إدريس جماع- شاعر الرقة وحضور الطفل السرمدي (مؤانسة)
زهير عثمان حمد
31 May, 2024
31 May, 2024
زهير عثمان حمد
في رحلة عبر الزمن، نُبحر بخطى هادئة نحو ضفاف نهر النيل، حيث تتراقص على أنغامه كلمات شاعر مبدع، هو إدريس جماع، نجم لامع في سماء الشعر السوداني والعربي.
يُطلّ علينا إدريس جماع من عَتَمَة التاريخ، حاملًا معه عبق الحزن والجمال، حكاية شاعر عاش حياة مليئة بالتناقضات، مُمزوجة بعبق الحب والحكمة، تاركًا لنا إرثًا أدبيًا خالداً.
في هذا المؤانسة نحاول ، أن نغوص في أعماق إبداع إدريس جماع، نُسلط الضوء على رحلة حياته، من نشأته في حلفاية الملوك إلى رحيله الأبدي، تاركين لكم تذوق سحر كلماته، ونُبحّر في بحور إبداعه، ونُحلّل قصائده، ونُقارن أسلوبه الشعري، ونُبرز تأثيره على الشعر السوداني والعربي.
فلنبدأ رحلتنا مع إدريس جماع، ونُعايش عبقرية شاعر فريد، ترك بصمة لا تُمحى على صفحات التاريخ. , إدريس محمد جماع فعلا هو الشاعر الرقيق الذي تســتخفه بسمة الطفل سرمدي الحضوري بيننا وُلد في حلفاية الملوك عام 1922. نشأ في عائلة محافظة وحفظ القرآن الكريم منذ صغره. عُرف بذكائه وعبقريته، كما كان طيب القلب ومنطويًا على نفسه. ألّف العديد من القصائد الشهيرة التي غناها بعض المطربين السودانيين، وأدرجت بعض قصائده في مناهج دراسة الأدب بالسودان.
من أشهر قصائده:
"أنت السماء"
"وحشة الليل"
"رحلة النيل"
ديوانه الوحيد هو "لحظات باقية"، وجمعه أصدقاؤه وأقاربه بسبب ظروفه الصحية التي منعته من ذلك. شعره يتميز بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، ويعتبر من أبرز الشعراء المنتمين لمدرسة التجاني يوسف بشير.
تتسم قصائده بالرقة والجمال، مما يعكس ولعه بالكمال والجمال. كان يغوص في أعماق نفسه باحثًا عن جمال الحياة ودلائلها، مما منح شعره انسيابية وسلاسة في التعبير عن مشاعره الصادقة. ولكنه عانى من صدام بين مثاليته وواقع الحياة، مما خلق فجوة بينه وبين العالم الخارجي، وأدى في نهاية المطاف إلى تدهور حالته الصحية.
إدريس جَمَّاع وُلد في حلفاية الملوك بالسودان وتوفي في عام 1980. نشأ في بيئة دينية ودرس في خلوة حلفاية الملوك، ثم التحق بمدرسة أم درمان الوسطى، وبعدها بكلية المعلمين ببخت الرضا، ومن ثم هاجر إلى مصر ليدرس في معهد المعلمين بالزيتون وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حيث تخرج بدرجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية.
عمل معلمًا في مدارس مختلفة بالسودان، وكان له تأثير كبير على تلاميذه. كان يحب الخلوة وقليل الاختلاط بالناس، لكنه كان محبوبًا ومجاملًا، معروفًا بطيبة قلبه وذكائه منذ صغره. بجانب الشعر، كان رسامًا بارعًا وصمم غلاف ديوانه بنفسه. تولى مناصب اجتماعية عديدة مثل رئاسة نادي الحلفاية والجمعية الثقافية، وكان له دور كبير في مجتمعه.
عانى إدريس من حالات اكتئاب ونُقل تخفيفًا للأعباء عليه. وظل بقية حياته هادئ الطبع، يعيش بين أهله في حلفاية الملوك حتى وفاته في عام 1980.
يصنف إدريس جمّاع شعره في إطار الشعر التراثي والديواني العربي، ويُعَد من رواد التجديد الشعري في العالم العربي، وكان من شعراء مدرسة الديوان بجانب عبد الرحمن شكري والعقاد وإبراهيم المازني. تناول في شعره مواضيع التأمل، الحب، الجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار، تميز أسلوبه برقة الألفاظ ووصفه الفائق للخيال.
نعى إدريس والده في قصيدة مؤثرة تُظهر حزنه العميق، مما يظهر مدى تأثره بفقدان الأشخاص المقربين له.
في رثاء خالد الذِّكر الشيخ محمد جمّاع
نعتك أبي دار تخطفها الردى
وكنت لنبع من سعادتها عمرا
سرت وحشة منا لفقدك لم تدع
صديقا ولا دارا ولا منبتا نضرا
وفي كل ما يبدو لنفسي وما أرى
وأسمع من حولي بواعث للذكرى
وكنت حياة للذين عرفتهم
ومازلت تحيا في نفوسهم الحرى
إنجازاته الأدبية:يُعدّ إدريس جماع من أهم رواد التجديد الشعري في العالم العربي.
ينتمي إلى مدرسة الديوان بجانب عبد الرحمن شكري والعقاد وإبراهيم المازني.
له ديوان واحد بعنوان "لحظات باقية"، جمعه أصدقاؤه وأقاربه بسبب ظروفه الصحية.
تميز شعره بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، وتناول مواضيع التأمل، والحب، والجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار.
أسلوبه الشعري:تميز أسلوب إدريس جماع برقة الألفاظ ووصفه الفائق للخيال.
تأثر بشعراء مدرسة التجديد مثل العقاد والمازني، لكنه حافظ على أصالة شعره السوداني.
اتسم شعره بالرقة والجمال، مما يعكس ولعه بالكمال والجمال.
موضوعاته الشعرية:تناول إدريس جماع في شعره مواضيع متنوعة، منها:
التأمل: عبر عن تأملاته الفلسفية في الحياة والموت والوجود.
الحب: عبّر عن مشاعر الحب والعاطفة تجاه المرأة.
الجمال: تغنى بجمال الطبيعة والحياة.
الحكمة: قدم نصائح وإرشادات للحياة.
الوطنية: كتب أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار.
أهميته في تاريخ الأدب السوداني والعربي:يُعدّ إدريس جماع من أهم شعراء السودان في القرن العشرين.
ساهم في إثراء الشعر السوداني بموضوعاته وأسلوبه المميز.
نال شعره شهرة واسعة في السودان والعالم العربي.
ترك إرثًا أدبيًا غنيًا يُعدّ مصدرًا إلهامًا للأجيال القادمة.
كان شعره وسيلة للتعبير عن وجدانه وتجاربه العاطفية، ووجدانه تجاه أمته، مما جعله شاعرًا مؤثرًا في تاريخ الأدب السوداني والعربي.
نعم لبيك أوطاني
دمي وعزمي وصدري
كله أضواء إيمان
سأرفع راية المجد
وأبني خير بنيان
هنا صوت يناديني
تقدم أنت سوداني
سأمشي رافعًا رأسي
بأرض النيل والطهر
ومن تقديس أوطاني
وحب في دمي يجري
ومن ذكرى كفاح الأمس من أيامه الغر
سأجعل للعلا زادي
وأقضي رحلة العمر
هنا صوت يناديني
تقدم أنت سوداني
من قصيدة: نشيد قوميّ.
قالوا عن إدريس جمّاع:
“إنّ أهمّ ما يميّز الشاعر جمّاع هو إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك في أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني”
الدكتور عبده بدوي في كتابه «الشعر الحديث في السودان»
“لقد كان شعر جمّاع تعبيراً أصيلاً على شفافيته الفائقة والتي رسمت لنا الكلمات وأبرزت بجلاء حسه الوطني”
الدكتور عون الشريف قاسم
كتب عنه الأستاذ عبد الله الشقليني
كانت نُذر حياته تنبئ بانهيار وشيك لنفسه الرّقيقة الشفيفة، وتبين ذلك قصائد ديوانه، بل حتى مقدّمته التي صاغها وهو يتحدث عن( حياة عاصفة مضطربة)، في حين لا يلمس المرء ذلك في سيرة حياته أو من تنقله في المدائن والقرى في السودان ودراسته بمصر. وحظي بوظيفة مدرّس في الخمسينات من القرن العشرين، وهي تكفل له حياة فوق المتوسطة، إن لم نقل مرفهة. إلا أن حياته اتسمت برقّة مفرطة، وحساسية كبيرة، لا تسعها حياته.
وفاة إدريس جمّاع: كان جمّاع تائهًا بشعره الأشعث، متجولًا في سوق الخرطوم لا يُحدث أحدًا، متسارعًا في خطاه كأنما كان يبحث عن شيء ضائع. في ذلك الزمن، في سنوات الستينيات، كتب العديد من الأدباء والشعراء مطالبين حكومة الرئيس إبراهيم عبود التي اهتمت يومذاك بالفن والشعر بأن ترسل جمّاع للعلاج في الخارج (بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلًا بمستشفى الأمراض العصبية). أُرسل جمّاع إلى لبنان، وعاد مرة أخرى إلى السودان، ولكن لم تتحسن حالته الصحية إلى أن توفاه الله وانطفأ عوده المعطّر في 1980.
«طارد البؤس إدريس جمّاع حيًا وميتًا؛ حتى أصبح الرائح والغادي ينشد له أشهر أبيات البؤس»
ياسر غريب، كاتب
الإنتاج الشعري لإدريس جمّاع:له ديوان واحد بعنوان «لحظات باقية»، وطُبِع ثلاث مرات: بالقاهرة بتحقيق منير صالح عبد القادر، وأبو ظبي عام 1984، ودار البلدية بالخرطوم 1998.يُعدّ إدريس محمد جماع شاعرًا مبدعًا أثرى الشعر السوداني والعربي بموضوعاته وأسلوبه المميز. تميز شعر بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، وتناول مواضيع التأمل، والحب، والجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار. , عن دنيانا رحل تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا يُخلّد ذكراه ويُلهم الأجيال القادمة. وأنا كل وجدت ديوانه أو قصيدة من قصائد منشورة في صفحات الطلاب أو الأصدقاء أنشد منثوري هذا وأنتحب كأنه غادر دينانا الساعة
( بالبحر الكامل أغني،
وبالأمواج الزرقاء أرتشف الكلمات،
في زمن الشفق والفجر،
أنثر أبياتي كأوراق الزهور.
إدريس الجماع، الشاعر السوداني،
منبع الألحان والأفكار الجميلة،
قصائده ترقص على أوتار الروح،
تنساب كنهر النيل في الصحراء.
أنت السماء، يا جماع،
تغار منا النجوم،
عندما ننظر إليك،
تنسى الوقار وتسعد الروح.
وحشة الليل تمجدك،
ترافقك النجوم في سمائك الخاصة،
والنيل يغني لك رحلة العمر،
من الشمال إلى الجنوب،
من القاهرة إلى الخرطوم.
في لقاء القاهرة،
تلتقي الأمم والأفكار،
تتبادل الحضارات والأحلام،
وتتشابك اللغات في حوار مثمر.
جماع، أنت الشاعر الذي لُقّبَ بـ “المجنون”،
لكن في جنونك، نجد العقل والجمال،
وفي قصائدك، نجد الحكمة والأمل،
فلنستمع لك، ولنغرق في بحرك الكامل.)
رحل إدريس جماع، تاركًا لنا فراغًا كبيرًا في سماء الشعر السوداني والعربي، لكن كلماته ستظل خالدة تُردد على ألسنة العشاق، وتُنشد في سهول الوطن، وتُحفر في ذاكرة الأجيال.
كان إدريس جماع شاعرًا استثنائيًا، عاش حياة مليئة بالتناقضات، لكنه تمكن من تحويلها إلى إبداع فريد، مُمزوج بعبق الحزن والجمال، والحب والحكمة.
في قصائده، نجد أنفسنا نُبحر في رحلة تأملية، نُحلّق في سماء الخيال، ونغوص في أعماق المشاعر الإنسانية.
ترك لنا إدريس جماع إرثًا أدبيًا غنيًا، يُلهمنا ويُحفزنا على الإبداع، ويُذكرنا بجمال الحياة وقوة الحب.
فلنُكرم ذاكرته بقراءة كلماته، ونُردد أبياته، ونُحافظ على إرثه الأدبي للأجيال القادمة.
لك الرحمة وشكرًا لك أيها الشاعر المبدع، إدريس جماع، على ما قدمته لنا من جمال وإلهام.
zuhair.osman@aol.com
في رحلة عبر الزمن، نُبحر بخطى هادئة نحو ضفاف نهر النيل، حيث تتراقص على أنغامه كلمات شاعر مبدع، هو إدريس جماع، نجم لامع في سماء الشعر السوداني والعربي.
يُطلّ علينا إدريس جماع من عَتَمَة التاريخ، حاملًا معه عبق الحزن والجمال، حكاية شاعر عاش حياة مليئة بالتناقضات، مُمزوجة بعبق الحب والحكمة، تاركًا لنا إرثًا أدبيًا خالداً.
في هذا المؤانسة نحاول ، أن نغوص في أعماق إبداع إدريس جماع، نُسلط الضوء على رحلة حياته، من نشأته في حلفاية الملوك إلى رحيله الأبدي، تاركين لكم تذوق سحر كلماته، ونُبحّر في بحور إبداعه، ونُحلّل قصائده، ونُقارن أسلوبه الشعري، ونُبرز تأثيره على الشعر السوداني والعربي.
فلنبدأ رحلتنا مع إدريس جماع، ونُعايش عبقرية شاعر فريد، ترك بصمة لا تُمحى على صفحات التاريخ. , إدريس محمد جماع فعلا هو الشاعر الرقيق الذي تســتخفه بسمة الطفل سرمدي الحضوري بيننا وُلد في حلفاية الملوك عام 1922. نشأ في عائلة محافظة وحفظ القرآن الكريم منذ صغره. عُرف بذكائه وعبقريته، كما كان طيب القلب ومنطويًا على نفسه. ألّف العديد من القصائد الشهيرة التي غناها بعض المطربين السودانيين، وأدرجت بعض قصائده في مناهج دراسة الأدب بالسودان.
من أشهر قصائده:
"أنت السماء"
"وحشة الليل"
"رحلة النيل"
ديوانه الوحيد هو "لحظات باقية"، وجمعه أصدقاؤه وأقاربه بسبب ظروفه الصحية التي منعته من ذلك. شعره يتميز بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، ويعتبر من أبرز الشعراء المنتمين لمدرسة التجاني يوسف بشير.
تتسم قصائده بالرقة والجمال، مما يعكس ولعه بالكمال والجمال. كان يغوص في أعماق نفسه باحثًا عن جمال الحياة ودلائلها، مما منح شعره انسيابية وسلاسة في التعبير عن مشاعره الصادقة. ولكنه عانى من صدام بين مثاليته وواقع الحياة، مما خلق فجوة بينه وبين العالم الخارجي، وأدى في نهاية المطاف إلى تدهور حالته الصحية.
إدريس جَمَّاع وُلد في حلفاية الملوك بالسودان وتوفي في عام 1980. نشأ في بيئة دينية ودرس في خلوة حلفاية الملوك، ثم التحق بمدرسة أم درمان الوسطى، وبعدها بكلية المعلمين ببخت الرضا، ومن ثم هاجر إلى مصر ليدرس في معهد المعلمين بالزيتون وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حيث تخرج بدرجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية.
عمل معلمًا في مدارس مختلفة بالسودان، وكان له تأثير كبير على تلاميذه. كان يحب الخلوة وقليل الاختلاط بالناس، لكنه كان محبوبًا ومجاملًا، معروفًا بطيبة قلبه وذكائه منذ صغره. بجانب الشعر، كان رسامًا بارعًا وصمم غلاف ديوانه بنفسه. تولى مناصب اجتماعية عديدة مثل رئاسة نادي الحلفاية والجمعية الثقافية، وكان له دور كبير في مجتمعه.
عانى إدريس من حالات اكتئاب ونُقل تخفيفًا للأعباء عليه. وظل بقية حياته هادئ الطبع، يعيش بين أهله في حلفاية الملوك حتى وفاته في عام 1980.
يصنف إدريس جمّاع شعره في إطار الشعر التراثي والديواني العربي، ويُعَد من رواد التجديد الشعري في العالم العربي، وكان من شعراء مدرسة الديوان بجانب عبد الرحمن شكري والعقاد وإبراهيم المازني. تناول في شعره مواضيع التأمل، الحب، الجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار، تميز أسلوبه برقة الألفاظ ووصفه الفائق للخيال.
نعى إدريس والده في قصيدة مؤثرة تُظهر حزنه العميق، مما يظهر مدى تأثره بفقدان الأشخاص المقربين له.
في رثاء خالد الذِّكر الشيخ محمد جمّاع
نعتك أبي دار تخطفها الردى
وكنت لنبع من سعادتها عمرا
سرت وحشة منا لفقدك لم تدع
صديقا ولا دارا ولا منبتا نضرا
وفي كل ما يبدو لنفسي وما أرى
وأسمع من حولي بواعث للذكرى
وكنت حياة للذين عرفتهم
ومازلت تحيا في نفوسهم الحرى
إنجازاته الأدبية:يُعدّ إدريس جماع من أهم رواد التجديد الشعري في العالم العربي.
ينتمي إلى مدرسة الديوان بجانب عبد الرحمن شكري والعقاد وإبراهيم المازني.
له ديوان واحد بعنوان "لحظات باقية"، جمعه أصدقاؤه وأقاربه بسبب ظروفه الصحية.
تميز شعره بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، وتناول مواضيع التأمل، والحب، والجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار.
أسلوبه الشعري:تميز أسلوب إدريس جماع برقة الألفاظ ووصفه الفائق للخيال.
تأثر بشعراء مدرسة التجديد مثل العقاد والمازني، لكنه حافظ على أصالة شعره السوداني.
اتسم شعره بالرقة والجمال، مما يعكس ولعه بالكمال والجمال.
موضوعاته الشعرية:تناول إدريس جماع في شعره مواضيع متنوعة، منها:
التأمل: عبر عن تأملاته الفلسفية في الحياة والموت والوجود.
الحب: عبّر عن مشاعر الحب والعاطفة تجاه المرأة.
الجمال: تغنى بجمال الطبيعة والحياة.
الحكمة: قدم نصائح وإرشادات للحياة.
الوطنية: كتب أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار.
أهميته في تاريخ الأدب السوداني والعربي:يُعدّ إدريس جماع من أهم شعراء السودان في القرن العشرين.
ساهم في إثراء الشعر السوداني بموضوعاته وأسلوبه المميز.
نال شعره شهرة واسعة في السودان والعالم العربي.
ترك إرثًا أدبيًا غنيًا يُعدّ مصدرًا إلهامًا للأجيال القادمة.
كان شعره وسيلة للتعبير عن وجدانه وتجاربه العاطفية، ووجدانه تجاه أمته، مما جعله شاعرًا مؤثرًا في تاريخ الأدب السوداني والعربي.
نعم لبيك أوطاني
دمي وعزمي وصدري
كله أضواء إيمان
سأرفع راية المجد
وأبني خير بنيان
هنا صوت يناديني
تقدم أنت سوداني
سأمشي رافعًا رأسي
بأرض النيل والطهر
ومن تقديس أوطاني
وحب في دمي يجري
ومن ذكرى كفاح الأمس من أيامه الغر
سأجعل للعلا زادي
وأقضي رحلة العمر
هنا صوت يناديني
تقدم أنت سوداني
من قصيدة: نشيد قوميّ.
قالوا عن إدريس جمّاع:
“إنّ أهمّ ما يميّز الشاعر جمّاع هو إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك في أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني”
الدكتور عبده بدوي في كتابه «الشعر الحديث في السودان»
“لقد كان شعر جمّاع تعبيراً أصيلاً على شفافيته الفائقة والتي رسمت لنا الكلمات وأبرزت بجلاء حسه الوطني”
الدكتور عون الشريف قاسم
كتب عنه الأستاذ عبد الله الشقليني
كانت نُذر حياته تنبئ بانهيار وشيك لنفسه الرّقيقة الشفيفة، وتبين ذلك قصائد ديوانه، بل حتى مقدّمته التي صاغها وهو يتحدث عن( حياة عاصفة مضطربة)، في حين لا يلمس المرء ذلك في سيرة حياته أو من تنقله في المدائن والقرى في السودان ودراسته بمصر. وحظي بوظيفة مدرّس في الخمسينات من القرن العشرين، وهي تكفل له حياة فوق المتوسطة، إن لم نقل مرفهة. إلا أن حياته اتسمت برقّة مفرطة، وحساسية كبيرة، لا تسعها حياته.
وفاة إدريس جمّاع: كان جمّاع تائهًا بشعره الأشعث، متجولًا في سوق الخرطوم لا يُحدث أحدًا، متسارعًا في خطاه كأنما كان يبحث عن شيء ضائع. في ذلك الزمن، في سنوات الستينيات، كتب العديد من الأدباء والشعراء مطالبين حكومة الرئيس إبراهيم عبود التي اهتمت يومذاك بالفن والشعر بأن ترسل جمّاع للعلاج في الخارج (بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلًا بمستشفى الأمراض العصبية). أُرسل جمّاع إلى لبنان، وعاد مرة أخرى إلى السودان، ولكن لم تتحسن حالته الصحية إلى أن توفاه الله وانطفأ عوده المعطّر في 1980.
«طارد البؤس إدريس جمّاع حيًا وميتًا؛ حتى أصبح الرائح والغادي ينشد له أشهر أبيات البؤس»
ياسر غريب، كاتب
الإنتاج الشعري لإدريس جمّاع:له ديوان واحد بعنوان «لحظات باقية»، وطُبِع ثلاث مرات: بالقاهرة بتحقيق منير صالح عبد القادر، وأبو ظبي عام 1984، ودار البلدية بالخرطوم 1998.يُعدّ إدريس محمد جماع شاعرًا مبدعًا أثرى الشعر السوداني والعربي بموضوعاته وأسلوبه المميز. تميز شعر بالحزن الشفيف واللغة الجميلة، وتناول مواضيع التأمل، والحب، والجمال، والحكمة، وكتب أيضًا أشعارًا وطنية مناهضة للاستعمار. , عن دنيانا رحل تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا يُخلّد ذكراه ويُلهم الأجيال القادمة. وأنا كل وجدت ديوانه أو قصيدة من قصائد منشورة في صفحات الطلاب أو الأصدقاء أنشد منثوري هذا وأنتحب كأنه غادر دينانا الساعة
( بالبحر الكامل أغني،
وبالأمواج الزرقاء أرتشف الكلمات،
في زمن الشفق والفجر،
أنثر أبياتي كأوراق الزهور.
إدريس الجماع، الشاعر السوداني،
منبع الألحان والأفكار الجميلة،
قصائده ترقص على أوتار الروح،
تنساب كنهر النيل في الصحراء.
أنت السماء، يا جماع،
تغار منا النجوم،
عندما ننظر إليك،
تنسى الوقار وتسعد الروح.
وحشة الليل تمجدك،
ترافقك النجوم في سمائك الخاصة،
والنيل يغني لك رحلة العمر،
من الشمال إلى الجنوب،
من القاهرة إلى الخرطوم.
في لقاء القاهرة،
تلتقي الأمم والأفكار،
تتبادل الحضارات والأحلام،
وتتشابك اللغات في حوار مثمر.
جماع، أنت الشاعر الذي لُقّبَ بـ “المجنون”،
لكن في جنونك، نجد العقل والجمال،
وفي قصائدك، نجد الحكمة والأمل،
فلنستمع لك، ولنغرق في بحرك الكامل.)
رحل إدريس جماع، تاركًا لنا فراغًا كبيرًا في سماء الشعر السوداني والعربي، لكن كلماته ستظل خالدة تُردد على ألسنة العشاق، وتُنشد في سهول الوطن، وتُحفر في ذاكرة الأجيال.
كان إدريس جماع شاعرًا استثنائيًا، عاش حياة مليئة بالتناقضات، لكنه تمكن من تحويلها إلى إبداع فريد، مُمزوج بعبق الحزن والجمال، والحب والحكمة.
في قصائده، نجد أنفسنا نُبحر في رحلة تأملية، نُحلّق في سماء الخيال، ونغوص في أعماق المشاعر الإنسانية.
ترك لنا إدريس جماع إرثًا أدبيًا غنيًا، يُلهمنا ويُحفزنا على الإبداع، ويُذكرنا بجمال الحياة وقوة الحب.
فلنُكرم ذاكرته بقراءة كلماته، ونُردد أبياته، ونُحافظ على إرثه الأدبي للأجيال القادمة.
لك الرحمة وشكرًا لك أيها الشاعر المبدع، إدريس جماع، على ما قدمته لنا من جمال وإلهام.
zuhair.osman@aol.com