حوار مع الدكتور الترابي
رئيس التحرير: طارق الجزولي
27 November, 2008
27 November, 2008
المقدمة:
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي الإسلاميون ليسو هم الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد (فحزب الأمة كان الأول والشيوعي كان الثاني ونحن الثالث) وتابع (يريدون أن يجلس الترابي تحت قدميهم ويقبلها ويقول أعتذر لكم) -من الانقلاب- (طيب ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا). ودعا لأن يترك الأمر للشعب (يدين من يدين ويعذر من يعذر).
وذكر الترابي أن كل السياسيين خطاؤون والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وأكد الترابي ان من ضمن مكاسب الإنقاذ رفع تحرير المرأة والدخول على البترول وبسط التعليم ومن مثالبها الطغيان والكتمان وكبت الحريات فأصبح السودانيون الآن بدون وعي سياسي وقال إن الأمريكان يرون أن الديمقراطية قد تأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها فهم لا يتحدثون عنها ويقولون نريد السلام أولاً ثم نأتي بالديمقراطية لاحقاً ودعا الترابي الحكومة أن لا تجرب ما جرب وأخفق في دارفور (ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وإلا تجلس معهم بصفة ثنائية فإنه إذا أجدى ذلك في الجنوب فلن يجدي في دارفور).
وقال (من الخير لنا مسليمن وغير مسلمين أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط
رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء)
إلى تفاصيل الحوار.
الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار شامل مع الأيام
الترابي: كفروني وألفوا الكتب
إذا انفصل الجنوب فالمرض سينتقل ويصيب الغرب والشرق
السياسة مثل لعبة الكرة فيها الخلاف وفيها التنافس
ثلاث منقصات في مشاكوس.. والحكومة والحركة يريدان الانتصار فقط
المقدمة
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي الإسلاميون ليسو هم الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد (فحزب الأمة كان الأول والشيوعي كان الثاني ونحن الثالث) وتابع (يريدون أن يجلس الترابي تحت قدميهم ويقبلها ويقول أعتذر لكم) -من الانقلاب- (طيب ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا). ودعا لأن يترك الأمر للشعب (يدين من يدين ويعذر من يعذر).
وذكر الترابي أن كل السياسيين خطاؤون والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وأكد الترابي ان من ضمن مكاسب الإنقاذ رفع تحرير المرأة والدخول على البترول وبسط التعليم ومن مثالبها الطغيان والكتمان وكبت الحريات فأصبح السودانيون الآن بدون وعي سياسي وقال إن الأمريكان يرون أن الديمقراطية قد تأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها فهم لا يتحدثون عنها ويقولون نريد السلام أولاً ثم نأتي بالديمقراطية لاحقاً ودعا الترابي الحكومة أن لا تجرب ما جرب وأخفق في دارفور (ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وإلا تجلس معهم بصفة ثنائية فإنه إذا أجدى ذلك في الجنوب فلن يجدي في دارفور).
وقال (من الخير لنا مسليمن وغير مسلمين أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط
رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء)
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي إن المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً والثانية أنها ثنائية سرية وثالثاً بها مبهمات الأمر الذي يلقي شكوكاً مريرة ويضعف ضمانات الاتفاقية.
وعبر الترابي عن أسفه في أن يقول ان هناك (قوة تنزل من عل). وقلل الترابي مما يثار من اتفاق السلام كرس لنظامين يمهد للانفصال وقيام دولتين في السودان وقال (أنا لست يائساً فالعالم كله يقارب فالدول التي كانت تحترب وتتصارع في أروبا وكذلك أمريكا اللاتينية بدأت، وكذلك دول آسيا والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليست بفاصله).
وقال الترابي: إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر- الحكومة الانتقالية- فإن صدق
الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ الوحدة).
وقلل الترابي من شأن المعونات الأجنبية لدعم السلام وقال (جربناها في افغانستان
ووجدناها كلمات فقط).
وعبر الترابي عن رجائه ألا يشهد هذا الجيل انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل ربما
أصابنا المرض غرباً وشرقاً فتمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النبل.
وإلى تفاصيل الحوار:
د. الترابي آراؤك الفقهية دائماً ما تثير جدلاً في الساحة فهل هي آراء تمثل أيضا المؤتمر الشعبي؟
يا أخي هذا هو الاتجاه الذي يمثله المؤتمر الشعبي لأن المؤتمر الشعبي تجديدي ومنفتح ومتحرر من الرؤى التقليدية ولكن السودان إذا كانت تغزوه غزوات وحملات ثقافية، من الغرب مثلما يتلقى الناس العولمة ويخشون منها تغزوه كذلك حملة ثقافية تقليدية، والآن انتشرت في أوساط المساجد وهكذا فهم مشغولون بقضايا صغيرة (كالذبابة) وأشياء من هذا القبيل وكالذي يرتد لابد وأن يستتاب أو يقتل. وهكذا.
(يعني احاديث محدودة تأتي في غير سياقها وقضايا فرعية صغيرة جداً. وهذه قضية ليست لها من قيمة لكن هي تمثل النزعة فنحن من أول أيامنا مؤمنون بأن الاجتهاد لابد وأن يتجدد (ولا نعيش إلا إذا نسبنا إلى الطرق ننتسب إلى الجيلاني والسماني والتجاني.. الناس تنسب لهم لأنهم كانوا أناساً خيرين، لكن لا ممكن إلى يوم القيامة لا تأتي فئة تجدد الذكر والفكر.
فلابد للذكر أن يتجدد. تقرأ التاريخ وتبني عليه فتتقدم أنت، لأنه يواجهك
السؤال: ما هو عطاؤك أنت؟ وما هو اسهامك أنت على مر الزمن؟
كثيراً من القضايا التي طرحتها عليك الآن هي قضايا المؤتمر الشعبي كله. ومثل أولئك الذين يعارضوننا لا ينشغلون بالقضايا الكلية مثل قضايا الحكم أو نظم الاقتصاد ولا نظم العلاقات العالمية. فقط ينشغلون بالقضايا الصغيرة وفي هذه القضية الصغيرة يكفرون الترابي ويكتبون الكتب، فلا تنشغل بهم كثيراً. وهذه المذاهب في العالم الإسلامي كلها أصبحت في طريق التلاشي.
د. الترابي وجهت لك دعوة في وقت سابق من الدكتور جون قرنق لزيارته في رمبيك ماذا تم بشأن تلك الزيارة؟
أنا دعيت لزيارة عاصمتهم كما دعيت ايضا بلاد مجاورة اخرى، ولكن زيارة الجنوب تتطلب أن أذهب إلى بلد خارج الجنوب ومنه أسافر إليه، وهذا عسير وإذا سافرت من هنا مباشرة قد يحدث شيء للطائرة ولا تدري من الذي فعلها لو إذن لطائرة أن تسافر
إلى تلك المناطق، فالطائرات تأتي من هناك عفواً لكن صدقني إذا تيسر لي الطريق
فأنا ذاهب ما في ذلك شك.
وأين وصل مستوى الاتصالات الآن بينكم والحركة الشعبية؟
حيناً بعد حين اتحدث إليهم ولكني اتحدث مع كل القيادات التي تفاوض هناك وأنا مع الخارج موصول يومياً أحادث بعضاً من الناس الذين يتصلون لبحث التطورات التي تجري.
ذكرت القوى السياسية أن هناك العديد من النواقص في اتفاقيات السلام التي وقعت حتى الآن فهل يرى دكتور الترابي نفس ما تراه هذه الأحزاب ام أن له رأياً آخر؟
المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً وفق ما أذاعه الإعلام العالمي بأنهم
اعطوهم ساعتين ليوقعا فوقعا. وفي هذه المنقصة. أنا أشك في قدر الإخلاص لأنك لو وقعت بهذه الطريقة فأنت مكره وأنك لست مخلصاً في ما تعاهدت عليه والطرف الآخر كذلك, وهذا يلقي شكاً على الإخلاص وثانياً أنها كانت ثنائية سرية لم تنشر في
السودان لا في إذاعة ولا في غيرها وهذه مصائر السودان وهذا مثال قد يعني أهل
الغرب والشرق وكل ولايات السودان ويعني أفريقيا ويعني العالم أن يعرف كيف حل
السودانيون مشاكلهم؟ ولكن الأمر حدث سراً، كأنه يقال لك ان تفعل بالجنوب مانشئت
واترك لنا شمالنا نفعل به ما شئنا فيلقي الأمر شكوكاً مريرة جداً ويضعف ضمانات
الاتفاقية.
وثالثاً كانت فيها مبهمات في قضايا أنا متأكد أنها خلافية ولكن لتعجيل شيء وإنجاز سلام. تم التوقيع ليصفق الناس هنا للسلام وهكذا والمبهمات طبعاً تتفق عليها لأنها لا تعني شيئاً لي ولا لك ويمكن أن نوقع عليها فأصبحت فيها مبهمات كثيرة، وظننا أنه بعد ذلك تنزل لكن نزلت الاتفاقية الأخرى في نيفاشا فوقعت وقعةً غير طيبة على كثير من المؤسسات لأنها تعني انها إلى زوال وإلى تصفية مثل قوات التحرير لأن القوات للتحرير قد انتهت مهمتها فلابد أن تبدل.
الآن في قضايا المناطق وحدود المنطقتين اللتين أعدت كل واحدة منهما لنفسها كل أسباب الانفصال أن اختارت ذلك. ومن بعد الاتفاقيات الأولى كل واحد يعد نفسه
للانفصال إن شاء فالخيار قائم ولكن كل شيء موزون على أن الخيار نفسه مفتوح
تماماً ومؤمن. واختلف على الحدود.
أما الثروة اتفق على شيء منها، والبترول كذلك وبقية الضرائب والثروة القومية ماذا يفعل بها؟ وهذا وقف على الاتفاق على السلطة، من الذي يحكم السودان المشترك؟ هذه قضية لم يدخل فيها أصلاً الشرطة والأمن، كل هذه القضايا ما تزال تنتظر الاتفاق، وكذلك أبيي والمناطق الأخرى.
لكن أبيي هي أعسر المناطق. والناس عادة في الحياة إذا تعثر الأمر بين خصمين
يدخل طرف ثالث ليس من عل ولا القضاء بل على نفس مستوى الافق يعني صديق لكم وله معاً تثق فيه ويثق فيه الطرف الآخر ويحاول أن يطرح اطروحات تقارب بينكما حتى يقرب.
والآن بأسف المرء أن يقول هناك قوة تنزل من عل والآن انشغلت وزهدت في أمر
السودان لأن السودان حتى ولو قضى أمر الجنوب قامت قضية أخرى. والقضية الآن لم تعد قضية ذات قيمة انتخابية في أمريكا.
هل تعتقد أن الاتفاقات السابقة كرست لقيام دولتين في السودان وقننت للانفصال خاصة إذا نظرنا إلى الجيشين ونظام معرفي إسلامي في الشمال ونظام غير إسلامي في الجنوب؟
أنا لست يأنس، فأنا أنظر إلى اتجاهات العالم كله يتقارب، فالدول التي كانت تحترب وتتصارع في أوربا تجمعت والدول في أمريكا اللاتينية بدأت تتجمع وكذلك الدول في آسيا، والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليس بفاصلة وصحيح أن الغضب يمكن أن ينزع إلى الفصل ولكني أحسب أنه إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر (الحكومة الانتقالية) وإذا كانت كذلك ستصدق بالضرورة لأنها موزنة من قوى كثيرة لا يستطيع واحد أن يخون شيئاً، فالآخرون يعادلونه أو يعدلونه.
فإذا صدق الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ، وأنا لست بخيلاً.في نصيب الثروة الذي يعطي
للجنوب لأنها ليست مبالغ يمكن أن تجدي الجنوب في فترة ست سنوات وأن تبلغ به
قريباً من مستوى الشمال غير المتقدم. لكن ربما يبقى أغلب الجنوبيون الذين قدموا
إلى الشمال هنا لأنهم موصولون ومرهونون إلى وظائف، وحياة (تعليم وصحة عمل)
وربما يقدم كثير من الجنوبيين لبحث عن عمل وربما يقوم كثيرمن التجار القدامى وآخرون إلى الجنوب يبحثون عن مجالات استثمار لأموالهم الصغيرة على قدر ما أوتوا. وهذه اضمن لي من المعونات الأجنبية التي جربناها في أفغانستان ووجدناها
كلمات.
فالشعبان قد يتقاربا وتكون الصلة أوثق وأشد وذلك قد بين قاعدة, وطبعاً تعلم أنه ليست لنا حدود جغرافية حادة تفصلنا فكل المناطق الحدودية فيها توحد.
وأرجو ألا يكون هذا الجيل قد شهد انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل الجنوب ربما أصابنا المرض غرباً ثم يصيبنا شرقاً فنمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النيل هنا فقط فماذا تسمي؟
يدور حديث الآن حول الشراكة بيني الحكومة والحركة كيف يرى الدكتور الترابي هذا الأمر؟
جون قرنق احسبه قد انصرف إلى القتال حيناً طويلاً وذلك يعني أن خبرته السياسية نسبياً أدنى لأنه لم يدخل في معمعان السياسة ويخوضها ويتبصر كل اتجاهات الآخرين ومدى الثقة وكيفية التصرفات وهؤلاء كذلك، فالسياسة مثل الكرة فيها لخلاف وفيها التنافس، لم يجربوها كثيراً ولا يؤثرون التنافس بل يؤثرون وطأة القوى من أول يوم إلى يومنا هذا فكلاهما لا أعتقد أنه يريد انتصاراً فقط ينسى الجنوب وقواه وينسى الشمال وقواه لن لن تجدي كثيراً.
د. الترابي دائماً ما كان ينظر للشمال بأنه محرر للجنوب ولكن الآن وبرأي مراقبين انقلبت الموازين فأصبح الجنوب هو الذي يحرر الشمال ووصل الامر لدرجة انك عندما خرجت من السجن قلت لقد حررني الجنوب؟
التاريخ كله هكذا وأحيانا الضعفاء هم الذين يحررون الآخرين.. العرب حرروا الناس
من الرومان وطغيان كسري رغم أنهم كانوا أضعف الناس.. ودائماً مبادارت التحرير قد تاتي من حيث لا تحتسب لأن الذي طغي علينا في السودان هو قوة وليست غلبة بثقة الشعب. وقامت قوة في الجنوب صارعت هذه القوة فوازنتها وإذا توزانت القوى دائماً ما يتحرر الضعفاء.
وكذلك من تلقاء الغرب. رغم أننا لا نؤيده ونذكر الحكومة الطاغية انها لو عولت فقط على السلطة وأدوات السلطة ستجد في الأرض من يضارعها ويوزانها ونحن سنظل نتكلم ونتكلم حتى نرجع إلى السجن. فقد سجن منا عشرات والسودان سجن منه المئات لا يتكلم احد عنهم لكن في نظرنا سنتكلم ونعاني وندخل السجن ونخرج * دكتور الترابي بعد خروجه من السجن ركز كثيراً على كلمة الحريات والديمقراطية. في وقت أنت من انقلبت على الحرية والديمقراطية فكيف تفسر هذا التناقض؟
لقد تردد جوابي في هذا الجانب، وأنا تحدتث عن أن الحرية كبتت بالقوة العسكرية في أواخر عهد نميري ضد الإسلام من تلقاء الأمريكان بمقدمهم المباشر ونحن لم نكن ننافسه أو نصارعه في القوة ولكن رأي أن يلقي بنا في السجن. فقلنا إننا يجب أن ندخل إلى السلطة بالحرية ويقدر وزننا الذي يفوضنا إليه الشعب كما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة في أول الإسلام لكن من واجهنا بالقوة يمكن أن نواجهه بالقوة. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه. ولكن في منهج ردنا على العدوان كنا نريد أن نرجع مباشرة لنمكن اللامركزية وبسط الحريات للقبائل وللجماهير.
من خلال التجربة التي قمتم بها في الثلاثين من يونيو 89 يتساءل الشارع لماذا لا يعتذر الترابي للشعب عن هذا المسلك ويطلب العفو منه؟
طبعاً نحن لسنا الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد فحزب الأمة كان هو الأول والحزب الشيوعي كان الثاني ونحن الثالث.. والحزب الاتحادي هو حزب رفض أن يدخل هذه الساحة إلا أن يكون من كرام المواطنين الذي يؤيدون نظام عبود لأنه قام بغالبه من تراث أقرب إليهم.
ثانياً: نحن تحدثنا عن الخطأ (ايش) تعني هذه اللغة ويريد بعض الناس بلغتهم هم يريدون أن أقول للفرد منهم اعتذر إليك وأرجو أن تعفو عني فأنا أعتذر إلى الله سبحانه وتعالى. فمن اليوم الثاني بعد خروجي شهدت الندوة في الجامعة وتحدثت عن أين كان الخطأ وأين كان الصواب، لكن بعض الناس على وتيرة!! ويريدون أن يجلس الترابي تحت أقدامهم ليقبلها ويقول لهم أعتذر إليكم (طيب) ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا.
فأنا أقول إنه في السياسة يجب أن نترك الأمر للشعب يدين من يدين ويسحب ثقته ورصيده ويعذر من يعذر حتى ولو أخطأ أو تجاوز، لأن كل السياسيين خطاؤون، والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وفسادات الرأي كل مرة هي التي تشغل صحفنا وكلامنا حتى يذهب هؤلاء ونبكي على الماضي (ما بكيتم من شيء إلا وبكيتم عليه) أنا أعرف السودانيين، فقد قامت الثورة ضد عبود من كل أنحاء البلد وبعدها خرج عبود بعد فترة إلى السوق جرى الناس وراءه يرددون (ضيعناك وضعنا وراك يا عبود) فهذه أخلاق الشعب، لكن أنا أتكلم عن التقويمات وهذا التقويم ليس من الترابي بل من كل المؤتمر الشعبي ومن كل حركة الإسلام.
د. الترابي كيف تقيم تجربة حكم الإسلاميين في السودان؟
كانت محاولة للرجوع إلى الأول. دستور أشبه بدستور المدينة وانتخابات مثل انتخابات عثمان وعلي ولا تشبه ولاية العهد التي تأتي بالقوة وبسط حريات مثل المدينة وعهود مع الآخرين، وحاولنا هذه لكن من أول مرة (بتعصب) ولذلك مارسخت في الناس، والشعب لم يمارس حرية لذلك لم تعش.
وماذا عن تجربة الإنقاذ في الحكم؟
تجربة الإنقاذ فيها مكاسب ومثالب، أما المكاسب فيها فهي دفع تحرير المرأة، والدخول على البترول، وبسط التعليم.
ومن المآخذ فقد استمر منهج الحكم الذي فيه الطغيان والكتمان الذي يؤسس بيئة للفساد لأنه لا يوجد نقد، وكبتت الحريات فأصبح السودانيون الآن وكثير منهم بدون وعي سياسي وهذا قتل لروح الفاعلية في السودان واضطرب الاقتصاد كذلك فبعد تحرير
كل شيء بدأ فيض الشركات والمؤسسات التي ارتدت مرة أخرى.
وثالثاً إن أول الأمر كان مبسوطاً ليس له عصبيات ضد مناطق في السودان وكانت هناك روح انفتاح نحو الأقاليم كلها ولكنها ارتدت فأصبحت انغلاقاً. والإنقاذ كانت عندها دفعة دينية ولكن تحت وطأة الضغوط الخارجية أزلت السودان ولم تحفظ كرامته ثم لم تكسب شيئاً.
الملاحظ أنك تتتحدث عن الحريات ولكنك لا تتحدث بصورة واسعة عن الديمقراطية؟
نعم: إن الدستور لما جاء تحدث عن حرية للأحزاب وللصحف لكن وقع صراع في قانون الصحافة بين رئيس الجمهورية والبرلمان.
فدائماً الكلمات التي تكتب في الورق رأيناها في الدستور الذي أقسم عليه بعض الناس ثم الغوه كله ورأيناه في مشاكوس للزينة فقط. ورأيناه في جدة أيضا.
فالشورى وحكم الشعب هذه توزانات قوى في الواقع. إذا لم أرها وأرى الموزمين التي بها تتوازن. فأقول صراحة لو تصدقوا سيقول أهل السودان ويشكروكم على أنكم أخذتم نصيبكم وكل الأنصبة لأهل السودان جميعاً وبقوتكم انبسط وليشكركم الأفارقة كلهم على أنكم عالجتم القضية. فلماذا لا تكسبون كسباً قومياً تاريخياً مع الكسب المحلي الخاص.
د. الترابي طرحت أمريكا مبادرة الشرق الأوسط الكبير لتوطين الديمقراطية ويلاحظ أن هذه الديمقراطية معنى بها دول الشرق الأوسط الأوسط والسودان ليس من بينهامما جعل كثيرين يشككون في جدية أمريكا في التحول الديمقراطي للسودان ويقولون أنها تكيل بمعيارين معيار للشرق ومعيار للسودان، ما رأيك؟
أولاً الأمريكان في قضية الجنوب كانوا قد كفوا كثيراً عن الديمقراطية وقالوها فعلاً (إننا نريد السلام أولاً ثم تأتي الديمقراطية لاحقاً) بالرغم من أنهم وصلتهم رسائل منا. إن السلام لا يمكن أن يأتي بدون حرية، لكن الأمريكان لأسباب مختلفة يرون أن الديمقراطية ستأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها. وهم يريدون أن تطغي إرادتهم كما فعلوا في العراق.الآن يتحدثون عن الحرية والديمقراطية لأن كثيرين من العقلاء نصحوهم بأن الضغط المشتد على الحركات الإسلامية في البلاد العربية كالضغط على الغاز إذا لم يجد متنفساً أو مخرجاً سينفجر ولذلك فإن الإنفجارات التي يسمونها متطرفة أو إرهابية هذه تحدث في بلادهم هم وفي أوروبا كذلك.فالآن بدأ كثيرون منهم يقولون يجب أن ندعو إلى الديمقراطية ولكن عندما تأتي الديمقراطية ستأتي بما لا يرضيهم كما حدث في الجزائر وكذلك في تركيا. فهم الآن في حالة تردد شديد لا يدرون ماذا يفعلون. فالديمراطية عندهم قيمة ولكن حضارتهم قيمة أعلى إذا أطلقوا الديمقراطية ستلد حضارة أخرى وإرادة أخرى من الشعب. فالليبراليون موجودن في كل مكان ليست لهم قواعد أما أهل الدين والإسلام سيعبئون الناس من أندونيسيا وأتى المغرب ومن أمريكا نفسها إلى الشيشان. فمن الخير لنا مسلمين وغير مسليمن أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء ونترك قرار العواقب وإلا كلمة حكم الشعب تصبح بلا معنى.
د. الترابي كيف ترى المخرج لمشكلة دارفور؟
دارفور هي مثال آخر في الشمال لما وقع في الجنوب لا تجدي فيه القوة ولا يجدي فيه شق أبناء المنطقة بعضهم على بعض أي عرب على زرقة أو غيرهم. فالظلم بدأ في دارفور منذ زمن بعيد ونحن لم نستدركه وغفل عنه الوطنيون. فمن الخير للحكومة ألا تجرب ما جرب واخفق. ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وألا تجلس معهم بصفة ثنائية. فإنه إذا أجدى في الجنوب فلن يجدي في دارفور والآن يخشى أن ينتشر ذلك الدفع إلى كردفان وحتى لا يتسع المرض فمن الخير لكل القوى السياسية أن تسارع لحل هذه المشكلة ومن الخير وقاية لمناطق أخرى الأ ينتشر إليها الداء باتباع الضرورات السياسية.
ماهو موقفك إذا خرج اتفاق السلام بشراكة ثنائية بين الحكومة والحركة الشعبية؟ ستكون المعارضة. لأن الحكومة التي تقوم بالشراكة لن تكون حكماً.. لا للشعب الجنوبي ولا للشعب الشمالي الحكومة يجب أن تكون للشعب كله وسنحاول أن نجمع كل قوى المعارضة معاً لنعدل الاحتكار المشترك إلى توسعة، فإذا انتخب الناس وائتلف حزبان فهذه تصبح ليست احتكاراً.. والشراكة التي أقصدها ائتلافاً في إطار نواب منتخبين.
////////////////////////
الأمين العام للمؤتمر الوطني في لقاء شامل مع (الأيام) بروفيسور إبراهيم أحمد عمر: الحرية هي الأصل السلام سيأتي في إطار حريات وديمقراطية متعددة وشورى لا علاقة للمؤتمر الوطني بانشقاقات الأحزاب هؤلاء هم من أجهضوا لقاء بيت الضيافة
مشاورات النائب الأول شملت شخصيات وطنية ووقوف أرسلت للميرغني والمهدي
الخطوات لم تستنفذ بعد حول أبيي حتى نبحث عن طريق ثالث المقدمة:
اكد الأمين العام للمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم أحمد عمر أن السلام القادم
سيأتي في إطار حريات وديمقراطية وتعددية وشورى والمؤتمر الوطني مؤمن بهذا
وموافق عليه بل دافع في اتجاهه وذكر أن مشاوارت النائب الأول التي جرت في
الخرطوم كانت حول المفاوضات عموماً لكن بالأخص حول أبيي.
وذكر أن قضية الوحدة الوطنية مسلم بها من الأطراف وأن الطريق إليها يتمثل في
إقامة نظام عادل وحريات وشورى وهو الطريق الذي تسيرفيه الحكومة الآن.
وكشف أن خطوات الإجماع الوطني التي تمت بعد لقاء بيت الرئيس أجهضها بعض الأخوة
الذين ظنوا أن الرئيس جاء لبيت الضيافة ليعلن أنه ليس عضواً في المؤتمر الوطني
وإنما هو شخصية قومية وأن هذا هو الطريق للوحدة الوطنية وذكر أن خطوات الحكومة
للإجماع الوطني مستمرة والحكومة حتى الآن تشرك الناس في القضايا القومية واكدت
أمانة اتفاقية السلام في عدالتها وأن يقبل بها السوداني.
ونفى علاقة المؤتمر الوطني بإنشقاق الأحزاب وقال إن الانشقاقات في الأحزاب في
الغالب بسبب خلافات داخلية ورؤى مجموعتين داخل الحزب المعني الذي انشق وإلا كيف
إنشق المؤتمر الوطني.
إلى تفاصيل الحديث:
· كيف ينظر المؤتمر الوطني الآن لما يجري في الساحة السياسية؟
المؤتمر الوطني يقرأ مؤشرات في الساحة السياسية مؤداها أن السودان السياسي يدخل
مرحلة جديدة فالسلام رغم التأخير الذي حدث وبعض الأشياء التي ربما كانت معوقات
لكن يبدو أن السلام سيأتي إن شاء الله.. السلام سيأتي في إطار حريات وديمقراطية
وتعددية والمؤتمر الوطني مؤمن بهذا وموافق عليه بل دافع في اتجاهه ويتخذ
التدابير التي تمكنه من أن يكون عضواً فاعلاً في الساحة السياسية.
· لكن هذا السلام القادم برزت في مواجهته عقدة أبيي مما أدى لعودة النائب الأول
للخرطوم للتشاور فما الذي دار في الخرطوم تحديداً؟
المشاورات التي تمت كانت حول المفاوضات عموماً- المناطق الثلاث- لكن بالأخص حول
أبيي.. وكما تعلم أن أبيي حتى الآن وبعد مضي اكثر من اسبوعين لم يتفق الجانبان
على شيء واطروحة الحكومة تتمثل في أن يكون هناك إلحاق لهذه المنطقة برئاسة
الجمهورية والاهتمام بتنميتها لكن لا رجوع من القرارات السابقة في مشاكوس
المؤكدة على أن حدود السودان هي حدود 1/1/1956م وبالتالي أبيي هي جزء من الشمال
بينما يتمثل موقف الحركة في أن هذه المنطقة الحقت بغرب كردفان بقرار إداري من
قبل الإنجليز ويجب أن ترجع بقرار إداري إلى بحر الغزال وبالتالي أبيي تتبع
للجنوب.
حول هذا الأمر مازال في هذه المحطة كما يقولون والمشاوارت حول هذا الأمر.. لا
استطيع أن أقول لك ما هي التوجيهات والتوصيات والقرارات التي صدرت لأن الموقف
الآن في نقاش وتداول بين الطرفين.
· لكن هذا النقاش والتداول برأي مراقبين سوف لن يصل لنتيجة لتشدد الطرفين
وتباعد مواقفهما الأمر الذي دعا عقلاء لطرح طريق ثالث لتفادي الأزمة من بينهم
الصادق المهدي والأستاذ محجوب محمد صالح كطريق ثالث حتى لا تتعرض عملية السلام
برمتها للخطر ما رأيك في مقترحات الطريق الثالث؟.
أولا حتى الآن الطريق لا يزال به أمل وإلا لما عاد وسيعود النائب الأول لمواصلة
الحوار ولذلك قبل أن نلجأ إلى أي طريق ثالث فلا بد أن نستنفذ خطوات الطريق
الأول والثاني.. وحتى يستكمل هذا المشوار فالحديث عن مقترحات أخرى يحتاج لبعض
الوقت.
· في إطار مشاوارت النائب الأول في الخرطوم نجد أنها شملت الحكومة وحزبها
الحاكم والأحزاب المتحالفة معها ولم يفتح مدى أوسع في المشاورات في قضايا
مصيرية تحدد مستقبل هذا البلد وتشكل ملامحه.. ألا يمثل هذا النهج التشاوري خطأ؟
لا هذه هي القصة القديمة. أن الحوار بين الحكومة والحركة.. وتقديرنا أن الحكومة
والحركة يمثلان جهدين يستطيعان أن يصلا إلى حل معقول وإذا أدخل طرف ثالث ربما
أدى إلى التأخير وليس التعجيل أو التقدم للأمام.. هذه الحجة طرحت من قبل في
صورة لماذا لا يشترك التجمع في المفاوضات؟.. لماذا لا تشترك المعارضة؟.. وهكذا،
وكان الرد واضح في هذا الأمر.
· أنا اتحدث يا دكتور في المشاورات التي جرت في الخرطوم. إنها لم تشمل الجميع
وانحصرت مع المتحالفين مع الحكومة؟
لا المشاورات شملت أبعد من الأحزاب المشاركة في الحكومة شملت شخصيات قومية..
والمشاركة مع الأحزاب الأخرى كان العزوف عنها من الأحزاب نفسها لأنها كانت تريد
إما أن تكون مشتركة طول الخط في كل الأمر وفي كل المفاوضات وفي الحكومة نفسها
بصورة قومية، أو لا تشارك.. الحكاية لم تبدأ أو لم تكن مرتبطة بأبيي فقط ولا
مرتبطة بموقف من حزب واحد معين ولكنها مرتبطة بالتصور عن المشاركة ونوعها لأن
نظام المشاركة موضوع واسع وطرح من قبل في أضابير العلاقات بيننا وبين الأحزاب
الأخرى التي تعنيها وأدت فعلاً لانشقاقات لرفض المشاركة، ولذلك ليس غريباً أن
يكون هناك موضوع واحد ليس فيه مشاركة لكل الناس.
· لكن هذه الانشقاقات التي تقول أن رفض المشاركة أحدثها يرى كثير من المراقبين
أن المؤتمر الوطني هو الذي قاد لهذا الانشقاق في الأحزاب حتى يضمن بقاءه في
السلطة.؟
هذا تحليل بائيس.. الحاصل أن أي حزب انشق.. انشق بسبب خلافات داخلية ورؤى
لمجموعتين داخل الحزب المعني الذي انشق، وإلا كيف انشق المؤتمر الوطني؟.. في
أغلب الأحيان ومعظمها إن الإنشقاق نتيجة خلافات داخلية..يحاول واحد من الأطراف
أن يتعاون بصورة اكثر مع المؤتمر الوطني فلا يملك المؤتمر الوطني إلا أن يقبل
منه التعاون.
· د. إبراهيم ماذا تعنون تحديداً في المؤتمر الوطني بالشماركة وتصوركم لها الآن
وبعد السلام؟
المشاركة الآن تأتي نتيجة مداولات بيننا وبين حزب آخر نبدأ فيه بالحديث عن ما
نسميه بالقضايا المصيرية التي تخص واقع ومستقبل السودان من حيث نظامه السياسي
ودستوره وعلاقاته الدولية إلى آخره في محاولة للوصول لرؤى نتفق عليها ونستل من
ذلك برنامجاً نسميه البرنامج الوطني أو القومي أو برنامج الاتفاق بين المؤتمر
الوطني وحزب آخر، ووفق هذا البرنامج المستل من هذه الرؤى المشتركة يتعرض
المشاركة للطرف الآخر في الحكومة... هذا حدث مع أحزاب ودخلت معنا الحكومة، وهذا
حدث مع أحزاب واتفقت معنا في الرؤى ورفضت أن تدخل في اشتراك.
مثلاً الاتحادي الديمقراطي بقيادة الشريف زين العابدين اتفق معنا في الرؤى ودخل
معنا في اشتراك.. حزب الأمة عندما كان متوحداً اتفق معنا في الرؤى ولكن عندما
جئنا للمشاركة اختلفنا معه فانشق جزء منه قبل المشاركة (حزب الأمة الفدرالي)
ورفض المشاركة الأمة القومي.
أما المشاركة بعد السلام فهذا حديث يختم في الساحة السياسية ومؤاده أن المؤتمر
الوطني والحركة الشعبية سيكونان المسؤولين عن نجاح اتفاقية السلام وستقع عليهما
مسؤولية أكبر من غيرهم لذلك حزب الأمة وغيره يمكن أن يشاركوا في تلك الفترة..
يبقى الاتجاه أن تكون المشاركة مفتوحة لمن يرغب لكن بمفهوم أن المؤتمر الوطني
والحركة هما العنصران الرئيسيان.
· لكن يا دكتور المعارضة تتحدث عن الشراكة في مفاوضات قسمة السلطة وليست بعد
السلام، إذ طالب التجمع باشراكه في مفاوضات قسمة السلطة وقال في لقائه بالاتحاد
الأوروبي في القاهرة الأسبوع الماضي (نحن قبلنا في الماضي بأن تسيير المفاوضات
ثنائية وحصرها بين الطرفين المتحاربين من أجل إيقاف الحرب والسلام، لكن قضايا
مفاوضات اقتسام السلطة لا تمس عملية الحرب والسلام بل تمس مستقبل السلام الذي
هو ملك للجميع. ما تعليقك؟
أولاً الاتفاقية حتى الآن لم تبرم وإنما نصت على بعض من عناصرها وعندما تستكمل
هذه العناصر ستوقع الاتفاقية وإذا لم تستكمل هذه العناصر فإن كل ما اتفق عليه
سيكون هباءاً منثوراً لا قيمة له لا الترتيبات الأمنية، ولا قسمة الثروة ولذلك
الحديث عن ما تم من اتفاقات وكأنه أبرم نهائياً (كلام ما صحيح).
· لكن د. هؤلاء يتحدثون عن المفاوضات اللاحقة بأن ينضموا لمفاوضات قسمة السلطة؟
أنت قلت كأن الناس انتهوا من موضوع الحرب واستعجلوا السلم وهذا ليس صحيحاً..
موضوع الترتيبات الأمنية لابد أن تنزل فهي لا تزال واقفة حتى يكمل الملف الثاني
(وبعدين) كلها تصاغ في اتفاقية واحدة وتكون اتفاقية سلام.
· طيب كيف نؤمن بهذا السلام بدون وجود قوى أخرى مشاركة مثلاً حزب الأمة والتجمع
والمعارضة كلها خارج الدائرة وتقول اشركونا.. أشركونا. فكيف نؤمن هذا السلام
القادم واستدامته؟ وما هي خططكم لذلك؟
أمان هذه الاتفاقية في عدالتها وليس في أن يقبلها حزب الأمة أو الاتحادي
الديمقراطي ولا المفاوضون.. في عدالتها وهذا هو الأمان الحقيقي وأن يقبل بها
الشعب السوداني.. صحيح بعد كده بيكون في قيادات سياسية لها رأي لكن التأمين
الحقيقي في عدالة الاتفاقية وإنها ترضي كل الأطراف وأن الشعب السوداني يقبلها.
· طرحت القوى السياسية مقترحات لمعالجة نواقص اتفاقيات السلام لتأمين السلام
نفسه ومن بين هذه القوى حزب الأمة الذي طرح الطريق الثالث وقدم مقترحات وآليات
منشورة في هذا الجانب وقال إنه سلمها لكم والحركة لكن لم تردوا؟ ما تعليقكم
وكيف ترون سد النواقص؟
نعتقد أن هذه الاتفاقية هي احسن ما استطاع طرفان أن يصلا إليه. وربما كان لحزب
الأمة رؤية لكن المتفاوض ربما طرحها طرحاً أحسن. لكن! بالأخذ والرد ربما وصل
لهذا الذي سماه ناقصاً.. نحن نتكلم عن مداولات بين طرفين أمضوا فيها زمناً
طويلاً قدمت فيها آراء أولية متباعدة جداً جداً وبعد نقاش ومداولة وصلوا لهذه..
ربما تكون هذه ليست الأمثل وما يسعى لتحقيقه الطرفان.. (يعني) لو ترك للحكومة
وحدها لكتبت اتفاقية مختلفة عن هذه ولو ترك للحركة وحدها لكتبت اتفاقية مختلفة
عنها فهذا ما احسم صورة الرأي.. (كونوا) يكون في طرف ثالث بفتكر. على أي حال أن
يقال أن رأي حزب الأمة هو الأمثل طبعاً هذا إدعاء.
· لم نقل أن رأي حزب الأمة هو الأمثل ولكن طرحنا سؤلاً هو لماذا لم تردوا على
مقترحات حزب الأمة؟ وكذلك التجمع قدم مشروعاً في هذا الجانب؟
ما في رداً أبلغ من أن نقدم ما اتفق عليه.
· تقديم ما اتفق عليه يقودنا مباشرة إلى برنامج الحد الأدنى لخلق إجماع وطني
ويطرح سؤالاً يردده الكثيرون من أن برنامج الحكومة والمؤتمر للوحدة الوطنية
وخلق إجماع وطني غير واضح ويقوم على سياسة الاستيعاب؟
أولاً الوحدة الوطنية كقضية مسلم بها من كل الأطراف.. طرف الحكومة والمعارضة،
ما في اختلاف أنه كهدف يجب أن تحقق الوحدة الوطنية.. لكن كيف تحقق الوحدة
الوطنية؟.. الحكومة تتجه لحل المشاكل القائمة الآن وأكبرها مشكلة الجنوب ولذلك
دخلت في مفاوضات جدية وأبدت كثيراً من المرونة لحل هذه القضية.. حل هذه القضية
إقامة نظام عادل، إقامة نظام شورى، إقامة نظام فيه الحريات وهو الطريق إلى
تحقيق الوحدة الوطنية.. فهذا هو طريق الحكومة السائرة فيه الآن، أن تحل المشاكل
القائمة.. تحدث تنمية في البلد، تعمل عدل في البلد.. تعمل حريات في البلد..
(ده) البحقق الوحدة الوطنية وهذا خط واضح الحكومة ذاهبة فيه.
· لكن! دكتور هذه الدعوة للوحدة الوطنية والإجماع الوطني لم تتبعها خطوات تؤطر
وتفصل لهذا المنهج منذ لقاء الرئيس البشير في بيت الضيافة بالقوى السياسية؟
نحن نعتقد أن الخطوات التي تمت بعد لقاء بيت الرئيس اجهضها بعض الأخوة الذين
ظنوا أن الرئيس جاء بيت الضيافة ليعلن أنه ليس عضواً في المؤتمر الوطني وإنما
هو شخصية قومية وأن هذا هو الطريق للوحدة الوطنية.. جاءوا بهذا الرأي الغريب
وظنوا أنه بذلك ستنتقل الساحة السياسية والمبادرة السياسية إلى بعض التنظيمات
الجديدة وأنهم هم قيادة المجتمع الجديد وهذا كان فهم خطأ.. دعوة الرئيس هي
فعلاً بأن يجتمع الناس ولكن سيظل هو رئيس المؤتمر الوطني، وسيظل المؤتمر هو
الحزب الحاكم ويفتح الطريق للناس لتأتي المنافسة الحرة الديمقراطية لتقدم من
تقدم فيما بعد لكن لا أن يأتي الرئيس في بيت الضيافة كما ظن بعض الناس ليقول
أنه أصبح شخصية قومية ويقول أنا ما رئيس المؤتمر الوطني وأن الآن على المنبر
الفلاني أو الحزب الفلاني أن يقود الساحة.
· لكن الاجماع الوطني رغم أهميته إلا أن خطواته جمدت، الأمر الذي جعل كثيرين
يشكون في جدية الحكومة وسعيها لخلق هذا الإجماع، كيف ترد على هذا التشكيك؟
الخطوات من قبل الحكومة والمؤتمر الوطني استمرت وكما ذكرت لك من قبل إن بعض
الناس ظنوا أن الخطوة- لقاء بيت الضيافة- هي عبارة عن تخلي الرئيس لحزبه
وتسليمهم قيادة الساحة السياسية وأنه بذلك تكون فترة من عمر الحياة السياسية
انقضت وبدأت فترة جديدة.
· قلت استمرت خطوات الحكومة للإجماع الوطني.. كيف تبرهن أنها استمرت وما هو
منهجها الآن؟
استمرت في أن الحكومة حتى الآن في كل القضايا القومية تشرك الناس.
· مثلاً؟
المشاورات التي تجري الآن.. الآن عاد النائب الول من نيفاشا واستدعى كل الأحزاب
في الحكومة وأرسل وفود كما علمت للجميع، للميرغني والصادق ليبلغهم.
/////////////////////////////
الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار شامل مع الأيام
الترابي: كفروني وألفوا الكتب
إذا انفصل الجنوب فالمرض سينتقل ويصيب الغرب والشرق
السياسة مثل لعبة الكرة فيها الخلاف وفيها التنافس
ثلاث منقصات في مشاكوس.. والحكومة والحركة يريدان الانتصار فقط
المقدمة
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي إن المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت
فرضاً والثانية أنها ثنائية سرية وثالثاً بها مبهمات الأمر الذي يلقي
شكوكاًمريرة ويضعف ضمانات الاتفاقية.
وعبر الترابي عن أسفه في أن يقول ان هناك (قوة تنزل من عل).
وقلل الترابي مما يثار من اتفاق السلام كرس لنظامين يمهد للانفصال وقيام دولتين
في السودان وقال (أنا لست يائساً فالعالم كله يقارب فالدول التي كانت تحترب
وتتصارع في أروبا وكذلك أمريكا اللاتينية بدأت، وكذلك دول آسيا والدفع العالمي
الآن قوة جامعة وواصلة وليست بفاصله).
وقال الترابي: إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر- الحكومة الانتقالية- فإن صدق
الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ الوحدة).
وقلل الترابي من شأن المعونات الأجنبية لدعم السلام وقال (جربناها في افغانستان
ووجدناها كلمات فقط).
وعبر الترابي عن رجائه ألا يشهد هذا الجيل انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل ربما
أصابنا المرض غرباً وشرقاً فتمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النبل.
وإلى تفاصيل الحوار:
· د. الترابي آراؤك الفقهية دائماً ما تثير جدلاً في الساحة فهل هي آراء تمثل
أيضا المؤتمر الشعبي؟
يا أخي هذا هو الاتجاه الذي يمثله المؤتمر الشعبي لأن المؤتمر الشعبي تجديدي
ومنفتح ومتحرر من الرؤى التقليدية ولكن السودان إذا كانت تغزوه غزوات وحملات
ثقافية، من الغرب مثلما يتلقى الناس العولمة ويخشون منها تغزوه كذلك حملة
ثقافية تقليدية، والآن انتشرت في أوساط المساجد وهكذا فهم مشغولون بقضايا صغيرة
(كالذبابة) وأشياء من هذا القبيل وكالذي يرتد لابد وأن يستتاب أو يقتل. وهكذا.
(يعني احاديث محدودة تأتي في غير سياقها وقضايا فرعية صغيرة جداً. وهذه قضية
ليست لها من قيمة لكن هي تمثل النزعة فنحن من أول أيامنا مؤمنون بأن الاجتهاد
لابد وأن يتجدد (ولا نعيش إلا إذا نسبنا إلى الطرق ننتسب إلى الجيلاني والسماني
والتجاني.. الناس تنسب لهم لأنهم كانوا أناساً خيرين، لكن لا ممكن إلى يوم
القيامة لا تأتي فئة تجدد الذكر والفكر.
فلابد للذكر أن يتجدد. تقرأ التاريخ وتبني عليه فتتقدم أنت، لأنه يواجهك
السؤال: ما هو عطاؤك أنت؟ وما هو اسهامك أنت على مر الزمن؟
كثيراً من القضايا التي طرحتها عليك الآن هي قضايا المؤتمر الشعبي كله. ومثل
أولئك الذين يعارضوننا لا ينشغلون بالقضايا الكلية مثل قضايا الحكم أو نظم
الاقتصاد ولا نظم العلاقات العالمية. فقط ينشغلون بالقضايا الصغيرة وفي هذه
القضية الصغيرة يكفرون الترابي ويكتبون الكتب، فلا تنشغل بهم كثيراً. وهذه
المذاهب في العالم الإسلامي كلها أصبحت في طريق التلاشي.
· د. الترابي وجهت لك دعوة في وقت سابق من الدكتور جون قرنق لزيارته في رمبيك
ماذا تم بشأن تلك الزيارة؟
أنا دعيت لزيارة عاصمتهم كما دعيت ايضا بلاد مجاورة اخرى، ولكن زيارة الجنوب
تتطلب أن أذهب إلى بلد خارج الجنوب ومنه أسافر إليه، وهذا عسير وإذا سافرت من
هنا مباشرة قد يحدث شيء للطائرة ولا تدري من الذي فعلها لو إذن لطائرة أن تسافر
إلى تلك المناطق، فالطائرات تأتي من هناك عفواً لكن صدقني إذا تيسر لي الطريق
فأنا ذاهب ما في ذلك شك.
· وأين وصل مستوى الاتصالات الآن بينكم والحركة الشعبية؟
حيناً بعد حين اتحدث إليهم ولكني اتحدث مع كل القيادات التي تفاوض هناك وأنا مع
الخارج موصول يومياً أحادث بعضاً من الناس الذين يتصلون لبحث التطورات التي
تجري.
· ذكرت القوى السياسية أن هناك العديد من النواقص في اتفاقيات السلام التي وقعت
حتى الآن فهل يرى دكتور الترابي نفس ما تراه هذه الأحزاب ام أن له رأياً آخر؟
المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً وفق ما أذاعه الإعلام العالمي بأنهم
اعطوهم ساعتين ليوقعا فوقعا. وفي هذه المنقصة. أنا أشك في قدر الإخلاص لأنك لو
وقعت بهذه الطريقة فأنت مكره وأنك لست مخلصاً في ما تعاهدت عليه والطرف الآخر
كذلك, وهذا يلقي شكاً على الإخلاص وثانياً أنها كانت ثنائية سرية لم تنشر في
السودان لا في إذاعة ولا في غيرها وهذه مصائر السودان وهذا مثال قد يعني أهل
الغرب والشرق وكل ولايات السودان ويعني أفريقيا ويعني العالم أن يعرف كيف حل
السودانيون مشاكلهم؟ ولكن الأمر حدث سراً، كأنه يقال لك ان تفعل بالجنوب مانشئت
واترك لنا شمالنا نفعل به ما شئنا فيلقي الأمر شكوكاً مريرة جداً ويضعف ضمانات
الاتفاقية.
وثالثاً كانت فيها مبهمات في قضايا أنا متأكد أنها خلافية ولكن لتعجيل شيء
وإنجاز سلام. تم التوقيع ليصفق الناس هنا للسلام وهكذا والمبهمات طبعاً تتفق
عليها لأنها لا تعني شيئاً لي ولا لك ويمكن أن نوقع عليها فأصبحت فيها مبهمات
كثيرة، وظننا أنه بعد ذلك تنزل لكن نزلت الاتفاقية الأخرى في نيفاشا فوقعت
وقعةً غير طيبة على كثير من المؤسسات لأنها تعني انها إلى زوال وإلى تصفية مثل
قوات التحرير لأن القوات للتحرير قد انتهت مهمتها فلابد أن تبدل.
الآن في قضايا المناطق وحدود المنطقتين اللتين أعدت كل واحدة منهما لنفسها كل
أسباب الانفصال أن اختارت ذلك. ومن بعد الاتفاقيات الأولى كل واحد يعد نفسه
للانفصال إن شاء فالخيار قائم ولكن كل شيء موزون على أن الخيار نفسه مفتوح
تماماً ومؤمن. واختلف على الحدود.
أما الثروة اتفق على شيء منها، والبترول كذلك وبقية الضرائب والثروة القومية
ماذا يفعل بها؟ وهذا وقف على الاتفاق على السلطة، من الذي يحكم السودان
المشترك؟ هذه قضية لم يدخل فيها أصلاً الشرطة والأمن، كل هذه القضايا ما تزال
تنتظر الاتفاق، وكذلك أبيي والمناطق الأخرى.
لكن أبيي هي أعسر المناطق. والناس عادة في الحياة إذا تعثر الأمر بين خصمين
يدخل طرف ثالث ليس من عل ولا القضاء بل على نفس مستوى الافق يعني صديق لكم وله
معاً تثق فيه ويثق فيه الطرف الآخر ويحاول أن يطرح اطروحات تقارب بينكما حتى
يقرب.
والآن بأسف المرء أن يقول هناك قوة تنزل من عل والآن انشغلت وزهدت في أمر
السودان لأن السودان حتى ولو قضى أمر الجنوب قامت قضية أخرى. والقضية الآن لم
تعد قضية ذات قيمة انتخابية في أمريكا.
· هل تعتقد أن الاتفاقات السابقة كرست لقيام دولتين في السودان وقننت للانفصال
خاصة إذا نظرنا إلى الجيشين ونظام معرفي إسلامي في الشمال ونظام غير إسلامي في
الجنوب؟
أنا لست يأنس، فأنا أنظر إلى اتجاهات العالم كله يتقارب، فالدول التي كانت
تحترب وتتصارع في أوربا تجمعت والدول في أمريكا اللاتينية بدأت تتجمع وكذلك
الدول في آسيا، والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليس بفاصلة وصحيح أن
الغضب يمكن أن ينزع إلى الفصل ولكني أحسب أنه إذا صدقت الحكومة التي تتولى
الأمر (الحكومة الانتقالية) وإذا كانت كذلك ستصدق بالضرورة لأنها موزنة من قوى
كثيرة لا يستطيع واحد أن يخون شيئاً، فالآخرون يعادلونه أو يعدلونه.
فإذا صدق الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ، وأنا لست بخيلاً.في نصيب الثروة الذي يعطي
للجنوب لأنها ليست مبالغ يمكن أن تجدي الجنوب في فترة ست سنوات وأن تبلغ به
قريباً من مستوى الشمال غير المتقدم. لكن ربما يبقى أغلب الجنوبيون الذين قدموا
إلى الشمال هنا لأنهم موصولون ومرهونون إلى وظائف، وحياة (تعليم وصحة وعمل)
وربما يقدم كثير من الجنوبيين لبحث عن عمل وربما يقوم كثيرمن التجار القدامى
وآخرون إلى الجنوب يبحثون عن مجالات استثمار لأموالهم الصغيرة على قدر ما
أوتوا. وهذه اضمن لي من المعونات الأجنبية التي جربناها في أفغانستان ووجدناها
كلمات.
فالشعبان قد يتقاربا وتكون الصلة أوثق وأشد وذلك قد بين قاعدة, وطبعاً تعلم أنه
ليست لنا حدود جغرافية حادة تفصلنا فكل المناطق الحدودية فيها توحد.
وأرجو ألا يكون هذا الجيل قد شهد انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل الجنوب ربما
أصابنا المرض غرباً ثم يصيبنا شرقاً فنمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النيل
هنا فقط فماذا تسمي؟
· يدور حديث الآن حول الشراكة بيني الحكومة والحركة كيف يرى الدكتور الترابي
هذا الأمر؟
جون قرقن احسبه قد انصرف إلى القتال حيناً طويلاً وذلك يعني أن خبرته السياسية
نسبياً أدنى لأنه لم يدخل في معمعان السياسة ويخوضها ويتبصر كل اتجاهات الآخرين
ومدى الثقة وكيفية التصرفات وهؤلاء كذلك، فالسياسة مثل الكرة فيها الخلاف وفيها
التنافس، لم يجربوها كثيراً ولا يؤثرون التنافس بل يؤثرون وطأة القوى من أول
يوم إلى يومنا هذا فكلاهما لا أعتقد أنه يريد انتصاراً فقط ينسى الجنوب وقواه
وينسى الشمال وقواه لن لن تجدي كثيراً.
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي الإسلاميون ليسو هم الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد (فحزب الأمة كان الأول والشيوعي كان الثاني ونحن الثالث) وتابع (يريدون أن يجلس الترابي تحت قدميهم ويقبلها ويقول أعتذر لكم) -من الانقلاب- (طيب ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا). ودعا لأن يترك الأمر للشعب (يدين من يدين ويعذر من يعذر).
وذكر الترابي أن كل السياسيين خطاؤون والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وأكد الترابي ان من ضمن مكاسب الإنقاذ رفع تحرير المرأة والدخول على البترول وبسط التعليم ومن مثالبها الطغيان والكتمان وكبت الحريات فأصبح السودانيون الآن بدون وعي سياسي وقال إن الأمريكان يرون أن الديمقراطية قد تأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها فهم لا يتحدثون عنها ويقولون نريد السلام أولاً ثم نأتي بالديمقراطية لاحقاً ودعا الترابي الحكومة أن لا تجرب ما جرب وأخفق في دارفور (ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وإلا تجلس معهم بصفة ثنائية فإنه إذا أجدى ذلك في الجنوب فلن يجدي في دارفور).
وقال (من الخير لنا مسليمن وغير مسلمين أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط
رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء)
إلى تفاصيل الحوار.
الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار شامل مع الأيام
الترابي: كفروني وألفوا الكتب
إذا انفصل الجنوب فالمرض سينتقل ويصيب الغرب والشرق
السياسة مثل لعبة الكرة فيها الخلاف وفيها التنافس
ثلاث منقصات في مشاكوس.. والحكومة والحركة يريدان الانتصار فقط
المقدمة
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي الإسلاميون ليسو هم الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد (فحزب الأمة كان الأول والشيوعي كان الثاني ونحن الثالث) وتابع (يريدون أن يجلس الترابي تحت قدميهم ويقبلها ويقول أعتذر لكم) -من الانقلاب- (طيب ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا). ودعا لأن يترك الأمر للشعب (يدين من يدين ويعذر من يعذر).
وذكر الترابي أن كل السياسيين خطاؤون والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وأكد الترابي ان من ضمن مكاسب الإنقاذ رفع تحرير المرأة والدخول على البترول وبسط التعليم ومن مثالبها الطغيان والكتمان وكبت الحريات فأصبح السودانيون الآن بدون وعي سياسي وقال إن الأمريكان يرون أن الديمقراطية قد تأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها فهم لا يتحدثون عنها ويقولون نريد السلام أولاً ثم نأتي بالديمقراطية لاحقاً ودعا الترابي الحكومة أن لا تجرب ما جرب وأخفق في دارفور (ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وإلا تجلس معهم بصفة ثنائية فإنه إذا أجدى ذلك في الجنوب فلن يجدي في دارفور).
وقال (من الخير لنا مسليمن وغير مسلمين أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط
رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء)
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي إن المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً والثانية أنها ثنائية سرية وثالثاً بها مبهمات الأمر الذي يلقي شكوكاً مريرة ويضعف ضمانات الاتفاقية.
وعبر الترابي عن أسفه في أن يقول ان هناك (قوة تنزل من عل). وقلل الترابي مما يثار من اتفاق السلام كرس لنظامين يمهد للانفصال وقيام دولتين في السودان وقال (أنا لست يائساً فالعالم كله يقارب فالدول التي كانت تحترب وتتصارع في أروبا وكذلك أمريكا اللاتينية بدأت، وكذلك دول آسيا والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليست بفاصله).
وقال الترابي: إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر- الحكومة الانتقالية- فإن صدق
الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ الوحدة).
وقلل الترابي من شأن المعونات الأجنبية لدعم السلام وقال (جربناها في افغانستان
ووجدناها كلمات فقط).
وعبر الترابي عن رجائه ألا يشهد هذا الجيل انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل ربما
أصابنا المرض غرباً وشرقاً فتمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النبل.
وإلى تفاصيل الحوار:
د. الترابي آراؤك الفقهية دائماً ما تثير جدلاً في الساحة فهل هي آراء تمثل أيضا المؤتمر الشعبي؟
يا أخي هذا هو الاتجاه الذي يمثله المؤتمر الشعبي لأن المؤتمر الشعبي تجديدي ومنفتح ومتحرر من الرؤى التقليدية ولكن السودان إذا كانت تغزوه غزوات وحملات ثقافية، من الغرب مثلما يتلقى الناس العولمة ويخشون منها تغزوه كذلك حملة ثقافية تقليدية، والآن انتشرت في أوساط المساجد وهكذا فهم مشغولون بقضايا صغيرة (كالذبابة) وأشياء من هذا القبيل وكالذي يرتد لابد وأن يستتاب أو يقتل. وهكذا.
(يعني احاديث محدودة تأتي في غير سياقها وقضايا فرعية صغيرة جداً. وهذه قضية ليست لها من قيمة لكن هي تمثل النزعة فنحن من أول أيامنا مؤمنون بأن الاجتهاد لابد وأن يتجدد (ولا نعيش إلا إذا نسبنا إلى الطرق ننتسب إلى الجيلاني والسماني والتجاني.. الناس تنسب لهم لأنهم كانوا أناساً خيرين، لكن لا ممكن إلى يوم القيامة لا تأتي فئة تجدد الذكر والفكر.
فلابد للذكر أن يتجدد. تقرأ التاريخ وتبني عليه فتتقدم أنت، لأنه يواجهك
السؤال: ما هو عطاؤك أنت؟ وما هو اسهامك أنت على مر الزمن؟
كثيراً من القضايا التي طرحتها عليك الآن هي قضايا المؤتمر الشعبي كله. ومثل أولئك الذين يعارضوننا لا ينشغلون بالقضايا الكلية مثل قضايا الحكم أو نظم الاقتصاد ولا نظم العلاقات العالمية. فقط ينشغلون بالقضايا الصغيرة وفي هذه القضية الصغيرة يكفرون الترابي ويكتبون الكتب، فلا تنشغل بهم كثيراً. وهذه المذاهب في العالم الإسلامي كلها أصبحت في طريق التلاشي.
د. الترابي وجهت لك دعوة في وقت سابق من الدكتور جون قرنق لزيارته في رمبيك ماذا تم بشأن تلك الزيارة؟
أنا دعيت لزيارة عاصمتهم كما دعيت ايضا بلاد مجاورة اخرى، ولكن زيارة الجنوب تتطلب أن أذهب إلى بلد خارج الجنوب ومنه أسافر إليه، وهذا عسير وإذا سافرت من هنا مباشرة قد يحدث شيء للطائرة ولا تدري من الذي فعلها لو إذن لطائرة أن تسافر
إلى تلك المناطق، فالطائرات تأتي من هناك عفواً لكن صدقني إذا تيسر لي الطريق
فأنا ذاهب ما في ذلك شك.
وأين وصل مستوى الاتصالات الآن بينكم والحركة الشعبية؟
حيناً بعد حين اتحدث إليهم ولكني اتحدث مع كل القيادات التي تفاوض هناك وأنا مع الخارج موصول يومياً أحادث بعضاً من الناس الذين يتصلون لبحث التطورات التي تجري.
ذكرت القوى السياسية أن هناك العديد من النواقص في اتفاقيات السلام التي وقعت حتى الآن فهل يرى دكتور الترابي نفس ما تراه هذه الأحزاب ام أن له رأياً آخر؟
المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً وفق ما أذاعه الإعلام العالمي بأنهم
اعطوهم ساعتين ليوقعا فوقعا. وفي هذه المنقصة. أنا أشك في قدر الإخلاص لأنك لو وقعت بهذه الطريقة فأنت مكره وأنك لست مخلصاً في ما تعاهدت عليه والطرف الآخر كذلك, وهذا يلقي شكاً على الإخلاص وثانياً أنها كانت ثنائية سرية لم تنشر في
السودان لا في إذاعة ولا في غيرها وهذه مصائر السودان وهذا مثال قد يعني أهل
الغرب والشرق وكل ولايات السودان ويعني أفريقيا ويعني العالم أن يعرف كيف حل
السودانيون مشاكلهم؟ ولكن الأمر حدث سراً، كأنه يقال لك ان تفعل بالجنوب مانشئت
واترك لنا شمالنا نفعل به ما شئنا فيلقي الأمر شكوكاً مريرة جداً ويضعف ضمانات
الاتفاقية.
وثالثاً كانت فيها مبهمات في قضايا أنا متأكد أنها خلافية ولكن لتعجيل شيء وإنجاز سلام. تم التوقيع ليصفق الناس هنا للسلام وهكذا والمبهمات طبعاً تتفق عليها لأنها لا تعني شيئاً لي ولا لك ويمكن أن نوقع عليها فأصبحت فيها مبهمات كثيرة، وظننا أنه بعد ذلك تنزل لكن نزلت الاتفاقية الأخرى في نيفاشا فوقعت وقعةً غير طيبة على كثير من المؤسسات لأنها تعني انها إلى زوال وإلى تصفية مثل قوات التحرير لأن القوات للتحرير قد انتهت مهمتها فلابد أن تبدل.
الآن في قضايا المناطق وحدود المنطقتين اللتين أعدت كل واحدة منهما لنفسها كل أسباب الانفصال أن اختارت ذلك. ومن بعد الاتفاقيات الأولى كل واحد يعد نفسه
للانفصال إن شاء فالخيار قائم ولكن كل شيء موزون على أن الخيار نفسه مفتوح
تماماً ومؤمن. واختلف على الحدود.
أما الثروة اتفق على شيء منها، والبترول كذلك وبقية الضرائب والثروة القومية ماذا يفعل بها؟ وهذا وقف على الاتفاق على السلطة، من الذي يحكم السودان المشترك؟ هذه قضية لم يدخل فيها أصلاً الشرطة والأمن، كل هذه القضايا ما تزال تنتظر الاتفاق، وكذلك أبيي والمناطق الأخرى.
لكن أبيي هي أعسر المناطق. والناس عادة في الحياة إذا تعثر الأمر بين خصمين
يدخل طرف ثالث ليس من عل ولا القضاء بل على نفس مستوى الافق يعني صديق لكم وله معاً تثق فيه ويثق فيه الطرف الآخر ويحاول أن يطرح اطروحات تقارب بينكما حتى يقرب.
والآن بأسف المرء أن يقول هناك قوة تنزل من عل والآن انشغلت وزهدت في أمر
السودان لأن السودان حتى ولو قضى أمر الجنوب قامت قضية أخرى. والقضية الآن لم تعد قضية ذات قيمة انتخابية في أمريكا.
هل تعتقد أن الاتفاقات السابقة كرست لقيام دولتين في السودان وقننت للانفصال خاصة إذا نظرنا إلى الجيشين ونظام معرفي إسلامي في الشمال ونظام غير إسلامي في الجنوب؟
أنا لست يأنس، فأنا أنظر إلى اتجاهات العالم كله يتقارب، فالدول التي كانت تحترب وتتصارع في أوربا تجمعت والدول في أمريكا اللاتينية بدأت تتجمع وكذلك الدول في آسيا، والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليس بفاصلة وصحيح أن الغضب يمكن أن ينزع إلى الفصل ولكني أحسب أنه إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر (الحكومة الانتقالية) وإذا كانت كذلك ستصدق بالضرورة لأنها موزنة من قوى كثيرة لا يستطيع واحد أن يخون شيئاً، فالآخرون يعادلونه أو يعدلونه.
فإذا صدق الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ، وأنا لست بخيلاً.في نصيب الثروة الذي يعطي
للجنوب لأنها ليست مبالغ يمكن أن تجدي الجنوب في فترة ست سنوات وأن تبلغ به
قريباً من مستوى الشمال غير المتقدم. لكن ربما يبقى أغلب الجنوبيون الذين قدموا
إلى الشمال هنا لأنهم موصولون ومرهونون إلى وظائف، وحياة (تعليم وصحة عمل)
وربما يقدم كثير من الجنوبيين لبحث عن عمل وربما يقوم كثيرمن التجار القدامى وآخرون إلى الجنوب يبحثون عن مجالات استثمار لأموالهم الصغيرة على قدر ما أوتوا. وهذه اضمن لي من المعونات الأجنبية التي جربناها في أفغانستان ووجدناها
كلمات.
فالشعبان قد يتقاربا وتكون الصلة أوثق وأشد وذلك قد بين قاعدة, وطبعاً تعلم أنه ليست لنا حدود جغرافية حادة تفصلنا فكل المناطق الحدودية فيها توحد.
وأرجو ألا يكون هذا الجيل قد شهد انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل الجنوب ربما أصابنا المرض غرباً ثم يصيبنا شرقاً فنمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النيل هنا فقط فماذا تسمي؟
يدور حديث الآن حول الشراكة بيني الحكومة والحركة كيف يرى الدكتور الترابي هذا الأمر؟
جون قرنق احسبه قد انصرف إلى القتال حيناً طويلاً وذلك يعني أن خبرته السياسية نسبياً أدنى لأنه لم يدخل في معمعان السياسة ويخوضها ويتبصر كل اتجاهات الآخرين ومدى الثقة وكيفية التصرفات وهؤلاء كذلك، فالسياسة مثل الكرة فيها لخلاف وفيها التنافس، لم يجربوها كثيراً ولا يؤثرون التنافس بل يؤثرون وطأة القوى من أول يوم إلى يومنا هذا فكلاهما لا أعتقد أنه يريد انتصاراً فقط ينسى الجنوب وقواه وينسى الشمال وقواه لن لن تجدي كثيراً.
د. الترابي دائماً ما كان ينظر للشمال بأنه محرر للجنوب ولكن الآن وبرأي مراقبين انقلبت الموازين فأصبح الجنوب هو الذي يحرر الشمال ووصل الامر لدرجة انك عندما خرجت من السجن قلت لقد حررني الجنوب؟
التاريخ كله هكذا وأحيانا الضعفاء هم الذين يحررون الآخرين.. العرب حرروا الناس
من الرومان وطغيان كسري رغم أنهم كانوا أضعف الناس.. ودائماً مبادارت التحرير قد تاتي من حيث لا تحتسب لأن الذي طغي علينا في السودان هو قوة وليست غلبة بثقة الشعب. وقامت قوة في الجنوب صارعت هذه القوة فوازنتها وإذا توزانت القوى دائماً ما يتحرر الضعفاء.
وكذلك من تلقاء الغرب. رغم أننا لا نؤيده ونذكر الحكومة الطاغية انها لو عولت فقط على السلطة وأدوات السلطة ستجد في الأرض من يضارعها ويوزانها ونحن سنظل نتكلم ونتكلم حتى نرجع إلى السجن. فقد سجن منا عشرات والسودان سجن منه المئات لا يتكلم احد عنهم لكن في نظرنا سنتكلم ونعاني وندخل السجن ونخرج * دكتور الترابي بعد خروجه من السجن ركز كثيراً على كلمة الحريات والديمقراطية. في وقت أنت من انقلبت على الحرية والديمقراطية فكيف تفسر هذا التناقض؟
لقد تردد جوابي في هذا الجانب، وأنا تحدتث عن أن الحرية كبتت بالقوة العسكرية في أواخر عهد نميري ضد الإسلام من تلقاء الأمريكان بمقدمهم المباشر ونحن لم نكن ننافسه أو نصارعه في القوة ولكن رأي أن يلقي بنا في السجن. فقلنا إننا يجب أن ندخل إلى السلطة بالحرية ويقدر وزننا الذي يفوضنا إليه الشعب كما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة في أول الإسلام لكن من واجهنا بالقوة يمكن أن نواجهه بالقوة. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه. ولكن في منهج ردنا على العدوان كنا نريد أن نرجع مباشرة لنمكن اللامركزية وبسط الحريات للقبائل وللجماهير.
من خلال التجربة التي قمتم بها في الثلاثين من يونيو 89 يتساءل الشارع لماذا لا يعتذر الترابي للشعب عن هذا المسلك ويطلب العفو منه؟
طبعاً نحن لسنا الحركة السياسية الوحيدة التي دبرت انقلاباً في هذا البلد فحزب الأمة كان هو الأول والحزب الشيوعي كان الثاني ونحن الثالث.. والحزب الاتحادي هو حزب رفض أن يدخل هذه الساحة إلا أن يكون من كرام المواطنين الذي يؤيدون نظام عبود لأنه قام بغالبه من تراث أقرب إليهم.
ثانياً: نحن تحدثنا عن الخطأ (ايش) تعني هذه اللغة ويريد بعض الناس بلغتهم هم يريدون أن أقول للفرد منهم اعتذر إليك وأرجو أن تعفو عني فأنا أعتذر إلى الله سبحانه وتعالى. فمن اليوم الثاني بعد خروجي شهدت الندوة في الجامعة وتحدثت عن أين كان الخطأ وأين كان الصواب، لكن بعض الناس على وتيرة!! ويريدون أن يجلس الترابي تحت أقدامهم ليقبلها ويقول لهم أعتذر إليكم (طيب) ليعتذر السادة الكبار الذين أيدوا عبود ويدانوا.
فأنا أقول إنه في السياسة يجب أن نترك الأمر للشعب يدين من يدين ويسحب ثقته ورصيده ويعذر من يعذر حتى ولو أخطأ أو تجاوز، لأن كل السياسيين خطاؤون، والفساد لم يكن هنا بل في كل النظم وفسادات الرأي كل مرة هي التي تشغل صحفنا وكلامنا حتى يذهب هؤلاء ونبكي على الماضي (ما بكيتم من شيء إلا وبكيتم عليه) أنا أعرف السودانيين، فقد قامت الثورة ضد عبود من كل أنحاء البلد وبعدها خرج عبود بعد فترة إلى السوق جرى الناس وراءه يرددون (ضيعناك وضعنا وراك يا عبود) فهذه أخلاق الشعب، لكن أنا أتكلم عن التقويمات وهذا التقويم ليس من الترابي بل من كل المؤتمر الشعبي ومن كل حركة الإسلام.
د. الترابي كيف تقيم تجربة حكم الإسلاميين في السودان؟
كانت محاولة للرجوع إلى الأول. دستور أشبه بدستور المدينة وانتخابات مثل انتخابات عثمان وعلي ولا تشبه ولاية العهد التي تأتي بالقوة وبسط حريات مثل المدينة وعهود مع الآخرين، وحاولنا هذه لكن من أول مرة (بتعصب) ولذلك مارسخت في الناس، والشعب لم يمارس حرية لذلك لم تعش.
وماذا عن تجربة الإنقاذ في الحكم؟
تجربة الإنقاذ فيها مكاسب ومثالب، أما المكاسب فيها فهي دفع تحرير المرأة، والدخول على البترول، وبسط التعليم.
ومن المآخذ فقد استمر منهج الحكم الذي فيه الطغيان والكتمان الذي يؤسس بيئة للفساد لأنه لا يوجد نقد، وكبتت الحريات فأصبح السودانيون الآن وكثير منهم بدون وعي سياسي وهذا قتل لروح الفاعلية في السودان واضطرب الاقتصاد كذلك فبعد تحرير
كل شيء بدأ فيض الشركات والمؤسسات التي ارتدت مرة أخرى.
وثالثاً إن أول الأمر كان مبسوطاً ليس له عصبيات ضد مناطق في السودان وكانت هناك روح انفتاح نحو الأقاليم كلها ولكنها ارتدت فأصبحت انغلاقاً. والإنقاذ كانت عندها دفعة دينية ولكن تحت وطأة الضغوط الخارجية أزلت السودان ولم تحفظ كرامته ثم لم تكسب شيئاً.
الملاحظ أنك تتتحدث عن الحريات ولكنك لا تتحدث بصورة واسعة عن الديمقراطية؟
نعم: إن الدستور لما جاء تحدث عن حرية للأحزاب وللصحف لكن وقع صراع في قانون الصحافة بين رئيس الجمهورية والبرلمان.
فدائماً الكلمات التي تكتب في الورق رأيناها في الدستور الذي أقسم عليه بعض الناس ثم الغوه كله ورأيناه في مشاكوس للزينة فقط. ورأيناه في جدة أيضا.
فالشورى وحكم الشعب هذه توزانات قوى في الواقع. إذا لم أرها وأرى الموزمين التي بها تتوازن. فأقول صراحة لو تصدقوا سيقول أهل السودان ويشكروكم على أنكم أخذتم نصيبكم وكل الأنصبة لأهل السودان جميعاً وبقوتكم انبسط وليشكركم الأفارقة كلهم على أنكم عالجتم القضية. فلماذا لا تكسبون كسباً قومياً تاريخياً مع الكسب المحلي الخاص.
د. الترابي طرحت أمريكا مبادرة الشرق الأوسط الكبير لتوطين الديمقراطية ويلاحظ أن هذه الديمقراطية معنى بها دول الشرق الأوسط الأوسط والسودان ليس من بينهامما جعل كثيرين يشككون في جدية أمريكا في التحول الديمقراطي للسودان ويقولون أنها تكيل بمعيارين معيار للشرق ومعيار للسودان، ما رأيك؟
أولاً الأمريكان في قضية الجنوب كانوا قد كفوا كثيراً عن الديمقراطية وقالوها فعلاً (إننا نريد السلام أولاً ثم تأتي الديمقراطية لاحقاً) بالرغم من أنهم وصلتهم رسائل منا. إن السلام لا يمكن أن يأتي بدون حرية، لكن الأمريكان لأسباب مختلفة يرون أن الديمقراطية ستأتي لهم بتيارات من الإرادة الشعبية لا يريدونها. وهم يريدون أن تطغي إرادتهم كما فعلوا في العراق.الآن يتحدثون عن الحرية والديمقراطية لأن كثيرين من العقلاء نصحوهم بأن الضغط المشتد على الحركات الإسلامية في البلاد العربية كالضغط على الغاز إذا لم يجد متنفساً أو مخرجاً سينفجر ولذلك فإن الإنفجارات التي يسمونها متطرفة أو إرهابية هذه تحدث في بلادهم هم وفي أوروبا كذلك.فالآن بدأ كثيرون منهم يقولون يجب أن ندعو إلى الديمقراطية ولكن عندما تأتي الديمقراطية ستأتي بما لا يرضيهم كما حدث في الجزائر وكذلك في تركيا. فهم الآن في حالة تردد شديد لا يدرون ماذا يفعلون. فالديمراطية عندهم قيمة ولكن حضارتهم قيمة أعلى إذا أطلقوا الديمقراطية ستلد حضارة أخرى وإرادة أخرى من الشعب. فالليبراليون موجودن في كل مكان ليست لهم قواعد أما أهل الدين والإسلام سيعبئون الناس من أندونيسيا وأتى المغرب ومن أمريكا نفسها إلى الشيشان. فمن الخير لنا مسلمين وغير مسليمن أن نتعايش في سلام وبحرية وأن نبسط رؤانا على الشعب ليأخذ الشعب ما يشاء ونترك قرار العواقب وإلا كلمة حكم الشعب تصبح بلا معنى.
د. الترابي كيف ترى المخرج لمشكلة دارفور؟
دارفور هي مثال آخر في الشمال لما وقع في الجنوب لا تجدي فيه القوة ولا يجدي فيه شق أبناء المنطقة بعضهم على بعض أي عرب على زرقة أو غيرهم. فالظلم بدأ في دارفور منذ زمن بعيد ونحن لم نستدركه وغفل عنه الوطنيون. فمن الخير للحكومة ألا تجرب ما جرب واخفق. ومن الخير لها أن تسلك الطريق السياسي وألا تجلس معهم بصفة ثنائية. فإنه إذا أجدى في الجنوب فلن يجدي في دارفور والآن يخشى أن ينتشر ذلك الدفع إلى كردفان وحتى لا يتسع المرض فمن الخير لكل القوى السياسية أن تسارع لحل هذه المشكلة ومن الخير وقاية لمناطق أخرى الأ ينتشر إليها الداء باتباع الضرورات السياسية.
ماهو موقفك إذا خرج اتفاق السلام بشراكة ثنائية بين الحكومة والحركة الشعبية؟ ستكون المعارضة. لأن الحكومة التي تقوم بالشراكة لن تكون حكماً.. لا للشعب الجنوبي ولا للشعب الشمالي الحكومة يجب أن تكون للشعب كله وسنحاول أن نجمع كل قوى المعارضة معاً لنعدل الاحتكار المشترك إلى توسعة، فإذا انتخب الناس وائتلف حزبان فهذه تصبح ليست احتكاراً.. والشراكة التي أقصدها ائتلافاً في إطار نواب منتخبين.
////////////////////////
الأمين العام للمؤتمر الوطني في لقاء شامل مع (الأيام) بروفيسور إبراهيم أحمد عمر: الحرية هي الأصل السلام سيأتي في إطار حريات وديمقراطية متعددة وشورى لا علاقة للمؤتمر الوطني بانشقاقات الأحزاب هؤلاء هم من أجهضوا لقاء بيت الضيافة
مشاورات النائب الأول شملت شخصيات وطنية ووقوف أرسلت للميرغني والمهدي
الخطوات لم تستنفذ بعد حول أبيي حتى نبحث عن طريق ثالث المقدمة:
اكد الأمين العام للمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم أحمد عمر أن السلام القادم
سيأتي في إطار حريات وديمقراطية وتعددية وشورى والمؤتمر الوطني مؤمن بهذا
وموافق عليه بل دافع في اتجاهه وذكر أن مشاوارت النائب الأول التي جرت في
الخرطوم كانت حول المفاوضات عموماً لكن بالأخص حول أبيي.
وذكر أن قضية الوحدة الوطنية مسلم بها من الأطراف وأن الطريق إليها يتمثل في
إقامة نظام عادل وحريات وشورى وهو الطريق الذي تسيرفيه الحكومة الآن.
وكشف أن خطوات الإجماع الوطني التي تمت بعد لقاء بيت الرئيس أجهضها بعض الأخوة
الذين ظنوا أن الرئيس جاء لبيت الضيافة ليعلن أنه ليس عضواً في المؤتمر الوطني
وإنما هو شخصية قومية وأن هذا هو الطريق للوحدة الوطنية وذكر أن خطوات الحكومة
للإجماع الوطني مستمرة والحكومة حتى الآن تشرك الناس في القضايا القومية واكدت
أمانة اتفاقية السلام في عدالتها وأن يقبل بها السوداني.
ونفى علاقة المؤتمر الوطني بإنشقاق الأحزاب وقال إن الانشقاقات في الأحزاب في
الغالب بسبب خلافات داخلية ورؤى مجموعتين داخل الحزب المعني الذي انشق وإلا كيف
إنشق المؤتمر الوطني.
إلى تفاصيل الحديث:
· كيف ينظر المؤتمر الوطني الآن لما يجري في الساحة السياسية؟
المؤتمر الوطني يقرأ مؤشرات في الساحة السياسية مؤداها أن السودان السياسي يدخل
مرحلة جديدة فالسلام رغم التأخير الذي حدث وبعض الأشياء التي ربما كانت معوقات
لكن يبدو أن السلام سيأتي إن شاء الله.. السلام سيأتي في إطار حريات وديمقراطية
وتعددية والمؤتمر الوطني مؤمن بهذا وموافق عليه بل دافع في اتجاهه ويتخذ
التدابير التي تمكنه من أن يكون عضواً فاعلاً في الساحة السياسية.
· لكن هذا السلام القادم برزت في مواجهته عقدة أبيي مما أدى لعودة النائب الأول
للخرطوم للتشاور فما الذي دار في الخرطوم تحديداً؟
المشاورات التي تمت كانت حول المفاوضات عموماً- المناطق الثلاث- لكن بالأخص حول
أبيي.. وكما تعلم أن أبيي حتى الآن وبعد مضي اكثر من اسبوعين لم يتفق الجانبان
على شيء واطروحة الحكومة تتمثل في أن يكون هناك إلحاق لهذه المنطقة برئاسة
الجمهورية والاهتمام بتنميتها لكن لا رجوع من القرارات السابقة في مشاكوس
المؤكدة على أن حدود السودان هي حدود 1/1/1956م وبالتالي أبيي هي جزء من الشمال
بينما يتمثل موقف الحركة في أن هذه المنطقة الحقت بغرب كردفان بقرار إداري من
قبل الإنجليز ويجب أن ترجع بقرار إداري إلى بحر الغزال وبالتالي أبيي تتبع
للجنوب.
حول هذا الأمر مازال في هذه المحطة كما يقولون والمشاوارت حول هذا الأمر.. لا
استطيع أن أقول لك ما هي التوجيهات والتوصيات والقرارات التي صدرت لأن الموقف
الآن في نقاش وتداول بين الطرفين.
· لكن هذا النقاش والتداول برأي مراقبين سوف لن يصل لنتيجة لتشدد الطرفين
وتباعد مواقفهما الأمر الذي دعا عقلاء لطرح طريق ثالث لتفادي الأزمة من بينهم
الصادق المهدي والأستاذ محجوب محمد صالح كطريق ثالث حتى لا تتعرض عملية السلام
برمتها للخطر ما رأيك في مقترحات الطريق الثالث؟.
أولا حتى الآن الطريق لا يزال به أمل وإلا لما عاد وسيعود النائب الأول لمواصلة
الحوار ولذلك قبل أن نلجأ إلى أي طريق ثالث فلا بد أن نستنفذ خطوات الطريق
الأول والثاني.. وحتى يستكمل هذا المشوار فالحديث عن مقترحات أخرى يحتاج لبعض
الوقت.
· في إطار مشاوارت النائب الأول في الخرطوم نجد أنها شملت الحكومة وحزبها
الحاكم والأحزاب المتحالفة معها ولم يفتح مدى أوسع في المشاورات في قضايا
مصيرية تحدد مستقبل هذا البلد وتشكل ملامحه.. ألا يمثل هذا النهج التشاوري خطأ؟
لا هذه هي القصة القديمة. أن الحوار بين الحكومة والحركة.. وتقديرنا أن الحكومة
والحركة يمثلان جهدين يستطيعان أن يصلا إلى حل معقول وإذا أدخل طرف ثالث ربما
أدى إلى التأخير وليس التعجيل أو التقدم للأمام.. هذه الحجة طرحت من قبل في
صورة لماذا لا يشترك التجمع في المفاوضات؟.. لماذا لا تشترك المعارضة؟.. وهكذا،
وكان الرد واضح في هذا الأمر.
· أنا اتحدث يا دكتور في المشاورات التي جرت في الخرطوم. إنها لم تشمل الجميع
وانحصرت مع المتحالفين مع الحكومة؟
لا المشاورات شملت أبعد من الأحزاب المشاركة في الحكومة شملت شخصيات قومية..
والمشاركة مع الأحزاب الأخرى كان العزوف عنها من الأحزاب نفسها لأنها كانت تريد
إما أن تكون مشتركة طول الخط في كل الأمر وفي كل المفاوضات وفي الحكومة نفسها
بصورة قومية، أو لا تشارك.. الحكاية لم تبدأ أو لم تكن مرتبطة بأبيي فقط ولا
مرتبطة بموقف من حزب واحد معين ولكنها مرتبطة بالتصور عن المشاركة ونوعها لأن
نظام المشاركة موضوع واسع وطرح من قبل في أضابير العلاقات بيننا وبين الأحزاب
الأخرى التي تعنيها وأدت فعلاً لانشقاقات لرفض المشاركة، ولذلك ليس غريباً أن
يكون هناك موضوع واحد ليس فيه مشاركة لكل الناس.
· لكن هذه الانشقاقات التي تقول أن رفض المشاركة أحدثها يرى كثير من المراقبين
أن المؤتمر الوطني هو الذي قاد لهذا الانشقاق في الأحزاب حتى يضمن بقاءه في
السلطة.؟
هذا تحليل بائيس.. الحاصل أن أي حزب انشق.. انشق بسبب خلافات داخلية ورؤى
لمجموعتين داخل الحزب المعني الذي انشق، وإلا كيف انشق المؤتمر الوطني؟.. في
أغلب الأحيان ومعظمها إن الإنشقاق نتيجة خلافات داخلية..يحاول واحد من الأطراف
أن يتعاون بصورة اكثر مع المؤتمر الوطني فلا يملك المؤتمر الوطني إلا أن يقبل
منه التعاون.
· د. إبراهيم ماذا تعنون تحديداً في المؤتمر الوطني بالشماركة وتصوركم لها الآن
وبعد السلام؟
المشاركة الآن تأتي نتيجة مداولات بيننا وبين حزب آخر نبدأ فيه بالحديث عن ما
نسميه بالقضايا المصيرية التي تخص واقع ومستقبل السودان من حيث نظامه السياسي
ودستوره وعلاقاته الدولية إلى آخره في محاولة للوصول لرؤى نتفق عليها ونستل من
ذلك برنامجاً نسميه البرنامج الوطني أو القومي أو برنامج الاتفاق بين المؤتمر
الوطني وحزب آخر، ووفق هذا البرنامج المستل من هذه الرؤى المشتركة يتعرض
المشاركة للطرف الآخر في الحكومة... هذا حدث مع أحزاب ودخلت معنا الحكومة، وهذا
حدث مع أحزاب واتفقت معنا في الرؤى ورفضت أن تدخل في اشتراك.
مثلاً الاتحادي الديمقراطي بقيادة الشريف زين العابدين اتفق معنا في الرؤى ودخل
معنا في اشتراك.. حزب الأمة عندما كان متوحداً اتفق معنا في الرؤى ولكن عندما
جئنا للمشاركة اختلفنا معه فانشق جزء منه قبل المشاركة (حزب الأمة الفدرالي)
ورفض المشاركة الأمة القومي.
أما المشاركة بعد السلام فهذا حديث يختم في الساحة السياسية ومؤاده أن المؤتمر
الوطني والحركة الشعبية سيكونان المسؤولين عن نجاح اتفاقية السلام وستقع عليهما
مسؤولية أكبر من غيرهم لذلك حزب الأمة وغيره يمكن أن يشاركوا في تلك الفترة..
يبقى الاتجاه أن تكون المشاركة مفتوحة لمن يرغب لكن بمفهوم أن المؤتمر الوطني
والحركة هما العنصران الرئيسيان.
· لكن يا دكتور المعارضة تتحدث عن الشراكة في مفاوضات قسمة السلطة وليست بعد
السلام، إذ طالب التجمع باشراكه في مفاوضات قسمة السلطة وقال في لقائه بالاتحاد
الأوروبي في القاهرة الأسبوع الماضي (نحن قبلنا في الماضي بأن تسيير المفاوضات
ثنائية وحصرها بين الطرفين المتحاربين من أجل إيقاف الحرب والسلام، لكن قضايا
مفاوضات اقتسام السلطة لا تمس عملية الحرب والسلام بل تمس مستقبل السلام الذي
هو ملك للجميع. ما تعليقك؟
أولاً الاتفاقية حتى الآن لم تبرم وإنما نصت على بعض من عناصرها وعندما تستكمل
هذه العناصر ستوقع الاتفاقية وإذا لم تستكمل هذه العناصر فإن كل ما اتفق عليه
سيكون هباءاً منثوراً لا قيمة له لا الترتيبات الأمنية، ولا قسمة الثروة ولذلك
الحديث عن ما تم من اتفاقات وكأنه أبرم نهائياً (كلام ما صحيح).
· لكن د. هؤلاء يتحدثون عن المفاوضات اللاحقة بأن ينضموا لمفاوضات قسمة السلطة؟
أنت قلت كأن الناس انتهوا من موضوع الحرب واستعجلوا السلم وهذا ليس صحيحاً..
موضوع الترتيبات الأمنية لابد أن تنزل فهي لا تزال واقفة حتى يكمل الملف الثاني
(وبعدين) كلها تصاغ في اتفاقية واحدة وتكون اتفاقية سلام.
· طيب كيف نؤمن بهذا السلام بدون وجود قوى أخرى مشاركة مثلاً حزب الأمة والتجمع
والمعارضة كلها خارج الدائرة وتقول اشركونا.. أشركونا. فكيف نؤمن هذا السلام
القادم واستدامته؟ وما هي خططكم لذلك؟
أمان هذه الاتفاقية في عدالتها وليس في أن يقبلها حزب الأمة أو الاتحادي
الديمقراطي ولا المفاوضون.. في عدالتها وهذا هو الأمان الحقيقي وأن يقبل بها
الشعب السوداني.. صحيح بعد كده بيكون في قيادات سياسية لها رأي لكن التأمين
الحقيقي في عدالة الاتفاقية وإنها ترضي كل الأطراف وأن الشعب السوداني يقبلها.
· طرحت القوى السياسية مقترحات لمعالجة نواقص اتفاقيات السلام لتأمين السلام
نفسه ومن بين هذه القوى حزب الأمة الذي طرح الطريق الثالث وقدم مقترحات وآليات
منشورة في هذا الجانب وقال إنه سلمها لكم والحركة لكن لم تردوا؟ ما تعليقكم
وكيف ترون سد النواقص؟
نعتقد أن هذه الاتفاقية هي احسن ما استطاع طرفان أن يصلا إليه. وربما كان لحزب
الأمة رؤية لكن المتفاوض ربما طرحها طرحاً أحسن. لكن! بالأخذ والرد ربما وصل
لهذا الذي سماه ناقصاً.. نحن نتكلم عن مداولات بين طرفين أمضوا فيها زمناً
طويلاً قدمت فيها آراء أولية متباعدة جداً جداً وبعد نقاش ومداولة وصلوا لهذه..
ربما تكون هذه ليست الأمثل وما يسعى لتحقيقه الطرفان.. (يعني) لو ترك للحكومة
وحدها لكتبت اتفاقية مختلفة عن هذه ولو ترك للحركة وحدها لكتبت اتفاقية مختلفة
عنها فهذا ما احسم صورة الرأي.. (كونوا) يكون في طرف ثالث بفتكر. على أي حال أن
يقال أن رأي حزب الأمة هو الأمثل طبعاً هذا إدعاء.
· لم نقل أن رأي حزب الأمة هو الأمثل ولكن طرحنا سؤلاً هو لماذا لم تردوا على
مقترحات حزب الأمة؟ وكذلك التجمع قدم مشروعاً في هذا الجانب؟
ما في رداً أبلغ من أن نقدم ما اتفق عليه.
· تقديم ما اتفق عليه يقودنا مباشرة إلى برنامج الحد الأدنى لخلق إجماع وطني
ويطرح سؤالاً يردده الكثيرون من أن برنامج الحكومة والمؤتمر للوحدة الوطنية
وخلق إجماع وطني غير واضح ويقوم على سياسة الاستيعاب؟
أولاً الوحدة الوطنية كقضية مسلم بها من كل الأطراف.. طرف الحكومة والمعارضة،
ما في اختلاف أنه كهدف يجب أن تحقق الوحدة الوطنية.. لكن كيف تحقق الوحدة
الوطنية؟.. الحكومة تتجه لحل المشاكل القائمة الآن وأكبرها مشكلة الجنوب ولذلك
دخلت في مفاوضات جدية وأبدت كثيراً من المرونة لحل هذه القضية.. حل هذه القضية
إقامة نظام عادل، إقامة نظام شورى، إقامة نظام فيه الحريات وهو الطريق إلى
تحقيق الوحدة الوطنية.. فهذا هو طريق الحكومة السائرة فيه الآن، أن تحل المشاكل
القائمة.. تحدث تنمية في البلد، تعمل عدل في البلد.. تعمل حريات في البلد..
(ده) البحقق الوحدة الوطنية وهذا خط واضح الحكومة ذاهبة فيه.
· لكن! دكتور هذه الدعوة للوحدة الوطنية والإجماع الوطني لم تتبعها خطوات تؤطر
وتفصل لهذا المنهج منذ لقاء الرئيس البشير في بيت الضيافة بالقوى السياسية؟
نحن نعتقد أن الخطوات التي تمت بعد لقاء بيت الرئيس اجهضها بعض الأخوة الذين
ظنوا أن الرئيس جاء بيت الضيافة ليعلن أنه ليس عضواً في المؤتمر الوطني وإنما
هو شخصية قومية وأن هذا هو الطريق للوحدة الوطنية.. جاءوا بهذا الرأي الغريب
وظنوا أنه بذلك ستنتقل الساحة السياسية والمبادرة السياسية إلى بعض التنظيمات
الجديدة وأنهم هم قيادة المجتمع الجديد وهذا كان فهم خطأ.. دعوة الرئيس هي
فعلاً بأن يجتمع الناس ولكن سيظل هو رئيس المؤتمر الوطني، وسيظل المؤتمر هو
الحزب الحاكم ويفتح الطريق للناس لتأتي المنافسة الحرة الديمقراطية لتقدم من
تقدم فيما بعد لكن لا أن يأتي الرئيس في بيت الضيافة كما ظن بعض الناس ليقول
أنه أصبح شخصية قومية ويقول أنا ما رئيس المؤتمر الوطني وأن الآن على المنبر
الفلاني أو الحزب الفلاني أن يقود الساحة.
· لكن الاجماع الوطني رغم أهميته إلا أن خطواته جمدت، الأمر الذي جعل كثيرين
يشكون في جدية الحكومة وسعيها لخلق هذا الإجماع، كيف ترد على هذا التشكيك؟
الخطوات من قبل الحكومة والمؤتمر الوطني استمرت وكما ذكرت لك من قبل إن بعض
الناس ظنوا أن الخطوة- لقاء بيت الضيافة- هي عبارة عن تخلي الرئيس لحزبه
وتسليمهم قيادة الساحة السياسية وأنه بذلك تكون فترة من عمر الحياة السياسية
انقضت وبدأت فترة جديدة.
· قلت استمرت خطوات الحكومة للإجماع الوطني.. كيف تبرهن أنها استمرت وما هو
منهجها الآن؟
استمرت في أن الحكومة حتى الآن في كل القضايا القومية تشرك الناس.
· مثلاً؟
المشاورات التي تجري الآن.. الآن عاد النائب الول من نيفاشا واستدعى كل الأحزاب
في الحكومة وأرسل وفود كما علمت للجميع، للميرغني والصادق ليبلغهم.
/////////////////////////////
الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار شامل مع الأيام
الترابي: كفروني وألفوا الكتب
إذا انفصل الجنوب فالمرض سينتقل ويصيب الغرب والشرق
السياسة مثل لعبة الكرة فيها الخلاف وفيها التنافس
ثلاث منقصات في مشاكوس.. والحكومة والحركة يريدان الانتصار فقط
المقدمة
قال زعيم المؤتمر الشعبي د. الترابي إن المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت
فرضاً والثانية أنها ثنائية سرية وثالثاً بها مبهمات الأمر الذي يلقي
شكوكاًمريرة ويضعف ضمانات الاتفاقية.
وعبر الترابي عن أسفه في أن يقول ان هناك (قوة تنزل من عل).
وقلل الترابي مما يثار من اتفاق السلام كرس لنظامين يمهد للانفصال وقيام دولتين
في السودان وقال (أنا لست يائساً فالعالم كله يقارب فالدول التي كانت تحترب
وتتصارع في أروبا وكذلك أمريكا اللاتينية بدأت، وكذلك دول آسيا والدفع العالمي
الآن قوة جامعة وواصلة وليست بفاصله).
وقال الترابي: إذا صدقت الحكومة التي تتولى الأمر- الحكومة الانتقالية- فإن صدق
الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ الوحدة).
وقلل الترابي من شأن المعونات الأجنبية لدعم السلام وقال (جربناها في افغانستان
ووجدناها كلمات فقط).
وعبر الترابي عن رجائه ألا يشهد هذا الجيل انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل ربما
أصابنا المرض غرباً وشرقاً فتمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النبل.
وإلى تفاصيل الحوار:
· د. الترابي آراؤك الفقهية دائماً ما تثير جدلاً في الساحة فهل هي آراء تمثل
أيضا المؤتمر الشعبي؟
يا أخي هذا هو الاتجاه الذي يمثله المؤتمر الشعبي لأن المؤتمر الشعبي تجديدي
ومنفتح ومتحرر من الرؤى التقليدية ولكن السودان إذا كانت تغزوه غزوات وحملات
ثقافية، من الغرب مثلما يتلقى الناس العولمة ويخشون منها تغزوه كذلك حملة
ثقافية تقليدية، والآن انتشرت في أوساط المساجد وهكذا فهم مشغولون بقضايا صغيرة
(كالذبابة) وأشياء من هذا القبيل وكالذي يرتد لابد وأن يستتاب أو يقتل. وهكذا.
(يعني احاديث محدودة تأتي في غير سياقها وقضايا فرعية صغيرة جداً. وهذه قضية
ليست لها من قيمة لكن هي تمثل النزعة فنحن من أول أيامنا مؤمنون بأن الاجتهاد
لابد وأن يتجدد (ولا نعيش إلا إذا نسبنا إلى الطرق ننتسب إلى الجيلاني والسماني
والتجاني.. الناس تنسب لهم لأنهم كانوا أناساً خيرين، لكن لا ممكن إلى يوم
القيامة لا تأتي فئة تجدد الذكر والفكر.
فلابد للذكر أن يتجدد. تقرأ التاريخ وتبني عليه فتتقدم أنت، لأنه يواجهك
السؤال: ما هو عطاؤك أنت؟ وما هو اسهامك أنت على مر الزمن؟
كثيراً من القضايا التي طرحتها عليك الآن هي قضايا المؤتمر الشعبي كله. ومثل
أولئك الذين يعارضوننا لا ينشغلون بالقضايا الكلية مثل قضايا الحكم أو نظم
الاقتصاد ولا نظم العلاقات العالمية. فقط ينشغلون بالقضايا الصغيرة وفي هذه
القضية الصغيرة يكفرون الترابي ويكتبون الكتب، فلا تنشغل بهم كثيراً. وهذه
المذاهب في العالم الإسلامي كلها أصبحت في طريق التلاشي.
· د. الترابي وجهت لك دعوة في وقت سابق من الدكتور جون قرنق لزيارته في رمبيك
ماذا تم بشأن تلك الزيارة؟
أنا دعيت لزيارة عاصمتهم كما دعيت ايضا بلاد مجاورة اخرى، ولكن زيارة الجنوب
تتطلب أن أذهب إلى بلد خارج الجنوب ومنه أسافر إليه، وهذا عسير وإذا سافرت من
هنا مباشرة قد يحدث شيء للطائرة ولا تدري من الذي فعلها لو إذن لطائرة أن تسافر
إلى تلك المناطق، فالطائرات تأتي من هناك عفواً لكن صدقني إذا تيسر لي الطريق
فأنا ذاهب ما في ذلك شك.
· وأين وصل مستوى الاتصالات الآن بينكم والحركة الشعبية؟
حيناً بعد حين اتحدث إليهم ولكني اتحدث مع كل القيادات التي تفاوض هناك وأنا مع
الخارج موصول يومياً أحادث بعضاً من الناس الذين يتصلون لبحث التطورات التي
تجري.
· ذكرت القوى السياسية أن هناك العديد من النواقص في اتفاقيات السلام التي وقعت
حتى الآن فهل يرى دكتور الترابي نفس ما تراه هذه الأحزاب ام أن له رأياً آخر؟
المنقصة الأولى في مشاكوس أنها فرضت فرضاً وفق ما أذاعه الإعلام العالمي بأنهم
اعطوهم ساعتين ليوقعا فوقعا. وفي هذه المنقصة. أنا أشك في قدر الإخلاص لأنك لو
وقعت بهذه الطريقة فأنت مكره وأنك لست مخلصاً في ما تعاهدت عليه والطرف الآخر
كذلك, وهذا يلقي شكاً على الإخلاص وثانياً أنها كانت ثنائية سرية لم تنشر في
السودان لا في إذاعة ولا في غيرها وهذه مصائر السودان وهذا مثال قد يعني أهل
الغرب والشرق وكل ولايات السودان ويعني أفريقيا ويعني العالم أن يعرف كيف حل
السودانيون مشاكلهم؟ ولكن الأمر حدث سراً، كأنه يقال لك ان تفعل بالجنوب مانشئت
واترك لنا شمالنا نفعل به ما شئنا فيلقي الأمر شكوكاً مريرة جداً ويضعف ضمانات
الاتفاقية.
وثالثاً كانت فيها مبهمات في قضايا أنا متأكد أنها خلافية ولكن لتعجيل شيء
وإنجاز سلام. تم التوقيع ليصفق الناس هنا للسلام وهكذا والمبهمات طبعاً تتفق
عليها لأنها لا تعني شيئاً لي ولا لك ويمكن أن نوقع عليها فأصبحت فيها مبهمات
كثيرة، وظننا أنه بعد ذلك تنزل لكن نزلت الاتفاقية الأخرى في نيفاشا فوقعت
وقعةً غير طيبة على كثير من المؤسسات لأنها تعني انها إلى زوال وإلى تصفية مثل
قوات التحرير لأن القوات للتحرير قد انتهت مهمتها فلابد أن تبدل.
الآن في قضايا المناطق وحدود المنطقتين اللتين أعدت كل واحدة منهما لنفسها كل
أسباب الانفصال أن اختارت ذلك. ومن بعد الاتفاقيات الأولى كل واحد يعد نفسه
للانفصال إن شاء فالخيار قائم ولكن كل شيء موزون على أن الخيار نفسه مفتوح
تماماً ومؤمن. واختلف على الحدود.
أما الثروة اتفق على شيء منها، والبترول كذلك وبقية الضرائب والثروة القومية
ماذا يفعل بها؟ وهذا وقف على الاتفاق على السلطة، من الذي يحكم السودان
المشترك؟ هذه قضية لم يدخل فيها أصلاً الشرطة والأمن، كل هذه القضايا ما تزال
تنتظر الاتفاق، وكذلك أبيي والمناطق الأخرى.
لكن أبيي هي أعسر المناطق. والناس عادة في الحياة إذا تعثر الأمر بين خصمين
يدخل طرف ثالث ليس من عل ولا القضاء بل على نفس مستوى الافق يعني صديق لكم وله
معاً تثق فيه ويثق فيه الطرف الآخر ويحاول أن يطرح اطروحات تقارب بينكما حتى
يقرب.
والآن بأسف المرء أن يقول هناك قوة تنزل من عل والآن انشغلت وزهدت في أمر
السودان لأن السودان حتى ولو قضى أمر الجنوب قامت قضية أخرى. والقضية الآن لم
تعد قضية ذات قيمة انتخابية في أمريكا.
· هل تعتقد أن الاتفاقات السابقة كرست لقيام دولتين في السودان وقننت للانفصال
خاصة إذا نظرنا إلى الجيشين ونظام معرفي إسلامي في الشمال ونظام غير إسلامي في
الجنوب؟
أنا لست يأنس، فأنا أنظر إلى اتجاهات العالم كله يتقارب، فالدول التي كانت
تحترب وتتصارع في أوربا تجمعت والدول في أمريكا اللاتينية بدأت تتجمع وكذلك
الدول في آسيا، والدفع العالمي الآن قوة جامعة وواصلة وليس بفاصلة وصحيح أن
الغضب يمكن أن ينزع إلى الفصل ولكني أحسب أنه إذا صدقت الحكومة التي تتولى
الأمر (الحكومة الانتقالية) وإذا كانت كذلك ستصدق بالضرورة لأنها موزنة من قوى
كثيرة لا يستطيع واحد أن يخون شيئاً، فالآخرون يعادلونه أو يعدلونه.
فإذا صدق الوفاء بأي اتفاقية ستبلغ، وأنا لست بخيلاً.في نصيب الثروة الذي يعطي
للجنوب لأنها ليست مبالغ يمكن أن تجدي الجنوب في فترة ست سنوات وأن تبلغ به
قريباً من مستوى الشمال غير المتقدم. لكن ربما يبقى أغلب الجنوبيون الذين قدموا
إلى الشمال هنا لأنهم موصولون ومرهونون إلى وظائف، وحياة (تعليم وصحة وعمل)
وربما يقدم كثير من الجنوبيين لبحث عن عمل وربما يقوم كثيرمن التجار القدامى
وآخرون إلى الجنوب يبحثون عن مجالات استثمار لأموالهم الصغيرة على قدر ما
أوتوا. وهذه اضمن لي من المعونات الأجنبية التي جربناها في أفغانستان ووجدناها
كلمات.
فالشعبان قد يتقاربا وتكون الصلة أوثق وأشد وذلك قد بين قاعدة, وطبعاً تعلم أنه
ليست لنا حدود جغرافية حادة تفصلنا فكل المناطق الحدودية فيها توحد.
وأرجو ألا يكون هذا الجيل قد شهد انفصال الجنوب لأنه إذا انفصل الجنوب ربما
أصابنا المرض غرباً ثم يصيبنا شرقاً فنمزق البلد هكذا فيصبح شريحة حول النيل
هنا فقط فماذا تسمي؟
· يدور حديث الآن حول الشراكة بيني الحكومة والحركة كيف يرى الدكتور الترابي
هذا الأمر؟
جون قرقن احسبه قد انصرف إلى القتال حيناً طويلاً وذلك يعني أن خبرته السياسية
نسبياً أدنى لأنه لم يدخل في معمعان السياسة ويخوضها ويتبصر كل اتجاهات الآخرين
ومدى الثقة وكيفية التصرفات وهؤلاء كذلك، فالسياسة مثل الكرة فيها الخلاف وفيها
التنافس، لم يجربوها كثيراً ولا يؤثرون التنافس بل يؤثرون وطأة القوى من أول
يوم إلى يومنا هذا فكلاهما لا أعتقد أنه يريد انتصاراً فقط ينسى الجنوب وقواه
وينسى الشمال وقواه لن لن تجدي كثيراً.