التحصن خلف قلاع الحرية والصراحة القاسية

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم 



ينبغى
أن نؤكد أن السلطة - أى سلطة - تستند على قوة وتمارس الهيمنة ، والهيمنة تقوم وتستند على ركائز ثلاث هى : المعيارية الصارمة - الجمود الفكرى - و المركزية الشديدة . وفى اعتقادى أن هذه الركائز الثلاثة من شأنها أن تقتل الحرية والابداع السياسى وتحد من فرصه المتاحة  . ان معنى عدم وجود ابداع سياسى  هو أن تبقى الامور على ما هى عليه ، وهذا أمر مستحيل فى عالم السياسة المعاصر لانه لن يكون هناك تطور  أو تقدم ولن  يكون هناك رقى .
فالدولة التى لا تعمل بخطة قومية واستراتيجية وطنية صادقة مع مواطيها وواقعها المعيش. لا تتشوف المستقبل عندها تصاب  بنكسة اقتصادية و سياسية  وتأتى الزيادات فى كل شئ  وبات المواطن المهمش المنكوب لاهثا وراء لقمة عيشه  نتيجة السياسات الغير مدروسة  والتى لا تستمع للرأى الصحيح ، الأمر الذى أدى الى حالتنا الاقتصادية الراهنة  .. ان  قيم الابداع السياسى تتجاوز  السلطة، علما بأننى أعتقد  أن المسألة ليست فى السلطة  ولكن فى نمط السلطة وعلى أى ركائز تقوم عليها ؟  والمطلوب  هو تغيير ركائز السلطة المهيمنة من أجل تجاوز كل المحن وخاصة الاقتصادية والأمنية .، بالأمس خرجت جماهير دارفور تطالب بالتغيير  وحوادث مؤسفه فى كتم وغيرها . نأمل أن تحل بالحوار وباسلوب وطنى ديمقراطى  لاننا لا يمكن تجميد  السياسة بعيدا عن التطورات السائدة فى العالم و المفاهيم الجديدة من أجل اسعاد المواطن . ولهذا عبرت الجماهير عن سخطها وتحصنت خلف قلاع الحرية مطالبة بحقها المشروع  فى سبيل عيش كريم لقد  جربنا معظم الوزراء والمستشارين لأكثر من عشرين سنة  حتى وصلنا الى ما نحن فيه . انفصال- حروب - خراب ودمار . هى كلمة حق نقولها كتلك التى ضاعت فى الهواء  ، حان وقت اختيار  وزراء ممن لا ينتمون الا لهذا الوطن ولا شئ غير الوطن ، وهم كثر واصحاب فكر ثاقب وخبرة سياسية تدير هذا البلد الأمين  وتقوده الى بر السلامة . . لننظر الى مصر وميدان التحرير  كما نعلم صاحب الكلمة  فيها  لا قرار لفئة أو حزب الا بعد انتخابات حرة ونزيهة .  لا اريد أن أكرر ما جرى   ، لنعد مرة أخرى لصوت العقل والحكمة وسماع الرأى والرأى الآخر حتى نتجاوز هذا المنعطف الاقتصادى السحيق . كم تمنيت أن ينطلق  الوزير نحو المستقبل المنشود  ولن يتأتى ذلك الا بالتجديد والتغيير  ، وفى كل لقاء مع مسئول يكتشف المواطن  أن اللقاء لا جدوى منه لانه عباره عن تعالى وتعلة ممجوجة  . الى متى نحتفظ بهذه الكوادر التى أوصلتنا الى ما نحن فيه الآن ؟  هل نمنحهم فرصة أخرى حتى يتم تقسيم ماتبقى من السودان و تصبح أمدرمان أمارة . نحن الآن بحاجة الى الى خطوة وطنية حاسمة وصراحة قاسية لمواجهة الأخطاء التى أدت الى ما نسمع من فساد  خطوة جريئة توقف  هذا الدم المراق وتعيد للوطن هيبته 
اننا نريد الدولة التى يضفى عليها كل صفات التمجيد و الاكبار فيها الحرية مجسدة والحياة الخلقية متحققة الوجود بالفعل  ويمثل الوزراء روح الأخلاق والارادة المرئية التى تعى ذاتها وتعرف وتدرس ما تعرف الى الحد الذى تعرفه . واذا كانت هناك دولة تهمش مواطنيها وتحكم عقالهم ولا تحترم راى العلماء  وتغلق  أبواب الحرية  هى دولة لا وجود حقيقى لها لايمانها التام  بأن المزيد من الحرية يؤدى لا محالة الى زوالها . ان الحرية لا تكون  حرية الا وهى معانقة فى عشق للواقع حتى تتجاوز كل المحن  . الشعب السودانى صانع للتاريخ  ويمكنه عن طريق الحرية والديموقراطية أن يميز بين الذين يقسمون الصفوف ويحملون الماء الى طاحونة العدو
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان   -------- أمدرمان
salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء