خبر غريب ومريب !!

 


 

مكي المغربي
12 November, 2014

 


..................
من النوادر أن شخصا كان يكره الإمام الشافعي ويترصده، فلما توفي الشافعي بكاه الناس وظهرت محبته، فقال: "رحم الله الشافعي فقد كان يحسن الوضوء!" ... وللقصة روايات أخرى ... فيها أسماء أخرى ..!
الخبير السوداني صلاح حماد، يبدو أن هنالك من يناصبه مشاعر مشابهة وقد تسللت عبر خبر منشور في الزميلة آخر لحظة ...!
والخبر يكاد يقول (المدعو صلاح حماد!) ويورد اسمه في سياق يجرده من كل أعماله الصالحة التي احتسبها لله في ما يقدمه في الحراك الأفريقي لصالح السودان ... كيف لا وهو فارس الهلالية وابن البلد الأغبش المتواضع ... وأعماله هذه أهلته لمقابلات على مستوى الرئاسة وما يتفرع عنها من مواقع ...! 
الخبر ... وعلمت (آخر لحظة)  أن فكرة إنعقاد المنتدى كان يقف من ورائها السيد صلاح الذي يعمل بالإتحاد الأفريقي والذي تربطه صداقة بأحد أعضاء المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان.
ما هذه الفقرة الغريبة والمريبة التي وردت في الخبر، الفقرة التي توحي بتسريبها من داخل إجتماع رسمي دار فيه ذات النقاش ولكن بإحترام أكثر ... وليس لدرجة (يقف من ورائها!) وكأنها مؤامرة تمت في جنح الظلام ... لقد كانت إجراءات المنتدى متابعة على وجه الدقة من قبل مفوضية حقوق الإنسان والأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقية وعدد من القيادات الرسمية..!
أولا: الدكتور صلاح حماد هو خبير حقوق الإنسان بالإتحاد الأفريقي وأحد أبرز القيادات في المفوضية السياسية للإتحاد الأفريقي التي يصطلح عليها الناس بوزارة خارجية الإتحاد الأفريقي وهو الحائز على لقب السفير من الجامعة العربية – مجلس حقوق الإنسان ويعرف بسفير حقوق الإنسان، وهو من أبرز مؤسسي الشراكة بين الإتحاد الأوربي والأفريقي. 
ثانيا: هو الرئيس المنتخب لقيادة نقابة الموظفين والعاملين للإتحاد الأفريقي وفق إنتخابات شرفت اسم السودان ورفعت رأسه عاليا.
ثالثا: كل أعضاء المجموعة الوطنية أصدقاؤه، وشخصيات هامة ومؤثرة من صناع القرار في الدولة ... لكن ربما يكون المقصود الأستاذ طارق عبد الفتاح رئيس دائرة أفريقيا بالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان ... وهو نائب رئيس مجلس المنظمات بالإتحاد الأفريقي ... أورئيس لجنة هناك ...وفق إنتخابات شرفت إسم السودان ورفعت رأسه عاليا أيضا. وهذا يعني أنهما شخصان سودانيان اختصهما الله بخدمة بلادهم بحكم الموقع ويربطهما الأنتماء للصف القيادي في مؤسسات الإتحاد الأفريقي وليس (صحوبية!) كما أوهم الخبر قراء آخر لحظة الكرام ... وهذه ليست أول مرة يجتهد فيه صلاح حماد ... عشرات المؤتمرات والزيارات تم التنسيق لها لخدمة السودان تمت عبره وشاركه في هذا الشرف الوطني آخرون ... احمد الله أنني من ضمنهم!
رابعا: المؤتمر المذكور والذي طلبت الرئاسة (تأجيله وليس الغاؤه) لم يأت للسودان بديلا لدولة مالي ... بل ذلك مؤتمر آخر وهو مؤتمر المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان وهذا اسمه مؤتمر المنظمات الأفريقية لحقوق الإنسان ...مؤتمر مستقل بذاته تطوع السودان بإستضافته عبر مكاتبات رسمية وطلب تأجيله عبر مكاتبات رسمية ولا علاقة للإيبولا بهذا الأمر ... لأنه وبكل بساطة استضاف السودان في ذات الفترة مؤتمر الإتحاد الأفريقي للإتجار بالبشر وحضر (صلاح حماد ... الذي يُحسن الوضوء!) بعد أن إعتذر من عدة إرتباطات أوربية بسبب أن المؤتمر في السودان وأنه يريد تسهيل مهمة المؤتمر الآخر.
خامسا: رفضت الرئاسة بطولة الكاف لأنها جماهيرية تستضيف مئات المشجعين الشعبيين ولكن المؤتمرات التي أعدادها لا تتجاوز 30 إلى 40 شخص ... مسموح بها لأنها شخصيات معروفة بالإسم ومستوفيات الفيزا حسب إجراءات السفارات السودانية في كل بلد، ويمكن إضافة شروط صحية لبلد أو بلدين حسب التقديرات.
سادسا: لم تتوقف أديس أببا ولا نيروبي ولا جوهانسبيرج ولا غيرها من عواصم الحراك الأفريقي عن إستضافة ورش عمل والمؤتمرات نوعية الذي توقف هو الأنشطة الجماهيرية ... بل لم تتوقف الدول الأوربية ولا أمريكا عن دعوة مشاركين من أفريقيا وغرب أفريقيا بذات ...  في مؤتمر بيئي واحد حضر أكثر من 35 مدعو من أفريقيا ... وهو العدد الذي يستضاف حاليا في المؤتمرات.
إذا ما الذي يدفع كاتب الخبر للإيهام بأن صلاح موظف عادي وصغير ولديه صاحب في مجموعة سودانية ... كلاهما أرقام في الحراك الأفريقي ..!
سابعا: أنا أتشرف بصداقة الرجلين وكثيرون غيرهم ممن رفع الله بهم اسم السودان في الحراك الأفريقي والدولي ... وهذه فرصة لسرد أسماؤهم ومؤهلاتهم (بما يشفي غليل صاحب الخبر ومن يقف وراءه) بإذن الله.

makkimag@gmail.com
////////////

 

 

آراء