هم .. وليس أكتوبر

 


 

 

 

كثيرٌ من الناس حين تأتى ذكرى ثورة أكتوبر1964 يعيدون تقييمها وفقاً لمعايير وظروف الحاضر ..وهنا يكمن الخطأ. فتلك الثورة أوجدتها احتياجات الناس وقتئذٍ، ومطلبها الأساسى كان الديمقراطية التى ارتضاها الشعب منهاجاً للحكم ، والحرية التى تواثق عليها .

جوهر الخطأ ينصب فى مقارنة المجلس العسكرى لنوفمبر 1958 مع قادة انقلاب مايو 1969 ثم الفئة التى حكمت البلاد فى 1989...تلك مقارنة مجحفة، ولا تؤدى إلى تحليل سليم ،وبالتأكيد سيكون من خلالها عبود الذى قيد الحريات أفضل من نميرى الذى صنع شلالات الدم وأنهك الإقتصاد ، والأخير سيغدو أكثر رحمة وملائكية من الإسلامويين ، الَّذين حولوا مكتسبات البلاد إلى مصلحتهم الحزبية والشخصية ،ودمروا تعليمها ومواطنيها وشخصيتها الدولية ، ثم شطروها بدم باردِ .

ثورة أكتوبر ليست هى من أوصل البلاد لهذا الدرك الأسفل ، بل وحدهم أهل (اليمين) الذين أقسموا أن يحافظوا على مكتسباتها هم من تسبب فى ذلك...أولئك الذين تواطأوا على إضاعة هيبة القضاء والإستخفاف بأحكامه ،حين رأوا أن سيادة حكم القانون والمبادئ الديمقراطية ستتعارض مع توجهاتهم ، وستؤدى إلى أن يحتل حزبٌ سياسىّ مكاناً بين الجماهير لايرغبون له أن يشغله ...فعلوها يومئذٍ بنظرةٍ ضيقة ، ودون اكتراثٍ للعواقب، ولازالوا يكتوون داخل أحزابهم- التى تشرذمت- بما رفضته نفوسهم وضمائرهم من ديمقراطية وعدل ، وعليهم تقع التبعات.

محمود ، ، ،

mahmoudelsheikh@yahoo.com

 

آراء