الرئيس الارتيري في حوار مع “البيان”: وحدة السودان خط أحمر والعلاقات مع اثيوبيا تنتظر ازالة المرارات القديمة

 


 

 


اعتبر اسياسي افورقي الرئيس الارتيري ان وحدة السودان خط احمر لان انفصال اي جزء منه سيضر حتماً بدول الجوار واكد على عدم وجود اي تباعد في العلاقة بين الخرطوم واسمرا مشيراً الى ان الهدف الاساسي هو ايجاد حل سياسي شامل للمشكلة السودانية. لكن افورقي اشار الى ان العلاقات مع اثيوبيا تحتاج الى وقت لإزالة المرارات القديمة التي خلفتها تجربة الماضي.

وقال الرئيس الارتيري في حوار شامل مع "البيان" ان الولايات المتحدة جاءت متأخرة في الحرب على الارهاب الغريب على المنطقة التي سبقت واشنطن في ملاحقته ولم ينس افورقي الاشادة بعلاقة بلاده مع الدول العربية عامة ودول الخليج خاصة مشيدا في ذات الوقت بتجربة دبي التي قال انها نموذج لنجاح العقلية العربية في الابداع والتطور.

والى نص الحوار:

ـ دعنا نبدأ بالأوضاع الداخلية حيث اننا نعرف ان الحرب عطلت الكثير من المشاريع السياسية والاقتصادية كيف تنظرون للأوضاع الان وافاق مشاريعكم السياسية والاقتصادية؟

ـ الواقع لقد حققنا الكثير رغم ان الحرب كانت مدمرة وعطلت الكثير من المشاريع الا انها حققت لنا بعض النتائج الايجابية في عدة مجالات ولعلها ساهمت كثيراً في تعبئة شعبية تجاه عملية البناء والتنمية نراها في مشاريع بنى تحتية وارتفاع معدلات النمو وغيرها.

ـ كيف تنظرون لمستقبل العلاقات مع اثيوبيا.. وهل يمكن تحقيق اي قدر من التعايش بين البلدين.. وكيف؟

ـ اي انسان ينبغي ان يكون متفائلاً.. بالنسبة لتجربة ثلاثين عاما من الكفاح. لم يتصور احد أنه يمكن التعايش والان بعد مرور ست سنوات المرارات المرتبطة بالدمار، الاساءة لحسن نوايانا والاستمرار في زيادة هذه المرارات من قبل اثيوبيا واخرها هو وضع العراقيل امام تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية والتصريحات المستمرة.

اضف الى ذلك مرارات الارتيريين الذين دفعوا ثمناً غاليا بدون مبرر قانوني او اخلاقي، هذه المرارات قد تزول يوم ما ولكن في هذه اللحظة لا يمكن ان تكون هناك علاقات لان المسألة تحتاج الى وقت والتطورات على ارض الواقع لا تشجع على تغير النفوس وتشجيع الناس للتأمل والتفكير في ترتيب جديد.

ـ شهدنا مصافحة بينك وزيناوي وأنتما شركاء في الايغاد وفي منظمة الوحدة الافريقية الا تساعد كل هذه الاشياء في بلورة واقع جديد لعلاقات بينكم واثيوبيا؟

ـ صراحة.. اقول نفسيا المسألة تبدو صعبة اولا الحرب وما ترتب عليها لم يكن مبررا وكذلك العراقيل التي تصنعها اثيوبيا ومنذ ابريل من العام الماضي تضع العراقيل في ترسيم الحدود ولو تم ترسيم الحدود كان يمكن ان تكون هناك امكانية لتقارب وتحسين العلاقات ولكن بالعكس كل يوم تزداد المرارة ولا يمكن ان يكون الانسان مخادعاً للواقع واحساسه واحساس شعبه ويتحدث عن امكانية في تغيير واقع العلاقات والحرب التي فرضتها اثيوبيا.

ـ دعنا ننتقل الى موضوع اخر يتعلق بعلاقاتكم بالحكومة السودانية فمؤخرا لاحظنا بعض المؤشرات عن تقارب كيف تنظر إلى العلاقات مع السودان؟

ـ اصلا لا يوجد تباعد مع السودان.. المشكلة بعد عام 1989م ومجيء ثورة الانقاذ وخيارات النظام المعادية للدول المجاورة في هذه الفترة ولقد اخفقت كل هذه الاجندة وفشلت في خلق سلام مع الواقع الاقليمي والواقع السوداني وبعد اربعة عشر عاما ننظر الى التجربة السودانية فنجد ان الكل يتفق على فشل هذه السياسات داخل السودان وعلى مستوى الاقليم ودولياً.

وقد قلنا مرارا ان هناك امكانية للتعامل في ضوء المتغيرات التي حدثت داخل السودان خلال الاربعة اعوام الماضية وبدأنا التعامل مع النظام السوداني بواقعية ودون مبالغة ودون النظر الى السياسات التي حدثت واستطيع القول ان الامور كانت تسير ومازالت في تحسن وبغض النظر عن التصريحات التي نسمعها من بعض المسئولين التي تحاول تضخيم التباين وهذا امر بلا معنى.

وأعتقد ان الامور تتحسن بمرور الزمن وداخليا ايضا تتحسن الامور لحل المشاكل وكذلك تحسن العلاقات مع دول الجوار ولعلنا نكتشف ذلك من خلال العلاقات مع مصر والتي كانت من أسوأ العلاقات في المنطقة حيث كانت محاولة اغتيال الرئيس مبارك والان هناك امكانية للعمل بين مصر والسودان سواء كان لحل المشاكل الداخلية او لخلق مناخ مستقر للتعاون بين البلدين.

ـ نسمع بين حين واخر تصريحات سلبية الى اي مدى يمكن ان تؤثر هذه التصريحات في مسار العلاقات؟

ـ يجب ألا ننجر لتصريحات نارية غير مسئولة من جانب بعض المسئولين السودانيين ونحن حقيقة لا نتأثر بهذه التصريحات ونسعى بشكل دؤوب لعدم التراجع عن الخط الذي انتهجناه وهو التعامل مع المتغيرات والتركيز على الايجابيات في هذه العلاقات دون تضخيم السلبيات.

ـ على ضوء التطورات السياسية السودانية الداخلية كيف تنظرون لمستقبل علاقاتكم خاصة وأنكم تملكون علاقات متوازنة مع الحكومة والمعارضة ومع الحركة الشعبية ـ ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه ارتيريا للحفاظ على وحدة السودان؟

ـ يجب ان نميز في هذا الامر ان العلاقات مع السودان ركيزتها الشعب السوداني.. الحكومات تجيء وتذهب والمعارضة قد تكون غدا مع الحكومة، هذه ظواهر سياسية لا تأثير لها على العلاقات مع الشعب السوداني.. فعلاقات الشعبين أزلية واستراتيجية ومميزة لا يمكن ان تتأثر بأي تطورات سياسية..

المشكلة السياسة الداخلية في السودان حدثت بعد الاستقلال وخاصة مشكلة الجنوب التي تحتاج الى حلول حتى مجيء ثورة الانقاذ في عام 1989م بأجندة معينة لم يكن مساعدا في حل هذه المشاكل ولكن كما اسلفت هذه الامور تتحسن في ظل المتغيرات التي أشرت لها حتى يمكن الوصول الى حل سياسي شامل لمشاكل السودان شمالا وجنوبا..

وضعية الحركة الشعبية والمفاوضات ومحاولات الايغاد تساهم في هذه العملية بشكل ايجابي حتى يأتي الحل سودانيا خالصاً والهدف هو استقرار وازدهار الشعب السوداني لان هناك مردوداً لارتيريا من كل هذا خاصة وان مثل هذا الامر يزيل التناقضات والمشاكل ويسهم في تطوير وتفعيل هذه العلاقات بصورة اكثر ايجابية.. الهدف الاستراتيجي لنا في التعامل مع الحكومة والمعارضة هو السعي لايجاد حل سياسي شامل في السودان. يقوم به السودانيون انفسهم وما يقوم به الاخرون هو دور ثانوي وهو تعزيز الحل..

ونحن موقفنا ليس مع الحكومة او المعارضة وانما مع الشعب السوداني وهو كفيل ان يحقق طموحاته ونعرف ان هناك فرصاً عديدة ضاعت من الشعب السوداني لذلك فان القوى السياسية حكومة او معارضة تعمل على ايجاد حل لهذه المشاكل وأملنا كبير ان يتحقق ذلك حتى يتحقق الاستقرار والازدهار للشعب السوداني.

ـ واقع الحال السوداني يواجه اختبارات حقيقية مع وجود عدد من التنظيمات المسلحة في الشمال والغرب والجنوب.. كيف تنظر ارتيريا لوحدة السودان؟

ـ الواقع ان ما نراه هو افرازات للوضع السياسي من كان يتوقع حدوث انفجارات في دارفور مثلا؟.. المشكلة في جنوب السودان قد تكون موروثة منذ الاستقلال ولكن المشاكل الاخرى افرازات للاوضاع السياسية وأنا على قناعة ان اي انفصال جنوب او غرب او شرق غير مقبول وهذه ليست قناعة عاطفية وانما الواقع السوداني لا يسمح لانها ستضر به كما انها ستضر بدول الجوار..

وحدة السودان مسألة اساسية واستقرار السودان مرتبط بكل دول الجوار التسع وله مردود ايجابي لكل دول الجوار وأي محاولة انفصالية ستضر بالمجموعة التي تسعى اليه، صحيح حق تقرير المصير مشروع انساني.

ولكن هذا لا يعني ان حق تقرير المصير ينبغي ان يأتي تلقائيا ففي عام 1994م عندما جاءت ايغاد بمبادئها العامة حق تقرير المصير كان مطروحا ولكن ليس بمفهوم انفصال الجنوب عن الشمال، تظلمات الجنوبيين يجب ان تُعامل سياسيا في اطار وحدة السودان وحتى الجنوبيين ليس لديهم مفهوم الانفصال قد يكون بعض الجهات عندها هذا التوجه.. الجنوبيون يطالبون بحقوق ومساواة داخل السودان الموحد.

ـ التقارب السوداني الارتيري يعتقد البعض ان هناك قوى داخل الخرطوم تمنعه هل هذا صحيح وما هي مصلحة هذه القوى في منع هذا التقارب؟

ـ قد يكون هناك بعض الافراد المأجورين ترى في تعقيد العلاقات بين الحكومتين مصلحة خاصة لا تخدم السودان ولا حكومة ارتيريا ولا الشعبين وانا اقول هؤلاء هم الأشخاص اصحاب التصريحات غير المسئولة وغير البناءة وسؤالي هل هذه المواقف معبرة عن مصلحة الحكومة والشعب السوداني؟
 
قد تكون هناك عوامل اقليمية ودولية تؤدي الى اعتقاد بعض المسئولين السودانيين الى انها تمثل فرصة سانحة لهم لتعقيد الاوضاع بين ارتيريا والسودان ونحن لا نعطي المسألة اكبر من حجمها ونعتبرها تهريجاً.

ـ هل صحيح انكم محاصرون خاصة بعد قيام التحالف الاثيوبي السوداني اليمني؟

ـ استطيع ان اقول ان هناك استراتيجية اثيوبية لمحاصرة ارتيريا من خلال خلق علاقات معينة مع بعض المسئولين في السودان وخلق فتنة بين السودان وارتيريا ومحاولة لاقحام اليمن ومحاولة في جيبوتي في اطار استراتيجية اثيوبية لمحاصرة ارتيريا والاساءة لعلاقاتنا مع اميركا واوروبا وحتى في العالم العربي.

وبعض الموظفين السودانيين اصبحوا يوظفون لخلق تشويش في العالم العربي.. وهذه اوهام اثيوبية لن تنجح وسيفشل كما فشلت اثيوبيا في تحقيق مطامعها من خلال الحرب التي فرضتها والان هي تعيش في غليان غير معروف الى أي اتجاه سيصل بها..

والنظام الاثيوبي يتوهم ان محاصرة ارتيريا سيساعده على التخلص من التحديات الداخلية التي يواجهها قد يكون نجح في استقطاب بعض المسئولين السودانيين ولكنه قطعا فشل في خلق تحالف عريض وحصار لارتيريا وحتى محاولات خلق فتنة بين الشعبين الارتيري والسوداني وتبني ما يسمى بالمعارضة فهذا وضع فشل.. وهناك عناصر داخل الحكومة السودانية تجاري هذا الامر لانها حقيقة لا تريد حلاً سياسياً شاملاً للمشكلة السودانية وهذه العناصر تتفق مع اثيوبيا وهي ظاهرة تدل على ضعف هذه العناصر.

ـ فيما يتعلق باليمن بعد حل مشكلة الحدود دوليا لماذا لم تتطور العلاقات اليمنية الارتيرية؟

ـ صحيح علاقتنا لم ترتق الى المستوى المطلوب.. وهذا الامر ليس وراءه نوايا سيئة سواء ان كان من اليمن او ارتيريا.. والعلاقات تحتاج الى تحريك خاصة وان التطورات الاقليمية الاخيرة سواء في العراق او غيرها قد تكون اثرت في خلق ديناميكية في علاقات البلدين.. ولا يوجد سبب في هذا الجمود للعلاقات مع اليمن.

ـ فيما يتعلق بالحرب على الارهاب.. ما هو الدور الارتيري في هذه الحرب.. وكيف تقيمون علاقاتكم مع الولايات المتحدة الاميركية؟

ـ قد يرى بعض المراقبين ان هناك تحالفاً ضد الارهاب تقوده الولايات المتحدة الاميركية ولكن الواقع ان الولايات المتحدة الاميركية اتت متأخرة في موضوع الارهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر والأحداث في التسعينيات وادارة كلينتون لم تكن لها رؤية واضحة تجاه الارهاب في هذا الزمن في السودان لم يكن هناك وعي صحيح للمنظمات الارهابية وبالنسبة لنا المشاكل جاءت بعد ثورة الانقاذ في الخرطوم والمؤتمرات الشعبية الاسلامية والنشاط الذي كان يستخدم في ارض السودان للقيام بأعمال تخريبية والشعب الارتيري والسوداني شعبان العلاقات بينهما تتجاوز كل الاطر.

حتى جاءت الايديولوجية التي تبناها نظام الانقاذ وعانينا من اعمال تخريبية تمثلت في زرع الالغام والاغتيالات حتى وصلنا الى القطيعة عام 1994م واستيقظت اميركا بعد احداث سبتمبر وحقيقة نظرتنا للارهاب وهو جسم غريب على منطقتنا وجاء الاميركيون متأخرين للاسهام في محاربة هذه الايديولوجية ومحاربة الارهاب بالنسبة لنا اساسية وهي قضية استقرار اقليمي وقضية ازدهار وتنمية لشعوب المنطقة.

ـ دعنا ننتقل الى مسألة اخرى تتعلق بانضمامكم للجامعة العربية والى اين وصلت؟

ـ لدينا مراقب في الجامعة العربية.. وما زلنا نقول ان الانضمام للجامعة العربية خيار سياسي ومع احترامي لكل الاسهامات لتقوية الجامعة العربية وخلق منظمة اقليمية فاعلة وقد كانت تحفظاتنا عبر السنين لهذه المنظمة وفعالياتها مازالت في محلها ولكننا اخترنا ان نكون داخل البيت والتعامل مع الواقع فعلاقتنا مع المنطقة العربية في احسن حالاتها والجامعة العربية هي قضية خاصة ويجب ان ينظر للعلاقات الارتيرية العربية من زاوية وعلاقات ارتيريا مع الجامعة العربية من زاوية اخرى.

ـ هناك عدة مشروعات مطروحة لتفعيل وتطوير الجامعة العربية كيف تنظرون لهذه المشاريع وهل تعتقدون ان هذه المؤسسة الاقليمية يمكن ان تفعل وتتطور ومن ثم اقناعكم بعضوية كاملة؟

ـ دعنا نكون واقعيين.. لقد تعاملنا بشكل ايجابي مع هذا الموضوع.. كل العرب يريدون منظمة فعالة لتحقيق نتائج سياسية واقتصادية ملموسة هذه نظرة الشعوب بالنسبة للحكومات هناك ترتيبات موجودة ولا نتوقع ان تحدث معجزة وهناك عوامل خارجية تؤثر والمشكلات الداخلية هي التي تعيق تطوير الجامعة العربية.. هناك استعداد وحسن نوايا ولكي نتوقع نتائج ملموسة لابد من الاستمرار في الجهود البناءة لخلق منظمة فعالة ومشاريع الاصلاحات الايجابية نأمل ان تؤدي الى تفعيل الجامعة العربية.

ـ بعد الحادي عشر من سبتمبر عادت الكثير من الرساميل العربية من اميركا واوروبا الا اننا نلاحظ ان نصيب ارتيريا ضعيف ان لم يكن صفراً فهل هناك عوائق تحول دون الاستثمار في ارتيريا؟

ـ حققنا اشياء كثيرة منذ الاستقلال ولكن لاتزال تحتاج الى المزيد من الجهود في كل القطاعات.. وقد جاءت الحرب لتدمر ما بنيناه من جانب وخلق مناخ غير صحي وقد تمكنا من معالجة مشكلة الدمار وحاولت بناء مناخ استثماري وتجاري والاقبال كبير من العالم واوروبا والسؤال الذي نطرحه على انفسنا هل حققنا مشاريع بنى تحتية تساعد على خلق مناخ استثماري جيد؟ اقول ما زلنا نحتاج الى وقت الى اكمال المهمة الا ان ذلك لا يمنع من تشجيع المستثمرين للدخول الى السوق الارتيري.

ـ هل هناك اي استثمار عربي ملفت وما هي استراتيجيتكم في هذا الاطار؟

ـ المستثمرون نوعان احدهما من داخل المنطقة والاخر من خارجها، وقد تكون لدينا علاقات تعاون مع اوروبا وغيرها ولكن علاقتنا الاستراتيجية في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري هي مع المنطقة العربية والاقبال كبير وهناك مساهمات مع الصناديق العربية في مشاريع الكهرباء والسدود ومشاريع بنية تحتية في الكثير من المجالات ومساهمات لا يستهان بها.

وما يهمنا توجيه هذه الاستثمارات في ناحية القطاع الخاص في مجالات السياحة والثروة السمكية التصنيع مصانع مواد البناء وكل هذه المجالات تحتاج الى استثمار خارجي واعطاء امتياز للمستثمرين العرب لانهم الاقرب لنا ثقافيا وتربطنا مصالح مشتركة والهدف النهائي هو الاسهام في خلق قوة اقتصادية عربية حتى نستطيع التعامل مع الاخرين.. والمجال مفتوح للاستثمار العربي في كل المجالات.. واعتقد ان الوضع الان افضل مما كان خاصة بعد التخوفات التي افرزتها الحرب والتي نستطيع القول انها زالت.

ـ هل تعتقد ان الوقت مناسب للاستثمار العربي والخليجي وما هي الرسالة التي يمكن ان توجهها للمستثمر الخليجي تحديدا؟

ـ الواقع ان هناك مشكلة تخصنا في ارتيريا وهي غياب خطة ترويجية توفر المعلومات اللازمة للمستثمر الخليجي كما نشكو غياب العمل الاعلامي لترويج الفرص الاستثمارية كما لا توجد علاقات بين الغرف التجارية ونحن نرمي باللوم على الغرفة التجارية الارتيرية التي لا تقوم بدورها لذلك لا يمكن ان نخلق علاقات تجارية مع الاخرين دون توفير المعلومات اللازمة لذلك فاننا مع خيار تشجيع زيارات خليجية للوقوف على الأوضاع على الطبيعة والواقعة لاكتشاف الفرص..

ولابد من عمل دؤوب من المؤسسات الارتيرية لتوصيل المعلومة الى المستثمر الخليجي. فالمسألة مرتبطة بامكانيات توصيل المعلومة.

ـ العلاقات الارتيرية الخليجية كيف تحققها وكيف نرى افاق مستقبلها؟

ـ بالطبع الحديث عن التاريخ ومواقف هذه الدول وهذه الشعوب التي دعمت نضال الشعب الارتيري خلال ثلاثين عاما من الكفاح المسلح والمساهمات الحكومية في تشييد مشاريع بنية تحتية والعواطف تجاه ارتيريا كل ذلك موجود ولكن تفعيل هذه العواطف يحتاج الى عمل جاد في المجالات الاقتصادية والاستثمارية خاصة وان هناك ارادة سياسية موجودة وهناك تعاطف مع قضايا ارتيريا والمهم هو تحويل هذه العلاقات المتميزة الى عمل جاد حتى تقوى العلاقة بين الشعوب.

ـ قمت مؤخرا بزيارة لامارة دبي كيف ترى التجربة في دبي والى اي مدى يمكن الاستفادة منها في ارتيريا؟

ـ الواقع تجربة دبي جديرة بالوقوف عليها والاستفادة منها ايضا وهي حقيقة تمثل نموذجا بنجاح العقلية العربية في الابداع وتطوير الواقع ولقد رأينا في دبي حالة من التطور تشهد على كفاءة وامكانات القائمين على امرها وعلى رأسهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

اجرى الحوار في اسمرا _ محمد عوض:


 

آراء