العلاقات الاجتماعية في مدينة المهدي: تكامل صَفْوَة النخب .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

 


 

 

 

 

 

Social Relations in the Mahdi’s City: The Integration of the Elite
روبرت س . كرامر Robert S. Kramer

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

مقدمة: هذا جزء من الفصل الخامس في كتاب بروفيسور روبرت كرامر " مدينة مقدسة على النيل: أم درمان في سنوات المهدية، 1885 – 1898"
Holy City on the Nile. Omdurman during the Mahdiyya, 1885 - 1898
والذي أعمل الآن على ترجمته كاملا.
ويعمل المؤلف أستاذا لتاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بكلية سانت نوربينت بولاية وسيكنسون الأمريكية، وسبق له أن نشر – منفردا وبالاشتراك – عددا من الكتب والمقالات عن تاريخ السودان، خاصة في عهد المهدية، وعن الطريقة التيجانية في غانا.

المترجم

******* ********** ********

1. زوجات المهدي:

كان للمهدي ساعة وفاته نحو مئة امرأة في حريمه (كان شقير قد قدر عددهن بمئة، بينما أخبر صهر المهدي محمود القباني المخابرات العسكرية المصرية في عام 1893م أن عددهن هو 105). وبناءً على ما هو مسجل في الكتب والوثائق، وبصورة خاصة على الافادات الشفهية، تمكنا في هذه الدراسة من التعرُّف على 72 منهن. ورغم أن المهدي قد أعلن بأن له الحق في خلق "سنته" الخاصة، إلا أنه ظل مقيدا بما ورد في القرآن من وجوب الالتزام بأربع زوجات (شرعيات) فقط في أي وقت من الأوقات كحد أقصى. أما ما زاد على ذلك فيُعدَدْن "سَرَارِيّ"، أي جواري مملوكة. وشملت قائمة زوجات المهدي "الشرعيات" فاطمة بنت أحمد شرفي، ابنة كبير عائلة الأشراف، وقد تزوجها في الخرطوم قبل المهدية، وتوفيت في جبل قدير. وبعد ذلك تزوج أختها عائشة بنت أحمد شرفي. وكان قد تزوج في كرري، قبل إعلانه لمهديته إحدى قريباته، واسمها فاطمة بنت الحاج شريف. وتزوج من مصرية اسمها فاطمة عبد الرحمن الحسين في شات أو الجزيرة أبا قبل إعلانه للمهدية، وتزوج وهو في جبل قدير عائشة بنت إدريس، ابنة شيخ فولاني من سنجة.
وكان كل أهالي أم درمان يعدون زوجات المهدي، سواء أكن "شرعيات" أم "سراري" هن زوجات المهدي، ويعدون كل ما أنجبنه من بنين وبنات هم / هن ذريته. وأطلق عليهن، من باب التشريف والتكريم، في فترات مختلفة لقب "أمهات المؤمنين". وذكر الأسير أورفالدر أن زوجات المهدي كان محرما عليهن الزواج برجل آخر بعد وفاته، وظللن في "أسرهن الافتراضي". غير أني أرى أن زوجات المهدي كن يؤثرن أن يبقين "أرامل المهدي" بعد وفاته، إذ أن أربع نساء فقط من زوجاته المئة تقريبا تزوجن بعد وفاته.
وكان المهدي قد تزوج أولئك النسوة – إذ أنه بالفعل كن يعتبرن جميعها "متزوجات" – تحت ظروف مختلفة. وكما ذكرنا من قبل، كان كثير من الأنصار المخلصين يهبون (أو يحاولون وهب) بناتهم للمهدي على أمل أن يغنموا "بركته". وكان المهدي قد أعلن أيضا عن رغبته في زيادة دمج وتكامل المجتمع السوداني، وضرب لذلك مثلا بعائلته. وكان لزواجه من أرامل المسئولين السابقين في العهد التركي – المصري أثر كبير في تدمير سلطة وقوة وهيبة النظام السابق. وفي ذات الوقت كان يضرب المثل لأنصاره في كيفية حل مشاكل وعقابيل الحرب. وفي ذلك كتب المؤرخ البريطاني هولت أن المهدي كان يحاول أن "يعيد الاستقرار لمجتمع كان في حالة تَفَرّق وانحلال"، ولعل هذا هو السياق الأوْفَق الذي ينبغي أن ننظر به لمعظم تلك الزيجات. وفي نفس الوقت ينبغي ألا نغفل عن الفوائد الجمة التي جناها المهدي من زيجاته المتعددة لتدعيم سلطته من النواحي الدينية والاقتصادية والسياسية.
ولم يكن بين الـ 72 امرأة اللواتي تأكدنا من أن المهدي تزوج بهن غير ثلاث فحسب كن من أقرب قريباته (فاطمة وعائشة بنتا أحمد شرفي، وفاطمة بنت الحاج شريف). بينما كانت ثلاث أخريات (بخيتة بنت علي الفكي محمد وأم سلمة بنت عبد الله شوش (بنت عبد الله ود جاد الله؟ المترجم)، والحرم بنت النور البصير) من أباعد قريباته في أشراف القطينة على النيل الأبيض. وكان من بين زوجاته 12 امرأة من أرامل كبار القادة والإداريين في الحكم التركي – المصري، كان ثلاث منهن ابنة وبنت أخت وخليلة عدوه السابق يوسف باشا حسن الشلالي (القائد الكنزي الذي هزمه المهدي في جبل قدير. المترجم). وكان من زوجاته أيضا، على الأقل، 10 أخريات من بنات أو أرامل تجار مهمين في دارفور وكردفان والخرطوم. وكان من بين أولئك النسوة بنات محمد أبو السعود العقاد، والنور بيه الخبير، ومحمد الحاج أحمد أم برير، وحسن مسمار، وأبو بكر الجاركوك، ومحمد صالح القباني. وكانت كثير من زوجات المهدي من بنات العائلات ذات الأهمية والسلطة الدينية والسياسية، مثل النعمة بنت الشيخ القرشي ود الزين، ابنة معلم المهدي، ومثل السرة بنت شيخ محمد الطيب البصير، من شيوخ الحلاوين، ومثل مقبولة بنت نورين حفيدة السلطان محمد الفضل سلطان دارفور (المتوفي في حوالي عام 1839م). وكان عنده زوجات من جبال النوبة وجنوب السودان أيضا من أسر مهمة سياسيا في مناطقها. وكانت القبائل السودانية الممثلة في "حريم" المهدي تعكس القبائل التي قاد فيها المهدي حملاته في الجزيرة وكردفان والخرطوم، بنسب متساوية، ومعها بالطبع مناطق أخرى. ويمكن أن نعدد القبائل أو العرقيات أو الأماكن التي أتت منها زوجات المهدي في التالي: المحس والكنوز الدناقلة والشايقية والجعليين والحلاويين والجوامعة والمسلمية والفور والنوبة والدينكا والفولاني والإثيوبيين والمصريين والسوريين. ولا ريب أن هنالك المزيد من الزوجات من قبائل أو أعراق أو مناطق مختلفة لم يكن بوسعنا العثور على مصادر عنها.

2. زوجات الخليفة عبد الله:

كان للخليفة عبد الله، مثله مثل المهدي، "حريم" به عدد كبير من الزوجات. وكان الأسير النمساوي سلاطين، الذي ظل مرافقا للخليفة لسنوات قد زعم بأن للخليفة 400 زوجة، غير أن هذا العدد الكبير مبالغ فيه بلا شك. لم نتأكد في هذه الدراسة إلا من 29 زوجة بناءً على وثائق مكتوبة، وروايات شفهية من 25 فردا من أحفاده. وذكر في تقرير مخابرات السودان، والذي جاء بعد معركة كرري مباشرة، أن للخليفة 25 زوجة عند نهاية المهدية، وهو رقم في ظننا يقارب الحقيقة. وذكر محمود القباني صهر المهدي للمخابرات العسكرية المصرية في عام 1893م أن "حريم" الخليفة يشمل 200 زوجة. غير أن معرفة محمود القباني بعائلة الخليفة أقل بكثير من معرفته بعائلة المهدي، (لذا لا يمكن الوثوق بتلك التقديرات). وكان للخليفة أربع زوجات "شرعيات" هن: زهرة (تعايشية تزوجها قبل المهدية)، وأم كلثوم بنت المهدي، وأمينة بنت حامد عبد الله، بنت أخي لمهدي، ونفيسة بنت بابكر (جعلية من مسيد ود عيسى). وكما هو الحال مع زوجات المهدي، فقد كانت بعض زوجات الخليفة من بنات قادة وإداري النظام التركي – المصري السابق، مثل فاطمة بنت أحمد أغا يسن، وأسماء بنت محمد خشم الموس باشا. وكان بعضهن بنات شيوخ قبائل. ومبلغ علمي لا يبدو أن الخليفة قد تزوج من أرامل أو بنات التجار البارزين في العهد التركي – المصري السابق غير واحدة اسمها فاطمة بنت بدران حسن، فهذه القائمة بالتأكيد غير مكتملة. ولا شك في أن زواج الخليفة عبد الله من ابنة المهدي كان له أثر رمزي كبير. فقد كان الخليفة قد طلق أم كلثوم لفترة قصيرة، وتزوج أختها مريم (حتى يظل قريبا من "بركة" المهدي)، غير أن ذلك الزواج من مريم لم يدم طويلا، إذ سرعان ما طلقها وعاد لأم كلثوم. وإضافة لبنت المهدي وبنت أخته، تزوج الخليفة أختي زوجتين من زوجات المهدي (هما فاطمة بنت بدران حسن وهي مصرية من الخرطوم، وآمنة بنت كرم الله كركساوي، ابنة أحد أمراء دنقلا). ومرة أخرى زعم سلاطين أن "حريم الخليفة كان يضم نساء من كل قبيلة في السودان". وربما لا يكون ذلك دقيقا تماما، ولكن مما هو مؤكد فقد ضم حريم الخليفة نساء من أعراق وقبائل ومناطق مختلفة شملت الدناقلة والمحس والكنوز والجعليين والشايقية والركابية والفور والهبانية والشكرية والتعايشة والجميعاب والنوبة والدينكا والمصريات والإثيوبيات. ومن الملاحظ أنه على الرغم من صلات الخليفة الشخصية والسياسية القوية جدا بقبيلة التعايشة، إلا أنه، فيما يبدو، تزوج بزوجة تعايشية واحدة، هي زوجته الأولى قبل المهدية، بينما كانت غالب نسائه (ثلاث من أربع زوجات "شرعيات" و13 من بين الـ 29 اللواتي تأكدنا منهن) من السودان الشمالي النيلي.

3. زوجات الخليفة علي ود حلو:

كان الخليفة علي ود حلو من أبكار المهدية، وأشدهم إيمانا وإخلاصا للمهدي، وكان يلقب بـ "الزاهد" نسبة لبساطه عيشه ونبل أخلاقه. وكان قد منح قيادة أصغر راية في جيش المهدي، وكان دوره الرئيس في سياسة المهدية هو التوسط بين الخليفة عبد الله ومحمد شريف. فلا غرابة إذن إن كان عدد "حريمه" هو الأقل من بين قواد المهدية. وكان محمود القباني (الذي ورد اسمه آنفا) قد ذكر للمخابرات العسكرية المصرية في عام 1893م بأن للخليفة علي 20 زوجة، غير أن عائلته أنكرت ذلك ولا تتذكر غير تسع زوجات أنجبن له جميعا إلا واحدة. ومن بين كل زوجاته كانت هنالك ثلاث من قبيلته يمتتن له بصلة قرابة (اثنان من دغيم وواحدة من كنانة). وكان لزوجتين (شرعيتين) من زوجاته أهمية رمزية كبيرة: نور الشام بنت المهدي، وحليمة بنت محمد، أخت الخليفة عبد الله. وكانت إحدى زوجاته هي حفصة بنت جبارة أحمد جفون، وهي بنت شيخ الجِمِعْ في النيل الأبيض. وتسرى الخليفة علي ود حلو بامرأتين من جبال النوبة وجنوب السودان.

4. زوجات الخليفة محمد شريف:

كان للخليفة محمد شريف "حريم" مكون من 15 زوجة، وهو عدد صغير نسبيا، ربما بسبب حياته القصيرة غير المستقرة. ولكن ربما كان تحته عدد (غير معلوم) من السراري اللواتي لم تحفظ لنا الوثائق أسمائهن. كانت زوجه الأولى (زينب) هي البنت الكبرى للمهدي. وكانت زوجتان "شرعيتان" من أزواجه من قريباته الأشراف (فاطمة بنت حامد عبد الله، بنت أخي المهدي؛ وأم كلثوم بنت صالح، من أشراف جزيرة لبب). وتزوج الرجل أيضا من بنتين من بنات أميرين من الشنابلة والفونج (إحداهن هي آمنة بنت سعد محمد فرح ابنة ناظر الفونج في أيام الحكم التركي – المصري، والذي صار أمير الفونج في عهد المهدية). وتزوج أيضا من أختى زوجتي المهدي (نصرة بنت البرة، وابنة محمد صالح قباني، أحد تجار الخرطوم). وكانت لزوجتين من زوجات الخليفة محمد شريف (هما زينب بنت المهدي وقريبته فاطمة بنت حامد عبد الله) أختان تزوجهما الخليفة عبد الله. ولعلها كانت صلة الزواج الوحيدة التي ربطته بالخليفة.

5. الأشراف:

تزوج كبير أشراف دنقلا وصهر المهدي أحمد محمد شرفي 12 امرأة، كان ثلاث من "الشرعيات" منهن من أقربائه الأشراف، منهن رقية بنت عبد الكريم، شقيقة الأمير محمد عبد الكريم. وكانت الرابعة آمنة بنت مصطفى نميري (من عائلة في الخرطوم كانت تزعم لنفسها نسبا شريفيا). وكانت هنالك على الأقل زوجة واحدة (اسمها آمنة بنت النورالخبير) هي أخت لإحدى زوجات المهدي، ومن عائلة كبيرة في الخرطوم تعمل في التجارة. وكانت بقية الزوجات من السراري من مناطق السودان النيلي وجنوب السودان وجبال النوبة وإثيوبيا.
وكان حامد محمد، ابن عم المهدي ووالد الخليفة محمد شريف قد تزوج من سبع نساء، كان ثلاث من "الشرعيات" منهن من أقرباء الأشراف (كانت إحداهن من بنات أحمد شرفي). وكانت ثلاث منهن من المحس والجعليين والكبابيش الذين هاجروا لأم درمان. وكانت الزوجة الأخيرة هي بنت حسن مسمار، أحد كبار تجار الخرطوم الذي قتل في معركة الخرطوم، والذي تزوج المهدي بأخته.

6. التعايشة:

تميزت زيجات الأمير يعقوب بأن جميع الثلاث عشر امرأة اللواتي تزوج منهن لم يكن يمتن له بصلة القرابة، ولم يكن من بينهن امرأة تعايشية واحدة. ولا يعرف السبب في هذا الأمر. وربما كان السبب في ذلك أن الأمير يعقوب ببساطة لم يكن في حاجة لعمل تحالفات عن طريق المصاهرة. وكانت من بين زوجاته ابنة الشيخ نواي (من حوازمة كردفان)، وابنة حسبو محمد (أمير زغاوة دارفور)، وعمر طاريحو (أمير شايقي، سبق له العمل مسؤولا في العهد التركي – المصري). وكانت بقية زوجاته من قبائل الحمر والهبانية بغرب السودان، ومن الجعافرة بالنيل الأبيض، ومن جبال النوبة والدينكا، وامرأة من الخرطوم كانوا يدعونها "تركية"، وإثيوبيتين.
وكان لمحمود ود أحمد، ابن عم الخليفة، سبع زوجات، كن جميعا من الأسر الثرية أو المؤثرة في عهود ما قبل المهدية، عدا زوجه الأولى (عائشة بنت محمد، أخت الخليفة عبد الله) التي كانت من أقربائه. أما البقية فقد كن من أسر مختلفة مثل بنت مالك كمبال، أحد قادة الشايقية في جيش مشاة العهد التركي المصري، ومثل بنت تاجر دنقلاوي ثري من بارا، وأخرى من بنات رجل من أثرياء الشكرية، كان يمتلك عددا كبيرا من الإبل. وكانت من زوجاته أيضا ابنة الأمير الدنقلاوي النور عنقرة، وزوجتين أخريين من نساء السودان الشمالي النيلي. ونستخلص من تلك القائمة أن خمس زوجات من زوجات محمود ود أحمد كن من أصول شمالية نيلية.

7. أبناء وبنات المهدي:

زُوجت تسع من بنات المهدي (بالتساوي) من الخلفاء الثلاثة، وأبناء الخلفاء الثلاثة، وأقربائهم من الأشراف. فقد تزوجت بنت المهدي الكبرى زينب وأم كلثوم ونور الشام من الخلفاء محمد شريف، والخليفة عبد الله، والخليفة علي ود حلو، على التوالي. وتزوجت عائشة وأم سلمة ومريم من محمد أحمد الخليفة عبد الله، وعثمان شيخ الدين الخليفة، ومحمد الخليفة شريف، على التوالي. وتزوجت نفيسة (كنَّانة ؟) من ابن عمها حامد بن حامد عبد الله، ابن أخ المهدي، وتزوجت زهرة من قريبها محمد صالح بن محمد عبد الكريم، بينما تزوجت قمر الدين من قريبها محمود عبد الكريم.
وتزوج أربعة من أبناء المهدي الستة في غضون سنوات المهدية. فقد تزوج الفاضل من امرأتين هما زينب بنت محمد إبراهيم، حفيدة أمير الفونج، بالإضافة إلى قريبته مياسة بنت حامد عبد الله. وتزوج الأبناء الثلاثة الآخرون محمد والبشرى والطاهر جميعهم من بنات الخليفة عبد الله. وتزوج الولدان الباقيان، علي وعبد الرحمن، فقد تزوجا من تسع نساء في خلال سنوات الحكم الإنجليزي، كانت واحدة فقط منهن من الأقرباء (هي زوجة عبد الرحمن المهدي خديجة بنت الخليفة محمد شريف). وكانت سبع من زوجاتهما من بنات أولياء وزعماء قبائل في منطقة الجزيرة والنيل الأبيض، كانت منهن دار النعيم بنت عبد الباقي، من عائلة دينية عريقة في الكواهلة منحدرة من عبد الباقي النيل الولي (الذي اشتهر عام 1750م).

8. أبناء وبنات الخليفة عبد الله:

تزوجت خمس من بنات الخليفة عبد الله التسع من أقربائهن. فقد تزوجن إما من أبناء الأمير يعقوب (حواء ونور الشام ومريم) أو محمود ود أحمد (نفيسة)، أو إسماعيل ود أحمد (سعدية). وتزوجت بنتان أُخْرَيَيْنِ من ولدي الخليفة علي ود حلو (سعدية وطاهرة)، وتزوجت واحدة (زهرة) من أحد الجعليين بشندي (كانت أمها جعلية، لذا فقد يكون هذا الزوج أحد أقربائها). وتزوجت البنت التاسعة (خديجة "الرضية") من محمد بن المهدي، وبعد طلاقه منها تزوجها أخاه البشرى. وكان زواج البشرى من خديجة بعد طلاقها من محمد يشابه زواج الخليفة من مريم بنت المهدي بعد طلاقه من أم كلثوم، ويؤكد على أهمية البقاء قريبا من مصدر "البركة" ومنبع إلهام المهدية. وبالإضافة لذلك، تزوجت إحدى بناته لمدة قصيرة من الطاهر بن المهدي، ولكنه توفي بعد شهر من زواجه.
أما أبناء الخليفة الثمانية عشر فقد تزوجوا من أربعين امرأة، إما في فترة المهدية أو العهد الإنجليزي – المصري. وكانت اختياراتهم لزوجاتهم توضح بجلاء مدى الترابط بين نخبة الصفوة المهدوية. وكانت من بين أولئك الزوجات تسع من القريبات من عائلة الأمير يعقوب. وكانت الأخريات من القريبات من جهة أمهات الأولاد، وكن من قبائل من غرب السودان وشرقه ومن القبائل النيلية شملت التعايشة والرزيقات والزغاوة والجميعاب والجعليين والمحس والدناقلة والكنانة والبني عامر. وكانت تسع منهن من بنات أمراء التعايشة. وكانت الأخريات من بنات أمراء آخرين في غرب السودان.، وواحدة كانت بنت الأمير الدنقلاوي النور عنقرة. وكان من ضمن الأربعين زوجة اللواتي تزوجهن أبناء الخليفة الثمانية عشر ثلاث مصريات، وزوجتين على الأقل من عائلات تجارية مهمة هما فاطمة بنت ود التاي (بنت فضل السيد أحد مسؤولي السوق والمرسى)، وخديجة بنت الحاج أحمد العقاد. وكانت أربعة من الزوجات من عائلة المهدي الممتدة، كانت أهمها أم سلمة بنت المهدي، زوجة عثمان شيخ الدين. وفيما عدا ذلك، تزوج داؤود من بدور بنت عبد الله الفاضل المهدي، وتزوج عبد السلام من قوت القلوب بنت عبد الرحمن المهدي، وتزوج الطيب واحدة من بنات حامد بن حامد عبد الله، ابن أخ المهدي.

9. أبناء وبنات الخليفة علي ود حلو:

تزوجت ثلاث من بنات الخليفة علي ود حلو السبع من أقربائهن من جهة الأم أو الأب. فقد تزوجت صفية من ابن عم والدتها محمد المهدي ابن أحمد (أخ الأمير محمود ود أحمد). وتزوجت عائشة من ابن عمها حسين بن الخليفة شريف، بينما تزوجت حواء من ابن عمها (من جهة الأب) شيخ بلال مهل من دغيم. ومن بين الأربعة بنات الأخريات، تزوجت زينب من عيسى أحمد جفون، أحد امراء الشنخاب، وهو فرع من فروع الجِمِعْ بالنيل الأبيض (كان الخليفة علي ود حلو قد تزوج من امرأة من ذلك الفرع، ولكنها لم تكن والدة زينب). وتزوجت نور الشام من عبد الباقي بنت أحمد المكاشفي، وهو ابن أمير مهدوي من عائلة دينية كان كبيرها هو الشيخ عبد الباقي النيل، من قبيلة الكواهلة، ويمت بصلة قرابة لزوجة عبد الرحمن المهدي. وكان المكاشفية يزعمون أنهم من الأشراف أيضا. وأخيرا، تزوجت أم مهل وبتول من ولدي الأمير يعقوب.
وتزوج 11 من أبناء الخليفة علي الحلو مما مجموعه 32 امرأة. وكان ولده الأكبر، محمد أحمد، قد تزوج كل زوجاته التسع في غضون سنوات المهدية. وكانت زوجاته "الشرعيات" هن عائشة بنت المهدي، أمينة عبسى أحمد جفون، من الشنخاب /الجِمِع (وهي بنت زوج أخته زينب من زواج سابق)، وامرأتين من أقربائه من دغيم. وكان تحته خمس من "السراري" منهن واحدة من جبال النوبة وأخرى من جنوب السودان. وتزوج بعض أبناء الخليفة على الآخرين حفيدتين من حفيدات المهدي، وأربع نساء من عائلة الخليفة عبد الله والأمير يعقوب (بنتان من بنات الخليفة، وبنت واحدة من بنات الأمير يعقوب)، وأربع من نساء الدغيم، وواحدة من الشنخاب /الجِمِع ورفاعة الهوي والمحس والحوازمة والتعايشة.

10. أبناء وبنات الخليفة محمد شريف:

تزوجت أربع من بنات الخليفة محمد شريف من أسرة المهدي الممتدة، منهم أحد أبناء وأحفاد المهدي، وابن أخ المهدي والأمير محمد عثمان أبو قرجة (من أشراف القطينة). وتزوج خمسة من أبناء الخليفة محمد شريف من مريم بنت المهدي، وعائشة بنت الخليفة علي، وبنت محمد عثمان أبو قرجة، وبنت لأميردغيم (من أنصار أبا)، وامرأة من كنانة، وعائشة بنت عبد الباقي، أخت زوجة عبد الرحمن المهدي من عائلة دينية من الكواهلة.

11. أبناء وبنات أخوان وأخوات المهدي:

توفي إخوان المهدي في سنوات المهدية الباكرة. ولم يتزوج منهم غير إثنين هما محمد وحامد، وصاهر أولادهما وبناتهما عوائل مهمة. فقد تزوجت خمس من البنات من شخصيات مثل الخليفة شريف (فاطمة بنت حامد)، والخليفة عبد الله (آمنة بنت حامد)، والفاضل المهدي (مياسة بنت حامد)، وأحد أقرباء الأشراف (زهرة بنت محمد)، ورجل من البقارة (بنتول بنت محمد)، تزوجها بعد المهدية. وبعد مقتل الفاضل المهدي في الشكابة في عام 1899م، تزوجت مياسة بنت حامد رجلا من كنانة. أما أبناء إخوان المهدي الخمسة فقد تزوجوا من 22 امرأة، كان اثنان فقط منهن من الأشراف (إحداهن هي نفيسة بنت المهدي)، وكانت 13 منهن من عائلات مهمة في منطقتي الجزيرة والنيل الأبيض (شملت عائلات من كنانة ودغيم والعركيين والمسلمية واللحويين والحسانية)، وهذا يعكس، جزئيا، الأحوال في عائلة المهدي في سنوات الحكم الإنجليزي – المصري الباكرة. وكانت هنالك ثلاث من الزوجات من الرزيقات البقارة، وواحدة من البطاحين، وثلاثة فقط من القبائل النيلية (الجعليين والدناقلة).

12. أبناء وبنات الأمير يعقوب:

نعلم أنه كان للأمير يعقوب 13 بنتا تزوجن جميعا. وكان ستة من رجالهن من أقرباء الأمير يعقوب، منهم أربعة من أبناء الخليفة عبد الله، وأخ لمحمود ود أحمد، وابن أخ للخليفة. وتزوجت بنتان من بنات الأمير يعقوب من أميرين من الجعليين والشايقية، لتحقيق مطلب الخليفة المصاهرة بين "أولاد البلد" و"أولاد العرب". وتزوجت إحدى بناته من أحد أبناء الخليفة علي ود حلو، وتزوجت أخرى ولد الأمير إبراهيم مخير (أمير الزيادية بدارفور). وتزوجت الأخريات من تعايشة لا يمتون لهم بصلة قرابة. وتزوج عشرة من أبناء الأمير يعقوب من 21 امرأة، كان خمس منهن من الأقرباء (ثلاث منهن من بنات الخليفة عبد الله، وأخت للأمير محمود ود أحمد، وبنت لشيخ الدين). وكان للأمير يعقوب تسع زوجات أخريات من بنات التعايشة وقبائل البقارة الأخرى. وتزوج ثلاثة من أولاده من قبيلة دغيم. وكان للأمير يعقوب ولد كان الوحيد الذي تزوج امرأة من المحس في شمال السودان النيلي. وكما كان هو الحال في زيجات بنات الأمير يعقوب، كان الغرض من تزويجه لأولاده من قبائل مختلفة هو تقوية التحالفات مع قبائل غرب السودان، ومع عائلة الخليفة علي ود حلو.


alibadreldin@hotmail.com

 

آراء