إنا أعطيناكِ النيل
أبوذر بابكر
2 May, 2024
2 May, 2024
أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com
إنا أعطيناكِ النيل
نبيل موفق
يا سليل الفراديس
هكذا طفق يناديكبن يوسف، وأنت تهمس وحي السحر في قلب الخرطوم، لا في أذنها ليخرج الوحي فرحا ليقول
قد أعطيناكِ الأزرق، أعطيناكِ الأبيض
وقفل راجعا صوب سماوات العطاء
ترى متى التقيا ؟
قدسية الميلاد:
ترى متى التقيا ؟
وأيهما حل بهذه الديار قبل قرينه ؟
لا يهم فهما الآن قرينان حميمان، يتكئ أحدهما على كتف الآخر في حميمية سافرة تمتزج في لهاة كل منهما أغنيات بطعم الطين ونكهة الشمس الصبية التى تفتح في كل صباح نافذتها الذهبية وتومئ بعينيها لتعلن افتتاح سيمفونية الضياء أهى غواية ام هداية ؟ تلك التى تخرج من بين القلب والروح لتسيح في الطرقات غير آبهة بهتاف الطير وبسملة العابرين.
يهمس الأزرق وهو مبتسم في سعادة مشرعة، عن أن الإله وفي لحظة تجل خضراء، اهدى الأرض طفلة خضراء الدم واسعة العينين وتخير لحظة ذلك القران الأبدى المقدس لتكون باحة لرقصها، وبعد سبعة أيام من تلك اللحظة المعطرة، أسمت نفسها "توتى"
ربما استشرافا لمقدم اؤلئك القوم بعد حين من الشوق، انصاف آلهة لا يأبهون كثيرا بنبوءات الوقت قدرما يعشقون خضرة الأرض ويقال في اساطير العاشقين، أن كل واحد منهم، يحمل نهره الخاص تحت جلده تحسبا لكل مواسم الجفاف المحفوظة عمدا في كتب الوجل ومراسيل اليباس قررت أن تسمى نفسها ذلك الإسم وكان القرينان شاهدى مسرة لا يملان النظر الى عينيها، وكأنهما مستودعان لأسرار الملائكة كأنهما مأوى القادمين العاشقين، يهمس الأزرق في كل أمسية بتلك الحكاية، ولا يمل الأبيض سماعها بل ينتظر بفارغ الحب أن تنتهى ليبدأ هو في سرد اسفار السنين البيضاء التى لا تعشق سوى اللون الأسود فالأسود سيد الألوان وإمامها الوقور.
ترى متى التقيا؟
سرمدية العناق:
أبدية اللقاء
يقال أنهما وحين حانت ساعة اللقاء، ارتديا حللا مزينة بأسماء "الجروف" الحسنى كناية عن بطر المحبة فيهما وتعطرا بما تبقى من رائحة الطين السماوى، ذلك الذى أتى في رفقة الأسماء حين هبوطها من عروشها البعيدة استحالت العروق شوارعا نبتت فيها أشجار المودة وتمايلت على جنباتها سنابل الحب تشهر تقاويم السنين وتؤسس ممالك الحياة الحياة في نسختها التى نقحتها ريشة الخالق ذات لقيا، ذات قران جاء القوم واندغموا مع حراس العرس يمينا وشمالا، ونادى مناد أن حى على البقاء، حى على المحبة والنماء حضروا جميعا ليباركو ذلك القران البهيج، زرعوا الصلوات في جسد الإبتهال وغرسوا الأغنيات عميقا في مهجة المكان ومثل حبات مسبحة لا تمل من الصعود وهى تتأبط سامق الدعاء، ومن النزول وهى تدندن ببذخ وعلو الأسماء كرت السنون وتسابقت الأيام صوب مشرق الأرواح ومقاعد القلوب المحتشدة بماء لا يظمأ بعده شهيق الأرض وزفير السماء ثم جاء من قلب الجزيرة نور يسعى جلس ما بين القرينين وبدأ في تلاوة اوراد الحضور وأناشيد الحبور المضيئ، جلست الأشجار مثل "حيران" تحتضن "ليحان" اخضرارها المكين وبدأت تهتف: مدد مدد مدد يا خشن، مدد مدد مدد يا ارباب، وبدأ الأرباب يؤذن في العالمين، فأتوه من كل فج عميق، من كل موئل رحيب وتشكل جنين المحبة في رحم الأرض، ليخرج بعد حين يكلم الناس في الأرض
وضحك القرينان حتى ظهرت نواجذ موجهما، وتعانقا في وصل ينهض من الأرض ليلامس بوابات السماء، يخبر العابرين ويمد لهم نارهم، دفئا وضياء وتجسد الحضور، ثم نمت واستطالت غرسة الشغف الصبية وتفتحت فيها وردة اللقاء تداعبها الشمس في كل صباح وتكتب على خديها تذكارا صباحيا بهيا، تصحو الشارع والدروب ثم تحلق عاليا لتهمس أسرار العابرين في اذن الغيمة، وتقفل عائدة من جديد لتمضى عميقاً في خبايا الموئل الجديد بدت أقدام الخلق مثل أجنحة تلغى تماما لهف الخطوات لتتحول إلى احتضان الهواء وهى على يقين بأن الخطوات لا تقنع بما ييسره التراب من مواطئ حياة ما الذى يجرى هناك إذا؟ في قلب التيه المسيطر وفي ما يسيل من فم الوقت من تزاحمت الأكتاف لتغمر عجلة الزمان وتروض وحشة المكان.
تفتحت وردة النداء جرت مياه القرينين تعمد الأرض وتصادق السماء، سرت في اوردة القادمين العابدين العابرين العاشقين، وبدت كل الدروب وكأنها تفضى وتقود إلى قلب ال "يونيون جاك"
ومن عجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يجلس في وقار "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده.
أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا كان شارع "فيكتوريا" يبدأ مسيره من أمام القصر، وهو في المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كانوا ثلة من "باشوات" أتوا على حين غرة وفي رحالهم كل شئ ماعدا المحبة أو كان غوردون أو هوراشيو كتشنر أو من جاء بعدهم، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان في هيئته مثل مركب لم يوسع الصانع فيه براح الجلوس، وفي وسطه مسلة قصيرة المعنى تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد في وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، في الجهات الأربع أيضا
هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد
فإنا قد اعطيناه النيل يا خرطوم
abuzar_mohd5@hotmail.com
إنا أعطيناكِ النيل
نبيل موفق
يا سليل الفراديس
هكذا طفق يناديكبن يوسف، وأنت تهمس وحي السحر في قلب الخرطوم، لا في أذنها ليخرج الوحي فرحا ليقول
قد أعطيناكِ الأزرق، أعطيناكِ الأبيض
وقفل راجعا صوب سماوات العطاء
ترى متى التقيا ؟
قدسية الميلاد:
ترى متى التقيا ؟
وأيهما حل بهذه الديار قبل قرينه ؟
لا يهم فهما الآن قرينان حميمان، يتكئ أحدهما على كتف الآخر في حميمية سافرة تمتزج في لهاة كل منهما أغنيات بطعم الطين ونكهة الشمس الصبية التى تفتح في كل صباح نافذتها الذهبية وتومئ بعينيها لتعلن افتتاح سيمفونية الضياء أهى غواية ام هداية ؟ تلك التى تخرج من بين القلب والروح لتسيح في الطرقات غير آبهة بهتاف الطير وبسملة العابرين.
يهمس الأزرق وهو مبتسم في سعادة مشرعة، عن أن الإله وفي لحظة تجل خضراء، اهدى الأرض طفلة خضراء الدم واسعة العينين وتخير لحظة ذلك القران الأبدى المقدس لتكون باحة لرقصها، وبعد سبعة أيام من تلك اللحظة المعطرة، أسمت نفسها "توتى"
ربما استشرافا لمقدم اؤلئك القوم بعد حين من الشوق، انصاف آلهة لا يأبهون كثيرا بنبوءات الوقت قدرما يعشقون خضرة الأرض ويقال في اساطير العاشقين، أن كل واحد منهم، يحمل نهره الخاص تحت جلده تحسبا لكل مواسم الجفاف المحفوظة عمدا في كتب الوجل ومراسيل اليباس قررت أن تسمى نفسها ذلك الإسم وكان القرينان شاهدى مسرة لا يملان النظر الى عينيها، وكأنهما مستودعان لأسرار الملائكة كأنهما مأوى القادمين العاشقين، يهمس الأزرق في كل أمسية بتلك الحكاية، ولا يمل الأبيض سماعها بل ينتظر بفارغ الحب أن تنتهى ليبدأ هو في سرد اسفار السنين البيضاء التى لا تعشق سوى اللون الأسود فالأسود سيد الألوان وإمامها الوقور.
ترى متى التقيا؟
سرمدية العناق:
أبدية اللقاء
يقال أنهما وحين حانت ساعة اللقاء، ارتديا حللا مزينة بأسماء "الجروف" الحسنى كناية عن بطر المحبة فيهما وتعطرا بما تبقى من رائحة الطين السماوى، ذلك الذى أتى في رفقة الأسماء حين هبوطها من عروشها البعيدة استحالت العروق شوارعا نبتت فيها أشجار المودة وتمايلت على جنباتها سنابل الحب تشهر تقاويم السنين وتؤسس ممالك الحياة الحياة في نسختها التى نقحتها ريشة الخالق ذات لقيا، ذات قران جاء القوم واندغموا مع حراس العرس يمينا وشمالا، ونادى مناد أن حى على البقاء، حى على المحبة والنماء حضروا جميعا ليباركو ذلك القران البهيج، زرعوا الصلوات في جسد الإبتهال وغرسوا الأغنيات عميقا في مهجة المكان ومثل حبات مسبحة لا تمل من الصعود وهى تتأبط سامق الدعاء، ومن النزول وهى تدندن ببذخ وعلو الأسماء كرت السنون وتسابقت الأيام صوب مشرق الأرواح ومقاعد القلوب المحتشدة بماء لا يظمأ بعده شهيق الأرض وزفير السماء ثم جاء من قلب الجزيرة نور يسعى جلس ما بين القرينين وبدأ في تلاوة اوراد الحضور وأناشيد الحبور المضيئ، جلست الأشجار مثل "حيران" تحتضن "ليحان" اخضرارها المكين وبدأت تهتف: مدد مدد مدد يا خشن، مدد مدد مدد يا ارباب، وبدأ الأرباب يؤذن في العالمين، فأتوه من كل فج عميق، من كل موئل رحيب وتشكل جنين المحبة في رحم الأرض، ليخرج بعد حين يكلم الناس في الأرض
وضحك القرينان حتى ظهرت نواجذ موجهما، وتعانقا في وصل ينهض من الأرض ليلامس بوابات السماء، يخبر العابرين ويمد لهم نارهم، دفئا وضياء وتجسد الحضور، ثم نمت واستطالت غرسة الشغف الصبية وتفتحت فيها وردة اللقاء تداعبها الشمس في كل صباح وتكتب على خديها تذكارا صباحيا بهيا، تصحو الشارع والدروب ثم تحلق عاليا لتهمس أسرار العابرين في اذن الغيمة، وتقفل عائدة من جديد لتمضى عميقاً في خبايا الموئل الجديد بدت أقدام الخلق مثل أجنحة تلغى تماما لهف الخطوات لتتحول إلى احتضان الهواء وهى على يقين بأن الخطوات لا تقنع بما ييسره التراب من مواطئ حياة ما الذى يجرى هناك إذا؟ في قلب التيه المسيطر وفي ما يسيل من فم الوقت من تزاحمت الأكتاف لتغمر عجلة الزمان وتروض وحشة المكان.
تفتحت وردة النداء جرت مياه القرينين تعمد الأرض وتصادق السماء، سرت في اوردة القادمين العابدين العابرين العاشقين، وبدت كل الدروب وكأنها تفضى وتقود إلى قلب ال "يونيون جاك"
ومن عجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يجلس في وقار "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده.
أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا كان شارع "فيكتوريا" يبدأ مسيره من أمام القصر، وهو في المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كانوا ثلة من "باشوات" أتوا على حين غرة وفي رحالهم كل شئ ماعدا المحبة أو كان غوردون أو هوراشيو كتشنر أو من جاء بعدهم، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان في هيئته مثل مركب لم يوسع الصانع فيه براح الجلوس، وفي وسطه مسلة قصيرة المعنى تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد في وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، في الجهات الأربع أيضا
هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد
فإنا قد اعطيناه النيل يا خرطوم