أوهام الجمهوريين وتعصبهم !

 


 

 

dr.ismailsiddig@gmail.com

أكبر مضيعة للوقت من خلال تجربتي لأكثر من (20) عاماً؛ هو مجادلة أحد الجمهوريين من المُسلمين بما قال (محمود محمد طه)، أنظر؛ معركتي الصحفية بصحيفة الصحافة والتي جمعتها في كتاب؛ محمود محمد طه بين الشهادة والردة؛ والذي تم تحميله من موقع الألوكة حتى اليوم أكثر من (12000) مرة https://www.alukah.net/culture/0/48980/%D9%85
نموذج الجمهوري المُتشدد الذي أتحدث عنه لا يكترث للحقيقة ولا الواقع ولا يؤمن بالقاعدة المنهجية عند المسلمين :(إن كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل)، يكترث فقط لما تلقفه وأعتقده من أوهام محمود محمد طه، وعليه فقد قررت أن لا أضيع وقتي في جدالات لا طائل من وراءها لا تجدي نفعاً؛ ولا تعني شيئاً ولن تصل إلى شيء، وهذا هو تعقيبي الأخير، فالجمهوري من هؤلاء مخالف للاجماع؛ ورغم كل ما يقدم له من أدلة ليس لديه القدرة للفهم - أو حتى الرغبة بالفهم- وسيجادل فقط من أجل الجدل؛ فجل ما يريده هو أن يكون محمود محمد طه علي حق ولو لم يكن كذلك.
المثال الحي لمن تحدثت عنهم؛ هو الجمهوري الحاج خالد عبد المحمود، و الجمهوري عيسى إبراهيم، اللذان علا صراخهما وضجيجهما للتعقيب علي تسجيلاتنا للمركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة، فلديهما من العصبية لمحمود محمد طه ما يجعلهما يحولان النقد العلمي إلى نقد ذوات وصراع طمس للحقائق، فالأفكار والقضايا المتناقش حولها تستمد قوتها عندهما من قائلها - محمود محمد طه - لا من صحة دليلها وسلامة منهجها، وعند العجز عن الرد يذهبان لسباب تنظيم الإخوان المسلمين والانقاذ ولا أدري ما علاقتنا بهم، ثم يوسعان كل الفقهاء والعلماء وأصحاب الدرجات العلمية سبا ولعناً وشتماً.
وكما ظللنا نردد فإن أستاذهم محموداً قد ثأثر في بدايات حركته الفكرية بالمدرسة الصوفية، والصوفية الفلسفية على وجه التحديد؛ فقد طبعت هذه المدرسة بطابعها كل كتابات محمود وزودته بتلك العبارات الغائمة والجمل ذات الدلالات الفضفاضة غير المحددة وطغت منهجيتها على اتجاه فكره ونظرياته ومصطلحاته التي تكررت في كتبه المختلفة ! والحقيقة التي يجب أن تسجل هي براعته في استخدامها وكأنه صاحبها ومبدعها الأول! مع ملاحظة أنه يكررها في الكتاب الواحد عدة مرات ناهيك عن الكتب المختلفة مع الإسهاب في الحديث. ونجد أن محمود محمد طه يرفض المنهج التقليدي بمسلماته وتقديساته ويعتبره من خلال كتبه لايمثل أساسا لبناء مشروعه، فهو تجميدي ثابت حسب رؤيته، والواضح كذلك أن محموداً يعتقد أنه يمتلك مشروعاً فكريا يغاير المشاريع الفكرية الأخرى، عبر عنه في مقدمة كتابه الرسالة الثانية الطبعة الرابعة وأن مشروعه هذا للمتأمل لم يولد من فراغ، فهو متأثر بمناهج سبقته، ويظهر ذلك في تعاطيه مع القرآن الكريم من زاوية المكي والمدني ومن الزاوية التأملية، دون الرجوع لكتب من سبقه وهو غير متخصص. كما يدعي أن مشروعه هو الوحيد القادر على تغيير المجتمع ويصور نفسه كمنقذ ومحرر وأن ماجاء به هو جديد – رغم استنساخه وجمعه للكثير من أفكار من سبقوه - وكثيرا ما يستخف بالمفكرين لعدم قدرتهم على فهم ماجاء به ويصفهم بعدم المواكبة! وكذلك تجدر الإشارة إلى أن لمحمود نزعة صوفية متجذرة، مع مايصاحب التصوف من شطحات فكرية يصعب فهمها! وهو ما يكرره خالد الحاج عبد المحمود دون فهم أيضاً، ويستعمل محمود كلمات متعارف عليها بين الفقهاء ورجال المسلمين والمثقفين والعامة، ولكنه يعطيها معناً خاصًا. وهو مايخلق سوء التفاهم بينه وبين معارضيه. فهم يفهمون كلامه كما متعارف بينهم، بينما هو لا يعني مايعنون. وعلى ذات المنوال اقتفي الجمهوريين أثر استاذهم محمود محمد طه، فمثلا الحاج خالد في تعقيبه على تسجيلاتنا بالمركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة، يستند على حديث "أولُ ما خَلَقَ الله نورُ نبيك يا جابر، خلقه الله من نوره قبل الأشياء" وهذا الحديث ركيك، والركاكةُ قال علماءُ الحديثِ إنها دليلُ الوضعِ... وهو حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
والرجل يبنى كل كلامه على حديث مثل هذا وغيره من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ..! ولا غرابة في ذلك فأستاذه محمود محمد طه يجهل بالسنة من خلال استدلاله في كتبه ومنشوراته بأحاديث لا أصل لها؛ وليست من حديث الرسول صل الله عليه وسلم؛ وبعضها مذكور في الإسرائيليات وليس له إسناد معروف عن النبي صل الله عليه وسلم. وفي إسناد بعضها من هو متروك الحديث لكذبه. وبعضها من وضع الصوفية وليس له أصل.ويستدل الجاهل خالد الحاج أيضاً بحديث (مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي، وَلَكِنِّي وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ)، وقد ذكره الغزالي في الإحياء، وقال مخرجه العراقي: لم أر له أصلا، وكذا قال ابن تيمية: هو مذكور في الإسرائيليات، وليس له إسناد معروف عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وإذا تتبعت استدلالاتهم كلها ستجدها على هذا النحو، لذلك فهم لا يخرجون الأحاديث كما يفعل العلماء، هذه نماذج فقط لما أورده خالد الحاج ويريد به اقناعنا!
قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} أي: ومن الناس طائفة، سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحق، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق، والحال أنهم في غاية الجهل ما عندهم من العلم شيء، وغاية ما عندهم، تقليد أئمتهم!
وأخيراً لدينا كتاب مرجعي مؤلف من قِبل 5 دكاترة في مختلف تخصصات الدراسات الإسلامية بعنوان؛ محمود محمد طه ومنهجه وآراؤه دراسة تحليلية نقدية مقارنة... مرفوع بمكتبة نور، أرجو أن يطلع عليه أتباع محمود محمد طه، هدى الله الجميع للحق. https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%

/////////////////////////

 

آراء