لقد انقضى عام 2016، وما زلنا نمني النفس بزوال نظام البشير الذى جثم على صدر الشعب السوداني وكتم أنفاسه لسبع وعشرين سنة، وحول بلادنا إلى أشلاء ممزقة وأفلسها وأحالها لضيعة خاصة به وبأشقائه وأزواجه ورهطه الأقربين وسائر صحبه من الإخوان المسلمين،
لقد تواصلت المقاومة الشعبية لنظام الإخوان المسلمين في السودان طوال السبع وعشرين سنة الماضية بلا كلل أو ملل، وما انفكت حركة الجماهير تعلو وتهبط مع الرياح والعواصف السياسية الموسمية التى هبت على بلادنا، والقاع الصخري للقوى الوطنية القابضة على الجمر
كنت قد أعدت قراءة تراجيديا "ماكبث" لوليام شكسبير بغرض إلقاء الضوء على القواسم المشتركة بين ذلك القائد العسكري الخائن الذى تبوأ عرش اسكتلندا على جمجمة مليكها دنكان
شهد الأسبوع الأخير من نوفمبر مداً ثورياً تاريخياً غير مسبوق منذ سبع وعشرين سنة، بدأ بالاعتصام وانتهي بموكب المحامين أمام القضائية، ومذكرة أحزاب ومنظمات الإجماع الوطني ومعها الشخصيات الكاريزمية المستقلة.
دخل النظام الدكتاتوري السوداني في طريق مسدود نهائياً cul-de-sac، ولن يفيده العنف المنفلت والمبالغ فيه الذى يستخدمه ضد معارضيه؛ والذاكرة السودانية القريبة مفعمة بتجارب مماثلة لأنظمة استبدادية عديدة بلغت روحها الحلقوم، فلجأت للبطش يميناً ويساراً
تابعت الإنتخابات الإمريكية بشغف وعن كثب كأني صاحب وجعة، أو كأني من رهط اليانكيز الأقحاح، (وهي مجرد "لبط" شمارية سودانية)، ولقد ألقيت بكل بيضي في سلة الديمقراطيين ومرشحتهم هيلاري كلنتون.
أما الجامعة العربية، فقد بح صوتي كما بحت أصوات العديد من الوطنيين السودانيين الداعين لانسحاب وطنهم منها، مثلما فعلت إرتريا التى لم تدخلها من الأساس احتراماً للنفس وصوناً للكرامة، إذ لا داعي "للتلصّق" والتكالب للتماهي مع من لديهم تحفظات
تتسارع القوات العراقية نحو قلب الموصل، يقدمها ويبراها الدعم الجوي والأرضي الأمريكي والغربي والخليجي الحليف المتضرر من التغول الإيراني والأطماع الإخوانجية، ومرفودا بقوات البشمرقة الكردية الجسورة وغير الهيابة.
قضيت الخمس شهور ونيف المنصرمة بالسودان – ما عدا رمضان المعظم الذي استمتعت بجزءٍ منه في أديس على قمة المرتفعات الإثيوبية، ثم عدت لأمعائي (أي فلذات كبدي) بأبو ظبي في العشر الأواخر؛ وقفلت راجعاً للخرطوم فجر ثاني أيام العيد