ترَى لِمَه أرادتْ ليَ الأقدار الغلّابة أن أطالع رواية "الطليعي الأسود" للبناني إدوارد عطية التي ترجمها البروفسور النابه بدر الدين الهاشمي، فلا أبلغ فصلها الأخير، إلا ويبلغني نبأ رحيل صديقي الكبير حسن عابدين .
فيما تستفتح الخرطوم عهداً جديدا تودِّع فيه حِزَم العقوبات والمقاطعات والتضييق الاقتصادي، بعد إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فإن غيوماً من الشكوك لا تزال عالقة في سماء ذلك العهد.
تشهد الساحة السياسية في السودان إضطراباً مطرداً وزعازع تنذر بتحولات خطيرة قادمة قد تفضي - في أقل التوقعات - إلى تفكيك ترتيبات هياكل السلطة القائمة الآن في البلاد.
يكاد محمود أن ينتفض من مقعده، يحلق طرباً واندهاشاً، في سموات مترعة بانجذاب صوفي، تخفت أنفاسه المتهدجة فيتمتم وكأنه يخاطب أشباحا يتخيلها، لا نحن الذين حوله ومعه.
قال السودانيون كلمتهم وأطاحوا عمر البشير، حكم بلادهم ثلاثين عاما حسوما، بدأها بأكذوبة تشاركها هو وعرّاب انقلابه، الشيخ حسن الترابي، منذ 30 يونيو/ حزيران 1989.
كنتُ ذات يومٍ نائباً لرئيس البعثة السودانية في لندن كسفيرٍ ثانٍ مساعد للسفير الأول، في مفتتح العام الأول في الألفية الثالثة ، حيث ظلّ ملف بيت السودان في لندن من بين العديد من الملفات التي كُلفت بتولي الإشراف عليها في تلك الفترة والتي امتدت إلى حين إكمالي مهمّتي في السفارة
لا تختلف الثورة الإيرانية التي قادها الخميني عام 1977- 1978 في بعض جوانبها، عن سواها من الثورات والهبّات الشعبية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فوصفها الإعلام بـ"الربيع العربي".