فى مهرجان تورنتو السينمائي الذى اقيم فى سبتمبر الحالي فى الفترة من 7 الى 17 شاهدت ضمن افلام أخر فيلم "بابيون " ،الذى حينما تم عرضه فى سبعينات القرن الماضى فى دور السينما العربيه قد سمى ب " الفراشه " و تسمية الاسم ترجع للفراشه المنقوشه على صدر بابيون الذى يتحدث الفيلم عن وقائع سجنه. فيلم الفراشه هو واحد من ضمن الأفلام العظيمه التى انتجتها السينما الأمريكيه و التى لاقت قبولا و رواجا لدى المشاهد،و التى يتم اعادتها و اخراجها بعد فترة من الزمن بشكل جديد أو برؤية مغايره.مثالا لتلك الافلام التى تم اعادة اخراجها فى الآونه الاخيرة فيلم " ديجانجو"،" السبع العظام " و من ثم فيلم " العائد ".الجديربذكره ان معظم تلك الافلام قد نالت جائزة الاوسكار أو رشحت لنيل هذه الجائزة.1 فيلم الفراشه كان قد تم عرضه فى العام 1973 و كان من اخراج المخرج الأمريكى "فرانكلين اسكفنار " و قد قام بالبطوله كل من الممثل " استيف ماكوين " و الممثل " دستن هوفمان ". القصه قام بكتابتها الكاتب الفرنسى " هنري شارييه " (1906 – 1973 ) و هى قصة واقعية جرت احداثها لكاتب القصة عندما كان مسجونا فى ( غينيا الفرنسيه ). بعض المؤرخين و الكتاب يعتقدون أن الكاتب قد استعار أو أدرج فى كتابه بعض الوقائع و القصص التى حدثت لمسجونين آخرين و نسبها لشخصه، لذلك هم يدرجون القصة فى اطار قصص الخيال أو الرواية الخيالية. النسخة الحالية أو الجديدة التى نتناولها فى هذا الحيز، هى من اخراج الدنماركى " مايكل نوير " و يقوم الممثل " شارلى هنام " بدور " بابيون " أو الفراشه، كما يقوم الممثل " رامى مالك " بدور " ديجو ". يبدأ الفيلم فى العام 1931 بفرنسا عندما يتهم " بابيون " بارتكاب جريمة قتل الصقت به زورا بالرغم من انكاره لها، و يحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع نفيه الى " غينيا الفرنسيه " التى تتبع لفرنسا.غينيا الفرنسيه تقع فى الشاطئ الشمالى لامريكا الجنوبيه بين " سرنام" و البرازيل.تعرف بابيون فى الباخرة التى تقل المسجونين الى المنفى بالمسجون " ديجو " ،الذى حوكم بتهمتى الغش و التزوير و الذى يُعتقد انه لا زال يمتلك اموال ضخمه مخبأة بعد الحكم عليه.التعرف به كان يهدف الى استخدام امواله فى الهرب من المنفى.بعد حوادث مثيرة و محاولات متعددة للهروب ينجح بايون بعد احدى عشر عاماً فى الهروب من " جزيرة الشيطان " – التى تعتقد السلطات أن الهروب منها مستحيلا – و يصل لفرنسا.عند نشر قصته فى كتاب وجد الكتاب رواجا ضخما مما أجبر الحكومة الفرنسيه لالغاء سياستها العقابية المنافية لابسط حقوق الانسان خاصة فى مستعمراتها.هذا باختصار بعض من احداث الفيلم تاركاً للقارئ مساحة للاستمتاع بالفيلم عند المشاهدة. فى تقديرى ان الفيلم يطرح ثلاث قضايا يستشفها المشاهد من احداث الفيلم و هى: 1- قيم الحرية ، الاصرار،و قوة العزيمة يتجسد كل ذلك فى محاولات بابيون المتعددة فى الهروب حتى نجاحه و نيله الحرية و كشفه لمخازى السياسة العقابية فى فرنسا. 2- سياسات اوروبا الاستعمارية ( بدايات االرأسمالية ) المتمثله فى اضطهاد الشعوب المستعمرة باعتبارهم متوحشين و هم قد أتوا حاملين لرسالة التحضر لتلك الشعوب ،و- رغم ذلك التحضر - فهم لا يستنكفون فى ارسال مجرميهم للاستقرار فى تلك المستعمرات. 3- كشف للدول المستبدة عندما تستغل السلطة فى اضطهاد مواطنيها و رعاياها والتعذيب الذى تقوم به داخل السجون،تتمثل قمة العنجهية عند مخاطبة المسئول للمسجونين المرحلين قائلا ( أنسوا فرنسا فانتم غير جديرين بالعيش على أرضها،عندما تنتهي العقوبه سوف تعيشون فى تلك الأرض التى أرسلتم لها)! التمثيل - جيد خاصة التحدى الذى واجه الممثلين شارلى هنام و رامى مالك و هم يقومون بتمثيل دور سبق أن قام به ممثلين ذوى قامات فارعه مثل استيف ماكوين و دستان هوفمان. التصوير مدهش و الموسيقى معبره و تمتزج باحداث الفيلم. مدة العرض حوالى الساعتين ناطق باللغة الانجليزية و بالالوان الفيلم جدير بالمشاهدة
عدنان زاهر سبتمبر 2017 1- تنناولت عرض الافلام الثلاثه فى مقالات سابقة موجودة بصفحتى فى سودنايل و فى موقعى .....( موقع عدنان زاهر ).