إلى الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير جريدة التيار

 


 

 

إلى الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير جريدة التيار: أرجو التكرم بنشر هذا التصحيح لمعلومة خاطئة وردت في مقال الأستاذ محمد وداعة كاتب العمود بصحيفتكم الغراء

جاء محمد وداعة في كلمته الثالثة في الرد على مقالي عنه المعنون "محمد وداعة: أسألني دبل" بمعلومة غير موفقة عن طلبي المعاش من جامعة ميسوري الأمريكية. فقال إنني التزمت في مركز طيبة برس، الذي أعلنت فيه رغبتي للترشح لرئاسة الجمهورية يوم الاستقلال من عام ٢٠٠٩، بتقديم طلبي لتلك الجامعة أطلب منها المعاش الاختياري. وأضاف بأنني لم أنفذ ذلك الوعد الانتخابي فلم أطلب من الجامعة احالتي للتقاعد.
ويؤسفني أن محمد وداعة لم يتحر هذه المعلومة عني كما ينبغي لرجل في مقامه. فالواقع أنني أوفيت عهدي لمن أجتمع حولي في ذلك اليوم. فأنا في واقع الأمر معاشي منذ سبتمبر ٢٠٠٩ كما تجده في خطاب إلى من يهمه الأمر من السيدة مليندا لوكوود في إدارة شعبة التاريخ التي انهيت فيها خدماني مختاراً:


جامعة ميسوري
كلية الآداب والعلوم
شعبة التاريخ
١٠ يونيو ٢٠١٨
إلى من يهمه الأمر:
لقد تقاعد عبد الله إبراهيم (دكتور) من شعبة التاريخ بجامعة ميسوري منذ سبتمبر ٢٠٠٩. المخلصة
مليندا لوكوود
الإدارية بشعبة التاريخ


ونشأ إشكال إداري خلال تقديم طلب الإحالة للمعاش المبكر. فقد طلبته بعد عودتي مباشرة من إجازة دراسية في مارس ٢٠٠٩ قضيتها اتلقى علوم الدين في جامعة أفريقيا العالمية لتطوير منهج "الإسلام والغرب" الذي درسته بالجامعة. وطلبي المعاش بعد التمتع بهذه الإجازة على حساب الجامعة ما لم تكن تأذن به لائحتها. فكان مطلوباً مني العودة للتدريس لفصل دراسي على الأقل قبل أن تنظر الجامعة في احالتي للمعاش. ولم يكن ليرفع عني ذلك القيد سوى رئيس الجامعة. ولهذا كتب البروف جوناثان سبيربر، رئيس شعبة التاريخ، خطاباً للرئيس في ٦ مارس ٢٠٠٩ يلتمس منه تجاوز تلك الشعيرة الإدارية. وزكاني للرئيس تزكية غراء أنقل طرفاً منها هنا:
يرغب بروف عبد الله إبراهيم في التقاعد لكي يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة في وطنه السودان. وعادة ما لا يطرأ لأساتذة الجامعات مثل هذا العمل، ولكن عبد الله إبراهيم ليس مجرد أستاذ جامعي. هو مثقف متميز معروف عن كثب في العالم العربي، وصحفي سوداني مرموق، ومعلق سياسي (وكان هذا ديدنه حتى وهو في كولومبيا مواصلاً الكتابة للصحف السودانية مما يسرته الوسائط الحديثة)، وهو أيضاً ممن يستفتون على التلفزيون. وظل عبد الله إبراهيم حاضراً في السياسة السودانية لاثني وأربعين عاماً. وخطته للترشح لرئاسة الجمهورية هي تتويج منطقي لحياة مجعولة للناشطية السياسية.
وختم بروف سبيربر خطابه لرئيس الجامعة بتزكية قوية أن يرفع عني قيد اللائحة كما ذكرته. وفعلها الرئيس في سبتمبر ٢٠٠٩.
وكنت التمست منكم كرئيس تحرير للجريدة أن تتوقف عن نشر ردود محمد وداعة لي في نفس الصحيفة التي أنا من كتابها الراتبين. ولم أطلب من ذلك الأمان لنفسي في وكري، بل لأنه ليس من أعراف الصحافة في معلومتي فتح صفحاتها لزملاء المهنة بها للتراشق. وحتى المغني قال "بطني كجنت القاعدين سوو ويتشكلو". وحتى لو جاز مثل هذا التراشق عرفياً فمنظره (the optics of it) غير خليق بصحيفة تحترم نفسها. فها أنا انصرفت عن كتابة عمودي اليوم لأصحح، محقاً، المعلومة عني كما تفعل مصلحة البريد والبرق. ولربما الحقتُ هذه الرسالة بأخرى في غدي أنفى عني معلومة أخرى عن محمد وداعة الخطاء. لأنني لا أنوي الرد عليه في عمودي بنفس الصحيفة والصفحة خشية أن يظن الناس الظنون بكم "تحرقون المديدة" من أجل التوزيع. وهو ما لا أرضاه لكم.
وفي انتظار نشر تصحيحي لمحمد وداعة الذي بين يديك في غير بابي "ومع ذلك" أظل
مخلصكم
عبد الله علي إبراهيم

IbrahimA@missouri.edu

 

آراء