ماذا تريدون من اميركا ووزيرة خارجيتها … بقلم: الشيخ احمد التجاني أحمد البدوي
ظهرت الانقاذ في زمان كانت ظروف البلاد تحتاج لها وقد عمت الخلافات ونشبت بين الاحزاب حتى وصل بها الحال أن عاشت البلاد ستة اشهر برئيس حكومة دون حكومة ودخلت كل النقابات بأجمعها في اضراب واصبحت مدن الجنوب تتساقط الواحدة تلو الاخرى امام جون قرنق وجيشه والشعب قد انهكه الغلاء والوقوف على صفوف الرغيف والبنزين بالساعات الطوال وقد يضطره ذلك الى المبيت وفي هذه الظروف ظهرت الانقاذ فاستبشر الناس بقدومها والذي طمن الناس اكثر شعاراتها الدينية اعتقادا منهم انه بهذا النهج الاسلامي تنفتح عليهم بركات من السماء والارض ويأكلون من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم فاستقبلوا الانقاذ برضاء وامل وزاد الناس املا التكبير الذي ملأ سموات السودان والانتصارات المتتالية في الجنوب فكان الشباب يتسابقون للشهادة ففجر الله خيرات الارض فكان البترول وصناعة السلاح والدواء والعربات فأقبلت الدنيا على الانقاذ ولكنهم بدلا من ان يقابلوا كل ذلك بالشكر والحمد لله وتنزيل الشعارات الى واقع التطبيق كان المقابل ان انتكست الحكومة في موضع يرفع فيه الرأس وذلك بعد كل هذه الانجازات وقد كان رأسها مرفوعا وهى لا تملك قوت يومها من قمح وبترول وتصيح باعلى صوتها "الامريكان ليكم تدربنا " فبدأت الردة والانتكاسة وكذلك تفعل الدنيا بكثيرين فتعطلت الحدود وأصبح الحديث عن الشريعة على لسان الرئيس في خطاباته ولقاءاته الجماهيرية ودب الخلاف في وسط الحركة الاسلامية وتفرقوا ايدي سبأ واصبح الاهتمام بتكبير الكوم وكسب المعارضين اهم عند الحزب الحاكم من مشاكل الشعب فأطلقوا يد المحليات والولايات تفعل فعلها في المواطنين وكذلك شرطة المروروالتي عطلت المرور بجباياتها وفرض الرسوم المحمية بالنيابات الخاصة والتي برر وزير العدل بقاءها انها استعادت 150 مليون جنيه لخزينة الدولة وهذا عنده المهم ولكن لماذا فرضت وبأى كيفية جمعت وأين صرفت هذا ليس مهم عند الحكومة ولو كان الضحية المواطن. فكان من الطبيعي بعد الذي ذكرنا ان يكون البلد عرضة للتدخلات الاجنبية والذين يتربصون بنا ويتحينون الفرصة للتدخلات وليميلوا علينا ميلة واحدة فكان لهم ذلك بعد ان اصبحت الدولة تستجيب ونتج عن ذلك اتفاقية نيفاشا والتي افضت الى انفصال الجنوب ودخول القوات الاجنبية في دارفور والتي زادت المشكلة تعقيدا بتجسسها وتقاريرها المفبركة فصارت البلاد مفتوحة للوفود الغربية والاميركية خاصة والذين تأتي تصريحاتهم متناقضة مع ما يقولونه داخل السودان وخارجه والمؤسف ان الحكومة تفرح بقدوم هؤلاء الذين لا يرغبون فيكم الا ولا زمة وتزداد تراجعا يوما بعد يوم وهم يزيدون تأمرا ومكرا اليسوا هم الذين ساقونا الى القبول بالقوات الاجنبية في دارفور اليسوا هم الذين خدعونا بتوقيع اتفاقية نيفاشا مصحوبة بالوعود الكاذبة من قروض وشطب اسم السودان من قائمة الارهاب ودعم للحكومة وحل مشكلة دارفور اليسوا هم الذين كافئوا عمر البشير في نهاية المطاف بان صار مطلوبا لدي محكمة الجنايات الدولية موجهين له تهمة الابادة الجماعية اليسوا هم الذين زادوا مشكلة دارفور اشتعالا واعاقوا ان يتم أي اتفاق حتى اليوم فما الذي جد جديدا لامريكا وسياستها هل شهدت بأن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ام اتبعتم انتم ملتهم مما جعلكم تطلبوا ودها ولا زال جريكم وراء سراب وعودها وهم الذين قال الله فيهم "كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون" ماذا دهاكم وقد عشتم تجربةالانعتاق من امريكا وغيرها عندما كنتم تهتفون لغير الله لن نركع فكان البترول والانتصارات والانجازات ثم جربتم الاستكانة والانبطاح فكانت النتيجة التراجع في كل شئ والخلافات والمؤامرات وكان ختام ذلك انفصال الجنوب ومن عجب ان لا يستفيد الناس من تلك التجارب ويرجعوا الى الوراء ويتقهقروا ماذا يعني بعد كل الذي حدث ان نجري وراء اصلاح العلاقات وندعوا وزيرة الخارجية لزيارة السودان التي لااظنها تلتقي بالبشير . لماذا كانت هذه الهرولة والجري وراء هؤلاء الذين لا يتغير تعاملهم معنا مهما تنازلنا وقدمنا من قربان ولنا تجارب معهم في ذلك كيف يغير هؤلاء تعاملهم والله الذي خلقهم وهو أعلم بهم قال فيهم "لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "وقوله:" الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا" لماذا يحدث هذا والعالم كله يتحرك دول وحكومات شعوبا وقبائل يتحرر من اميريكا والغرب وسياسته التى بانت حقيقتها وزيفها لماذا يحدث هذا في هذا الوقت والحكومة تعلم ان الشعوب ما حركها واخرجها الى الخارج الجوع والفاقة لكنها خرجت رافضة حكوماتها بسبب عمالتها وارتمائها في احضان الغرب والخضوع له على حساب كرامة الشعوب وسيادتها الوطنية وليعلم الجميع ان من الاسباب التي لم تدفع بالمواطنين الى الشارع ان امريكا وصويحباتها ليسوا راضين عن حكومة السودان كما هو الحال عن الاخرين ثم لماذا يحدث هذا في هذا الوقت وقد بدأ هرم السياسة الغربية يتزلزل من قواعده والتي تمثلها الانظمة العميلة في المنطقة وبسقوط القواعد يخر السقف وقمته وقد بدأ التساقط وسوف يعقب ذلك انظمة تختلف في سياستها المنطلقة من الندية والاستقلالية مما يضطر الغرب ليلهث ويجري وراء خلق علاقات مع تلك الانظمة الحرة والتي بظهورها يتبدل الحال غير الحال ويصبح عاليه سافله وقويه ضعيفه وتصير اليد العليا هى السفلى وسوف يكون العرب والمسلمون هم اصحاب اليد العليا والقرار المستقل فاذا كان هذا الحال هو المتوقع والنبوءة القادمة . لماذا الاستعجال ويومئذ يطلب الغرب ود العرب والمسلمين ويخشى بأسهم كيف لا يحدث ذلك وقد بدأت اسباب الذل والهوان تتلاشى والذي تمثله هذه الانظمة كيف لا وهم المحتاجون لبترولنا وأكثر من نصف الانتاج العالمي منه يملكه العرب وهم المحتاجون لموقعنا الجغرافي واهم ممرات العالم تمر بالشرق الاوسط وهم المحتاجون لاسواقنا ولمنتجاتنا وهم المحتاجون ان نكون في سلام دائم مع اسرائيل اذا كان ذلك كذلك أبطئوا الخطى نحو امريكا والغرب لأن الخطى سوف تتجه نحوكم في مقبل الايام وما ذلك على الله بعزيز واخيرا نقول للحكومة والافضل لها من ذلك كله أن ترتب حال البيت الداخلي وتلتفت لشعبها وقد ثبت ان من رفضه الشعب لا تستطيع اميركا ابقاءه وعليها ان تفي بما وعدت به شعبها وعاهدت به ربها وهو اقامة شرع الله وبسط العدل واتخاذ قرارات بينة في تقليل الانفاق الحكومى واعادة النظر في الحكم الفدرالى الذى أرهق المواطنين وأخذ منهم اكثر مما يعطيهم وكرس للقبلية والجهوية وهى الاشد فتكا بالمجتمعات من الجوع والفاقة حتى اصبح الناس يتحدثون أن الحكومة تهتم باقليم معين دون غيره وهذا اتهام خطير له عواقبه اذا كان صحيحا واذا كان خطأ على الحكومة أن تصحح هذا المفهوم وتعلن محاربتها للقبلية صراحة قولا وفعلا وتبدأ بحل النظام الاهلى الموجود في عاصمة البلاد وتوجه الصحف وأجهزة الاعلام ان تتناول هذا الموضوع تناولا ايجابيا يجب ان تكون هناك عدالة في توزيع الخدمات والتوظيف في المؤسسات حتى تنطفئ نار هذه القبلية والتي سوف لا تترك اخضر ولا يابس والتي اصبحت ثقافة هذه الايام فعلى الحكومة ان تعالج هذه الامور معالجة ناجعة وسريعة والتأخير ليس من مصلحة الجميع وقبل ذلك عليها ان تتق الله ومن يتق الله يجعل له مخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب افعلوا هذا واتركوا اميركا وجمعها لحالهم فهم المحتاجون لنا في الفترة المقبلة فان كان لابد من التعامل فبعزة المسلم وكرامة المؤمن "فان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين"
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]