الجنوب الجديد…(النجمة أو الهجمة)…(هارون أو القيامة تقوم).!! … تقرير .. حسن بركية
تعتبر ولاية جنوب كردفان من أكثر المناطق المرشحة للإنفجار في السودان وإعادة البلاد إلي نقطة الخيار (صفر) وهي بمثابة سودان مصغر يحوي كل التناقضات الموجودة في المشهد السياسي السوداني بالإضافة إلي الكثير من العوامل والصراعات المحلية والمجتمعية والتقاطعات الإثنية ولذلك تملك الولاية كل مقومات إشعال الحريق في غياب الحلول العملية والعقلانية.
تحت عنوان(جنوب كردفان واخواتها وتداعياتها) عقد منتدي السياسة والصحافة رقم(81) بمنزل الإمام الصادق المهدي منتداه الشهري وقدم رئيس حزب الأمة الامام الصادق ورقة تناولت خلفيات الصراع في جنوب كردفان وأفق الحل السلمي للقضية والفجوات الموجودة في برتكول حل النزاع في جنوب كردفان وضرورة سودنة القضايا السودانية، وقال المهدي جنوب كردفان من الناحية الإثنية والثقافية أنموذج مصغر للسودان بحجمه التليد.وإتفاقية نيفاشا بخصوص المنطقة بها عدة فجوات منها أن حدود الأول من يناير 1956م مرسومة علي الورق وغير معلمة علي الأرض وهذه فجوة، والفجوة الأخري هي أن الواقع البشري في الحدود بين الشمال والجنوب تقوم فيه حقائق معيشية مخالفة تماما للمرسوم علي الأوراق مماجعل سكان تلك المناطق يمثلون طرفا ثالثا بحيث لايمكن لأتفاق ثنائي بين طرفي اتفاقية السلام أن يكون حاسما ما لم يأخذ رأي هؤلاء في الحسبان.
ويضيف الصادق المهدي بعد سنوات من إتفاقية نيفاشا وإنفصال الجنوب نحن اليوم أمام حقائق ماثلة في أرض الواقع،الأتفاقية لم تجعل الوحدة جاذبة بل كماقلنا منذ البداية حعلت الانفصال جاذبا. ولم تحقق التحول الديموقراطي لأن الاتفاقية قررت استمرار كافة قوانيين الانقاذ إلي أن تستبدل وأعطت الحزب الحاكم أغلبية مطلقة فاستخدمها لحراسة مكتسباته السلطوية.واليوم هناك أكثر من دليل علي الانزلاق نحو الاحتراب أهمها:التصريحات بأنه بعد انفصال الجنوب فإن الشمال سوف يكون منطقة انسجام ديني وثقافي تام ولامجال لتعددية دينية وثقافية فيه، والتوتر الذي صحب الحملات الانتخابية في جنوب كردفان وشعاري: النجمة أو الهجمة وهارون أو القيامة تقوم. وحملة التكفيريين والإنتباهيين المعبئة في الطريق للاقتتال.
ويقول الصادق المهدي إذا وقع تنافر بين دولتي الشمال والجنوب فسوف يوظف الطرفان الجنوب الجديد في دولة الشمال والشمال الجيد في دولة الجنوب لاستنساخ المشاكل القديمة بين الشمال والجنوب، وسوف تؤدي المواجهات المتوقعة إلي إنتاج دولتين فاشلتين في أرض السودان،وتكون النتيجة أن اتفاقية أبرمت لتحقيق الوحدة والسلام حققت النقيض أي الحرب والإنفصال.ومثلما أدت اتفاقية 1972م إلي حرب أسوأ من تلك التي أنهتها فقد تؤدي اتفاقية 2005م فيما بعد لحرب أسوأ من تلك التي أنهتها.
يري القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر أن بقاء المؤتمر الوطني في السلطة يحول دون إيجاد أيه حلول لمشاكل البلاد ومنها مشكلة جنوب كردفان، وأزمة جنوب كردفان مستنسخة من أزمة البلاد وهي أزمة حكم راشد، وجنوب كردفان بها تعقيدات كبيرة قد تعيد سيناريو الحرب مرة أخري إذا تقاعست الأحزاب عن القيام بمهامها علي الوجه الأكمل. وينظر مكي علي بلايل إلي جوانب أخري من أزمة جنوب كردفان ويقول: هناك ثلاث نقاط أساسية يجب التوقف عندها قبل الشروع في أيه معالجات لقضية جنوب كردفان وهي (أ)الغالبية العظمي من سكان ولاية جنوب كردفان تشعر أن الإتفاقية كانت دون الطموح ولم تلب تطلعات المواطن هناك(ب) التركيبة الاثنية في جنوب كردفان معقدة وبها تقاطعات وصراعات ومصالح يجب أن تراعي وتدرس.(ج) الإتفاق علي مفهوم محدد للمشورة الشعبية بعيدا عن المزايدات السياسية. ويضيف بلايل هناك مشكلة اخري قد ترجع بالولاية إلي مربع الحرب وهي حدود ولاية غرب كردفان في حالة عودتها ومنطقة لقاوة وموقعها.وفي حالة عدم إيجاد حلول سريعة للمشاكل المذكورة فإن نذر الحرب تلوح في سماء الولاية.
يقول صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي ولاية جنوب كردفان لها خصوصية لأنها تجاور 4 ولايات جنوبية و3 ولايات شمالية ولها 1000كلم في الحدود مع الجنوب وأيه مشاكل فيها تلقي بظلال مباشرة علي الشمال والجنوب،ومن المهم جدا العمل حل كل المشاكل بصورة نهائية خاصة مشاكل الرعاة من الجانبين(الشمال والجنوب) وعدم وضع أيه قيود أمام حركة الرعاة وبالعدم فإن خيار إسقاط النظام سيطرح بقوة.
في مداخلته القصيرة تجاوز يوسف الكودة عنوان الندوة وركز علي حادثة مقتل أسامة بن لادن،نحن مع بن لادن في حالة الشعور المشترك بالظلم والتعاطف مع القضية الفلسطينية ولكننا نختلف معه في التعبير عن هذا الشعور،بن لادن إستخدم الوسيلة الخاطئة وأضر بالإسلام والمسلمين، نحن لانفرح لموته ولكننا نفرح لموت كل من أضر بالإسلام. يقدم ياسر عرمان قراءات وشروحات لمفهوم الجنوب الجديد ويقول الجنوب الجديد مفهوم جغرافي وسياسي بغياب الجنوب التقليدي هناك جنوب جديد في جغرافيا شمال الجنوب التقليدي وجنوب سياسي يضم كل المهمشين في شرق السودان وأقصي شمال السودان. ولاية جنوب كردفان لعبت دورا كبيرا في تاريخ السودان وإستقبلت الإمام محمد المهدي وقدمت العديد من الثوار والمناضلين ولجبال النوبة قضايا وحقوق مرحلة منذ 200سنة وهم يستحقون الانصاف بعد طول تهميش أي النوبة.فيما يتعلق بموضوع الانتخابات بجنوب كردفان، المؤتمر الوطني يحاول تكريس وجوده من خلال التعبئة الاثنية والقبلية في حين تقدم الحركة الشعبية برامج تستوعب كل مكونات الولاية دون فرز اثني أو قبلي، في حالة فوز مرشح المؤتمر الوطني فإنه لن يتواني في شن الحرب علي الجنوب ولكن في حالة فوز الحلو سيناريو غير وارد ولذلك علينا المفاضلة بين الذي يقود الولاية نحو الحرب والذي يجلب السلام ويبعد شبح الحرب.
يدافع البروفيسور ابراهيم غندور القيادي بالمؤتمر الوطني عن توجهات حزبه في وجه الاتهامات العديدة التي طالت حزبه من قبل المتحدثين في المنتدي، المؤتمر الوطني إستجاب لكل دعوات الحوار مع القوي السياسية وملتزم بكل الاتفاقيات والمقررات والتفاهمات التي تمت مع القوي السياسية،ومضي الوطني في تنفيذ
إلتزاماته تجاه نصوص اتفاقية السلام دون ايه توقف رغم أن الطرف الثاني كان ولازال يماطل في تنفيذ بنود اتفاقية السلام،والحوار في كل القضايا العالقة مستمر ولاتوجد خلافات كبيرة فيها بإستثناء قضية أبيي المعقدة وخاصة ان الحركة تربط الوصول إلي تفاهمات في أيه قضية بحل قضية أبيي وهي قضية معقدة تحتاج إلي مزيد من الحوارات العميقة،الوسطاء قدموا عدة خيارات لحل القضية المؤتمرالوطني وافق والحركة الشعبية رفضت كل الخيارات،وطرح الوسطاء خيار آخر جديد ولكن الحركة الشعبية عرقلت الحل وجاءت بقرار ضم إلي الجنوب في الدستور الخاص بدولة الجنوب إذا الحركة الشعبية هي التي تعرقل الوصول إلي حل في قضية أبيي. وطالب غندور في ختام مداخلته بتأجيل الحوار حول قضية أبيي حتي يتم التوصل إلي حلول تحفظ حقوق جميع الأطراف ولكن هناك من يقرع طبول الحرب من أثرياء الحرب، أقول لهؤلاء نموذج الهجمة أو النجمةغير متاح في جنوب كردفان.
hassan berkia [hsn455@hotmail.com]