إلى روح اخي إبراهيم

 


 

 

إلى روح اخي إبراهيم
شعر د. أحمد جمعة صديق
أبو الجودِ،،،
آخرٌ مرةٍ، رأيته
كان وجهه بارداً،كأنه نجمٌ في مجرهْ
في عالمٍ لم نسبَر غوره
مكانٌ، لا ندركَ سره
لكن، كان ذاك قبره
في بيته الابدي
وابتسامة تملأ وجهه الوردي
في تابوته الخشبي
يلفه الصمت

جُلب الجثمان بالطائرة
مُؤمَّناً بيد القوي القاهره
ليرقد مع أسلافه في هذي الاراضي الطاهره
أرض أحبها، لكنه لم يكتف من هوائها العليلْ
ولم يرتوي من مائها العذبِ، ماءَ النيل
كان يحلم، يمشي على طرقاتها الرملية
كان يحلم بوجبة شهية
في ساحاتها البلدية،
يتناول الطعام بيدين عاريتين
ويلعق أصابعه بطريقة عفوية
كان يحلم، يحتسي الشاي بالنعناع
أو كوباً من منقوع الزنجبيل
في ساحة على ضفاف النيل
في ساعةِ الأصيل
على روابي توتي

كان هذا أبو الجود، إبراهيم
كانت هذه أحلامه قبل ساعة الرحيل
أخي الصغير الذي رحل
غادر خلسة وعلى عجل
في غير ما تريث،
هل كان يمكنه أن يبقى بيننا قليلا؟
ليشفي غليلاً أو عليلا
بل هي الآجال حانت وليس بامرٍ مستطاع؟
هل كان في مقدوره أن يقول كلمةْ الوداع،
في حضن أمه وأبيه للمرة الأخيرة
وليقول وداعاً لأهله وبنته الصغيره
ثم يعود إلى تابوته الخشبي ليتابع المسيره
الى المصير
هل كان في مقدوره أن يؤجل الرحيل!
بل كان ذاك في عداد المستحيل!
إذ قد ازفت ساعة الرحيل...
وتلك مشيئة الاله

الطائرة القبيحة من القاهرة إلى الخرطوم، قد أتت
في يوم حزينٍ تحمل الجثمان
ليجرى نقله إلى ام درمان،
مكانه الأخير في أمان
لكنه لم يقول وداعاً
لأمه
لأبيه
ولأبنه وبناته وزوجه
ولإخواته وأخوته وصحبه
وآخرين
رحمة الله عليه في العالمين
رحمة الله على وروحه وجسدهِ المسْجِي
في تابوته الخشبي
حزينون حقاً لرحيلك المبكر أيا أبا خليل
لكنه قد أزف الرحيل
وتلك الرحلة الأخيره
ذهبت وتركتنا غايةً في الحيره
فكيف يمكنني أن أخبر الصغيره
تسألني" كيف حال أبي"
كيف "هو في تابوته الخشبي"
لكنني قلت لها (لا تغتمي يا بنيتي)
أبوك في غاية السعادة في بيته الأبدي
تزفه ملائكة الرحمن، تحمله إلى الجنان
ذات الروح والريحان والافنان
أبوك في صحبة الرحمان
كان أكرم الرجال وأشجع الفرسان
والكريم لا يضام
هو الآن، يشق لنا الطريق
فسلام الله عليك يا أبا خليل
وانعم بصحبة الرفيق

aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء