سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (1-5) … بقلم: نورالدين عثمان
manasathuraa@gmail.com
منصات حرة
.. منذ أن عرفت هذا المثل ومتى يقال وفي أي موقف، للأسف الشديد لم أعرف حتى اللحظة من أين تؤكل الكتف، وإختلفت الرويات بعضها يقول من أسفلها والبعض الآخر يقول من أعلاها، وفي تقديرنا معظمنا لا يعرف من أين تؤكل، ولا نرى ضرورة لمعرفتها، فلا كتف هناك لتؤكل ولا حتى عظم، ولكن أكتافنا هي التي تؤكل ومع سبق الإصرار والترصد، وعلينا أن نعرف من أين تؤكل حتى نتصدى لأكلتها، ونستعد لهم من وقت مبكر، حتى لا نصرخ حين لا ينفع الصراخ، ونقول أكلمنا يوم أكل الثور الأبيض، وجميعنا يعرف كيف أكل الثور الأبيض بتدبير من شقيقه الثور الأسود ومن بعده أكل الثور الأصفر فالأحمر وندم الأسود يوم لا ينفع الندم وصرخ حيث لا ينفع الصراخ، فالثيران الأربعة باعت صكوك حريتها لأكلتها، بعد أن فرقوا بينهم وزرعوا الفتن والقصة معروفة.. !!
.. لسدود (دال وكجبار) تاريخ بعيد ملئ بالمؤامرات والدسائس، وإمتلأ طريق المناهضة بالفتن ما ظهر منها وما بطن، وعرف أصحابها في أدبيات المناهضة حينها بـ (الكرازايات).. وإستمرت المناهضة رغم عنف وقوة المعركة، ورغم عدم تكافؤ القوة بين الطرفين، نعم كيف تتكافأ والمناهضة تقف أمام دولة كاملة بإمكانياتها وعتادها وبوليسها ومنتسبيها، ولكن دائماً الغلبة مع الحق، وإنتصرت المناهضة في جولتها الأولى، بأن قالها الجميع (لا للسد).. وإنضم من كان يقف في الحياد الى صفوفها، وعلت الإصوات التي كانت خافتة، والتف الجميع من دال وحتى كجبار تحت راية واحدة وخلف لجنة واحدة وإنتصرت الكلمة على البندقية، وحسمت المعركة بالإنتقال من مربع التعريف بآثار ومضار السدود وعدم جدواها إلى مربع المقاومة.. والإصطفاف خلق قادتها.. !!
.. ظلت قضية السدود، تتراوح بين مد وجذر، تارة تبدأ الحكومة في بعض الإجراءات وتارة تصمت، ولكن طيلة الفترة السابقة لم تهدأ المقاومة ولم ترتاح لجانها، وظلوا على أتم الإستعداد لمواجهة أي طارئ، وكان الرد دائماً جاهز لأية رد فعل، وكل الجولات كسبتها المناهضة بكل جدارة وقوة وصمود، وظل جدارها عصي على الإختراق والهدم.. حتى جاء موعد التمويل السعودي لسدود (كجبار، دال، الشريك).. ومن هنا إختلفت الحسابات، وتبدلت الخطط، وأخذ التحرك في إتجاه بناء هذه السدود منحنى آخر وسياسة جديدة، فماذا حدث تحت قبة البرلمان؟ وما الذي قيل في إجتماع محلية مروي بين الرئيس وقيادات المؤتمر الوطني في المنطقة على هامش مهرجان البركل؟.. يتبع.. دمتم بود
الجريدة