ديمقراطية الكماشة … بقلم: سارة عيسى

 


 

سارة عيسى
30 March, 2010

 

    " الكماشة " لفظة أطلقها وزير الدفاع الحالي عبد الرحيم محمد حسين في أيام هجوم حركة العدل والمساواة على أمدرمان ، و " الكماشة " هي مدرسة عسكرية قائمة على نظرية إستيعاب الهجوم المباغت ، حيث تكون أرض المعركة في بؤرة الدفاع ، والكماشة في اللعبة الديمقراطية هي من يضغط على رجلي سوف أضغط على رأسه ، فإن إنسحبت الحركة الشعبية من الإنتخابات ، فمن حق حزب المؤتمر الوطني أن يرفض الإستفتاء ، فإن رفض حزب المؤتمر الوطني الإستفتاء سوف تلجأ الحركة الشعبية لإعلان الإنفصال من جانب واحد وقطع أنابيب البترول ، عندها سوف يعود الشمال لمهد المشروع الحضاري والدبابين ، بينما يعود الجنوب لمشروع السودان الجديد ، ما يجنبنا هذا السيناريو المظلم هو حضور المجتمع الدولي في السودان ، وهو بالتأكيد سوف يرفض الحرب التي تقوم على المبادئ الدينية ، فالتسعينات " غير " كما يقال باللهجة  الخليجية ، وما يجب أن نتفق عليه هو أن حزب المؤتمر سوف يرفض أي إقتراح لا يعطي المرشح البشير حق الرئاسة ، وأتفق مع السيد/الصادق المهدي أن العملية الإنتخابية تحولت إلى إستفتاء حول رئاسة المرشح البشير للسودان ، فالرجل لم يقتنع بهيمنة حزبه على جهاز الدولة عن طريق تحويله إلى بوق للدعاية  للإنتخابية ، بل أن حزبه يراهن على السيطرة على الصندوق السحري وهو بطاقات الإقتراع ، فلو وصلت أيادي حزب المؤتمر الوطني إلى هذه البطاقات فلا يسعني إلا ان أبارك للمرشح البشير فوزه بنسبة أكبر من التي رصدتها صحيفة الرأى العام ، وربما يعانق المرشح البشير الرقم الحبيب لطغاة العالم وهو 99.99 % من أصوات الناخبين ، حزب المؤتمر الوطني يريدها بهذا الشكل ، لذلك أمنت مفوضية الإنتخابات على موقفه وسمتها ديمقراطية من حضر ، أي أنها إمتداد لديمقراطية الكماشة التي شرع لها الدكتور حسن عبد الله الترابي ، في ذلك العهد كانوا يسمونها ديمقراطية التوالي ، وأزمتنا مع المفوضية هي شبية بأزمة النصف زائد واحد في لبنان ، حيث أطلق عليه اللبنانيون بطرافتهم لفظة النائب الملك لأنه يملك حق ترجيح القرارات المتنازع عليها بين الكتل السياسية ، لكن العقبة كانت أنه من المستحيل أن يكون هذا النائب محايداً ، فظروف اللعبة السياسية في لبنان جعلت كل من يتقدم لشغل منصب النائب الملك مكشوفاً عن طريق التدقيق في ماضيه السياسي ، وكذلك الحال في السودان ، فقد حسمت المفوضية موقفها ، فالديمقراطية بمن حضر من المعازيم  مع الشكر الجزيل في ذيل البطاقة ، وليست مع أهزوجة " العاقبة عندكم في المسرات ، هنا يطالب الداعي بحقه في السداد ، فحزب المؤتمر الوطني حاضر بخيله ورجله ، ولا يحول بينه وبين الفوز سوى إعلان عبدالباسط سبدرات لنتيجة الفرز ، ورجال المفوضية ليسوا ملائكة ، وهم ليسوا قادمين من الفضاء ، فهم بشر يمشون في الأسواق ، يطوفون على الموائد  الحزبية ، ولهم مصالح وإرتباطات  مع هذا أو ذاك ، وما صاحب هذه الإنتخابات هو غياب التحليل الموضوعي  للأحداث ، قبل يومين شاهدت في قناة العربية كل من ضياء الدين بلال والنور أحمد النور وهما يقومان بعملية التحليل لهذا الحدث ، في حقيقة الأمر تناثرت دموعي على كل من الفقيدين العظيمين ، الأستاذ/محمد الحسن أحمد والأستاذ/حسن ساتي ، في الليلة الظلماء يفتقد البدر ، وأكثر ما أضحكني أن هناك من يرفض تأجيل الإنتخابات لأن أمريكا لا تريد ذلك ؟؟

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء