وداعا .. التدخل السياسي

 


 

حسن فاروق
8 September, 2013

 


اصل الحكاية

سيحفظ التاريخ لمجلس إدارة نادي الهلال الحالي أنه وضع الثقة كاملة في المنظومة الرياضية وأعاد لها الحاكمية المطلقة في الشأن الرياضي ، وأبعد إلي الأبد سطوة السياسة والسياسيين ومحاولاتهم التي لاتنتهي في السيطرة علي مفاصل الرياضة في السودان ، وكتب النهاية المحزنة للجدل البيزنطي حول قوانين الحكومة المرتبطة بالرياضة ( قوانين هيئات الشباب والرياضة) هذه القوانين لاقيمة لها ولاتساوي الحبر الذي كتبت به وفيها إهدار للمال العام ولوقت الجهات المشرفة علي هذه القوانين والذي يجب أن يوظف لصالح الناس ومصالحهم .
الجدل الدائر حاليا هو نقاش سطحي فطير به كثير من الجهل والغباء فلازال البعض يبني حساباته وقراءته للواقع علي خرق القانون وتجاوزه مع العلم أن هذا الإتفاق لايساوي أيضا الحبر الذي كتب به وهو كما ذكرت إنقاذ لماء الحكومة الذي أريق بسبب التدخلات السياسية ممثله في بدوي الوزير وحليف صلاح إدريس التاريخي وبقية الاجسام الغريبة (مفوضية وإستئنافات وإدارية
وغيرها) ، فالوزير والحكومة جميعهم في حسابات الفيفا (عدم) لاوجود لهم وبالتالي لاوجود لهذه القوانين فيم الجدل؟ نقطة سطر جديد هذا هو  الواقع ، هناك ثقافة جديدة يشكر عليها مجلس إدارة نادي الهلال شكرا جزيلا لانه إختصر سنوات طويلة من الصراعات المتخلفة حول القوانين والمواد والثغرات وكثير من السخف المسيطر علي واقعنا الكروي ، من الآن للذي يفهم والذي يدعي الفهم والذي لايفهم، لم يعد للحكومة وقوانين هيئاتها الشبابية والرياضية مكان في الحياة الرياضية السودانية بعد إنتهاء قضية نادي الهلال .
ماحدث في قضية نادي الهلال يعتبر نقلة كبيرة في المفاهيم يجب الاستفادة منه إلي أقصي حد ممكن لوضع حد لهذه التدخلات ، فالمفوضية والاستئنافات والوزير يمكن إيقافهم سريعا في حال صدور اي قرار بحل مجلس إدارة إتحاد محلي أو نادي حتي ولو كان هذا النادي من الدرجات الصغري ، الامر يحتاج فقط لقليل من الشجاعة في التمسك بالحقوق بعيدا عن المجاملات والمصلحة العامة ، أي نادي مهما كانت درجته من الممتاز وحتي الدرجة الثالة في كل السودان وليس العاصمة  يتم حل مجلس إدارته وتعيين مجلس آخر يملك الحق القانوني الكامل في تصعيد القضية إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن طريق الاتحاد العام بشكل مباشر ، وعليه الإطمئنان أنه سيجد الانصاف السريع من المنظومة الدولية .
عدم المعرفة بالحماية المطلقة التي يوفرها الاتحاد الدولي لكرة القدم للإتحادات والأندية أضاع علي الكرة السودانية كثير من القضايا العادلة التي تسبب التدخل السياسي ، ولنا أن نتخيل لو عادت عجلة التاريخ للوراء وعشنا وقائع حل مجلس إدارة نادي المريخ برئاسة الاداري المحترم محمد الياس محجوب بوقائع اليوم ، مؤكد أن المريخ لن يعرف رئيسا إسمه جمال الوالي ، لأن تصعيد مجلس المريخ في ذلك الوقت لقضية الحل وإيصالها للاتحاد الدولي لكرة القدم ، كانت ستوقف التعيين فورا ، ويحتفظ المريخ بديمقراطيته والمجلس بشرعيته إلي أن يسلمها بعد نهاية الفترة لمجلس جديد ليس فيه جمال الوالي ، وقس علي ذلك كثير من التدخلات السياسية عبر قوانين هيئات الشباب والرياضة التي أجهضت أهلية وديمقراطية الرياضية في الاندية والاتحادات علي مر التاريخ ، وكل ذلك بسبب عدم المعرفة بطبيعة المنظومة الدولية وماتوفره لحماية النشاط الرياضي .
آن الأوان لأن يجتمع أهل الرياضة للتفاكر حول وضع أسس وقواعد لمنظومة رياضة خالصة بعيدة كل البعد عن الحكومة وأجسامها الغريبة وقوانينها التي لاتساوي الحبر الذي تكتب به ، منظومة من الرياضيين وللرياضيين ، يتم التوافق عليها وتحدد آلياتها علي كل المستويات (الاندية والاتحادات
المحلية) وقبلها الاتحاد العام . فقد آن الأوان أن نودع وإلي الابد التدخل السياسي في الشأن الرياضي .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء