السودان في مواجهة العالم بسبب مزاعم استخدام الاسلحة الكيميائية في دارفور
تتوالي ردود الفعل الدولية والمحلية علي الاعلان عن تقرير منظمة امنستي انترناشونال واتهام السلطات السودانية باستخدام اسلحة كيميائية ضد المدنيين في منطقة جبل مرة من اقليم دارفور وايراد المنظمة لارقام عن عدد الضحايا واغلبهم من الاطفال اضافة الي صور للفظائع والاثار التي تقول بعض الدوائر الاكاديمية من الخبراء الذين استعانت بهم المنظمة انها اثار لاستخدام اسلحة غير تقليدية كما جاء في سياق التقرير المنشور والمتداول علي نطاق واسع في اجهزة الاعلام العالمية والوسائط الاليكترونية .
الحكومة السودانية بادرت بعد ساعات قليلة من ظهور ذلك التقرير الي نفي ما جاء فيه علي لسان وزير الخارجية ابراهيم غندور الذي التقاه مراسل قناة الجزيرة الانجليزية في الامم المتحدة في نيويورك اضافة الي المندوب الدائم للسودان الذي نفي ما اوردته منظمة امنستي واتهمها بفبركة واختلاق المعلومات الواردة فيه حول استخدام الخرطوم اسلحة غير تقليدية ضد المدنيين في دارفور.
علي صعيد المعارضة السودانية فقد اصدرت معظم التنظيمات والحركات السياسية والعسكرية العاملة في اقليم دارفور وبعض تحالفات المعارضة الاخري بيانات لها في هذا الصدد طالبت فيه المجتمع الدولي بالاسراع في التحقيق واتخاذ الخطوات المناسبة لتامين وحماية المدنيين في دارفور بينما لم تصدر تعليقات في هذا الصدد من الاحزاب الاخري واحزاب الامة, والشيوعي, والاتحادي المنقسم والمتشظي بصورة يصعب فيها تمييز مواقفه.
وقالت الحركة الشعبية قطاع الشمال الامتداد السياسي لما تعرف بالحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها الدكتور جون قرنق قبل انفصال الجنوب انها تدرس عملية الانسحاب من المفاوضات الجارية بينها وبين حكومة الخرطوم وطالبت العالم بالانتباه لماوصفته بتدابير يتخذها نظام الخرطوم لشن حرب ابادة اخري وذلك في بيان وقعه الامين العام للحركة.
علي صعيد العالم الخارجي فقد بادرت فرنسا بالدعوة الي تحقيق دولي متعجل حول تقرير منظمة امنستي حول مجريات الامور في اقليم دارفور وانضمت اليها عدد من المنظمات والمنابر الحقوقية ولكن منظمة امنيستي عادت اليوم وطالبت مجلس الامن الدولي باتخاذ مايراه مناسبا من تدابير حول ماورد في تقريرها المشار اليه وقالت ان العالم لايمكن ان يقف مكتوف الايدي لفترة اطول في مواجهة الوضع في دارفور , بينما قال السيد ستيفان دوجاريك الناطق الرسمي باسم الامم المتحدة ان المنظمة قلقة جدا حول ماورد في هذا الصدد وقال ان الحكومة السودانية لم تمكن القوات الدولية العاملة هناك من الوصول الي المنطقة المذكورة وقال ان السودان موقع علي اتفاقيات دولية حول حظر الاسلحة الكيميائية تلزمة بالتعاون في اي تحقيقات قادمة حول هذا الموضوع.
وبالتزامن مع هذه التطورات الجارية اتهم تقرير اممي الحكومة السودانية بانتهاك العقوبات الدولية المفروضة حول دارفور واستخدام قنابل عنقودية وجلب برامجيات ذات صلة بالاستخبارات الاليكترونية وتمويل جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في الاقليم.
هذا هو حال السودان الراهن وما انتهت اليه الاوضاع والامور علي صعيد قضية دارفور القضية المركزية الاولي في السودان التي انطلقت شرارتها الاولي في اعقاب صراع علي السلطة داخل المجموعة الاخوانية الحاكمة والمسيطرة علي البلاد في منتصف مشوار الحكم والاطاحة بالزعيم التاريخي لاخوان السودان ومدبر الانقلاب الدكتور حسن الترابي ثم تطورت القضية في مراحل لاحقة بدخول لاعبين جدد ومنظمات وجماعات وافراد ثم اتت مرحلة التدويل وعبور القضية الحدود الوطنية دون عودة خلال مراحل ومحطات اهمها اتهام المحكمة الجنائية الدولية الرئيس عمر البشير وعدد من اعوانه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور في سابقة جديدة وخطيرة.
يمثل تقرير منظمة امنستي انترناشونال التطور الاكبر والاخطر بعد قرارات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني ويمثل نقلة خطيرة في ظل واقع سياسي مهشم وحالة من الفراغ وانعدام المؤسسية السياسية والاعلامية والقانونية علي صعيد العمل الوطني المعارض وهاهو السودان مرة اخري في مواجهة العالم في انتظار المجهول.
sudandailypress.net