أولومبيات باريس…وحالنا التعيس

 


 

 

د.فراج الشيخ الفزاري
========
من أسوأ تداعيات حربنا التعيسة..علمتنا الحسد..
الحسد المتعدي للقارات..
أصبحنا نحسد الشعوب والأمم والناس وحتي حيوانات المراعي علي نعمة الأمن والأمان التي تعيشها.. ناهيك عن البهجة والسرور والشعور بالكينونة والرفاهية والحرية والانسانية التي نراها في أفراح غيرنا.
تحسرت علي وطني الضائع بين أبنائه بين كر وفر وصياح ونباح عندما يغرس حربته في صدر ابن جلدته وهو يهلل ويكبر بعد أن افرغ كل حقده وضغينته في فريسته ولو كانت منزوعة السلاح...
تحسرت علي وطني المهزوم بين حصونه والمكلوم في أبنائه و حاضره.. والمهوم بغده والتائه بين القوم وسدنته وحلاك ليله
وغياب شمسه ونجومه..
تحسرت...وتحسرت..والكل يشاهد أولمبيات باريس 2024...قمة البهجة والاناقة والمشاهدة وحضارة الشعوب..وقد غاب وافتقدنا مشاركة بلادنا الحبيبة بينما كانت معظم الدول المتحضرة والمتخلفة من شتي بلاد الدنيا حضورا وانتعاشا..
فأدركت حينها كم هي مظلومة ومقهورة بلادنا الحبيبة...وماذا فعلت فينا هذه الحرب اللعينة..والقوم لا زالوا يتقاتلون !!
باريس الجميلة...زادت جمال وبهاء وطيب..فتحولت في ليلة الافتتاح الي صالة عرض مفتوحة..وتلألأ نهر السين واصبح سيفا مرصعا بالنجوم بغير انتظام..وألف حبيب وحبيبة يتراقصون بانسجام.. يتبادلون الهدايا والمناديل باحترام...فتذكرت ( الطير المهاجر) و( النيل المساهر )...والسودان وشعبه الصابر..
فقد كنا باريس والسين والفرحة والبهجة والأمن والامان...كنا مهرجانات واحتفالات..وزوار وسواح ورؤساء دول وأحلي الذكريات...حتي حلت بنا الكارثة ..وتبدل بنا الحال وأصبحنا نحسد غيرنا علي نسمة الهواء الصافية..ونومة القيلولة العابرة ...بل اصبحنا ندمن النار والبارود ونكره الجلوس للتفاكر ما بيننا...وغاب نجمنا بين الشعوب..
لك الله يا وطني ..كم اذلوك وظلموك وضيعوا سمعتك..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء