ما هكذا تدار نظافة المدن يا ولاية الخرطوم

 


 

 

===========
قرأت مثل غيري في وسائل الإعلام، خبر إقالة مدير هيئة نظافة الخرطوم وتعيين البديل من ذات الكادر الوظيفي أو المهني...لا فرق...ولا ندري ما السبب...ولانريد ان ندري..لأننا ندرك بأن العلة ليست في الأفراد بقدر ما هي في المنهج وفلسفة الإدارة والإمكانيات.
وبطبيعة الحال، فإن إقالة السيد/ الصادق الزين، الذي كان صادقا في اجتهاداته، لم تكن مستغربة عندما تفشل الإدارة العليا فتبحث عن الضحايا في الإدارات الوسيطة او الدنيا...وايضا لن تكون هي الأخيرة فقد سبقت السيد/ الصادق أجيال وأجيال في مسيرة هذه الهيئة...وهذا ما يجب أن تضعه الدكتورة نسيبة نصيب عينيها..بأنها لن تكون المستقر الأخير...بل لن تنجح في مهمتها أصلا ان ظلت نظافة المدن تسير علي تلك الطريقة من الإخلال والإبدال...
لقد كتبنا ...وكتبنا كثيرا جدا...عن أماكن الخلل الهيكلي والتنظيمي في إدارة عمليات النظافة بولاية الخرطوم...وقلنا...ونعيد القول...بان إدارة عمليات النظافة لم تعد اجتهادا، بل أصبحت علما يدرس في الجامعات والكليات المتخصصة...وانها سلسلة من الحلقات المتداخلة ، المترابطة وأن ضعف اي حلقة منها يجعلها هشة وقابلة للكسر وانهيار كل المنظومة البيئية...وان الكادر البشري الذي يدير هذه المنظومة هو أضعف هذه الحلقات عندما يكون غير مؤهلا ...فلابد من تفويته ودعمه بدلا من انتهاكه بالتدخل المخل في عمله، بالاقالة او التجاوز او التهميش لمكانته..والأسوأ من كل ذلك، إدخال او إلحاق موظفين إداريين بالعمل وليست لهم صلة بإدارة عمليات النظافة حتي يكونوا علي رأس أهل الخبرة والاختصاص كما كان سائدا في هيئة نظافة ولاية الخرطوم..ولازال الوضع كذلك
مشروع النظافة...او هيئة مشروع النظافة...اوادارة عمليات النظافة...والعديد من المسميات المشابهة، موجودة في العديد من دول العالم عندما شعرت هذه الدول بأهمية النظافة حتي جعلت لها الأمم المتحدة يوما عالميا يحتفل به..وبالتالي لم تكن ولاية الخرطوم استثناءا...وهذا يعني توافر التجربة والمعطيات العلمية التي يمكن الاستفادة منها.
وعملية النظافة العامة، تحديدا، بسيطة جدا..وهي جمل ونقل ومعالجة المخلفات البلدية..تتخللها عمليات بينية مساعدة منها الآليات والمعدات والعمالة المدربة والإدارة المدركة لحاضر ومستقبل هذه الخدمات وفقا لمعدلات النمو والتنمية المستدامة للبلد المعني.
ومشكلة ولاية الخرطوم الحالية في موضوع النظافة تتمثل في الآتي: وجود كميات مهولة من المخلفات ...يقابلها عجز واضح في عدد وصلاحية الآليات والمعدات ، والعجز الأكبر في كيفية معالجة هذه المخلفات والتخلص الآمن منها بما لا يضر البيئة او يشوه جمال المدينة.
: أربعة عمليات أساسية تحتاجها ولاية الخرطوم لنظافة مناطقها...وهي: تحديد أماكن تجمع هذه المخلفات وكمياتها...
توفير الآليات والمعدات المناسبة لنقلها...مكان وطريقة التخلص من هذه المخلفات ...ثم الخطوة المكملة لهذه العمليات الأساسية وهي التوعية الصحية وتجنيد ما يمكن تجنيده من وسائل الإعلام لرفع مستوى الوعي البيئي عامة وأهمية النظافة العامة بشكل أكثر تركيزا.
وللأسف الشديد، فإن ولاية الخرطوم لا تمتلك الحد الادني من هذه الأساسيات...ومما يزيد الطين بلة ، إقالة المسئولين قبل أن تستقر بهم الأوضاع والتعرف علي حدود المشكلة ووضع المرئيات الممكنة للمعالجة...ثم نبدأ المشوار مع مسئول جديد بينما تظل المشكلة القديمة باقية في مكانها..
وفي مقالات قادمة...سوف نطرح تجارب بعض الدول في معالجة مشكلة النفايات وإدارة عمليات النظافة..فلعل ذلك يساعد في حل المشكلة.
د.فراج الشيخ الفزاري

 

آراء