إعداد الجيل القادم من الحائزين علي جائزة نوبل (1) … بقلم: د.عثمان إبراهيم عثمان*
4 February, 2010
لقد تشرفت بحضور منتدى التنافسية الدولي الرابع لعام 2010م الذي أقامته الهيئة العامة للاستثمار السعودية بفندق فور سيزون ببرج المملكة، بالرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، في الفترة من 23 إلي 26 يناير 2010م. تأسس منتدى التنافسية الدولي في العام 2006م - علي غرار منتدى دافوس الاقتصادى – ليصبح لقاءً سنوياً يجمع كبار أصحاب الأعمال، والقادة السياسيين، والمفكرين من جميع دول العالم لمناقشة القضايا ذات العلاقة بتنافسية الاقتصاديات، ومن ثم رفع الوعي، والاهتمام تجاه تحديات التنافسية المحلية، والعالمية، مثل بيئة الأعمال، والتجارة الدولية، والتنمية المستدامة، والبيئة، وتطوير الموارد البشرية، والابتكار، والعولمة، بالإضافة إلي مواضيع الاقتصاد الكلي، والجزئي ذات العلاقة المباشرة بالتنافسية. لقد عقدت الدورة الأولى للمنتدى في نوفمبر 2006م، والتي حظيت بتشريف، ودعم السيد بيل غيتس– رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت العالمية - كمتحدث رئيسي – في محاضرته بعنوان" تقنية المعلومات كمحفز للتنافسية". (Information Technology as an Enabler of Competitiveness)
تميز منتدى التنافسية الدولي الرابع بحضور مكثف لكبار المسؤولين بالمملكة العربية السعودية على رأسهم الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، ورئيس هيئة جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة، ووزير المالية السعودي، ومحافظ مؤسسة النقد السعودي، وعدد من الشخصيات العالمية البارزة مثل: توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وجان كريتيان رئيس وزراء كندا السابق، وعدد من رجال ونساء الأعمال العالميين مثل: السير جون روز المدير التنفيذي لشركة روزرويس، وجيمس ولفنستون الرئيس التاسع للبنك الدولي، ومايكل دل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة دل للحاسبات، وجفري إيملت رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، وكارولين كيسي المديرة التنفيذية لشركة كانشي؛ وأربعة من حملة جائزة نوبل وهم: السير د.هاري كروتو الحائز علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1996م، د.كريستي إلن دنكان الحائزة علي جائزة نوبل ضمن الفريق الدولي الكندي المعني بتغير المناخ عام 2008م،ود.رودولف ماركوس الحائز علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1992م، ود. روبرت ريتشاردسون الحائز علي جائزة نوبل في الفيزياء عام 1996م، بالإضافة لعدد من المفكرين والأكاديميين والمهتمين بالدراسات البيئية، وعلي رأسهم جون كاو رئيس مجلس الإدارة لمجلس الابتكار الدولي، ود.ميتشو كاكو أستاذ الفيزياء النظرية الذي يسعى حثيثاً إلي إكمال حلم أينشتين الخاص ب"نظرية كل شيء" وهي المعادلة التي تجمع بين القوى الأربعة الأساسية في الكون، ويقوم بتفسير أكثر الأفكار إثارة وتعقيداً في العلم الحديث بطريقة سهلة، ومبسطة، وسلسة الفهم، مثل الراحل كارل ساجان، ويضطلع بتنفيذ أفلام تسجيلية عن اكتشافات أينشتين، والكون الخاص بستيف هوكنج وملحمة أوديسي، كما أن برنامجه الإذاعي " اكتشافات في العلوم" يتطرق لموضوعات مثل: حدود علم الفيزياء، الثقوب السوداء، آلة الوقت، الهايبرسبيس (Hyperspace)، ومشروع الجينوم البشري، والهندسة الوراثية، كما قام أخيراً بتأليف كتاب المثير (Physics of the Impossible)أو فيزياء المستحيل؛ والبروفسير شيه تشون فونغ رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية المحرك الرئيسي للتحالف الدولي لجامعات الأبحاث الذي يضم الجامعات البحثية الكبرى في العالم؛ والدكتورة أليس جاست رئيسة جامعة ليهاي ببنسلفانيا التي أصبحت جامعة بحثية بسبب جهودها الجبارة مستفيدة من مواطن القوة بالجامعة، وقيمتها الجوهرية في الاستقامة والأمانة، والمجتمع العادل، والحرية الأكاديمية، والفضول الفكري، والتعاون، والالتزام بتحقيق الامتياز، والقيادة؛ والدكتور أشفاق اسحق رئيس المؤسسة الدولية لفنون الأطفال (الايكاف ICAF) التي تنظم أولمبياد الفنون، والتي أصبحت في الوقت الحالي أكبر مبادرة لفنون ورياضة الأطفال، وأرفعها مستوي حيث بلغ عدد الأطفال المشاركين في أنشطة تلك المبادرة والمستفيدين منها حول العالم خمسة ملايين طفل؛ والدكتورة مارتا أرانجو مديرة المركز العالمي للتعليم والتنمية البشرية (CINDE)، الذي يعد من أبرز المنظمات غير الحكومية العاملة من أجل الأطفال في جمهورية كولومبيا، وممثلة المركز في المجموعة الاستشارية المعنية برعاية الطفولة المبكرة وتنميتها، كما أنها من المناصرين الدوليين للبرامج الابداعية للاطفال، ومنسقة برنامج الماجستير في مجالي التربية، والتنمية البشرية، وأسست أول برنامج دكتوراة في تنمية الطفل في الريف، وهي درجة جامعية ابداعية متعددة التخصصات في مجالي الطفولة، والشباب؛ والدكتورة اليسون تشن رئيس منظمة نادي سييرا لحماية البيئة المعنية باستكشاف الأماكن البرية الطبيعية على وجه الأرض، والتمتع بها وحمايتها، وتطبيق الاستخدام المسئول للانظمة البيئية للأرض، ومواردها، وتشجيع الجهود التي تبذل من أجل تحقيق ذلك النهج، وتثقيف البشر وتعبئتهم حفاظاً على نقاء البيئة الطبيعية واستعادة جودتها؛ والدكتور أشوك خوسلا رئيس مجلس إدارة شرك بدائل التنمية، ورئيس الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة وأحد الخبراء الرائدين في مجال البيئة، والتنمية المستدامة، والمدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والحائز على جائزة ساساكاوا للبئية (Sasakawa Environment Prize) عام 2002م من هيئة الأمم المتحدة، وهي أعلى جائزة تمنح في مجال حماية البيئة. هذا غيض من فيض الخبراء الذين أموا الدورة الرابعة لمنتدى التنافسية الدولي، ولكن قبل إغلاق هذا الباب لابد من التعرض لمتحدثي اللبنات الأساسية للتنافسية المستدامة وهم: بوغدان زغربلني (12 عام - كازاخستان) الذي تحدث عن تعليم الفنون؛ وفانيتا قمراني (14 عام - اندونيسيا) التي تكلمت عن الخبرات الإبداعية؛ ونيكولاس غويت (14 عام – الولايات المتحدة الأمريكية) الذي تحدث عن تخطي المصاعب والتحديات، ويوثا تيكي يونغ (11عام - ماليزيا) الذي تطرق للتنافس علي الامتياز، وعبد الله أنور هبرم (12عام - السعودية) الذي حكي عن التعاون في سبيل النجاح.
حفلت الجلسات الأولى للمنتدى بنقاش ثر حول: وضع لبنة التنافسية المستدامة. فلم يعد كافياً بعد الآن أن نكون فقط قادرين على المنافسة الاقتصادية، ولكن في حاجة ماسة لأن تكون التنافسية أكثر استدامة وبشكل يشمل الأبعاد الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية. ولتحقيق ذلك كان لابد من الإجابة علي أسئلة من شاكلة: ما هي التنافسية المستدامة؟ وما هي الحوافز لدى الشركات، والحكومات، والمؤسسات، لدفع، ومساندة التنافسية المستدامة؟ وما هو الدور الذي تلعبه البلدان المنتجة للطاقة في هذا التحول؟ وهل يوجد تعارض بين متطلبات التنافسية المستدامة، ومطالب الهيئات المكونة، والمساهمين، والواقع السياسي؟ وكيف يتسنى لكل من الشركات، والحكومات، والمؤسسات، دفع عجلة التنافسية المستدامة ؟ لقد أوضحت مخرجات النقاش على أن التنافسية المستدامة يجب أن ترتكز على أنشطة النمو الاقتصادي التي تعزز، وترمم صحة الأنظمة الطبيعية، والاجتماعية، التي تعتمد عليها التنمية الاقتصادية حالياً، وفي المستقبل، وأنه تحت ظروف السوق العادلة فإن إنتاج البضائع، والخدمات، يحقق معيار الأسواق العالمية، ومن ثم يحافظ على، ويمدد الدخل الحقيقي للعملاء.
تمثل تقنية المعلومات والاتصال لاعباً جديداً وفاعلاً في مساعدة المؤسسات علي النمو، والقوة المستدامة، وفي نفس الوقت خلق فرص نمو جديدة كاستجابة لظروف السوق المتغيرة. وأن تقنية المعلومات صارت أحد أهم المفاضلات التنافسية في أعلي المؤسسات التعليمية، وأن الاكتشافات الفكرية، والاختراقات البحثية، تساعد بقوة في وضع راس مال الأساس المعرفي للأمم، ورفاهيتها طويلة الأمد. كما أكد المتحدثون على دور المقاولة كإستراتيجية في احتضان، وتثبيت ثقافة القيادة المستندة على الفكر(Thought Leadership)؛ وأننا بهذا المفهوم يجب أن نكون راغبين، ومنفتحين على تمكين ثقافة المقاولة (Culture of Entrepreneurship) عبر الاستماع الجيد لمنسوبينا، بغرض تأكيد التقاط كل الأفكار المبتكرة، والخلاقة، التي تساعدنا في إسداء الخدمة الحسنة لعملائنا، بينما نقود بأنفسنا الخطوة التالية في طريق النمو، والتطور. وأن التصنيع عالي القيمة (High Value Manufacturing) ذا أهمية قصوى لأي اقتصاد، نظراً لما يخلقه من ثروة. وليس صدفة أن تشترك أقوى ثلاثة اقتصادات وطنية – حسب مؤشر التنافسية الدولي لهذا العام (GCI)– وهي: سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة، في نفس الخصائص المتمثلة في: المستويات العالية للاستثمار في البحث، والتنمية (R&D)، التعاون الوثيق بين الصناعة، والجامعات، والنقل الناجح للبحوث إلي منتجات، وخدمات قابلة للتسويق، وأسواق العمالة المرنة. أما الفائدة الأخرى للاستثمار في أنشطة القيمة العالية، فتتمثل في فتح خيارات جديدة للإفراد، والشركات، والبلاد عامة.
لم تغب ثقافة تحفيز منشآت القطاع الخاص، عن واضعي المبادرات الملهمة (Inspiring Initiatives) بمنتدى التنافسية الدولي في دورته الأولى، فاحتضنت الهيئة العامة للاستثمار مؤشر التنافسية المسؤولة، ودعمته مؤسسة الملك خالد الخيرية بالتمويل في شكل جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة، التي تسعى لتشجيع مشاريع التنمية الاقتصادية، والاجتماعية بالقطاع الخاص، مثل: التدريب، وبناء القدرات، والبحث العلمي، وبرامج تنمية السياسات، وتقدير ومكافأة المواطنين. لقد حصل البنك الأهلي التجاري علي المركز الأول في برنامج المؤشر للتنافسية المسؤولة، نتيجة لما حققه في التواصل المسؤول عبر تقرير الاستدامة، وبيئة العمل المسؤولة، وجذب وتطوير المواهب (سفراء الأهلي)، تلاه مجموعة الزامل للصناعة بناء على معايير التقييم في الابتكار في الخدمة، والمنتج، التواصل المسؤول، وبيئة العمل المسؤولة، فيما حلت ثالثاً مجموعة الفنار التي تميزت في برنامج الموردين، والتواصل المسؤول، وجذب وتطوير المواهب.
ركز كذلك المدراء التنفيذيون للشركات، والمؤسسات الكبرى، وأولئك المعنيون بالحفاظ على البيئة، علي حد سواء، على أن التنافسية المستدامة، تعني بابتداع السياسات التي توجب الحفاظ على البيئة، مع التركيز على تصنيع المنتجات الخضراء (Green Products)، حتى وإن ارتفعت أسعارها. وأكدوا كذلك على إعمال استرتيجية لتقليل الأثر البيئي لعمليات تطوير المنتجات الخضراء، وإنتاجها، وتدويرها، مع تحسين المواد الخطرة. يتطلب ذلك ابتداع الأفكار غير التقليدية عن مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة من الرياح، والنفط، والغاز، والطاقة النووية، الأمر الذي يخلق قيمة تنافسية عند حالات تحول الاتجاهات العالمية نحو مصادر الطاقة النظيفة، مع التشديد على أن الطاقة النووية يجب أن تكون الملاذ الأخير للتغلب على مشكلة الحصول على الطاقة. بالرغم من التقدم في تقنيات الطاقة المتجددة، فإنها لا تفي باحتياجاتنا منها، ونجد أن أكثر من 80% من احتياجات الطاقة تعتمد على الوقود النفطي، والأحفوري.
لم يغفل المشاركون في المنتدى كذلك التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي مثل الشيخوخة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وظهور أمراض جديدة، وأثر ذلك على التنمية المستدامة. فأكدوا على أن حل هذه المعضلات يأتي عن طريق: تحسين نظام الرعاية الصحية دون تكاليف إضافية على المرضى، وشركات التأمين، وتغيير نمط الحياة لخفض معدلات الأمراض، والوفيات، والتعاون مع مؤسسات البحث العلمي في تطوير الرعاية الصحية عن طريق الابتكارات الحديثة.
قبل أن أختم هذا الجزء، دعني، عزيزي القارئ، ألقي نظرة سريعة على المشهد السوداني، ومقارنته بهذه المجهودات الحثيثة التي تبذلها دول العالم الأول والنامي، لجذب الاستثمارات الداخلية، والخارجية، مع العمل الجاد على استدامتها، بتنافسية عالية. أول ما بدأت به كان الموقع الالكتروني لوزارة الاستثمار السودانية، وبالرغم أننا نخصص وزارة بالكامل للاستثمار في السودان، بوزيرها، ووزير دولتها، ووكيلها، وكل الطاقم الإداري، والذين، بكل تأكيد، يستمتعون بكل المخصصات، والامتيازات، ويؤويهم مبنى فاخر" البشوف القبة يقول تحتها فكي"، إلا أن موقعها الالكتروني، الذي يمثل بوابتها للمستثمر الخارجي، فقير، وبائس، ومنفر حتى للمستثمر الداخلي، ولم تطاله يد التحديث منذ عام 2006م، فأبقي على الدينار عملة رسمية للدولة، على الرغم من استبداله بالجنيه منذ أكثر من أربع سنوات، ورصد عدد سكانه في حدود 32 مليوناً حسب تعداد عام 2002م، ولم تضف أجازة يوم السبت كعطلة رسمية أسبوعية بجانب يوم الجمعة. كما أن رابط المؤشرات الاقتصادية الذي يضم: التضخم، سعر الصرف، الموازنة العامة، العملة، الناتج المحلى الاجمالى، غير مفعل. لا ندري، هل لعدم وجود معلومات عنها، أو أن الدولة – بعدم شفافيتها المعهودة في الأمور المالية - لا تود الكشف عنها، علي الرغم من أنها معلومات هامة جداً للمستثمر؟
لا أعتقد أن تشجيع الاستثمار يتم بسن القوانين واللوائح وحدها، بقدر ما يعتمد على البنيات الأساسية من مؤشرات اقتصادية راسخة، وتعليم متميز، ورعاية صحية راقية، وطرق معبدة، ووسائل اتصال سريعة، مع استقرار سياسي، وعلاقات دولية متينة. فبرغم تمتع السودان بالمساحات الشاسعة، ذات الأراضي الخصبة، والموارد المائية الوفيرة، إلا أنه ونتيجة لسياسات الإنقاذ غير الموفقة، والتي قادت لتخريب البنيات الأساسية من تعليم، وصحة وغيرها، لم يستطع جذب أي استثمار ذو قيمة عالية، ما عدا القطاع الخدمي ذو القيمة المتدنية، والعائد السريع، والمضمون، الأمر الذي يعكس تخوف المستثمرين من ولوج المشاريع الصناعية ذات القيمة العالية. يضاف إلي ذلك الفساد المالي، والإداري الذي ضرب بقوة عصب الاقتصاد السوداني، فاستحقت قائمة مجموعة شركات متنفذي الإنقاذ، المتداولة هذه الأيام، جائزة التنافسية غير المسؤولة، نظراً لما ألحقته من ضرر بليغ بالمعاش اليومي للسودانيين. ليس كحال سنغافورة التي لا تملك أي موارد الطبيعية تذكر، ومع ذلك أصبحت قوة اقتصادية متميزة، ومركز جذب استثماري كبير، بسبب ارتفاع تنافسيتها، واحتلالها لمركز الصدارة في الكثير من تقارير التنافسية الدولية، التي تعتمد على المبادرات الاقتصادية، والاجتماعية، والبنى التحتية، مع أهمية التطوير المستمر للكوادر البشرية منذ المراحل الأولى للتعليم، وصولاً إلى المدخلات المؤهلة لإدارة التنمية، وتلبية متطلبات سوق العمل، في عصر متغير، ومتطور.
ولكن ما علاقة جائزة نوبل بالتنافس الاقتصادي؟ وما الذي يربطني أنا شخصياً - كأكاديمي مهتم، في المقام الأول، بالبحث العلمي في العلوم الأساسية، وليست التطبيقية – بهذا المنتدى؟ وكيف دعيت له؟ ومن استضافني؟ كل هذه الأسئلة نجيب عليها في الحلقات المقبلة.
*عميد كلية العلوم بجامعة الخرطوم السابق
osman30 i [osman30i@hotmail.com]