البكاء علي اطلال بياسا في العاصمة الاثيوبية
زهير عثمان حمد
2 June, 2024
2 June, 2024
زهير عثمان حمد
من منا لا يحمل ذكريات ساحرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مدينة الجميلات والرقص والبيرة الرخيصة؟ هذه الذكريات تملأ القلب بشوقٍ لهذه العاصمة ذات النكهة الخاصة. إن الحديث عن إثيوبيا وتراثها الثقافي والعمراني في مواجهة التطور العمراني، يسلط الضوء على دولة ذات تاريخ غني ومتنوع، حيث لعبت دوراً مهماً في تاريخ البشرية. منذ انتصارها في معركة عدوة الشهيرة عام 1896، تزخر إثيوبيا بالمعالم الأثرية والقصور القديمة، مثل فندق طايتو، أحد أجمل قصور الإمبراطورة طايتو.
ومع تطور المدن وتغيرها، غالبًا ما تتأثر حياة السكان الذين يعيشون في تلك المناطق لعقود. في منطقة بياسا النابضة بالحياة في أديس أبابا، تحولت المنازل والمحلات التجارية إلى أنقاض، مما أدى إلى فقدان آلاف المواطنين لمنازلهم دون سابق إنذار أو تعويضات مناسبة. هذا القرار المؤلم لهدم المنطقة التاريخية أثار جدلاً واسعاً بين السكان وعشاق العاصمة الإثيوبية. تُظهر القصص المتداولة أن بياسا كانت أكثر من مجرد منطقة سكنية؛ كانت جزءًا من تراث وثقافة أديس أبابا.
تحتضن بياسا العديد من المعالم الثقافية الهامة مثل أول فندق في إثيوبيا (فندق تايتو)، وأول بنك (بنك أبيسينيا)، وأول قاعة سينما، وأول مسرح (هاغير فيكير)، وأول مقهى يقدم الكعك. ورغم عمليات الهدم الواسعة التي شهدتها المنطقة، ما زالت بياسا تحتفظ بإرثها الثقافي الغني.
يذكر الكاتب محمد سلمان في كتابه عن بياسا، القضايا الاجتماعية مثل التحرش الجنسي في حافلات المدينة، والتشرد، والفقر الذي يعاني منه الكثير من السكان. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بياسا بمتاجرها ومراكز التسوق والكافيهات وسوق الذهب والشركات الكبرى والكليات الجامعية.
فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، أشار الكاتب أبرها سقاي إلى وجود العديد من الإيجابيات مثل افتتاح متحف عدوة التذكاري في بياسا، الذي يخلد انتصار الإثيوبيين على الجيش الإيطالي. ورغم التغييرات، تبقى المواقع الأثرية مثل كاتدرائية القديس جورج ونصب الإمبراطور منليك الثاني محمية.
تأتي هذه التغييرات ضمن برنامج التنمية السكنية المتكاملة الذي أطلقته الحكومة الإثيوبية للتخفيف من التوسع في الإسكان غير الرسمي وتوفير السكن الرسمي للسكان المتضررين. يهدف البرنامج إلى إزالة الأحياء القديمة وتقديم وحدات سكنية مناسبة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية مثل طرق الدراجات وممرات المشاة والحدائق والمكتبات.
ومع ذلك، أثار مخطط تطوير أديس أبابا وعمليات الهدم الجدل. فقد اعتبر بعض الأكاديميين أن رئيس الوزراء آبي أحمد منفصل عن الواقع بسبب سعيه لتحويل أديس أبابا إلى "دبي شرق إفريقيا" دون مراعاة الفروقات الهائلة بين المدينتين. يعاني معظم سكان أديس أبابا من الفقر المدقع ونقص الخدمات الأساسية، بينما يخطط رئيس الوزراء لتشييد قصر إمبراطوري بتكلفة 10 مليارات دولار
الجدل حول تحديث أديس أبابا وتأثيره على التراث الثقافي , يثير مخطط تطوير أديس أبابا وعمليات الهدم الجدل الواسع بين المواطنين. يرى بعض النقاد أن رئيس الوزراء آبي أحمد منفصل عن الواقع، ويسعى لتحويل أديس أبابا إلى "دبي شرق إفريقيا" دون مراعاة الفروقات الكبيرة بين المدينتين. ذكر أكاديمي إثيوبي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن معظم سكان العاصمة البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة يعانون من الفقر المدقع، وارتفاع معدل التضخم، ونقص الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم،
في الأسابيع الأخيرة، شهدت منطقة بياسا في أديس أبابا عمليات هدم واسعة، حيث قامت الجرافات بهدم مبانٍ تاريخية يعود بعضها إلى مئة عام، ضمن مشروع "تطوير ممر أديس أبابا" الذي يهدف إلى تحديث المدينة. تعبر الناشطة سميرة عن استيائها قائلة: "تم محو تاريخنا وهويتنا" بعد هدم مكان ولادتها في بياسا التاريخية. تحولت أجزاء كبيرة من هذا الحي النابض بالحياة إلى أكوام من الحطام، حيث لم يتم إبلاغ السكان في كثير من الأحيان بمغادرة منازلهم أو محلاتهم التجارية. اختفت العديد من المواقع التاريخية والمحبوبة، بما في ذلك أول مخبز للبقلاوة في إثيوبيا، ومحلات المجوهرات، والمقاهي الشهيرة.
ويقول النقاد إن مشروع "تطوير ممر أديس أبابا" لم يُحطم فقط المباني، بل أيضًا نسيج المجتمع في بياسا، حيث كانت تجمع الناس من جميع الطبقات الاجتماعية في شوارعها المرصوفة. يُعرف حي أرادا، المعروف باسم "بيازا" من قبل قوات الاحتلال الإيطالية في الثلاثينيات، والمعروف باسم بياسا حتى اليوم، بأنه تطور حول سوق واسع في أوائل القرن العشرين. كانت هذه المجتمعات المتعددة الثقافات تشكل بيئة حضرية فريدة بمزيج متنوع من التأثيرات المعمارية.
تحمل منطقة بياسا أهمية كبيرة في تاريخ إثيوبيا، خصوصاً في فترة التوسع الجغرافي بين عامي 1889 و1925، عندما اكتسبت إثيوبيا حدودها الجغرافية الحالية وتم تقسيم البلاد إلى وحدات إدارية صغيرة تحكمها النبلاء والقادة العسكريين. تم تبني نظام الإدارة الوزارية الذي يميز البيروقراطية الإثيوبية اليوم، كما تأثرت بياسا بتطور الاتصالات والتجارة، حيث تم بناء خطوط سكك حديدية مثل خط جيبوتي - أديس أبابا، مما أثر إيجاباً على التجارة الخارجية والداخلية.
لابد مع مراعاة الجوانب المحلية والبيئية والاقتصادية. يعد الحفاظ على التراث الثقافي والعمراني جزءًا أساسياً من هوية العاصمة الإثيوبية، ويجب التوازن بين التطوير الحديث والحفاظ على هذا الإرث التاريخي الهام.
تحمل منطقة بياسا أهمية كبيرة في تاريخ إثيوبيا، خصوصاً في فترة التوسع الجغرافي بين عامي 1889 و1925، حين اكتسبت إثيوبيا حدودها الجغرافية الحالية وتم تقسيم البلاد إلى وحدات إدارية صغيرة تحت حكم النبلاء والقادة العسكريين. خلال هذه الفترة، تم تبني نظام الإدارة الوزارية الذي يميز البيروقراطية الإثيوبية اليوم. كما تأثرت بياسا بتطور الاتصالات والتجارة، حيث أدى بناء خطوط سكك حديدية مثل خط جيبوتي - أديس أبابا إلى تعزيز التجارة الخارجية والداخلية.
مع إزالة المباني في بياسا، يجب تقدير الأثر البيئي والاقتصادي لهذه الخطوة بشكل شامل، مع مراعاة الجوانب المحلية والبيئية والاقتصادية. يعد الحفاظ على التراث الثقافي والعمراني جزءًا أساسياً من هوية العاصمة الإثيوبية، ويجب التوازن بين التطوير الحديث والحفاظ على هذا الإرث التاريخي الهام.
وأخير أقول
( بياسا لم ترحل
على أنقاض بياسا،
لا أرثي رحيلًا، بل أُرثي تحولًا،
فبياسا لم ترحل، بل تحولت إلى حكاية،
حكاية مدينة تم هدمها،
ولكنّ روحها ظلت خالدة.
بياسا، يا رمز الهوية،
كيف ننسى شوارعك التي كانت تعجُّ بالحياة؟
كيف ننسى بيوتك العتيقة التي كانت تُحكي قصصًا من الماضي؟
كيف ننسى مقاهيك التي كانت تجمعُ الناس من مختلف الطبقات؟
بياسا، يا مهد الحضارة،
كيف ننسى تاريخك العريق؟
كيف ننسى إنجازاتك التي سطرتِها على صفحات التاريخ؟
كيف ننسى دوركِ في تشكيل هوية مدينتنا؟
بياسا، يا رمز الصمود،
كيف ننسى مقاومتكِ في وجهِ التغيير؟
كيف ننسى تضحياتكِ من أجل الحفاظ على تراثكِ؟
كيف ننسى إصراركِ على البقاء؟
بياسا، يا حبيبة القلب،
قد هُدمتِ جدرانكِ،
ولكنّ روحكِ ما زالت حية في قلوبنا،
ما زالت ذكراكِ خالدة في أذهاننا،
ستبقى بياسا حية إلى الأبد.
بياسا لم ترحل،
هي جزء من مدنية تم هدمها،
ولكنّها ستبقى رمزًا للصمود،
ورمزًا للهوية،
ورمزًا للحضارة.
وسوف تولد بياسا جديدة ذات يوم .
zuhair.osman@aol.com
من منا لا يحمل ذكريات ساحرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مدينة الجميلات والرقص والبيرة الرخيصة؟ هذه الذكريات تملأ القلب بشوقٍ لهذه العاصمة ذات النكهة الخاصة. إن الحديث عن إثيوبيا وتراثها الثقافي والعمراني في مواجهة التطور العمراني، يسلط الضوء على دولة ذات تاريخ غني ومتنوع، حيث لعبت دوراً مهماً في تاريخ البشرية. منذ انتصارها في معركة عدوة الشهيرة عام 1896، تزخر إثيوبيا بالمعالم الأثرية والقصور القديمة، مثل فندق طايتو، أحد أجمل قصور الإمبراطورة طايتو.
ومع تطور المدن وتغيرها، غالبًا ما تتأثر حياة السكان الذين يعيشون في تلك المناطق لعقود. في منطقة بياسا النابضة بالحياة في أديس أبابا، تحولت المنازل والمحلات التجارية إلى أنقاض، مما أدى إلى فقدان آلاف المواطنين لمنازلهم دون سابق إنذار أو تعويضات مناسبة. هذا القرار المؤلم لهدم المنطقة التاريخية أثار جدلاً واسعاً بين السكان وعشاق العاصمة الإثيوبية. تُظهر القصص المتداولة أن بياسا كانت أكثر من مجرد منطقة سكنية؛ كانت جزءًا من تراث وثقافة أديس أبابا.
تحتضن بياسا العديد من المعالم الثقافية الهامة مثل أول فندق في إثيوبيا (فندق تايتو)، وأول بنك (بنك أبيسينيا)، وأول قاعة سينما، وأول مسرح (هاغير فيكير)، وأول مقهى يقدم الكعك. ورغم عمليات الهدم الواسعة التي شهدتها المنطقة، ما زالت بياسا تحتفظ بإرثها الثقافي الغني.
يذكر الكاتب محمد سلمان في كتابه عن بياسا، القضايا الاجتماعية مثل التحرش الجنسي في حافلات المدينة، والتشرد، والفقر الذي يعاني منه الكثير من السكان. بالإضافة إلى ذلك، تتميز بياسا بمتاجرها ومراكز التسوق والكافيهات وسوق الذهب والشركات الكبرى والكليات الجامعية.
فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، أشار الكاتب أبرها سقاي إلى وجود العديد من الإيجابيات مثل افتتاح متحف عدوة التذكاري في بياسا، الذي يخلد انتصار الإثيوبيين على الجيش الإيطالي. ورغم التغييرات، تبقى المواقع الأثرية مثل كاتدرائية القديس جورج ونصب الإمبراطور منليك الثاني محمية.
تأتي هذه التغييرات ضمن برنامج التنمية السكنية المتكاملة الذي أطلقته الحكومة الإثيوبية للتخفيف من التوسع في الإسكان غير الرسمي وتوفير السكن الرسمي للسكان المتضررين. يهدف البرنامج إلى إزالة الأحياء القديمة وتقديم وحدات سكنية مناسبة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية مثل طرق الدراجات وممرات المشاة والحدائق والمكتبات.
ومع ذلك، أثار مخطط تطوير أديس أبابا وعمليات الهدم الجدل. فقد اعتبر بعض الأكاديميين أن رئيس الوزراء آبي أحمد منفصل عن الواقع بسبب سعيه لتحويل أديس أبابا إلى "دبي شرق إفريقيا" دون مراعاة الفروقات الهائلة بين المدينتين. يعاني معظم سكان أديس أبابا من الفقر المدقع ونقص الخدمات الأساسية، بينما يخطط رئيس الوزراء لتشييد قصر إمبراطوري بتكلفة 10 مليارات دولار
الجدل حول تحديث أديس أبابا وتأثيره على التراث الثقافي , يثير مخطط تطوير أديس أبابا وعمليات الهدم الجدل الواسع بين المواطنين. يرى بعض النقاد أن رئيس الوزراء آبي أحمد منفصل عن الواقع، ويسعى لتحويل أديس أبابا إلى "دبي شرق إفريقيا" دون مراعاة الفروقات الكبيرة بين المدينتين. ذكر أكاديمي إثيوبي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن معظم سكان العاصمة البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة يعانون من الفقر المدقع، وارتفاع معدل التضخم، ونقص الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم،
في الأسابيع الأخيرة، شهدت منطقة بياسا في أديس أبابا عمليات هدم واسعة، حيث قامت الجرافات بهدم مبانٍ تاريخية يعود بعضها إلى مئة عام، ضمن مشروع "تطوير ممر أديس أبابا" الذي يهدف إلى تحديث المدينة. تعبر الناشطة سميرة عن استيائها قائلة: "تم محو تاريخنا وهويتنا" بعد هدم مكان ولادتها في بياسا التاريخية. تحولت أجزاء كبيرة من هذا الحي النابض بالحياة إلى أكوام من الحطام، حيث لم يتم إبلاغ السكان في كثير من الأحيان بمغادرة منازلهم أو محلاتهم التجارية. اختفت العديد من المواقع التاريخية والمحبوبة، بما في ذلك أول مخبز للبقلاوة في إثيوبيا، ومحلات المجوهرات، والمقاهي الشهيرة.
ويقول النقاد إن مشروع "تطوير ممر أديس أبابا" لم يُحطم فقط المباني، بل أيضًا نسيج المجتمع في بياسا، حيث كانت تجمع الناس من جميع الطبقات الاجتماعية في شوارعها المرصوفة. يُعرف حي أرادا، المعروف باسم "بيازا" من قبل قوات الاحتلال الإيطالية في الثلاثينيات، والمعروف باسم بياسا حتى اليوم، بأنه تطور حول سوق واسع في أوائل القرن العشرين. كانت هذه المجتمعات المتعددة الثقافات تشكل بيئة حضرية فريدة بمزيج متنوع من التأثيرات المعمارية.
تحمل منطقة بياسا أهمية كبيرة في تاريخ إثيوبيا، خصوصاً في فترة التوسع الجغرافي بين عامي 1889 و1925، عندما اكتسبت إثيوبيا حدودها الجغرافية الحالية وتم تقسيم البلاد إلى وحدات إدارية صغيرة تحكمها النبلاء والقادة العسكريين. تم تبني نظام الإدارة الوزارية الذي يميز البيروقراطية الإثيوبية اليوم، كما تأثرت بياسا بتطور الاتصالات والتجارة، حيث تم بناء خطوط سكك حديدية مثل خط جيبوتي - أديس أبابا، مما أثر إيجاباً على التجارة الخارجية والداخلية.
لابد مع مراعاة الجوانب المحلية والبيئية والاقتصادية. يعد الحفاظ على التراث الثقافي والعمراني جزءًا أساسياً من هوية العاصمة الإثيوبية، ويجب التوازن بين التطوير الحديث والحفاظ على هذا الإرث التاريخي الهام.
تحمل منطقة بياسا أهمية كبيرة في تاريخ إثيوبيا، خصوصاً في فترة التوسع الجغرافي بين عامي 1889 و1925، حين اكتسبت إثيوبيا حدودها الجغرافية الحالية وتم تقسيم البلاد إلى وحدات إدارية صغيرة تحت حكم النبلاء والقادة العسكريين. خلال هذه الفترة، تم تبني نظام الإدارة الوزارية الذي يميز البيروقراطية الإثيوبية اليوم. كما تأثرت بياسا بتطور الاتصالات والتجارة، حيث أدى بناء خطوط سكك حديدية مثل خط جيبوتي - أديس أبابا إلى تعزيز التجارة الخارجية والداخلية.
مع إزالة المباني في بياسا، يجب تقدير الأثر البيئي والاقتصادي لهذه الخطوة بشكل شامل، مع مراعاة الجوانب المحلية والبيئية والاقتصادية. يعد الحفاظ على التراث الثقافي والعمراني جزءًا أساسياً من هوية العاصمة الإثيوبية، ويجب التوازن بين التطوير الحديث والحفاظ على هذا الإرث التاريخي الهام.
وأخير أقول
( بياسا لم ترحل
على أنقاض بياسا،
لا أرثي رحيلًا، بل أُرثي تحولًا،
فبياسا لم ترحل، بل تحولت إلى حكاية،
حكاية مدينة تم هدمها،
ولكنّ روحها ظلت خالدة.
بياسا، يا رمز الهوية،
كيف ننسى شوارعك التي كانت تعجُّ بالحياة؟
كيف ننسى بيوتك العتيقة التي كانت تُحكي قصصًا من الماضي؟
كيف ننسى مقاهيك التي كانت تجمعُ الناس من مختلف الطبقات؟
بياسا، يا مهد الحضارة،
كيف ننسى تاريخك العريق؟
كيف ننسى إنجازاتك التي سطرتِها على صفحات التاريخ؟
كيف ننسى دوركِ في تشكيل هوية مدينتنا؟
بياسا، يا رمز الصمود،
كيف ننسى مقاومتكِ في وجهِ التغيير؟
كيف ننسى تضحياتكِ من أجل الحفاظ على تراثكِ؟
كيف ننسى إصراركِ على البقاء؟
بياسا، يا حبيبة القلب،
قد هُدمتِ جدرانكِ،
ولكنّ روحكِ ما زالت حية في قلوبنا،
ما زالت ذكراكِ خالدة في أذهاننا،
ستبقى بياسا حية إلى الأبد.
بياسا لم ترحل،
هي جزء من مدنية تم هدمها،
ولكنّها ستبقى رمزًا للصمود،
ورمزًا للهوية،
ورمزًا للحضارة.
وسوف تولد بياسا جديدة ذات يوم .
zuhair.osman@aol.com