يوميات الاحتلال (35): التصعيد الثوري مقابل التصعيد العنصري القبلي

 


 

جبير بولاد
20 July, 2022

 

.. بطبيعة الحال كل السودانيين تابعوا و يتابعون نزيف الدم المستمر منذ أيام نظام المخلوع و أستمرار هذا النزيف مع سيطرة لجنته الأمنية علي مقاليد السلطة بصورة هي الاكثر توحشاً و دموية، نزيف الدم مرة في مناطق دارفور الأهلية الغنية بالمعادن و الرافضة للتهجير القسري و مرة في مدن السودان و اريافه المختلفة و أكثر المواجهات كانت في الخرطوم التي ظلت تشتعل جذوة الثورة فيها بقلوب كنداكاتها و ثوارها الاماجد و الآن نار الفتنة اشتعلت من اولي مناطق إنطلاق الثورة السودانية و تمددت في درامية عجيبة تكشف كيف تتمدد الفتنة في بلادنا بإحترافية من جهات تمرست طويلا في إستثمار مناخات الجهوية و القبلية و تغذيتهما بأستمرار عبر مزيج الكراهية و تعلية روح القبيلة على حساب الحس الوطني و القومي و معروف سلفا من هم المستفيدين الآن و سابقا من إشعال مثل هذه النعرات و تغذيتها بأستمرار .
.. حديث المعتوه البرهان الاخير في نهر النيل يكشف مدي خساسة الذين يجلسون في أعلي قمة هرم السلطة المغتصبة، و كيف أنهم لا يحسنون النظر الي خطورة الأدوار التي يلعبونها من مقاعدهم اللا شرعية و تحكمهم في إقتصاد البلاد و يا ليتهم يعرفون مجرد معرفة كيفية إدارة ما استولوا عليه و لكنه قدر السودان منذ أن نال استقلاله و هو تربع الأقزام في كابينة قيادته حتي انتهي بنا الأمر إلي أن يتسنم إدارة البلاد و المواقع المهمة امثال برهان و حميدتي و ارزول و قادة حركات هزمت في الميدان حتي تحالفت مع من هزمها في إنكسار عجيب .
.. الآن لم يتبقي لشرذمة الانقلاب المتحالفة إلا سلاح تصعيد القبلية و الجهوية و ما يحدث هذه الأيام ليس صدفة ابدا وسط عجز ترسانة الدولة التي تقتل في الثوار السلميين و تنزل مجنزراتها في الطرقات الآمنة في حين أنها تقف موقف المتفرج من صراع يهدد كل الوطن و نسيجه الإجتماعي .
.. علي لجان المقاومة في كل مناطق الصراع و في العاصمة تحشيد قواها للخروج في مواكب ترفض هذا الصراع الجهوي/القبلي و تؤكد علي لحمة السودانيين و قدرتهم علي العيش المشترك في تجانس و تعاضد و عليهم العمل علي هزيمة هذه المخططات اليائسة و التي لم يتبقي لمستخدميها إلا السقوط الكبير .
.. عاش سوداننا متوحدا، متجانسا، مترابطا، قويا بتوحده و جمال تعدده ثقافيا و اجتماعيا، و سننتصر في نهاية المطاف .
.. الثورة وعي و بناء و فعل مستمر .
jebeerb@yahoo.com

 

آراء