الزمن تغيّر فأميركا الخمسينيات ليست هي أميركا اليوم. المصالح هي التي تحكم العلاقات بين الدول. فعبد الناصر كان شوكة حوت لكل دول الغرب وعلى رأسها أميركا وبريطانيا. حكومة السودان في الخمسينيات كانت حكومة سمن على عسل مع الغرب وخاصة بريطانيا لأن أميركا لم تكن بقوة اليوم. ولا ننسى أن الإتحاد السوفيتي (العظيم) متربِّص بالغرب ويسعى لاقتناص أي فرصة تسمح له بموضع قدم في دولة مثل السودان آنذاك.
اليوم تبدّل الوضع 180 درجة منذ مجئ حكومة الإنقاذ على أقلّ تقدير. حكومة السودان اليوم لا صليح لها في كل العالم بما فيه الدول العربية والإسلامية. وعلاقة حبها مع إيران جرّت عليها من المشاكل ما يشيب من هوله الولدان.
من ناحية مصر وهي الدولة التي تعتبر السودان حديقة خلفية لها لن تتورّع ولن تتواني في ضم كل السودان تحت التاج المصري السيسي لأنهم يقولون كنا دولة واحدة يحكمنا الملك فاروق ملك مصر والسودان. ولكنهم تناسوا أن كل العالم العربي كان يحكمه الباب العالي في استنابول ولم يدّعِ الأتراك أن الوطن العربي جزء من تركيا ولا حتى حديقة خلفية له.
المصريون نهازون للفرص واستغلوا وضع حكومة السودان المذري مع كل العالم ويحاولون الإصطياد في الماء السياسي العكر للإنقاذ. المصريون نسايون بلا حدود. نسوا أن السودان لو رفض بيع مدينة حلفا لهم لما قامت لمصر قائمتها اليوم ولربما قامت قيامتها من الجوع وهلم جرا. نسي المصريون كل عون قدمه لهم السودان إبتداءً من مياه النيل التي تذهب لهم دون مقابل .. نسوا التجارة التي دائماً ميزانها لصالحهم مع أننا نصدر لهم منتجات رئيسية تدر عملات حرة على الوطن كالسمسم والكركدي والجمال واللحوم ونستورد منهم سلعاً اقلها أن 95% من سكان السودان لا يستخدمونها.
يريدون حلايب وشلاتين وحكومة السودان عاجزة حتى أن تقول لهم تلت التلاتة كم! وفوق البيعة تريد أن تعطيهم 2 مليون فدان في أرض السودان لزراعتها! فما هي الفائدة التي سنجنيها من مصر والفيها مكفيها وزايد شوية؟ لكي نمسكهم من يدهم البتوجعهم علينا تفعيل إتفاقية مياه النيل .. الوقوف مع سد الألفية .. إلغاء دخول المصريين للسودان بدون تأشيرة دخول والعمل كما يحلو لهم.. إلغاء منحهم مليوني فدان للزراعة.. وبعدها نشوف حلايب حتعمل ليهم شنو؟ (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
زر قناتي في اليوتيوب من فضلك واشترك فيها
https://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
kelsafi@hotmail.com