كلام الناس
*إستمعت إلى مقطع من تسجيل صوتي للرئيس البشير في فيديو قال فيه أنه يعرف أن بعض المواطنين يعيشون داخل بيوتهم في حالة "تبكي" ومع ذلك لم يخرجوا للشارع ويحرقوا إطارات السيارات.
*أرجو أن لا يخرج على من يصرح بان هذا التسجيل مزور سربته إحدى الجهات المغرضة التي تريد السخرية من الرئيس، لأنه للأسف هذه الأيام إنتشرت موضة هذه التصريحات الدفاعية التي لاتغير ما يحدث في الواقع بالفعل.
*هذا يؤكد الربكة السياسية والإقتصادية والأمنية التي صاحبت المظاهرات السلمية التي خرجت للتعبير عن رفضها للسياسات الإقتصادية التي أفقرت المواطنين وضيقت عليهم سبل الحد الأدنى من العيش الكريم.
*معروف أن التعبير السلمي حق مشروع للمواطنين كفله لهم دستور السودان الذي لم يعطل إلا من بعض الجهات التي كان من المقرر أن تحميه وتحمي المواطنين وهم يمارسون هذا الحق، لكن للأسف أُستخدمت ضد بعض قيادتهم إجراءات إستثنائية زادت طين الربكة الرسمية بلة.
*لاأُنكر ان الربكة الرسمية العامة كانت قبل المظاهرات السلمية، لكنها زادت بفضل الإعتقالات غير المبررة لبعض قادة الأحزاب والناشطات والناشطين المجتمعيين، لدرجة أن حزب المؤتمر الوطني"الحاكم الغائب" طالب بإطلاق سراهم أو تقديمهم للمحاكمة!!.
*الفوضى الإقتصادية يحس بها كل المواطنين وهم يفاجأون كل صباح بزيادة جديدة في أسعار السلع الضرورية رغم كل القرارات الرسمية التي أُعلنت لضبط الأسعار وإنفلات الدولار، وهم يدركون أن من يتحكم في الدولار والأسواق هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إستمرار سياسات الحكومة ذاتها.
*يحدث هذا وسط بيانات تصدر وتنشر حول وثائق رئاسية زورتها جهات لم يسفر عن هويتها تعمل على إفساد علاقات السودان الخارجية، في محاولة لتبرئة التحركات الخارجية والتحالفات المعلنة والمواقف المتضاربة وبعض التصريحات الرسمية البعيدة عن الدبلوماسية .. وبعد ذلك يخرج علينا مبارك الفاضل ليتهم جهات داخلية وخارجية تعمل على تخريب الإقتصاد السوداني !!.
*تسريبات أُخرى لاتقل خطورة عن إجتماعت تعقد وتكهنات مسمة تواكبها، مثل التكهنات التي تزامنت مع المظاهرة الأولى عن تغييرات وشيكة في تشكيلة الحكم .. وكل ذلك لايخرج من دوائر اللعبة القديمة المتجددة التي خبرها الشعب منذ أن أعلن الدكتور الترابي رحمة الله عليه أنه ذهب للسجن حبيساً وذهب البشير إلى القصر رئيساً ... وحتى المفاصلة بين "المنشية والقصر" و.... الخ.
*إن الحل السياسي القومي الديمقراطي معروف لدى الحكومة والمعارضة وقد فشلت كل الحلول الترقيعية والإتفاقات الجزئية والثنائية التي فاقمت الازمات السياسية والإقتصادية والامنية، ولاجدوى من تجريب المجرب الذي فشل عملياً في تحقيق الحكم الراشد داخليا كما فشل في إعمار علاقات السودان الخارجية رغم كل التنازلات والخدمات باهظة الثمن التي دفعها أبناء السودان
noradin@msn.com