النيل الأزرق لا تعاني الا من ثرثرة المذيعين !!

 


 

ياسر قاسم
3 August, 2011

 

رأي صريح
ygasim@yahoo.com

*بقدر استمتاعنا ببعض برامج الفضائيات في رمضان، بقدر ما أصابنا الامتعاض من برامج أخري يصر فيها المذيعون علي افساد الفكرة بنرجسيتهم الموغلة في حب الذات والسيطرة علي البرنامج كأنما الضيوف أتوا الي الاستديو للاستماع والانصات اليهم، تابعنا من هذه النوعية عدد لا يستهان به من البرامج ولكن أكثر ما لفت نظرنا أولي سهرات قناة النيل الأزرق في رمضان، السهرة كانت جيدة من ناحية الفكرة ولكن مقدمي البرنامج سعد الدين حسن وجدية عثمان تسابقا في نيل المساحة الأكبر من زمن البرنامج، لم يتركا ضيفا الا وقاطعاه في مقام لا يحتمل المقاطعة.
*كان في مقدور كل المشاهدين الاستمتاع بالقصص المشوقة لضيوف البرنامج أصحاب الحضور الجاذب، ولكن لم يتركهم مقدمي البرنامج باصرارهما علي المقاطعة والقفز الي سؤال مختلف قبل الرد علي السؤال السابق.
*ما حدث في هذا البرنامج كان كافيا للحكم علي فشله، وعلي قناة النيل الأزرق اعادة النظر في الطريقة التي يتم بها محاورة الضيوف من خلال فرض ضوابط علي المذيعين للتخلي عن نرجسيتهم المملة.
*ضيوف في مقام دكتور عوض مكاوي ودكتور كامل ابراهيم حسن لم يكن من اللائق مقاطعتهم بتلك الطريقة حتي ينعم سعد الدين وجدية ببطولة البرنامج ووالاستتحواذ علي الكاميرا معظم وقت البرنامج.
*من مفارقات ما حدث في البرنامج انتظار المشاهدين اجابة الزميل علي همشري علي احد الأسئلة، وفي كل مرة كان الضيف يتفاجأ بمقاطعة من مقدمي البرنامج .. تارة لفاصل اعلاني وتارة لتوجيه سؤال آخر مع وعد بالعودة للاجابة السابقة وتارة يتداخل صوت المذيعين كأنما نحن في سباق من يتحدث أولا .. هكذا استمر البرنامج حتي ودعت جدية وودع سعد المشاهدين.
*وبعد الذي شاهدناه نهمس في اذن الجنرال حسن فضل المولي لمعالجة هذا الخلل الكبير طالما سهرة ليالي يتم بثها ( لايف ).
*لا نقدح في كفاءة الزميل سعد الدين ولكن طريقة محاورته للضيوف لا علاقة لها بالمهنية وجذب المشاهد، وكثرة الحديث معظم الوقت من مقدم البرنامج لا يعني بطولته للبرنامج، البرامج الحوارية تعتمد أصلا علي بطولة الضيوف وليس بطولة المحاور، والمحاور يستمد قبوله عند المشاهد في مثل هذه البرامج من ارتياح المشاهدين للطريقة التي يحاور بها وليس بمقاطعته للضيوف في الفارغة والمليان.
*أما المذيعة السابقة جدية فقد وضح ان عودتها لشاشة النيل الأزرق فيها كثير من المجاملة، كان يمكن مشاركتها في أي برنامج آخر بدلا من سهرة تبث ( لايف ).
*نركز حديثنا علي قناة النيل الأزرق باعتبارها أكثر الفضائيات السودانية مشاهدة في رمضان حتي بعد ترحيل برنامج أغاني وأغاني للساعة ( حداشر )، وعلي ذكر هذا البرنامج نعيد ونكرر اعجابنا بكل ما يقدمه الاستاذ السر قدور بما في ذلك ( ضحكته ) المجلجلة التي خطفت الانظار من أول الحلقات، وكم كان الاستاذ السر قدور موفقا في اختيار أغاني الراحل خلف الله حمد وكم تمنينا لو شاهد السادة ( المتعصبون ) تلك الأغاني ليعترفوا بظلم فتاويهم.
*حلاوة برامج النيل الأزرق لم تتوقف فقط عند السر قدور، فالاعلامية المتمكنة غادة عبد العزيز خالد نجحت في جذب المشاهدين اليها في برنامجها غير التقليدي ( ونسة الحبوبات )، وعلي دربها سارت هبة معتمد في برنامجها ( سليم في الشهر الكريم )، البرنامجين قدما وجه حقيقي للسودان وواقع جميل للبيت السوداني الأصيل.
أراء في كلمات
*الفضائية السودانية أو القناة القومية كما يشار اليها لم تقدم شيئا مقنعا أو حتي مفيدا للمشاعد السوداني، وكان انصراف المشاهدين عنها أبلغ دليل.
*عيب كبير أن يصوم الناس 11 شهرا من مشاهدة فضائيتهم القومية ثم يأتوا ليفطروا فيها علي ( بصلة ).
*حتي قناة زول تفوقت علي تلفزيون السودان.
*ثبت ان ارتباط المشاهدين بالسر قدور وبرنامج أغاني وأغاني لن ينفض لمجرد تغيير موعد بث البرنامج.
*مثلما كان السودانيين داخل وخارج السودان يضبطون مشاويرهم علي الوقت السابق للبرنامج، تحولوا بسهولة ويسر لضبط مواعيد عودتهم للجلوس أمام شاشة النيل الأزرق الساعة ( حداشر ).
*كثيرون أكدوا استعدادهم لمتابعة البرنامج حتي لو تم تحويله للساعة الثالثة صباحا.
*حملة الاساءة للسر قدور أتت بنتائج ايجابية للبرنامج وزادته شهرة.
*في ظل هذا التعاطف والاعجاب الكبيرين لا نستبعد دخول قنوات عربية لانتاج البرنامج العام القادم وبثه في الوقت التي يعجب المشاهدين.

 

آراء