هرولة الامام لبرلين وواشنطن على خطى عرمان

 


 

 

§        ما أن عاد البروفيسور غندور وقبله الوزير كرتي من واشنطون بعد تلبية دعوة وزير الخارجية الامريكية وما اصطلح على تسميتها  "مبادرة كيري" حتى هرول عرمان "ليتعرمن "  في أوساط  اللوبيات هناك محرضاً على وطنه ، و الغر لا يعلم أن كل اللوبيات التي كان يعتمد عليها هي جزء من خطة التعامل مع السودان  في مرحلة معينة، و ضخم نفسه و صدق بأنه شخصية نافذة كما "الايباك" ، ودون أن يعلم الغر وثالوثة ( الحلو – ميناوي- عقار)  أنهم مجرد عملاء و دمي مستأجرة  تتحكم بخيوط  تحريكها  المخابرات  المركزية والخارجية ويتم تحريكها عندالطلب، ولذلك يتم تمويلهم ، و يعلم المشغلون (Operators) أنه وزمرته يلهطون ما يلهطون من التمويل بل ويعلمون ارقام حساباتهم وممتلكاتهم واماكنها وشركاتهم، ولذلك إن  حدثتهم أنفسهم أو فكروا يوماً بكشف (المستخبي) فهم بالتأكيد يعلمون ما ينتظرهم،!!
§        قبل ثلاث سنوات كتبت مقالاً في سودانايل الصحيفة الالكترونية الرصينة شارحاً للثالوث البغيض المتغيرات والتحولات التي تقود أمريكا لتغيير سياستها تجاه السودان ودعوتهم لاقتناص الفرصة المواتية آنذاك والانخراط في العملية السلمية ولكن المال المُدنّس، والطمع أعمى بصائرهم فهذه هي عادة (الرفاق) حينما يتحولون إلى عملاء ، فهم يريدون أن يعوضوا أيام (البرولوتاريا) والتحول إلى (برجوازيين) بل (رأسماليين) بعد أن اثروا وآثروا بيع الوطن في اسواق النخاسة وتقتيل أهله ونهب ممتلكاتهم!! 
§        أما الامام الحبيب فقد آثر أن يمتطي صهوة تكنيك التحالف مع الحركات المتمردة المسلحة ليستقوي بها ، والامام الحبيب له تجارب مع خوض الانتخابات وقد كان حصاده الخسارة المبينة في دائرة الكرمك ، فإذا كان هذا حال رئيس الحزب فما بالك بحزب يقوده الامام الحبيب الخاسر لدائرة كانت مضمونة ومقفولة لحزب الامة وفاز فيها حزب الامة جناحالامام الشهيد الهادي المهدي الذي كان الصادق محور الانشقاقات في هذا الحزب الذي كان يصنف برقم (1) فإذا به الان وبسبب نرجسبة الامام الحبيب يتفرق إلى طرائق عددا .. فمتى كان فاقد الشيء عاطيه؟!!
§        غادر الامام الحبيب مغاضبا وظهر في باريس بدعوة من البروفيسور بيرنارد ليفي كوهين وبعدها وقع مع الثورية، والغريب أن الامام الحبيب لا يتعلم من اخطائها بل ويكررها مكايداً ومزايداً  دون أن يتعلم من اخطاء الماضي حينما استقوي تجمع المعارضة مع الحركة الشعبية بقيادة قرنق ، فاستغلهم قرنق ليحقق أهداف حركته ، وقد كان ، وفي النهاية اكتشفوا أن قرنق كما يقال بالانجليزية (Took them for a ride). وشعر الامام الحبيب بأنه انتصر على المؤتمر الوطني وآن له أن يقطف ثمار تحالفاته ، فالسلاح في يد الثورية والشعبية شمال وهو سيحرك قواعده لتزلزل الارض ويعود رئيسا للوزارة على حصان أبيض. ومشكلة الامام مثل جميع قادة الاحزاب منغلقون نحو الداخل ولا يحسنون قراءة المتغيرات الاقليمية، ومع ذلك كنت أحسب أنه بخلفيته الاكاديمية البريطانية لا بد أن يكون براغماتي وبجانب ذلك لابد أن يكون أيضا معتنقاً للمبكيافلية ويستطيع أن يقرأ ويحلل المتغيرات الاقليمية من حوله وهو الذي يعلم أن في عالم السياسة لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وانما المصالح هي التي تحكم العلاقات بين الدول!!
§        الآن الامام الحبيب وصل برلين وربما يتجه لواشنطن ليجتمع مع الثوار والمعارضة التي قيل أنها ستزلزل الارض من تحت أقدام النظام وستسقطه
§        ، لا أدري إن قررا فجأة قد تغاضيا عن (التفكيك) إلى اسقاط النظام ، فالتفكيك كما نعلم يتم  جزءاَ  بجزء ولكن هذا استغرق (14) عاماً ولم ينجحا في عملية ( التفكيك ) ولا هل السبب قلة اليد العاملة على التفكيك التى أم أن أجزائة بعدد أجزاء محطة فوكوشيما النووية لذا طال عليهم الامد ؟! ، أم أنهما اقتنعا بالفشل فطورا استراتيجتهما لاسقاط  النظام ( بالضربة القاضية مرة واحدة) وتحريك القواعد المزلزلة التي توزعت بين أجزاء الحزب المتشظية والمشاركة في الحكومة؟! 
§        لا أعتقد أن الامام ينقصه بُعد النظر  وتقدير المواقف بعد تحليلها والمتغيرات أمامه واضحة ولا تحتاج لقدح زناد العقل ومع كل هذا فهو رجل  براغماتي يدرك تماماً من أين تُؤكل الكتف!! .. عد لوطنك أيها الامام الحبيب فقد مضى وقت " التحنيس" !!
zorayyab@gmail.com
نقلا عن  جريدة الصحافة

 

آراء