مشاهدة ممتعة !!

 


 

منى أبو زيد
8 January, 2012

 





نقيض البطل صورة شائعة في الأدب والفنون، تجسدها في الغالب شخصيات اكتسبت مزيداً من الشر إثر وقوعها ضحية لصدمة ما، وهي غالباً ما تظهر ضعفاً في التحكم بمشاعرها، ويسوس أفعالها وعواطفها تجاه القضايا منطق أخلاقي معقد وغامض ..!

أشهر أيقونات "نقيض البطل" في السينما الأمريكية مثلاً، شخصية ذو الوجهين - أظرف أعداء الرجل الوطواط – الذي كان يشغل منصب المدعي العام للمدنية، قبل أن يتأثر بتشوه وجهه بفعل أحماض حارقة، فيفقد عقله ويصبح من رموز الجريمة في مجتمعه .. !

وإذا كان عشاق سلسلة أفلام الباتمان يدينون لتلك الحادثة التي كانت سبباً في ولادة ذلك الشرير الظريف، فإن جمهور الستاند أب كوميدي – أو كوميديا الرجل الواحد  - على امتداد العالم العربي يدينون للثورة المصرية بظهور شخصية الدكتور توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، ومقدم برنامج "مصر اليوم" والمرشح القادم لرئاسة الجمهورية ..!

معظم جماهير الدكتور عكاشة الغفيرة على موقع اليوتيوب "يترحَّمون" على خفة ظل تصريحات العقيد القذافي، وينصبونه خليفة له بلا منازع، وبعضهم يجتهد في "منتجة" مقاطع فيديو تحمل أشهر تصريحاته السياسية العجيبة، إمعاناً في الاحتفاء بظاهرة القذافي الجديد ..!

أضحوكة السياسة المصرية هو أحد فلول نظام الحكم السابق، وهو إعلامي وصحفي يحمل درجة الدكتوراه في شيء ما، ويرأس مجلس إدارة قناة الفراعين، كان نائباً عن دائرة قريته "نبروه"، ثم أحد مؤسسي حزب مصر القومي الجديد، وصاحب التصريح الشهير عن يوم (13-13-2013) تاريخ أكبر حفلات الماسونيين في مصر ..!

في مناظراته أحادية الجانب مع مرشح رئاسة الجمهورية الدكتور محمد البرادعي قال مرة إن الأخير لا يصلح لرئاسة الجمهورية لأنه لا يمتلك مهارات أي فلاحة مصرية في إطعام البط، ولو أثبت البرادعي أنه يعرف سعر ربطة الفجل أو حزمة الجرجير، فسيكون هو أول من يعطيه صوته .!

وفي أشهر شطحاته اليومية ظهر عكاشة على الهواء مباشرة وهو يُعرِّض بعنوسة أشهر أيقونات الثورة المصرية، من أمثال نوارة نجم وأسماء محفوظ، ويعد كل واحدة منهن بعريس فلاح صعيدي ينسيها هموم الثورة ويشفيها من أوجاع النضال ..!

مجموعة من أبناء الجالية السودانية في مصر تقدموا بشكوى للنائب العام المصري بسبب تصريحات قديمة متجددة للدكتور توفيق عكاشة، اعتبروها تطاولاً على استقلال وسيادة السودان، بعد أن صرح الرجل أكثر من مرة إنه لا "يعترف" بوجود دولة اسمها السودان، وأنه جزء من أملاك مصر التي لا بد أن تعود إليها..!

الأمر – كما ترى – لا يعدو أن يكون عرضاً زائلاً لنكبة سياسي ذو وجهين، شوهت نيران الثورة أحدهما، وحلت على الآخر روح العقيد الليبي .. هذه الترهات لا تستحق عناء التقاضي، ولا ثمن الدقائق التي أهدرت في تقديم الشكوى .. لا شيء غير صفاء الضحك، وطرافة المشاهدة .. المقاطع مبذولة على موقع اليوتيوب .. مشاهدة ممتعة ..!

munaabuzaid2@gmail.com


 

آراء