مهما يكن من شأن، فإنَّ معاناة شعب أي شعب أو طبقة أيَّما طبقة لا تحتمل، ولكن قبل أن يمتشق هذا الشَّعب السَّلاح ويعرِّض نفسه للخطر فإنَّ روحاً قوميَّة أو دينيَّة لهي التي تدفعه إلى ذلك.
ومن بعد، سارت الحكومات الوطنيَّة في السُّودان على هذا المنوال، وفي هذا السبيل ب"قوات الحرس الوطني" في عهد الحرب الأهليَّة الأولى في جنوب السُّودان (1955-1972م)، والثانية (1983-2005م)، ودارفور (2003-؟)، وعند بداية العدائيَّات في ولايتي جنوب كردفان (جبال النُّوبة) والنيل الأزرق العام 1985م
بادئ ذي بدء، أي قبل أن نقول ما نودُّ قوله، أو نكتب ما نعتزم كتابته، أطَّلعنا على عددٍ عديدٍ من الإصدارات والمصادر التي كتبها مؤلِّفون أجانب وقليل من الكتَّاب السُّودانيين، وذلك لكيما نستكشف الوسائل والسبل الكفيلة التي اتَّخذتها حكومتا بريطانيا ومصر لإعادة احتلال السُّودان العام 1898م، ولكي نفهم الخطأ التأريخي
إنَّ حق الاستقلال الوطني، الذي أصبح يسمَّى في خلال الحرب العالميَّة الأولى (1914-1918م) مبدأ تقرير المصير، هو – بعبارة عامة – الاعتقاد بأنَّ أيَّة أمَّة لها الحق في إنشاء دولة مستقلَّة ذات سيادة، وتحديد وإعلان حكومتها الخاصة بها.