بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار (٣) !!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
26 November, 2024
26 November, 2024
مر القطار بمدافن كانت محطة اسمها ( اوبو ) حدثت فيها كارثة تصادم قطارين أحدهما ( ناقل للبشر ) وصل للتو الي المحطة وبدأ الركاب يطلعون وينزلون وبعضهم يبحث عن طعام وآخرون يمارسون رياضة المشي في زمن التوقف هذا ليريحوا عضلاتهم من التوتر الذي أصابها بسبب ( القعدة ) الطويلة التي تكاد تجمد الدم في العروق وتجعل الاقدام متورمة متل الكرة أو ( الجراب ) عندما ينفخ فيه الهواء ... والقطار نفسه بدأ يلتقط أنفاسه من كثرة اللهاث الذي ظل يعانيه وهو يزحف صعودا الي مبتغاه في اعلي الجبل مدينة الثغر الباسم التي دائما ما تتلقاه بالشوق والحنين والاحضان الدافئة ...
ومن غير سابق اعلان أو أنذار فاجأ الناس جميعا قطار ( ناقل للبضائع ) دخل المحطة بكل مايحمل من تهور ولا مبالاة وسار في نفس المجري الذي يستريح فيه زميله قطار الركاب وكان لابد أن يفعل ذلك لأن ( المحولجي ) في ذاك اليوم الاسود الحزين ربما أخذته سنة من نعاس فغاب عن خاطره أن يقوم بواجبه في فصل الخطوط حتي لا يحصل ما لا يحمد عقباه وجاءت الكارثة كما هو متوقع في مثل هذه الأحوال عندما يغفل البعض عن أداء واجباتهم بدقة وصرامة خاصة تلك الواجبات التي التفريط فيها هو مسألة حياة أو موت مع الدمار الشامل !!..
وجد قطار البضاعة الطريق سالكا فدخل من غير ( تابلت ) الي المنطقة الحرام وضرب بقوة علي ام رأس أخيه لدرجة أن مقدمته واصلت سيرها الي اعلي عربة القيادة بالقطار المعتدي عليه واستقرت المقدمة معلقة ومعها كامل مركز القيادة تماما فوق القطار الواقف المكتظ في داخله وخارجه بالمسافرين الذين في تلك اللحظات الصعبة كانوا في حركة دائبة كل منهم مشغول بأمر من الأمور يقوم به ريثما تنتهي حصة الاستراحة ومن ثم يستأنف قطارهم المسير ...
وماهي الا لحظات وقد استحال كل هذا الصخب والنشاط الي سكون عميق ومن بقي حيا في ذاك اليوم الذي حول المحطة وكأنها ساحة حرب من كثرة الدماء المتدفقة والاشلاء الممزقة والأمتعة المبعثرة كان من شدة الذهول لايكاد يقوي علي شيء ولا يدري أين موضعه في خريطة العالم ...
إزاء هذا الوضع المأساوي تم دفن كل الضحايا بالمحطة التي لم تعد محطة بعد أن تحولت إلي مقابر وصارت القطارات تمر بها ولا تتوقف ويشاهد الركاب لدقائق معدودة شواهد القبور ويقومون بواجب رفع كف الضراعة الي الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نواصل المسلسل إن شاء الله سبحانه وتعالى .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
ومن غير سابق اعلان أو أنذار فاجأ الناس جميعا قطار ( ناقل للبضائع ) دخل المحطة بكل مايحمل من تهور ولا مبالاة وسار في نفس المجري الذي يستريح فيه زميله قطار الركاب وكان لابد أن يفعل ذلك لأن ( المحولجي ) في ذاك اليوم الاسود الحزين ربما أخذته سنة من نعاس فغاب عن خاطره أن يقوم بواجبه في فصل الخطوط حتي لا يحصل ما لا يحمد عقباه وجاءت الكارثة كما هو متوقع في مثل هذه الأحوال عندما يغفل البعض عن أداء واجباتهم بدقة وصرامة خاصة تلك الواجبات التي التفريط فيها هو مسألة حياة أو موت مع الدمار الشامل !!..
وجد قطار البضاعة الطريق سالكا فدخل من غير ( تابلت ) الي المنطقة الحرام وضرب بقوة علي ام رأس أخيه لدرجة أن مقدمته واصلت سيرها الي اعلي عربة القيادة بالقطار المعتدي عليه واستقرت المقدمة معلقة ومعها كامل مركز القيادة تماما فوق القطار الواقف المكتظ في داخله وخارجه بالمسافرين الذين في تلك اللحظات الصعبة كانوا في حركة دائبة كل منهم مشغول بأمر من الأمور يقوم به ريثما تنتهي حصة الاستراحة ومن ثم يستأنف قطارهم المسير ...
وماهي الا لحظات وقد استحال كل هذا الصخب والنشاط الي سكون عميق ومن بقي حيا في ذاك اليوم الذي حول المحطة وكأنها ساحة حرب من كثرة الدماء المتدفقة والاشلاء الممزقة والأمتعة المبعثرة كان من شدة الذهول لايكاد يقوي علي شيء ولا يدري أين موضعه في خريطة العالم ...
إزاء هذا الوضع المأساوي تم دفن كل الضحايا بالمحطة التي لم تعد محطة بعد أن تحولت إلي مقابر وصارت القطارات تمر بها ولا تتوقف ويشاهد الركاب لدقائق معدودة شواهد القبور ويقومون بواجب رفع كف الضراعة الي الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نواصل المسلسل إن شاء الله سبحانه وتعالى .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com