رحم الله الخال سمح الخصال عثمان الجعلي

 


 

 


edablouk@gmail.com

    جمعتني به الظروف وهو خالي حقا حتي لا يبدو الاستفتاح غريبا بعض الشيء  لفارق السن وهجرته الباكرة جمعتني به في منزل الاستاذ السر سيداحمد عانقني بحنية وترحاب كاملين وأحسست به مرتاحا ارؤيتي والسيدة الفضلي زوجته دكتور سامية احسست به ينبوع حنان ينبوع وكنز لكل موضوع ،كنا نسمع صغارا بحًًًًمد عثمان كعادة الشايقية يصغرون محمد بحمد بضم الحاء تحببا وتصغيرا لابن شقيقتهن نورا بت ابراهيم دبلوك وعبده تصغيرا وتحببا لشقيقه اللواء عبدالوهاب الجعلي
    لم يطل به المقام برياض الخير كما كان بسمي الرياض وارتحل الي ابو ظبي ويهاجر من بعد صديقه السر سيد احمد الي كندا هكذا هو طيورنا المبدعة لايستقيم بهم المقام  ولا المكان
    عثمان الجعلي عصفورا يعشق الحرية يعشق القلق والحراك
    كنز معرفة كان ونبع حنان تسبق دمعته حروفه عفيف لسان وحرف نظيف مهذب  لابجرح  حتي في السخرية السردية والروائية
     لاتملك الا ان تتمني صداقته تواضع جم تجده يناقش عامل النظافة وغاسل السيارة بذات احترام محاضرة طلاب المدرجات يستخرج مكنوناتهم الانسانية لتنداح حروفا تعبر عن كوميديا او تراجيديا لذا تجيء تعابيره عن شخوص رواياته صادقة مفعمة بحيوية الموقف
    نفسه
    فملك ناصية القلم بلامنازع وكانت المنتديات والصحف تتلهف لحروفه صرخ احدهم بسودانيراونلاين (الحق ياصديق الموج عثمان الجعلي منزل مقال) نعم كنا ننتظر بلهفة مايسطره رحل خدنه علي ألمك وصنوه ومك الابداع خلط الفن والرياضة فكان نسيج علي ألمك فريدا تأمل معي عنوان رحيل علي المك (رحيل النوار خلسة) النوار هو قلب الزهور والورود منظرا يسر الناظرين وقلب العبق فهو عطر للمتنسمين منتشرا في لطافة اذا مامستة قطرات ربك من السماء فتأمل الوصف ياهذا يكاد يذوب رقة ولطافة ، خلسة في هدوء وعلي ماغير توقع هكذا هو الانسان مع الموت في خصام مبين فإن اتي ومقدماته تنبيء عنه من داء عضال فقد افجعنا وان اتي بلا مقدمات اتانا خلسة في كلا الحالات ليس له عذر نفسي فلامه عثمان الجعلي لأخد خدنه وصنوه الروحي علي المك.
    ورحل الطيب محمد الطيب منجم تراثنا وعرابه ومن كعثمان الجعلي مسكون ومهووس بحب تراث بلادي اتصلت به نورا عثمان الجعلي تعزيه في الطيب محمد الطيب فوجم لينداح حزنه اسطرا باكية يصف فيها قراءته لقسمات الرحيل في وجه الطيب ومداعبته له عله ينتزعه من فجة الموت مخاطبا صديق كدودة غامزا قناة الطيب (صاحبك بخاف من الموت) فيجيبهما الطيب(يموت حيلكم )لينهي اللواء عبدالوهاب الجعلي بعسكريته المزاح ويسافر عثمان عائدا الي مهجره قلقا علي الطيب الي أن بلغه النعي رحمهما ربي وثالثهما علي المك
    تفرغ للكتابة كأنما احس بالرحيل فرفد المكتبة السودانية بدرر تخاطفتها الايدي وهو في ذاك فجع الشعب السوداني عامة والاتحاديين خاصة برحيل الشاب المرتجي محمد اسماعيل الأزهري وقد كان يحسبه لقيادة الاتحاديين املا وللتغيير علامة فكتب بوجع (كان بدري عليك)تعبيرا عن فجيعة رحيل غض الإهاب المفاجئة والرحيل المر لغرابة القدر كان بمدينة الاتحاديين حيث يربض أسد المرغنية بها
     ،نكبات الرحيل للرفاق  والأحباب والاهل انهكت رقيق الحاشية عثمان الجعلي وأكملها مرض السكر بتداعياته اللعينة لتفشل كليتاه في اداء وظائفها ويرحل في صمت ويدفن علي أصوات قراءة براق المرغنية رحمك الله رحمك الله وانا لفراقك لمحزونون
    وداعا أبا نورا وداعا ابا عزة  
    وداعا ياكابنا يامروادنا مرواد عمانا

 

آراء