في ذكرى سادِن العربية “الشيخ الطيب عبد المجيد السراجِّي”

 


 

 

في ذكرى  سادِن العربية " الشيخ الطيب عبد المجيد السراجِّي"

قال عن نفسه  : " هكذا خُلقتُ لا أستطيع أن أغير إهابي."
(1)
عن اللغة القرآنية التي أحبها شيخنا " الطيب عبد المجيد السراجِّي" كتب أبو سليمان الخطابي ( حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب- 388 هـ ) وهو يتحدث عن لغة  القرآن :

( إن أجناس الكلام مختلفة ، ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة ، ودرجاتها في البلاغة متباينة غير متساوية ، فمنها البليغ الرصين الجزل ، ومنها الفصيح القريب السهل ، ومنها الجائز المطلق الرسل ، وهذه أقسام الكلام الفاضل . فالقسم الأول أعلى طبقة الكلام وأرفعه ، والقسم الثاني أوسطه وأقصده ، والقسم الثالث أدناه وأقربه . فحازت بلاغات القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصة ، وأخذت من كل نوع من أنواعها شُعبة ، فانتظم لها بامتزاج هذه الأوصاف نمط من الكلام يجمع صفتي الفخامة والعذوبة ، وهما على انفراد في نعوتهما كالمتضادين ، لأن العذوبة نتاج السهولة ، والجزالة والمتانة في الكلام تعالجان نوعاً من الوعورة . فكأن اجتماع الأمرين في نظمه ـ مع نبو كل واحد منهما على الآخر ـ فضيلة خُص بها القرآن)
(2)
ولد في أواخر القرن التاسع عشر ( 1893 أو 1888 )  ورحل عام (1963 ) ، ونستدل من تاريخ ميلاده الذي ثبّته الشاعر " محمد المهدي المجذوب " في رثائه له بالبيت الشِعري  :
خمسٌ وسبعون لم تفرَحْ بمُبتَهِجٍ   بما فعلتَ ولمْ تَظفَرْ بِمُعتَصِمِ

درس  الخلوة ثم الأولية فالابتدائية .عمل كاتباً ومُترجماً للبريطانيين الذين حكموا السودان وانكَبَّ على قراءة تُراث شكسبير . استقال من العمل عام 1946. عمل محاسباً بسكك حديد السودان وعمل أيضاً في مصلحة الوابورات . هاجر إلى مكة المكرمة وعمل مدرساً بمدرسة الفلاح الثانوية  . وهب حياته للنهل من تراث اللغة العربية وآدابها وأشعارها . بل اختار حياة الفروسية العربية نهج حياة وصارت مسلكه اليومي  طبعاً وتطبعاً . يرتدي اللباس العربي بقبائه الفضفاض ، ويعتمر العمامة الخضراء  ويركب فرسه متجولاً في طرقات أم درمان القديمة.
نحن في أمسّ الحاجة  للوفاء للشيخ "الطيب عبد المجيد  السراجِّي "، سادن اللغة  القرآنية وعاشقها الولهان . كان متفرداً في محبته العربية لغةً وأشعار. تلك اللغة التي تأثرت بها  العديد من اللغات كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأُردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية . أحب " سيدنا " كلاسيكيات الشعر والآداب العربية  ، وقد شغفته حباً ، فتعلمها  كدحاً بلا مُعلم ، وصعد من القريب السهل إلى المُطلق الرسل وعرّج سماوات الرصين الجزِل . وهنا كان كهفه الذي يتعبد في مغاراته .دلف للحياة العربية القديمة وتجول باديتها ،واكتسب ثقافتها مسلكاً ولغةً .
اكتنز محبة عميقة  للثقافة العربية في قلبه و وهب حياته  لتلك الثقافة ، آدابها وأشعارها . أحب حياة البادية العربية الطلقة في سالف عصرها  وتقمصها في مسلكه ، وفي معاشه ،بل  أقام جسوراً عبرت منها لغته المتداولة إلى العربية الفصحى . كان محباً للحياة العربية  في زمانها القديم ، سليقتها وصفاءها  ورونق جرسها من سلاسة ، وبساطة ورقة  وجزالة  وغرابة ووعورة واستيحاش. هاجر مثل كل المحبين من اللغة التقريرية المباشرة  في سنوات الدراسة الأولى إلى سباحة أعماق بحورها  في مُقبِل أيامه ، فكان سيدنا من الناهلين من ذاك النبع ، قرءاني المرجع ، بهي اللغة ، رصين الشِعر ، فصيح اللسان ، اغتسل من تصحيف لكنة الأعاجم ، فنطق الحرف  فصيحاً قرشياً مُستطاباً.
زامل أبا شرف ،" محمد عمر إدريس "، "خليفة عباس" ،" محمد عثمان عبد الرحيم "، "حسن مدثر ".راسل علماء اللغة وقد اعترف له "انستاس الكرملي "، كما راسل" عبد القادر المغربي" ، و"النشاشيبي"  و"الشنقيطي."  قال عنه " عباس محمود العقاد " : ( إن الطيبَ بحرٌ متلاطم الأمواج ) .
كان فريداً مختلفاً عن أبناء جيله. فقد درس و وهب حياته للنهل من العلوم والحديث عنها . غلبته الثقافة الشفهية  فكانت هي حياته، تماماً كالبُداة في التاريخ القديم  ، مثلما كانت حياة  اللاحقين من سدنة العربية من أمثال الأستاذ  " عبد القادر كرف " أو الأستاذ " الجعيلي " أو البروفيسور " عبد الله الطيب " ، حتى أن الأخير كادت ثقافته الشفهية أن تذهب  بالكثير من كنوزه الثقافية لولا البرامج الإذاعية والتلفزيونية  المُسجلة . لم تكن للشيخ " الطيب السراجِّي " كتباً مدونة  إلا بعض أشعار باللغة الإنجليزية وكتابات متفرقة ، فهنالك دون شك مخطوطات خطها الشيخ ، وحفظتها مكتبته و مكتبة خلصاء أبنائه . فقد امتشق حسامه ابنه الراحل " فرّاج الطيب " وسلك مسلكه ، السهمُ مكان السهم حتى تكسرت النصال على النصال . أحب مثل والده  العربية لغة وشعراً ، وسجلت له الإذاعة السودانية برنامجاً شهيراً هو " لسان العرب "  الذي ابتناه على الأثر ، وحاول فيه تصحيح الأخطاء الشائعة في اللغة العربية المتداولة بالتحوير وبالتبديل و بالتصحيف . وصحح الكثير من الأغلاط والأخطاء ، وهي طبيعية لازمتْ تنقل اللغة العربية عبر الدول والقارات والشعوب والثقافات وتلونت بألوان البيئة ، لو لا مناهج اللغة الفصيحة التي قاومت ،إلى أن صارت لغة الدرس ومرجعية القواعد والنحو والصرف ، ومضابط الشِعر .
سافر الشيخ لمصر في أوائل العام 1948  ، وبقي هناك حتَّى عام 1950م، وكان لديه أمل في الانتماء  لعضوية مجمع اللغة العربية  في القاهرة ، ولم يوفق إذ ليس لديه كتب منشورة ، وجلس إلى بعض أدباء مصر واستاء كثيراً من حب بعضهم الإطراء ، وساءتهم صراحته ، وساءه منهم أنهم سألوه : أمِن " الكويت " هو أم مِن " البحرين " !!، وتعجب سيدنا  كيف لا تستقيم معرفة العربية بأن يكون المتفقه فيها "سودانياً " !، فرجع إلى وطنه . قال عنه الأستاذ "محجوب عمر باشري " : ( لم ينظر  " الطيب " للشعر بمنظار اللغة والفصاحة كما أعتقد الكثيرون،  بل نظر إليه بمنظار الخيال والرؤى والصور والإيقاع والكلمة المناسبة.)
عرض عليه الصاغ "صلاح سالم " أن يكون مديراً لإذاعة " صوت العرب  " في القاهرة  عام 1954 ، فلم يقبل العرض .كان الشيخ شديد الاعتداد بفصاحته وعمق دراسته اللغة العربية ، حتى أنه جاهر بأن لا أحد يتفوق عليه في معرفتها  . 
(3)
كتب عنه صديقه الأستاذ " خضر حمد"  في مذكراته :
( عرفنا الأستاذ " الطيب السراج " منذ عهد الدراسة ، فقد كنا نزوره أحياناً ونحن في السنة النهائية من كلية"غردون "واستمرت العلاقة بيننا تقوى حيناً وتفتر حيناً ، خصوصاً وأن بعضنا قد أبعدتهم  ظروف العمل عن العاصمة ولكن عندما تجود الظروف باجتماعنا في أم درمان لا تكاد تنقطع عن داره أو ينقطع عن دورنا وكانت مجالسه مجالس أدب وعلم وفضل لا يعرف العبث ولا يريد أن يضيع لحظة من لحظات الحياة في غير علم أو تعلم .
وأكثر وقت قضيناه معاً كان في سني الحرب فالثورة على الإنجليز والشماتة فيهم وتتبع أخبار الحرب والوقوف إلى جانب النازية وقلة وجود المذياع إلا عند أفراد . كل هذه كانت من الأسباب التي وثقت من أواصر الصلة .
والطيب السراجِّي لا يعيش إلا في الأدب القديم والتاريخ القديم والشعر القديم ولا يتأثر إلا بكل ما هو قديم فأحببنا العربية وذهبنا في تتبع أخبار العرب ومسيرهم وتاريخهم وشعرهم .
ومجالس الشيخ الطيب كانت مجالس علم بحق فهو لا يترك شاردة ولا واردة وإذا تحدث تدفق وانحدر كالسيل فهو لا يعرف أين يقف ،بل لا يريد أن يقف ويقول ما دام هناك علم وما دام هناك طريق إلى هذا العلم ورغبة في الحصول عليه فلماذا لا نسترسل فيه والحديث ذو شجون .
لا شك في أننا أفدنا كثيراً وما من لحظة تمر إلا انتفعنا منها سواء في التاريخ أو اللغة أو السيرة . وقطعنا الشهور العديدة ونحن لا نقرأ إلا القديم ولا يلذ لنا إلا العويص من اللغة حتى حاولنا أن نحفظ أراجيز العرب ونتغنى بأراجيز رؤية العجاج ، ثم سرنا نحاول قراءة" المفضّليات " التي يقول الأستاذ أنها ما زالت بكراً وأن عالماً لم يجرؤ على محاولة تفسيرها وأن ما فعله الأستاذ هارون وزميله إنما كان خداعاً فقد قاما بشرح السهل المعروف وتجاوزا الصعب .
وذهبت إلى مصر ثم جاء الأستاذ "السراجِّي" وحاولنا أن نقدمه إلى رجال المجمع اللغوي وأن ندخله عضواً يمثل السودان وكتبت مذكرة ضافية عن الأستاذ وقدمتها للمجمع وباسم النادي السوداني ، وذهبت يوماً ومعي الأستاذ الكبير "توفيق أحمد البكري" لنقابل الأستاذ " أحمد أمين " وكان مديراً للإدارة الثقافية بالمجمع وتحدثنا معه في شأن الشيخ الطيب وكم أدهشنا وسرنا قول الأستاذ " احمد أمين "
لقد قال أنه رجل نادر لو لم أره ما كنت أصدق ما عرفته عنه أنه من النوع الذي يحمل علمه بين ثنايا ضلوعه لا يرجع إلى مرجع ولا يستشير موسوعة ، ثم أخذ يطنب في مدحه والثناء عليه وتقويم علمه ولكنه أظهر أسفه لأنه لا مجال لقبول الأستاذ عضواً في المجمع لأن العضو تقدمه للمجمع مؤلفاته فهو لا يسأل ولا يمتحن وكما علمت فإنه ليس للأستاذ مؤلف أو مؤلفات تقدمه للأعضاء ، ولكن يجب الانتفاع بهذا الرجل النادر المثال .
والتمسنا رابطة الشعراء أو الأدباء التي كان يرأسها الأستاذ "الدسوقي أباظة" وهيأ له الأستاذ "كامل كيلاني" اجتماعاً مع "دسوقي باشا "وتلامذته ولكن الأستاذ صُدم منهم من أول لحظة لأنهم سألوه هل هو من" الكويت" أو "البحرين" فلم يعجبه السؤال واستنكر عليهم أن ينسبوه إلى بلد غير السودان ثم انصرف عنهم إلى الحديث مع" كامل كيلاني ".
وكلما حاول "كامل كيلاني" أن يلفت نظره إلى الباشا وبقية الأدباء ، كان يقول له أين العلماء هؤلاء " قش " .
وكم شكوته لأصدقائنا وحاولت وحاولوا معي أن يفهموه أن العلماء في مصر يتبادلون الثناء والتقريظ وأنت دائماً تبدأهم بالنقد والنقد الذي يكشف حقيقتهم ويقلل من قيمتهم فكان يقول رحمه الله هكذا خلقت جلفاً لا أستطيع أن أغير إهابي .
وكانت صرامته هذه وحرصه على ذكر الحقيقة هي التي أوصدت أمامه الأبواب فلجأ إلى دار الكتب وكان قد تعرف به أستاذ فاضل يدعى " عبد الله أمين " عرف الشيخ الطيب على حقيقته وحاول أن يصقله نوعاً ما حتى يجد له باباً وبدأ الأستاذ يأخذ بعض المخطوطات ويقرأ منها ويصحح ما فيها من خطأ علمي أو تحريف أو تصحيف .
وعاد إلى السودان فما طابت له الإقامة في مصر وعدنا سيرتنا الأولى نقرأ كل ما هو عربي صميم ونجد في "السراجِّي" المعين الذي لا ينضب .
ومات الشيخ الطيب ولكن كيف مات فذلك سر ما زلنا نعجز عن كشف النقاب عنه ، لقد مات الأستاذ مقتولاً وما كان الأستاذ يوماً ما منذ أن عرفناه يحمل الحقد أو يذكر الناس بسوء أو يتتبع الهفوات بل كان قليل الاتصال بالناس ، قليل الحديث وإذا تحدث فكأنما يهمس همساً .
عرفناه عفا نظيفاً مؤمناً ما مرت بلسانه كلمة أحس بأنها خارجة عن الحدود إلا كان لسانه يسبق بالاستغفار. كان معي قبل موته أو قتله بليلتين فقد كان يفكر في أن يتزوج لأنه كان فارغاً كما يقول .
إنها حكمة الله أرادت لهذا الأستاذ الذي كان يسبح وحده والذي كان يفخر أمامنا دائماً بأنه ليس هناك ابن أنثى أعلم منه بهذه الحروف الثلاثة وما حوت ع .ر.ب أراد الله له أن يموت هكذا موتاً شاذاً غريباً كما كان هو في علمه ومعرفته وحبه للعرب والعروبة شاذا وغريباً ونادر المثال .
رحم الله أستاذنا بقدر حبه للغة القرآن وحرصه عليها وإخلاصه لها وحث الناس عليها ورحمه الله بقدر ما كره الاستعمار والنفاق والخداع . )
(4)
رثاه الشاعر " محمد المهدي المجذوب " في ديوانه " نار المجاذيب " بقصيدة من اثنين وخمسين بيتاً  عند مصرعه ، ومنها هذه الأبيات :
الشطُّ لا تدنُ منه اليومَ شطُّ دَمِ    فإن ظمئتَ فعاقِر دمعَ منتَقِمِ
أَتبع جفونَكَ إن أبصرتَ راحلةً   بين المناكبِ تُلقيها إلى الظُّلَمِ
وأَقبل الفجر هل أبدى بنظرته   قصراً هنالكَ فوق الشطّ لم يَرِمِ
ما روعةُ القمم الطولى مُجردةً   من صيحةِ النسرِ تَدعُو الصبح للقممِ
في شاطئ النيلِ صلبانٌ مُضرَّجةٌ   من حولها الصمتُ بُركانٌ بلا حِممُ
أودى السِّراجيُّ لا الأقلامُ مانعةٌ   ولا السيوفُ ولا البُقْيا من الذِّممِ
نَديُمكَ السيفُ كم ناجيتَ شفرتَه   وكان عندكَ خِلاًّ غيرَ مُتَّهمِ
قضى عَلِيَّا وكَم ْقاضَى به نَفَراً   لا يَسْمعُونَ بِغيرِ السَّيْفِ مِنْ حَكَم
رفعتَ وجهَك إذ أَبصرتَ بارِقه    وقد علمتَ فلَمْ تَجْزَعْ ولم تخِمِ
لقَيتَهُ بجبينٍ كَمْ شَمَخَتْ بِه   وَقَدْ لقيتَ ذِئابَ الأِنْسِ في الأَجَم
*
جالستُ عندَك أوطاراً ظفِرتُ بها    كأساً وشِعراً وأَزْلاَماً على صنمِ
بِتنَا المَجَازَ وفي أَرحالِنَا رَجَزٌ   يثورُ كالبحْرِ في الأَوزانِ الكَلِمِ
تُصغي وجبْهَتُكَ الشمَّاءُ لاذ بِها    ضفيرتانِ لياذَ العُصم بالقِمَمِ
نقيمُ هَيكَلَ عِشتارٍ وندْخُلُه    مقرَّبينَ مع الأَسرارِ في حَرَمِ
(5)
غيابه الأبدي :
كتب الشاعر  " محمد المهدي  المجذوب " في مقدمة قصيدة رثائه :
" دخل عليه قاتله ففلق رأس الشيخ بسيفه المعلق بجانبه ".
لم يُعرف عن سيدنا " الطيب "  إلا  سيرته الطيبة ووده وعميق ثقافته ومحبته للعلم . ليس بينه وبين الآخرين إلا كثير محبة . لم تَعرف " أم درمان الستينات " جرائم اغتيال ،إلا ما كانوا يسمونها " قتيلة الشنطة " ومصرع الأستاذ " الطيب السراجِّي "  . كتب الكاتب   الأم درماني المخضرم " الأستاذ " شوقي بدري " الكثير عنه . وتدور الأحاجي والأساطير حول مصرع سيدنا  ، وكيف حاك الغموض قميص رحيله . منها أن لصوصاً قتلوه ، ولكن سطوة الأسطورة التي تلتف حول عنق "الطائفية "، سوداوية البطش ، هي  صاحبة القدح المعلى في غيبة شيخنا الراحل  .
ألف رحمة ونور عليه ، ونهيرٌ عذبٌ من سلسبيل الجنان ، يسري بإذن مولاه من تحت مرقده ، وأن ينال صُحبة الذين أحب في دنياه وأن يكون بينهم في مآلهم بإذن صاحب الوقت ومالك الأرواح .

عبد الله الشقليني
14/1/ 2012 



abdalla shiglini [abdallashiglini@hotmail.com]
///////////////

 

آراء