خوفي على شداد

 


 

كمال الهدي
21 September, 2017

 


  • تأمُلات

  • kamalalhidai@hotmail.com 

    • لا خلاف إطلاقاً حول نزاهة وانضباط وخبرات الدكتور شداد التراكمية التي تؤهله لقيادة اتحاد الكرة.
    • ونتفق على أن الفترة الحالية من تاريخ اتحاد الكرة والمهازل التي نشهدها ونعيشها تحتاج لأمثال شداد حتى يضعوا حداً للفوضى التي وصلت مراحل متقدمة في كل ما يتعلق بإدارة الكرة في البلد.
    • لكن سنكون سذجاً إن سلمنا بأن المسئولين في البلد يسعون لإصلاح حال الكرة، لذلك يدعمون ترشح شداد مجدداً.
    • لو أن الدكتور ترشح من تلقاء نفسه كما كان يفعل في مرات سابقة لما قلنا شيئاً.
    • أما أن يطالبه البعض بالعودة ويجد الدعم من جهات نافذة فهذا يملؤني ارتياباً حول ما يجري.
    • نثق في فهم شداد الواسع وذكائه الحاد وخبراته الثرة، لكننا نخاف عليه من خبث ومكر البعض.
    • صحيح أن أمثاله لا يتوقع في الظروف العادية أن تفوت عليهم فائتة، لكن مع ما يجري من خراب وتشتيت للأذهان وخلط للأوراق في البلد يصبح كل شيء جائزاً.
    • لن يصعب على البعض أن يحيكوا مؤامرة تهدف إلى حرق ورقة الكثير من الرياضيين المتمثلة في رمز اسمه شداد.
    • لم أقفر لهذا الافتراض من باب (خالف تذكر) كما قد يتخيل بعض أصحاب الأفق الضيق.
    • لكن ثمة معطيات ومعلومات ووقائع محددة إن ربطنا بين بعضها البعض وحللناها يفترض أن يقودنا ذلك لمثل هذا الافتراض.
    • ليس طبيعياً ولا مفهوماً أن تدعم جهات بعينها رجلاً سبق أن تآمرت ضده ووظفت بعض تلاميذه في الاتحاد ( معتصم ومجدي وأسامة) لازاحته عن المشهد.
    • ولعلكم جميعاً قد تابعتم فصول تلك مسرحية ابعاده الهزيلة.
    • ورأيتم كيف اشتدت الحملات الصحفية ضد شداد قبل تلك العمومية الفضيحة من أقلام بعينها.
    • لم نستغرب وقتها حينما انتهى الأمر بإقصاء الدكتور.
    • ولم نتعجب لحديثهم ( الماسخ) بعد فوزهم غير المستحق.
    • وقد علقت وقتها على ما قاله معتصم ومجدي بأنه نوع من نكران الجميل لرجل تعلموا منه الكثير ودليل على سوء نوايا تلك المجموعة، ورغبتهم في كسب بعض الإعلاميين بأي طريقة.
    • فكيف تغير شداد الآن من رجل غير مرغوب فيه، إلى خبير تحتاجه كرة القدم السودانية الآن!
    • ساذج جداً من يفترض أن ما دفع الحكومة لدعم شداد هو الفشل الذي لاحق مجموعة معتصم طوال السنوات الماضية.
    • فهؤلاء القوم كانوا يعلمون قبل فوز الشلة الفاسدة أنها لن تصيب نجاحاً.
    • وكانوا يدركون أن الفوضى ستعم وأن الفساد سيستشري وأن الضعف والوهن سيكونان من أهم سمات فترة ما بعد شداد.
    • ورغماً عن ذلك فعلوا كل ما بوسعهم حتى يخرج شداد من المشهد.
    • ولابد أن بعضكم قد قرأ اعترافات الأستاذ كمال حامد الذي أكد عملهم مع أمانة شباب المؤتمر الوطني من أجل الكيد ضد شداد وإبعاده عن رئاسة الاتحاد.
    • إذاً الأمر لم يكن عمل أفراد، بل هو شغل مؤسسات متكاملة.
    • فكيف نفترض أن المؤسسات لا تعرف من هو الأصلح لقيادة اتحاد الكرة!
    • وكيف يزيحون الدكتور عنوة وعبر المؤامرات الخبيثة والآن يحاولون دعمه حتى يعود للرئاسة مجدداً!
    • لا أرى في التدهور المريع الذي شهدته إدارة الكرة في البلد سبباً لحماسهم لعودة شداد.
    • وسبب ذلك أن لدي قناعة راسخة بأن ثمة عصبة لا تريد للبلد أن يتطور أو يستقر في أي مجال من المجالات، ولن تكون الكرة استثناءً.
    • ولو كان البعض يريدون رفعة البلد لما شهدنا دائماً السطوة والنفوذ لدى من لا يملكون ما يقدمونه لمجتمعهم.
    • ففي الكثير من الوظائف الهامة يشكل أضعف الناس مؤهلات وخبرات حضوراً أكبر ممن يفوقونهم علماً ودراية.
    • وفي قنواتنا الفضائية لا تجد موطئاً إلا إذا كنت طبالاً وقادراً على التصالح مع الكذب والتلفيق ووضع الضمير جانباً.
    • وفي صحفنا لا يستكتبون في الغالب سوى من يتلونون ويسعون بين الناس لتأجيج العواطف على حساب العقل، ومن يمارسون تجهيلاً واضحاً على جماهير الكرة.
    • وكثيراً ما يحتفون في وسائل إعلامنا بكتاب وإعلاميين يعجز الواحد منهم عن رفع المبتدأ ونصب الخبر ويشيرون إلى هذه النوعية على أساس أنها من كبار الصحفيين في البلد.
    • فكيف تكون الرفعة والتقدم ونحن نفسح الطريق دائماً لأنصاف المتعلمين!
    • ولماذا نتوهم أن الكرة حالة خاصة وأنهم ساعون لتطورها وتقدمها ولذلك يلجأون لشداد!
    • لو كان الأمر كذلك فلابد من تحرك جاد في اتجاهات أخرى عديدة لتصحيح أوضاع مائلة.
    • وإلا فلا يمكننا تصديق أن شداد مطلوب فعلاً لإعادة الأوضاع لنصابها.
    • وكيف تعود الأوضاع لنصابها مع شداد ونفس من تآمروا ضده ومهدوا الطريق لإزاحته واحتفلوا بخروجه ما زالوا يتبخترون وسط الناس!
    • إن أحسنا النوايا في قوم يكون دائماً سوء الظن بهم أعلى درجات حسن النويا، فلابد من القول أن الحلول الجزئية لن تجدي نفعاً.
    • وحتى يتسنى لشداد أو غيره من القيادات الرياضية المؤهلة عمل شيء ملموس يجب أن تشهد أوساطنا الرياضية تغييرات عديدة.
    • خوفي شديد على الدكتور من مؤامرة تحاك ضده بغرض تعريضه لأوضاع تقلل من مكانته وسط الرياضيين.
    • ربما أن بعض الخبثاء قالوا في قرارة أنفسهم " كلما ساءت الأمور صدع هؤلاء الرياضيون رؤوسنا بشداد، فلنحاول إنها أسطورة شداد لنرى بمن سيطالبون بعد ذلك".
    • هذا ما أتخوف منه حقيقة.
    • ولهذا نحاول تنبيه الدكتور، رغم ثقتنا العمياء في قدرته على فهم الخبيث من الطيب، لكن لأن متابعة المسرح من الخارج تتيح فرصة أفضل للقراءة، ننبه الدكتور إلى ضرورة توخي الحذر.
    • فلو كانت قلوبهم على كرة القدم السودانية حقيقة لما سمحوا بحدوث الكثير جداً من الأمور التي حطت من قدرها.
    • معظم ما يجري في الناديين الكبيرين وتواطؤ بعض المسئولين مع إداراتهما على حساب القوانين ومباديء وقيم الناديين وتطلعات الشرائح الواعية من جماهيرهما تؤكد أن الهدف الدائم هو التخريب وليس الإصلاح والتقدم.
    • لهذا نرجو أن يكون الدكتور شداد حذراً.
    • وإن فاز في العمومية القادمة وهو الأمر المتوقع، عليه أن يضع تاريخه الناصع نصب عينيه.
    • وبالطبع لن يعجز الدكتور في إيجاد الطريقة التي يحبط بها مثل هذا المخطط إن وجد.

    نقاط أخيرة
    • شغلتني في الأيام الفائتة مواضيع عديدة عن تناول شأن فريق الكرة في الهلال، نظراً لأنني أرى أن الكتابة حول مباراة أو ولوج هدف جميل أسهل بكثير وغالباً ما تجد حظها الوافر من التناول.
    • عموماً سعدت كغيري بعودة قائد الهلال كاريكا لتسجيل الأهداف الجميلة.
    • فرحة الأهلة بهدف كاريكا مردها إلى الحملات التي حاولت النيل منه ومن بعض زملائه الكبار في كشف النادي.
    • وقد وضحت للجميع المكانة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب الخلوق كاريكا وسط جماهير النادي وحتى زملائه اللاعبين، ولعل ذلك يشكل ردعاً لهم في مرات قادمة.
    • لم يتوقف كاريكا عن تسجيل الأهداف لعدم جديته أو كسله كما اتهمه البعض، لكن عودته لمناطق بعيدة عن خط الـ 18 ياردة ربما بسبب طرائق اللعب أو خطط المدربين.
    • كما أن كاريكا لاعب متعاون إلى أبعد الحدود ورأيناه في الكثير جداً من المناسبات يمرر الكرات لزملائه المهاجمين من أوضاع لم يكن التهديف منها مستحيلاً بالنسبة له.
    • أما حكاية عودته كثيراً للوراء فهي أمر يحتاج لتطوير مهارة صناعة اللعب لدى بعض لاعبي الوسط في الهلال.
    • فما أكثر من يلعبون في هذا المركز، لكن ما اقل من يصنعون بينهم فرصاً حقيقية لتسجيل الأهداف.
    • لدينا من الشباب أثنين من أفضل أصحاب المهارة ( وليد والثعلب) ولو وجدا توظيفاً جيداً ومُنحا الثقة التامة لُحلت مشكلة صناعة اللعب في الهلال.
    • أما الاعتماد على أصحاب القوة البدنية على حساب الذهن فلن يشكل حلاً.
    • يؤدي الفريق بصورة أفضل مع خالد بخيت ومعاونه محمد الفاتح.
    • وبمرور الوقت نتوقع أن تتحسن أحوال فريق الكرة إن اُفسِح للجهاز الفني المجال كاملاً وضمن له المجلس عدم تدخل المتطفلين في عمله.
    • وإلى حين انتهاء المجلس من ملف المدرب الأجنبي يمكن لخالد وود الفاتح أن يقدما عملاً جيداً.
    • وهذه الجزئية تذكرني برأي الصديق كابتن حسين عبد الحفيظ الذي يصر دائماً على تركيز الهلال على جلب بعض اللاعبين ذوي الوزن الثقيل، اكثر من التركيز على التعاقد مع مدرب أجنبي كبير.
    • شخصياً أرى في الثعلب صانع لعب من طراز فريد، لكن ذلك يحتاج لبعض الشغل الفني والثقة والدعم من الجماهير والإعلام.
    • ولا أدري لماذا لم يحاول إعلام الهلال دعم هذا الفتى بصورة جادة.
    • فكثيراً ما صنع إعلامنا لاعبين من العدم.
    • والآن حين وجدنا الخامة الجيدة التي لا تحتاج سوى للقليل جداً قبل أن تتفجر في ملاعبنا نلاحظ أن الدعم خجول جداً.

  •  

    آراء