الجبل كان درنا نتلافاه ونقله … بقلم: د . احمد خير/ واشنطن

 


 

 

 aikheir@yahoo.com

 

 " الإبهام "

 اليوم هو الثالث من مايو ، وهو اليوم العالمى لحرية الصحافة . ماذا ياترى حال الصحافة فى السودان؟! وكيف للصحافى أن يحتفل بيوم الصحافة العالمى وهو مكبل بقوانين تقيد حريته ؟! وما رأى السلطة فى قوانينها والعالم يحتفل باليوم العالمى لحرية الصحافة ؟! وهل إحتفل إعلام السلطة باليوم العالمى ، وكيف ؟! أسئلة موجهة إلى القائمين على أمر تكميم الصحافة فى السودان ، فهل من مجيب؟!

" السبابة " 

 عندما تصور الأغنية مقدرات ليست واقعية ولاهى فى متناول اليد ، يعيش المجتمع حالة من عدم التوازن ، يتأرجح فيها بين الواقع والخيال .

إذا كان واقعنا يتفشى فيه الجهل والفقر والجوع  والمرض ، لنا أن نتساءل: من جر المجتمع إلى هذه الوضعية ، وكيف وصل بنا الحال إلى مانحن عليه ؟!

 

إذا كان المواطن يعيش واقع فرض عليه ، فلنا أن نتساءل: من المسئول عن ذلك الواقع ؟! الفرضية تقول ان المواطن له حق العيش الكريم فى ظل دستور يكفل له ذلك الحق .

 

فى ظل تلك الفرضية رأينا هنا محاولة إلقاء الضوء على ، المواطن ، ماهية العيش الكريم وما يكفله الدستور .

 

المواطن الذى نعنيه هنا هوذلك الفرد الذى ينتمى ويعيش فى مساحة جغرافية معينة ، بهوية تؤكد ذلك الإنتماء .أما العيش الكريم فهو الحد الأدنى الذى يتوفر معه مكان لائق يأوى إليه ، ودخل ثابت يعتمد عليه وأن يعيش فى حرية وأمان . أما ما يكفله الدستور للمواطن  فهو ضمان وتأمين تلك الحقوق ، وكفالة سبل تحقيقها .

 

أما عندما تكون الدولة مفككة الأوصال واقعة فى أوهام "الجبل كان درنا نتلافاه ونقله " فيصبح همها الأول والأخير هو أن تحاصر المواطن بأوهام  عن طريق تسخير وسائط الإعلام وجره إلى غيبيات ، فى محاولة منها إلى خلق جو محاط بكل الوسائل التى تخرج المواطن من دائرة التفكير الإيجابى القائم على العلوم والتكنولوجيا إلى دائرة أخرى فيها الغيبيات هى المسيطرة إلى درجة أن بعض علماء الدين صاروا يفتون للرئيس بالسفر أو عـدم السفر إلى خارج البلاد بحجة حمايته من قرار محكمة الجنايات الدولية ، وبها تكون البلاد قد وصلت إلى طريق مسدود . وغدا ربما سيخرج علينا  العلماء بفتوى تقول بعدم ترك الرئيس لمنصبه بحجة أن الجماهير تطالب بذلك ، وبذلك  لاحاجة للإنتخابات ! ما علماء آخر زمن !    

 

" الأوسط "

 مع فجر كل يوم يخرج علينا "الإمام " " صاحب " أو " مالك " حزب الأمة القومى  بمواقف يدلل بها عن إنهيار وتردى فى المواقف . فهو تارة ينضم إلى المعارضة إذا وجد فيها ما يخدم أغراضه الشخصية " البحث عن الرئاسة " ،  وتارة أخرى يساند النظام " بالتراضى " والدفاع عنه بحجة المواطنة . ووصل به الأمر إلى التفاوض نبابة عن النظام ! وما إجتماعة ببعض المسئولين من الأمريكيين فى القاهرة ومناقشته أمر قرار محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ، وتناسيه لما حدث فى دارفور من تشريد وإغتصاب وتهجير قسري ، وقتل ودمار ، لهو أمر يدعو إلى العجب ! ولكن بالنظر إلى تاريخ الرجل نجد أنه كان قد ناصب مصر العداء نتيجة أحداث  " الجزيرة أبا "  فى بداية السبعينيات من القرن الماضى التى نتج عنها مقتل عمة الإمام الهادى المهدى " رحمه الله " ثم مالبث أن تناسى ذلك وباتت مصر هى الصديقة والحبيبة والقبلة التى يولى وجهه إليها ! لقد نسى الرجل " عمه " وأقاربه فى الجزيرة أبا ، فهل لنا الحق فى مطالبته بأن يتذكر أهالى دارفور ؟! مجرد سؤال !          

 

آراء