هالك درج السراي .. غردون اوف خرطوم

 


 

 


عرفت فترات الاحتلال في السودان علي مرحلتين احداهما تركبيه غريبه لاتوصفو هو من بنات اطماع محمد علي باشا وهو (علوي الباني) ومعه جيش من المرتزقة وقد سميت زورا باسم الدولة العثمانية واخر سمي (ثنائي) وهو انجليزي بغيض جثم علي صدورنا وكان نهبا منظما .
ليس من الصحيح ان نقول الاستعمار لان الاستعمار من عمر يعمر فهو معمر و منها مستعمر اي بمعني الاصلاح والاهتمام وهذي احدي المغالطات في تاريخنا ولندع الاستعمار ولنقل احتلال اي بمعني استخدام القوة بواسطة اجانب لنهب موارد البلاد والتحكم في مصير العباد . واغرب
أخر من حكم في ما سمي زورا بالتركية السابقة الانجليزي ذو الاطوار الغريبه والذي ينصف نفسه نبي وان علي السودانيين ان يجثو له كان غريب الاطوار يري نفسة ان الحق معه هو ليس الا. وكان معتدا بنفسه
غردون باشا حسب المصادر تميز بأنه مدمن خمر البراندي وقراءة الإنجيل له آراء في النساء والزواج غريبة الاطوار كان يحب أخته وتدعي (اوغستيا) وكان يكتب لها كثيرا... كان غريب الأطوار متقلب الاراء كثيرا ما يغير رأيه في الساعة الواحدة الف مره... كان عضوا ناشطا في المحفل الماسوني الانجليزي الذي نعاه حين هلك في درج سراي الحاكم العام وصنعت منه اسطورة الشهيد المسيحي والمتحضر الذي قتله همج السودان... عندما تقدم لكلية سانت هيرست الحربية البريطانية أن يختار ضمن ضباط سلاح المشاة الذي يختار به ضباط من الشطار والبقية يختاروا في سلاح المهندسين... تم اختياره في سلاح المهندسين ووصف بانه كان متواضع الذكاء.. في المدراس صنف على أنه مصاب بمرض نفسي أقرب التوحد كان كثير الشجار وعصبي.. كعادة الضباط في العصر الفيكتوري يعشقوا الحروب اشترك غردون في حرب الصين وبمشاركة خونه من أبناء الصين يقال انه مسئول عن قتل ثلاثه مليون صيني ثم ذهب الي جنوب أفريقيا واشترك في حرب البوير ثم ذهب واشترك في حروب المأساي.. في احدي حفلات مصر الراقصة كان غردون نجمها تتودد اليه الحسناوات وتتراقص امامه وهو غير مبالي فغردون له اراء غربية عن الجنس اللطيف هناك قابل الخديوي سعيد باشا واعجب به وطلب ان يعمل لحسابه في السودان ارض المصاعب وكان قد عمل قبلها في تجربة متواضعة واقل ماتوصف انها فاشلة..... عاد السودان ليكمل الانسحاب وترك البلاد و كانت تعليماته واضحة إخلاء الحاميات فورا .. في القاهرة وقبل ان يتحرك غير راية وقرر ان يشرك الزبير باشا وذهب وقابل رفض الزبير مصافحته واتهمته بقتل ولده سليمان ...وضج المجتمع المعادي للرق وعدل عن راية قرر أن يخلي الحاميات ووصل بربر وأعلن إخلاء الحاميات في السودان وهو أكبر اسناد للمهدية والمهدي قدمه غردون... وقنع مشايخ القبائل من جدية الحكومة .. ولما وصل الخرطوم قرر البقاء معاكسه حكومة الليبراليين بقيادة السير قلادستون... طلب دعم رفض قلادستون زعيم حزب المحافظين اي توسع في المستعمرات اشتعلت حرب الخطابات والبرقيات بين الخرطوم ولندن... سير قلادستون يقول في برقيات (على غردون ينفذ سياسة الإخلاء) غردون يلعب علي الصحافة ويدعي( بان هناك سود أجانب لن يتخلى عنهم) وقرر ان يموت بطريقة مليودراميه وخرج في كامل حلته العسكرية وتمسك بزجاجات البراندي وهو على الدرج ويقول اين سيدكم المهدي.. عالجه مرسال بحريته وحز راسه بسكينه. أرسل الراس في قطعة قماش حمراء الي معسكر المهدي في ابوسعد. اعرض المهدي عنه وغضب فقد كان يريد (غردون الباشا) حيا ليساوم به ويطلق سراح عرابي باشا.
غردون الشغوف بالانجيل و(السكران) دوما صنع لنفسة امجاد جعلت الملكة تخرج من قصر باكنغجهام وتركب عربتها. كانت فيكي (اسم الدلع) لفيتكوريا قد اتشحت بالسواد وهي تقتحم منزل سكريترها وهي تصيح (تو ليت.. Too late فجعت الامة في رمز من رموزها وطعنت في خاصرتها (بسناكي بنادق القرابين القصيرة) التي يحبها عساكر الانجليز... واشبعت الصحافة السير قلادستون شتما واعتبرته تأخر... كيف للهمج المتوحشين الذين لا تساوي بلادهم بنيلها وصحاريها وسكانها (زرارة) في بدلة غردون.
لقد مضت اكثر من سته عشر عاما علي الفاجعه الكبري التي سبقتها مصائب اخري مثل كسر المربع الانجليزي في تاماي ومقتل خمسة جنرلات من ذوي الدماء الزرقاء من الانجلوسكسون فقد هلك غردون واستيورات وبراكنبراي وهكس والقناصل مثل هيربن قنصل فرنسا ومستر باور قنصل بريطانيا وعاذر عبد الملك وكيل القنصل الامريكي واخذ اخرون اسري ضماهم سجن الساير امثال (شواطين)سلاطين باشا والاب اورهدالدر وغيرهم من اليهود والشوام والاغاريق والاكراد والارمن والمرتزقة وغيرهم ممن (مصوا) دماء الشعب والهبوا (محمد احمد الاغبش) بسياطهم كانوا محتلين ومرتزقه و(ارزقجية) وانصاف متعملين المهم انهم ذهبوا للجحيم... هذا والله اعلم

boshker100@gmail.com

 

آراء