات السلمية، واتباع القانون في المطالبة بالعدالة، والصبر علي الجهاز العدلي والمؤسسة القضائية المعطوبة. لذلك الدعم السريع ينحل، ولكي يعود الجيش (المؤدلج) للثكنات، يكون خلف شعبه، وليس امامه، لابد ان ينحل كذلك لنحظى بجيش قومي وطني.
فها هو الإسلام السياسي يستخدم مجددا أسلحة المكر، والدهاء، مسترخصا أرواح أبناء الشعب، باستنهاض همته في الفتك بمزيد من الضحايا لخدمة لجنته الأمنية، التي خرج دعاتها من الإخوان، والحركات المسلحة الانقلابية، وارهابي الفانتازيا الدينية، يهددونهم بإشعال الحرب في فيديوهات موثقة، تحت سمع وبصر البرهان والجيش.. جميعهم يتعامون عن حقيقة هذه الحرب الكارثية الدامية، والتي ما هي إلا امتداد لحروبات اشتعلت منذ ان استولت الحركة الإسلامية على السلطة، لتأكل في بني الوطن.. هي حرب بدأت في الخرطوم، ثم عادت الي الخرطوم.. بدأت فيها عندما شهدت شوارع العاصمة عربات الجيش بقيادته الاخوانية ذات اللحي! تتباري في خدمة أجندة التنظيم الاخواني، تطارد طلبة المدارس في الازقة والحواري، وطرقات المدارس، تحملهم قسرا الي معسكرات الدفاع الشعبي والجهاد، تقايضهم استلام شهادات اكمال دراستهم وتوظيفهم، مقابل التجنيد الاجباري، فلما قضوا نحبهم في تلك الحروب الجهادية العبثية، عوضت أسرهم اكفان، وجوالات سكر، وعمرة للحجاز، واستعراض لأسماء الضحايا في برنامج ساحات الفداء، بعد أن نسجت حول موتهم القصص الموحاة من اوهام وخيال الهوس الديني.. ثم فوق ذلك منعت هؤلاء الأسر من قيام المآتم على أبنائهم حتى لا يثر ذلك سلبا على الروح المعنوية واستبدلتها بأعراس الشهيد التي يرقص على قرع طبولها الرئيس، والوالي، وعلماء السلطان، امعانا في حرق حشي الأمهات.. وبالمقابل لم يشهد الشعب سرادق اعراس الشهيد علي عتبات دور الحكام.
لابد من إقرار حقيقة الا وهي ان هذه الحرب لم يقم بها الجيش من اجل كرامة الشعب السوداني، ومكانته بين الشعوب، أو لمنع نهب موارده من الذهب، وثروته الحيوانية، وبيع أراضيه، أو من اجل حمايته من حاويات المخدرات ومافيا مخدر (الأيس) والفساد، او هي اشتعلت لصد غازي من خارج البلاد، كما انها ليست من اجل استرداد حلايب او شلاتين، او على اقل تقدير من اجل حماية المواطنين من سواطير وسكاكين عصابات تسعة طويلة! بل هي حرب بين جنرالين اختلفا حول السلطة (المسروق).. حرب تتفطر لها الاكباد، وقد أعلن صافرة بدايتها الفلول (هنالك كتائب ظل كاملة يعرفونها تدافع عن هذا النظام إذا اقتضي الامر التضحية بالروح)، ودق طبولها رجال الدين الذين امتثلوا لفتوي رجل الدين الفاسد الشيخ عبد الحي يوسف، الذي لم تشبعه مذابح فتواه بقتل الثلث من الشعب السوداني ابان ثورة ديسمبر، فعاد يمني نفسه بأن يشهد الدماء بركاً تغطي ارض البلاد، فدعي لقتل قيادات الأحزاب، ومن توافق على الإطاري منهم.. وتباري المهووسون في نشر هذه الفتنة، فدعي أحدهم الى اغتيال أعضاء قوي الحرية والتغيير، ورفعت الحركة الإسلامية عقيرتها في تكفير وتخوين من نوع اَخر، فكل من تحدث عن خلل الجيش والمنظومة العسكرية هو عديم الوطنية، مأجور وخائن، وعميل.. فهؤلاء المهوسون الدينيون يستهويهم جميعا قرع طبول الحرب ويستلذون بموت الشعب وسلامة أسره وابنائه، ولا يعنيهم موت صغار الجنود والعساكر، الذين تاَمر عليهم الدعم السريع والجيش - الدعم السريع في مذابح اليمن، وليبيا حيث اكلت جثثهم الصقور وتعفنت في الصحراء – او الاقتتال الداخلي في دارفور وجبال النوبة، وجنوب كردفان والنيل الأزرق. الجنود المساكين الذين يلقون حتفهم في المعارك التي لا ناقة لهم ولا للبلاد فيها ولا جمل، او يموتون قهراً في بيوت الضباط يخدمون اسرهم وزوجاتهم! وما هذا بتاريخ بعيد. وهاهم اليوم يشعلون أتون النيران ولا يريدون للحرب ان تنطفي.
تأجيج نيران الحرب، واستطالة امدها، وعرقلة جهود التفاوض لإخمادها، يدق طبوله بإزاء الإسلاميين وعلماء السلطان، أناس يعون ان (الجمرة تحرق الواطيها) فهم اَمنون ينفخون جمرها من خلف شاشات الكيبورد، او هم منساقون بضلال واهن قديم. وبالمقابل، والحرب تدخل في اسبوعها الثالث، فإن الذين يطئون على جمرها الحي، ويتجمّرون كالذهب من لهيبها ونيرانها، سودانيون يمدون العون لبعضهم البعض يطببون جرحاهم، يأوون اللاجئين، يتقاسمون فتات الطعام، يمسحون دموع بعضهم البعض، يتراحمون فيما بينهم، ويعلمون انه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم، ويترجون الجنرالين (الارعنين) بوقف الحرب.. فهؤلاء اقوام لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لأنهم يعلمون ان الكوز كائن متحول ينبغي الحذر والتحوط منه، ومن مكائده، وعدم الانسياق وراء فتنه التي لا تبقي ولا تذر، ولسوف يقومون من تحت أنقاض الحرب ورمادها كطائر عنقاء يدهشون الإنسانية مجدداً..
tina.terwis@gmail.com
فها هو الإسلام السياسي يستخدم مجددا أسلحة المكر، والدهاء، مسترخصا أرواح أبناء الشعب، باستنهاض همته في الفتك بمزيد من الضحايا لخدمة لجنته الأمنية، التي خرج دعاتها من الإخوان، والحركات المسلحة الانقلابية، وارهابي الفانتازيا الدينية، يهددونهم بإشعال الحرب في فيديوهات موثقة، تحت سمع وبصر البرهان والجيش.. جميعهم يتعامون عن حقيقة هذه الحرب الكارثية الدامية، والتي ما هي إلا امتداد لحروبات اشتعلت منذ ان استولت الحركة الإسلامية على السلطة، لتأكل في بني الوطن.. هي حرب بدأت في الخرطوم، ثم عادت الي الخرطوم.. بدأت فيها عندما شهدت شوارع العاصمة عربات الجيش بقيادته الاخوانية ذات اللحي! تتباري في خدمة أجندة التنظيم الاخواني، تطارد طلبة المدارس في الازقة والحواري، وطرقات المدارس، تحملهم قسرا الي معسكرات الدفاع الشعبي والجهاد، تقايضهم استلام شهادات اكمال دراستهم وتوظيفهم، مقابل التجنيد الاجباري، فلما قضوا نحبهم في تلك الحروب الجهادية العبثية، عوضت أسرهم اكفان، وجوالات سكر، وعمرة للحجاز، واستعراض لأسماء الضحايا في برنامج ساحات الفداء، بعد أن نسجت حول موتهم القصص الموحاة من اوهام وخيال الهوس الديني.. ثم فوق ذلك منعت هؤلاء الأسر من قيام المآتم على أبنائهم حتى لا يثر ذلك سلبا على الروح المعنوية واستبدلتها بأعراس الشهيد التي يرقص على قرع طبولها الرئيس، والوالي، وعلماء السلطان، امعانا في حرق حشي الأمهات.. وبالمقابل لم يشهد الشعب سرادق اعراس الشهيد علي عتبات دور الحكام.
لابد من إقرار حقيقة الا وهي ان هذه الحرب لم يقم بها الجيش من اجل كرامة الشعب السوداني، ومكانته بين الشعوب، أو لمنع نهب موارده من الذهب، وثروته الحيوانية، وبيع أراضيه، أو من اجل حمايته من حاويات المخدرات ومافيا مخدر (الأيس) والفساد، او هي اشتعلت لصد غازي من خارج البلاد، كما انها ليست من اجل استرداد حلايب او شلاتين، او على اقل تقدير من اجل حماية المواطنين من سواطير وسكاكين عصابات تسعة طويلة! بل هي حرب بين جنرالين اختلفا حول السلطة (المسروق).. حرب تتفطر لها الاكباد، وقد أعلن صافرة بدايتها الفلول (هنالك كتائب ظل كاملة يعرفونها تدافع عن هذا النظام إذا اقتضي الامر التضحية بالروح)، ودق طبولها رجال الدين الذين امتثلوا لفتوي رجل الدين الفاسد الشيخ عبد الحي يوسف، الذي لم تشبعه مذابح فتواه بقتل الثلث من الشعب السوداني ابان ثورة ديسمبر، فعاد يمني نفسه بأن يشهد الدماء بركاً تغطي ارض البلاد، فدعي لقتل قيادات الأحزاب، ومن توافق على الإطاري منهم.. وتباري المهووسون في نشر هذه الفتنة، فدعي أحدهم الى اغتيال أعضاء قوي الحرية والتغيير، ورفعت الحركة الإسلامية عقيرتها في تكفير وتخوين من نوع اَخر، فكل من تحدث عن خلل الجيش والمنظومة العسكرية هو عديم الوطنية، مأجور وخائن، وعميل.. فهؤلاء المهوسون الدينيون يستهويهم جميعا قرع طبول الحرب ويستلذون بموت الشعب وسلامة أسره وابنائه، ولا يعنيهم موت صغار الجنود والعساكر، الذين تاَمر عليهم الدعم السريع والجيش - الدعم السريع في مذابح اليمن، وليبيا حيث اكلت جثثهم الصقور وتعفنت في الصحراء – او الاقتتال الداخلي في دارفور وجبال النوبة، وجنوب كردفان والنيل الأزرق. الجنود المساكين الذين يلقون حتفهم في المعارك التي لا ناقة لهم ولا للبلاد فيها ولا جمل، او يموتون قهراً في بيوت الضباط يخدمون اسرهم وزوجاتهم! وما هذا بتاريخ بعيد. وهاهم اليوم يشعلون أتون النيران ولا يريدون للحرب ان تنطفي.
تأجيج نيران الحرب، واستطالة امدها، وعرقلة جهود التفاوض لإخمادها، يدق طبوله بإزاء الإسلاميين وعلماء السلطان، أناس يعون ان (الجمرة تحرق الواطيها) فهم اَمنون ينفخون جمرها من خلف شاشات الكيبورد، او هم منساقون بضلال واهن قديم. وبالمقابل، والحرب تدخل في اسبوعها الثالث، فإن الذين يطئون على جمرها الحي، ويتجمّرون كالذهب من لهيبها ونيرانها، سودانيون يمدون العون لبعضهم البعض يطببون جرحاهم، يأوون اللاجئين، يتقاسمون فتات الطعام، يمسحون دموع بعضهم البعض، يتراحمون فيما بينهم، ويعلمون انه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم، ويترجون الجنرالين (الارعنين) بوقف الحرب.. فهؤلاء اقوام لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لأنهم يعلمون ان الكوز كائن متحول ينبغي الحذر والتحوط منه، ومن مكائده، وعدم الانسياق وراء فتنه التي لا تبقي ولا تذر، ولسوف يقومون من تحت أنقاض الحرب ورمادها كطائر عنقاء يدهشون الإنسانية مجدداً..
tina.terwis@gmail.com