الكٌتلة والذوبان !!

 


 

 

أطياف -
عندما إختار أعضاء الكتلة الديمقراطية العيش في مصر منذ بداية الصراع خرجوا يبحثون عن مكان آمن يقيهم ويلات الحرب في الخرطوم ، وطيلة الثلاثة أشهر الماضية التي قضوها هناك كان همهم الأكبر هو التفكير عن أين يسهروا هذا المساء ، لم يفكروا في عقد مؤتمر صحفي ليعلنوا فيه تضامنهم مع الشعب او رغبتهم في وضع خارطة طريق لحل الازمة السودانية ، حتى عندما ضل بعضهم الطريق ووقعوا في فخ (التسريب) لم يذكر واحد فيهم الوطن بكلمة ليعبر عن وجع وحرقة تكشف عن مشاعر حسرته لما لحق بالبلاد لكنهم كشفوا عن كيف أنهم يفتقدون ليالي السمر في الخرطوم ، نسوا انهم سياسيون كان يتصارعون من أجل المناصب وان ماجمعوه من اموال الشعب هو الذي يؤمن لهم حياتهم هناك
حتى تصريحاتهم على القنوات كانت تتحدث عن اهمية الحسم وضرورة تسليح المواطنين ، وتؤجج نيران الفتنة والصراع
لكن ومنذ أن شعرت الكتلة الديمقراطية بخطر (الذوبان) خرجت تتحسس وجودها السياسي كالذي يدور في قاعة مليئة بالحضور لكنه لم يجد مقعد مخصص له .
فما الذي جعل الكتلة أثناء رحلتها السياحية في مصر تتذكر فجأة انها يجب أن تعقد مؤتمرا صحفيا لتضع فيه نقاطا للحل السياسي !! ولماذا تزامن ذلك مع وجود قوى الحرية والتغيير هناك وبداية نشاطها!
لكن قد لايكون هذا الملفت للإنتباه عند المتابع الذي يشاهد تبخر هذه الكتلة ، (المُبهر) هو أن الكتلة أعلنت عن دعمها وترحيبها بما وصفته بالمباحثات الجادة في منبر جدة التي قالت انها تنقل الوضع من حالة اللادولة إلى الأمن والإستقرار ، هذه العبارة فقط هي (الشاهد) على قبر الكتلة الديمقراطية ويوضح أنها دورها اصبح تحت التراب
وان حلمها في منبر دول الجوار الذي حُرمت من المشاركة فيه راح (حبر في ورقه) لأنه ماكان إلا حدثا سياسيا يأتي لحفظ ماء وجه مصر ، وماء سد النهضة ، ويصب في منبر جدة وقتها كان أردول (الفرحان) بقمة دول الجوار، لايستخدم عقله ويعتقد ان القمة ستفتح له ابوابا للإسترزاق من جديد ليمارس عمله الطبيعي في إنتقاد كل المبادرات الأخرى
لكن بربكم الا يعني ترحيب الكتلة الديمقراطية بمنبر جدة ترحيبا مباشرا بالإتفاق الإطاري !!
الا يثبت اعضاء الكتلة انهم فعلا يضلون الطريق للمرة الثانية في شوارع القاهرة ضلاً سياسيا ، وان هذه المرة لايستطيع (الجاكومي) ان يقدم فيه نصيحة لهم بسلك طريق آخر
فالقارئ لمخرجات اجتماع الحرية والتغيير ومخرجات مؤتمر الكتلة الديمقراطية تتضح له الرؤية التي أصبحت جلية عن ما تحدثنا عنه بالأمس ومن قبل عن الدور المستقبلي لمصر الجديدة !!
طيف أخير:
#لا _للحرب
اصنع طريقا مختلفا يضيف لك لاتتحسس خطى أحد ولا (تقلد مشيته) فالنجاح عندما تُفتح ميادين التنافس مع أحد ، هو أن تقول (أنا مختلف) ليس (أنا مثله)!!
الجريدة

 

آراء