خيارنا الجمهورية الدستورية الديمقراطية اذا استطعنا حمايتها والمحافظة عليها

 


 

 

جاء في الاخبار ان أغلب الكتل البرلمانية التونسية عارضت القرارات الاستثنائية لرئيس الجمهورية، إذ عدتها "النهضة" (53 نائبا من أصل 217) انقلابا، واعتبرتها كتلة "قلب تونس" (29 نائبا) خرقا جسيما للدستور، كما رفضت كتلة "التيار الديمقراطي" (22 نائبا) ما ترتب عليها، ووصفتها كتلة "ائتلاف الكرامة" (18 مقعدا) بالباطلة، في حين أيدتها حركة "الشعب" (15 نائبا) وهذا دليل صحة وعافية فالتونسيون قد ابدوا وعيًا ديمقراطيًا عاليا بضرورة المحافظة علي الدستور والمؤسسات الديمقراطية مهما كانت التحديات.

ولتونس وغيرها من الدول التي تتوق لنظام حكم يحقن الدماء ويعزز الوحدة والحرية والسلام والعدالة والتنمية في تجربة الولايات المتحدة الامريكية اسوة حسنة.

فالشاهد ان المفكرون وقادة الرأي والعلماء الامريكين يجمعون علي ان عظمة امريكا ومصدر قوتها يكمن في قدرة شعبها علي حماية والحفاظ علي المؤسسات الديمقراطية في وجه التحديات والهزات .

كذلك يفخر السياسيون في امريكا بميزة تتمثل في انه متي ما واجهت مؤسساتهم الديمقراطية تحديات عظيمة او تعدي فانهم يتناسون خلافاتهم السياسية المريرة لمصلحة الحفاظ علي المؤسسات فقال احد الساسة في هذا الشان ( نحن نحب بلدنا اكثر مما نكره اعداءنا لذلك نترك خلافاتنا المريرة ونلتزم بحماية والمحافظة علي الدستور والمؤسسات الديمقراطية ) .

والمؤسسات المعنية تشمل الفصل بين السلطات والتوازن بينها وضمان الحقوق والحريات الفردية والعامة.

قال الرئيس السابق بنجامين فرانكلين ذات مرة: "أولئك الذين يتخلون عن الحريات الأساسية لشراء القليل من الأمان المؤقت ، لا يستحقون الحرية ولا الأمان."

لنرجع للماضي قليلا في القرن الثامن عشر عندما عمل ممثلي المؤتمر الدستوري على ابتكار نظام حكم من شأنه السيطرة على أسوأ حالات الإنسان عندما يطغي قال فرانكلين "سيأتي رجال ورؤساء صالحين وملتزمين بالدستور ولكن حتما سيأتي من تضعفه وتؤثر عليه السلطة فيطغي ويفسد لذلك اخترنا الجمهورية الدستورية الديمقراطية إذا استطاع شعبنا المحافظة عليها "

وكان يقصد ان الطغاة وانصارهم سيسعون لتحطيم المؤسسات الديمقراطية والدستور وواجب الشعب ان يفطن لذلك فلايسمح بتقويض الدستور "

‏" A republic if we can keep it"

اذا نظرنا لتجربتنا السودانية فنجد ان لنا تاريخ موثق من التعامل مع المؤسسات الديمقراطية كالهة العجوة نمدحها ونعبدها حينا ثم نأكلها وننقلب عليها حينا اخر وهذا يفسر السقوط
الحر للدولة السودانية منذ الاستقلال.

ارجو ان تكون تجربة الانتقال الحالية نقطة انقلاب في السلوك والوعي السياسي

‎ م/ شريف محمد شريف علي
مركز السودان للقيادة والديمقراطية والسياسات العامة
رؤية سودان ٢٠٥٠
27/7/2021

sshereef2014@gmail.com

 

آراء