معارك لقاء حمدوك الحلو

 


 

صفاء الفحل
11 January, 2024

 

عصب الشارع -
ما زال الغموض يكتنف ما يجري في ولاية جنوب كردفان خاصة مدينتي كادقلي والدلنج ، حيث يحاول الكيزان تصوير الموقف بأن هناك تعاون بين قوات الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو والقوات المسلحة لدحر الهجوم المحتمل من مليشيا الدعم السريع علي بعض المناطق، أو ربما تكون رسالة من لجنة الكيزان الأمنية داخل الجيش بانهم يمكن أن يسمحوا لقوات الحركة بالتمدد في تلك المناطق ولكنهم لن يسمحوا لميشيا الدعم السريع السيطرة عليها..
والحركة الشعبية التي تسيطر على جبال النوبة وظلت تناوش القوات المسلحة طوال السنوات الماضية لم تصدر بيان عما يجري هناك حتى الآن رغم أنها اصدرت بيان رحبت فيه بدعوة رئيس الكتلة الشعبية الديمقراطية (تقدم) دكتور عبد الله حمدوك للحوار حول كيفية إيقاف الحرب العبثية التي يديرها الطرفان اللذان يتصارعان اليوم حول السيطرة على جنوب كردفان وكل طرف منهما يتصور بأن قوات الحركة ستسانده حسب رؤياه..
الخبث الكيزاني يحاول إرسال رسالة لقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو من خلال إعلامه هذه الايام مفادها بانهم سيدعمون تمدده في جنوب كردفان إن هو ساهم معهم في حربهم ضد مليشيا الدعم السريع، ولكن الحلو وبناء على تجاربه معهم واختلافه الواسع معهم حول علمانية الدولة يدرك بانها رسالة ملغومة خاصة وأنها تاتي وهناك حرب ضروس تدور في العديد من مناطق البلاد كما أنه يدعم الحلول السياسية ومساندة أحد الطرفين لن يكون ذا قيمة له خلال هذه الفترة لذلك من المتوقع أن يقف في الحياد لحين إنجلاء الموقف الغامض حتي الان.
وجنوب كردفان الملتهب أصلاً ليس ذو قيمة كبيرة للطرفين ولن يكون صيداً سهلاً ولن يرتاح من يسيطر عليه، لذلك فان الطرفان يحاولان الإستعانة بالطرف الثالث (الحركة الشعبية) للإستفادة أولاً من تمترسها الطويل وسيطرتها على أجزاء كبيرة هناك وبكل تأكيد فان الحركة الشعبية ستحاول الإستفادة من هذا الموقف المتشابك، ولكن من الأفضل لها أن يتم ذلك سياسياً لا عسكرياً فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة توافق أكثر منها قتال ولقاء حمدوك الحلو القادم سيضع الكثير من النقاط على الحروف وربما يغير الكثير من مجريات الأحداث لذلك فان المجموعة الكيزانية تحاول إستباق ذلك بمجموعة كبيرة من التنازلات ولكن قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو أذكي من ذلك كثيرا
والثورة لن تتوقف ...
والقصاص أمر حتمي والرحمة والخلود للشهداء ...
الجريدة

 

آراء