مفاجأة اتحاد الصحفيين السودانيين: لقاء نُوفّر السكن ونُملّك السيارات !

 


 

 

"يلتقى رئيس إتحاد الصحفيين السودانيين الزميل الصادق الرزيقى ، و وفد الإتحاد فى السابعة من مساء اليوم الخميس ، بالمركز الثقافى السودانى ، بالصحفيين السودانيين المقيمين بدولة قطر. وسيقدم الإتحاد فى اللقاء بالإضافة مناقشة قضايا الصحافة السودانية ، امتيازات فى مجالات عدة ، منها توفير السكن وتمليك السيارات ، إلى جانب خدمات أُخرى . والدعوة موجهة إلى جميع الصحفيين والإعلاميين السودانيين بقطر".
الخبر/ الإعلان أعلاه ، قمنا بنقله حرفيّاً ، من موقع ( بوابة الشرق ) بتاريخ الأربعاء 25 / 4 / 2015 ، وهو - فى تقدير كاتب هذه العمود - ( إعلان مُباشر ) أكثر من كونه ( خبر ) ، إذ يُشتم منه رائحة ( شواء ) التاثير على المُتلقّى ، إذ لن يفوت على الذكاء الصحفى ، ما جاء فى بعض تعريفات (الإعلان ) أنّه " وسيلة للتأثير على الجمهور ، ولكن من خلال شكل تجارى – مباشر أو غير مُباشر- الهدف منه ، هو تحويل جموع المستقبلين للرسالة الإعلانية ، إلى زبائن ومستهلكين للسلعة أو الخدمة "!..ولا أظن أنّ (إدّعائنا) يحتاج إلى إلى كثير جهد ، و ( إثباتات ) أكثر من هذا ( الإعلان ) ، الذى تحدّث عن نفسه بــ(شفافية ) وجُرأة تشرح وتُفسّر ، أهداف وغايات رحلة / غزوة قيادة إتحاد الصحفيين  للدوحة ..أمّا حكاية وقصّة ( مُناقشة قضايا الصحافة السودانية ) مع (جميع) الصحفيين والإعلاميين السودانيين بقطر ، فالأمر برمّته ، متروك لمن حضروا اللقاء، لأنّ الرسالة الإعلانية - فى تقديرنا - قد وصلت .. تُرى هل كان يحتاج " نعى " أوضاع الصحافة السودانية ، تكبُّد ( مشاق) السفر للدوحة ؟ ! .ولن نُعيد قصّة الإعلان الشهير" ينعى ولده ويُصلّح الساعات " !.
فى بيان لاتحاد الصحفيين ، فى وصف واحدة من جرائم جهاز الأمن بحق حرية الصحافة والتعبير بمصادرة عشرة صُحف وإيقاف أربعة صحف  " أمنيّاً " لأجلٍ غير مُسمّى ،  زعم الإتحاد أنّ المجتمع الصحفى فى السودان " فوجىء " لاحظ/ى وُرود عبارة (( فوجىء ))، ومن حقّنا - هُنا – أن نقول لقيادة الإتحاد وبالصوت العالى : " لا ، لم يُفاجأ " المجتمع الصحفى ، وذلك ، لأنّ عنصر المُفاجأة / مفقود هُنا !. وكيف " يُفاجأ " المجتمع الصحفى ، وقد سبق هذه الحملة المشئومة ، مُصادرة 14 صحيفة فى يوم واحد ، هو يوم 16 فبراير المنصرم ، وماذا عن السجل الطويل من المُصادرات والإيقاف الأمنى للصُحف ، رغم وجود سوابق قضائيّة ، تثبطل معفول تعليق الصحف عن الصدور أمنيّاً ( التيار – نموذجاً ) ؟؟!!.
ومن حقّنا أن نسأل القيادة الحالية - الجديدة - لإتحاد الصحفيين ، ما ظللنا نطرحه ، للقيادة السابقة عن سر مواصلة الدفاع المُبطّن عن سلوك وجرائم جهاز الأمن ، وإيجاد المبررات لفظائعه ، بالإصرار الدائم على (دعوة ) و ( نُصح ) الصحفيين بعبارات تبريرية ، من شاكلة ما جاء فى البيان المذكور" فى ظل الظروف التى تعيشها بلادنا والمنطقة والعالم من حولنا ، يدعو الإتحاد قيادات الصُحف والمجتمع الصحفى كافة ، إلى الإلتزام جانب المسئولية لحماية أمننا الإجتماعى" !..والأغرب أنّ كُل هذا ، ياتى فى ظل تغليفه بالدفاع عن البلطجة الامنيّة ، بعبارات تحمل فى مضمونها ، جرياً على العادة ، لغة تشبه الإدانة والإستنكار...ولكن ، إذا عُرف السبب ، بطل العجب "!.
بقى أن نضيف أنّ قيادة إتحاد الصحفيين السودانيين ، زارت ضمن برنامج  " غزوة " الدوحة الدعائيّة الإعلانية ، مواقع أُخرى، يُهمّنا منها - فى هذا المقام - ( مركز الدوحة لحرية الإعلام ) المعنى بتقوية حرية الصحافة وحرية التعبير ، ومن حقّنا أن نسأل قيادة الإتحاد ، عن ماذا قالوا لمركز الدوحة عن حرية التعبير والصحافة فى السودان ؟ وماذا سيقولون له فى الزيارة القادمة ؟ !.
faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء