ghamedalneil@gmail.com
بيت عادي في الستينات في بيت المال بام درمان كان ملتقي لشباب معظمهم طلاب ثانويات وجامعات وأساتذة لهم في الفكر والمنهجية التي يؤمنون بها كانوا لايتجاوزنوهم في السن كثيرا وبدأ الجميع وكأنهم اندادا ، الطالب ربما يحتد في النقاش مع من يعتبر أنه شيخا له وفي هذه الأجواء يكون الحماس طاغيا مثلما يحدث في مباريات كرة القدم بين فريقين من المقدمة !!..
لناخذ نجمين بارزين من اساطين اللقاءات الراتبة التي تعقد كل مساء أحدهما درس في جامعة أوروبية عريقة عاد منها بالدكتوراه في الفقه الدستوري علي حسب ما سمعنا من البعض وآخرون قالوا إنه لم يكمل الدراسة هنالك وغيرهم قالوا عنه أنه لم يحصل علي اي دكتوراة من هذه الجامعة المعنية !!..
تري من نصدق وهذا هو السؤال الاول !!..
النجم الآخر درس الفلسفة في جامعة بلاده المسماة الجميلة ومستحيلة ونبغ فيها وفي اللغات ، فارق النادي الثقافي فراق غير ميمم وفارق التنظيم الذي كانت منتدياته ناشطة في النادي الثقافي واستقطبته المملكة العربية السعودية وصار عضوا بارزا في منظمتها الإسلامية الشهيرة التي لم تكن تقبل إلا الموثوق بهم وكان يسمح له بالافتاء في مجال الشريعة الإسلامية رغم أن هذه المهمة كانت قاصرة فقط علي السعوديين ، ونجح في مهامه وارسلوه ليدير مركزاً إسلاميا ضخما في امريكا وظل هذه المركز يعمل في همة ونشاط حتي اغلفه الامريكان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ وعاد البروف المتخصص في الفلسفة وعلوم الشريعة الإسلامية الي السعودية وقد وافته المنية في الشهور القليلة الماضية ( اللهم أغفر له و ارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة ) .
نعود للنادي الثقافي هذه البذرة الإخوانية وقد شهدت خلافا بين النجمين اللذين سبق ذكرهما حتي أن الحيران أو المريدين تقسم ولاؤهما ولكن ليس بالتساوي بينهما وكانت الكفة تميل لدكتور السوربون والعجب العجاب أن أحد المريدين المتعصبين لصاحب الكفة الراجحة وفيما بعد أصبح هذا الحوار شيخا معتبرا من شيوخ الجماعة وعندما رأي إن نجمه المفضل يحل تنظيم الإخوان ويحوله الي حزب سياسي وبذا دخله كل من هب ودب علي حسب قوله ومن هنا فارق هذا الحوار شيخه وصار يكشف زيفه علي أوسع نطاق وقد سجل لهذا الحوار بأنه اول من تجرأ وصدع برأيه في ما يتعلق بزيف شيخه الذي كان محل تبجيل ومكانة عالية لا يمكن للاتباع النيل منها !!..
في ندوة بالميدان الشهير بالجميلة المستحيلة وقد كان فيها الحشد كبيرا تحدث النجم الفيلسوف عن زميله السوربوني علي اساس أنه يعرفه لمدة طويله ويعرف أنه طيلة هذا المدة أنه لا يقول الصدق وواصل الفيلسوف كاشفا أن سبب تركه للجماعة يعود إلي أن تنظيمهم يضحي بالفرد من أجل المجموع بمعني أن التنظيم يمكن أن يرسل بروفيسورا ليسد وظيفة بواب بمستشفي أو يشغل عملا لا يتناسب مع مؤهلاته ومكانته وهذا عين ما يفعله الشيوعيون !!..
ومصداقا اقول الفيلسوف فقد أرسلت الإنقاذ مدير جامعة معترف بها وهو بروفيسور متخصص في العلوم وشاطر في مجاله الي دارفور واليا ليخاطب البسطاء هنالك بلغة لايفهمونها ويضيع الوقت في الحديث عن نفسه والامتنان على الرعية بأنه درس كذا وكذا وأنه من خيرة العلماء وأنه سيجعل منهم أمة متحضرة ومن ديارهم مركز إشعاع يعم نورها كل البقاع وكان يكثر من ترداد أنه هو بروفيسور يشار إليه بالبنان والحشد أمامه حائر لا يفهم حرفا مما يقول هذا البروفيسور المخدوع !!..
قالوا لو انك رفعت صوتك في الحوار أو تلفظت بالفاحس من القول ولم تكن تملك صفة حسن الاصغاء لمحدثك فلا بد أنك تنتمي لنفر هوايتهم إقصاء الآخر وممارسة الوصاية عليه ونفيه بالكامل وإذا استدعي الأمر إراقة دمه وهو يحسب أنه المالك الحصري للحقيقة وان غيره علي ضلال !!..
السؤال: هل الجماعة والسيوعيون وجهان لعمله واحدة ؟!
علي العموم أن كولونيلية الاسلام السياسي وهي جزء من عنوان كبير يصلح أن يكون محاضرة كاملة الدسم سيقدمها عبر تقنية الزوم من برلين بإشراف د. حامد فضل الله القرشي سيقدمها الدكتور الفيلسوف فتح الرحمن التوم الأستاذ بجامعة النيلين يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر أكتوبر ٢٠٢٥ فترقبوها !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم