تحديات لا تحتمل الانتظار
نور الدين مدني
18 August, 2014
18 August, 2014
كلام الناس
noradin@msn.com
*هناك قضايا لا تحتمل انتظار إنعقاد مؤتمر الحوار المتعثر، وفي مقدمتها التحديات الإقتصادية المتعلقة ب"قفة الملاح" وحياة الناس اليومية وحاجاتهم الضرورية، لذلك ظللنا ننبه إلى مخاطر ترك حبل الأسعار على غارب السوق، بحجة التحرير الإقتصادي خاصة في ظل الندرة التي قد تفتعل في بعض الأحيان مع سبق الإصرار.
*إن نقدنا لتطبيقات سياسات التحرير الإقتصادي ليس إنحيازاً للسياسات التحكمية ، لكننا نرى ضرورة مراعاة ظروف الناس المعيشية وتداعيات الأزمة الإقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.
*للأسف رغم تصريحات وزير المالية والإقتصاد الوطني التطمينية باستقرار سعر صرف الجنيه السوداني، إلا أن ذلك لم ينعكس بصورة ملموسة على الأسواق والأسعار التي ما زالت تواصل إرتفاعها الجنوني على السلع والحاجات الأساسية.
*خير شاهد على ما نقول الإرتفاع الغريب في أسعار زيت الطعام بصورة تصاعدية حتى بلغ سعر رطل زيت 20 جنيهاً، ولا أحد يعلم لماذا ولا إلى أين ستمضي بنا هذه الزيادات المضطردة في الأسعار.
*للأسف بدأت في بعض مناطق ولاية الخرطوم تظهر بوادر ازمة في الخبز عزاها بعض أصحاب المخابز لعدم انتظام تسلمهم حصتهم من الدقيق في اليومين الماضيين، ونخشى أن تكون هذه مقدمة لزيادة أسعار الخبر خاصة بعد التصريحات التي تسربت على إستحياء عن رفع الدعم عن الخبز.
*شجعنا من قبل سياسة دعم الصناعة الوطنية وحمايتها من السلع المستوردة، لكن يبدو أنه لا مفر من اللجوء إلى إستيراد بعض السلع الضرورية من الخارج للحد من ظاهرة الإرتفاع التصاعدي للأسعار.
*لذلك فإننا نبارك القرار الذي إتخذه مجلس الوزراء بتخفيض الضرائب عن زيوت الطعام المستوردة للإسهام في حل الأزمة الماثلة في الزيوت، ونأمل أن تسهم هذه الخطوة في خفض أسعار زيت الطعام الضروري لكل بيت.
*نرى ضرورة الإسراع بمعالجة بودر ازمة الخبز قبل أن تستفحل، والحرص على ضرورة الحفاظ على الأسعار والأوزان الحالية، لأن الخبز خط أحمر لا ينبغي تجاوزه مهما كانت المبررات.
*إن انفلات الأسعار بهذه الصورة الجنونية يتطلب معالجة عاجلة يمكن التشاور بشأنها مع إتحاد الصناعات والغرفة التجارية وتجار الجملة، للإسراع بإتخاذ ترتيبات وإجراءات عملية لضبط حركة السلع وانسيابها للمواطنين بعيداً عن الإستغلال والإنتهازية غير الاخلاقية.
* إلى جانب تشجيعنا فتح باب الإستيراد أمام بعض السلع الضرورية، نرى ضرورة إحياء الجمعيات التعاونية في الأحياء وفي مواقع العمل وتقديم التسهيلات اللازمة لها لتامين وصول السلع الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة .