ابوبكر القاضي ينعي الاستاذ/ محمد إبراهيمي عبدالقادر!

 


 

 

قرأت بمواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالأهل في قرية الحجيرات شرق سنار نبأ وفاة الاستاذ والمربي الكبير/ محمد ابراهيم عبدالقادر بمدينة شندي التي (نزح اليها مضطرا) من سكنه الدائم بمدينة أمدرمان الجديدة/ امبدة في ظروف الحرب الأهلية الجارية حاليا في البلاد منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ . الأستاذ محمد إبرآهيم عبدالقادر يجوز أن يطلق عليه صفة الانسان العصامي الذي بني نفسه بنفسه في المراحل التعليمية حتى أكمل المرحلة الثانوية واشتغل معلماً بالمرحلة الوسطى في أمدرمان.. ثم انتقل إلى الدراسة ليلا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم.. ولم يتوقف في كفاحه التعليمي عند الشهادة الجامعية.. وانما طوّر نفسه حيث درس فوق الجامعة في معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها.. وبعد تخرجه انتقل إلى لاهور في باكستان عالماً وخبيرا في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها .
اتقدم باحر التعازي لارملته وام اولاده (هلاتي) التي طغي اسم الدلع والدلال في صغرها علي اسمها الرباعي فصار اسما علما فردا لها لا يحتاج إلى اضافة سبحان الله..والعزاء موصول الي اولاده الكرام (محي الدين / ابوالقاسم/ اسامة وبناته الحنينات عليه ولأحفاده فبيننا تواصل مع حفيدته من ابنه محي الدين هنا في بريطانيا عبر زوجها بشير محمد مالم فقد قمت بتقديم واجب العزاء لهم، وهم يعرفون المعزة بيني وبين الاستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر .
احر التعازي لال ابوالحسن - احمد وبابكر وموسي ابوالحسن واولادهم .. لاسيما د محمود موسى ابوالحسن الذي يشترك معنا في رابطة التلمذة الروحانية والأستاذية لدي معلمنا الاستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر .. شخصي الضعيف والسر النور وعبدالفتاح النور .. ومحمد بابكر ابوالحسن ) وضع الاستاذ محمد ابراهيم بصمته علينا والهمنا بشخصيته العصامية المكافحة التي تنشد التطور و التغيير مدي الحياة .. الاستاذ محمد ابراهيم اخذ من الفكرة الجمهورية التاسيس والمنهج .. ومع ذلك تمتع بشخصية (المثقف الشامل ) .. المفكر.. العابد السالك الجاد كالصراط المستقيم . شكرا للاستاذ احمد حامد البيضاوى لنعيه الرصين للاستاذ محمد ابراهيم الذي كشف فيه الصداقة والود بين والده حامد صالح المريخابي علي السكين -هذه من عندي - لان قبيلة المريخ هي التي تربط بين حامد صالح وعمي محمد القاضى الخير سبي وكثير من صداقاته مريخابية .. وتلك قصة اخرى) .. والذى يعنينى من نعي البيضاوى تذكيره للأجيال الجديدة بالود الكبير الذي كان يربط بين والده المرحوم حامد صالح والراحل الاستاذ محمد ابراهيم عبدالقادر وهذه علاقة تربوية في ديننا الاسلامي.. الحديث: (بارك الله في امريء واصل ود ابيه) ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يواصل ود زوجته خديجة بعد وفاتها .. اي كان يواصل صديقات خديجة.. شكرا لك يا ابن اختي البيضاوي فقد أحييت سنة نبينا عليه الصلاة والسلام.

في قرية الحجيرات وضع الاستاذ محمد ابراهيم عبدالقادر بصمته على اخينا وحبيبنا محمد احمد الحاج هربا .. فقد دله بحاله قبل مقاله الى الفكرة الجمهورية والي المجتمع الجمهوري.. فالفكرة الجمهورية هي (طريقة حياة) .. تتجسد في المجتمع الجمهوري الذي يأبا التفكك ويصمد في وجه الموت بالقطاعي واخرهم الاستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر. كما وضع الاستاذ محمد أبراهيم بصمته على ابن خالتي احمد عبدالله المشهور بلقبه (أبيري) .. الذي ارتبط بمجتمع الجمهوريين في كوستي وصار انساناً صاحب راي عتيد في كل مستجدات الحياة.
في ابوجيلي وام لبن اتقدم باحر التعازي لأصهار الاستاذ محمد أبراهيم من ال هم هم عثمان، وأخص بالذكر اولاد ابوبكر ابراهيم كوكو .. فقد كانت تربطهما علاقة قاعدتها علاقة المصاهرة.. ولكن جوهرها الندية والمجايلة في العمر .. وعلاقتهما (بالكتاب) والشغف بالقراءة والاطلاع… رحم الله حاج ابوبكر كوكو كان الكتاب بين يديه وفي جيبه احيانا مثل سكين المسيري في ضراعة.. وفي التكينة عزاء خاص لرفيق العمر الاخ محمد عبدالله سليمان فقد كان تلميذاً نجيبا للاستاذ محمد ابراهيم في سنار الاميرية. وقبل أن أغادر محطة الاميرية انتقل إلى قرية روينا .. فللأستاذ محمد إبراهيم تلاميذ في غاية الادب والحترام يجلونه ويبجلونه ويعرفون قدره.. هم رقاقي في الصبا : محمد ابراهيم جدي ومحمد بابكر معاذ ومحمد خليل هاشم فلهم مني احر التعازي في فقدنا الجلل .
في قرية وهاشم اتقدم بأحر التعازي للاساتذة الاجلاء احمد عمر تجاني والسيوطي ابراهيم.. متعهما الله -بالصحة والعافية وطولة العمر.. فقد جمع بينهما وثالثهما الأستاذ محمد أبراهيم المثابرة والطموح.. وعدم الركون إلى انجازات الماضي أبدا .. فقد جعلوا من الشهادة الجامعية التي كانت (نهاية المقتصد) للخريجين في ذلك الوقت .. تمنح الوظيفة التي تفتح للجامعي الآفاق. للترقي الوظيفي لاعلي سلالم الخدمة المدنية، ولكنهم (اي ثلاثتهم) جعلوا من الشهادة الجامعيّة (بداية المجتهد) استلهامًا لمشروع المفكر ابن رشد الحفيد الأندلسي مسكنا والمالكي مذهبا في كتابه العظيم (بداية المجتهد ونهاية المقتصد ) وجعلوا منه هاديا ومرشدا.. فالتحقوا بالمعهد العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونالوا ارفع الدرجات العلمية وصاروا خبراء في مجالهم وأساتذة جامعيين .. اقول هذا للشباب لأجعل من شيوخي وأساتذتي مصدر الهام وموضع اقتداء ودمتم يا اساتذتي الاجلاء فخرا وإعزازاً للقبيلة والمنطقة كلها .
عظيم أمتناني أنا أبوبكر القاضى للأستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر.. فقد ورثني ولعه بالقراءة والاطلاع ودلك منذ أن كنت بالصف الأول بمدرسة سنار الثانوية في العام الدراسي ١٩٧٣/ ١٩٧٤ .. فقد فتح لي مكتبته الخاصة أستعير منها ما أشاء من الكتب الثمينة في جميع المجالات.. وكذلك وفر لي مجلات السياسة الدولية الفصلية التي لا تبلي ولا تقدم.. وهي مجلة اقرب الي الكتاب .. فقد كنت أستعير الكتاب وأقوم بتجليده على الفور للمحافظة عليه ليقرأه غيري لاحقا بذات الطريقة التي كنا نحافظ علي الكتب المدرسية في سنار الأميرية حتي تؤول للدفعة التي تلينا العام القادم نظيفة وجديدة. الأستاذ محمد أبراهيم شجعني بسمته وأدبه وخلقه لاعتناق الفكرة الجمهورية وانا في الصف الأول ثانوي عالي .. وقد كانت مدرسة سنار الثانوية تعج بالطلاب الماركسيين وكانت توجه لي الدعوة لحضور جلسات مذاكرة (المادية التاريخية) في داخلة عمارة - والمجالس بالأمانات- ادري ان هذه الخطوة كانت استدراج للتجنيد وهذا حق مشروع لهم - وكانت داخليات سنار الثانوية تعج بنشاط حركة الاخوان المسلميين . . شاهدنا ان طلاب المرحلة الثانوية كانوا علي درجة من النضج والوعي الفكري والسياسي تؤهلهم للانتماء للأحزاب السياسية ودخول معترك السياسة.
ومن خلال المعارك الفكرية بين الجمهوريين والقضاة الشرعيين التي نقلها القضاة الشرعيون إلى ساحات المحاكم الجنائية في بورتسودان ادركت ان القانون ليس مجرد مهنة أكل عيش .. وانما سلاح فعال للتحرر .. فتعلقت همتي بالالتحاق بكلية القانون جامعة الخرطوم..فنلتها بفضل الله (ولو تعلقت همة احدكم بالثريا لنالها.. وهكذا كان للأستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر تاثيرًا كبيرا جدا في مجرى حياتي .. واشكر الله اني وقعت في ايدي امينة حملتني على الجادة ولم اعرف الفارغة في شبابي أبدا .. ولك ان تتصور ان (التمباك والسجائر حرام في ادبيات السالك الجمهوري علي طريق محمد صلى الله عليه وسلم. رحم الله شيخي محمد ابراهيم عبدالقادر للمرة المليار فقد اسسني فكريا واقول انه (علمني السباحة عكس تيار الجماعة والقطيع .. بلا خوف الجديد) .. لقد علمني شيخي محمد ابراهيم عبدالقادر (التمرد الفكري) على السائد .. وبعد إعدام الشهيد محمود والاستفاقة من اثار صدمة الإعدام (جاءت الفكرة) .. فانتقلت الى (التمرد المسلح ) من اجل التغيير الجذري في دولة ١٩٥٦ .. الي دولة المواطنة المتساوية بغض النظر عن العنصر او الدين او اللون.. او الجندر (من ذكر او أنثى) . والفضل لله ولشيخي الاستاذ محمد أبراهيم عبدالقادر له الرحمة .. وانزله المولى في منازل الصديقين والشهداء.
أبوبكر القاضي
نيوبورت / ويلز / UK
٣٠ أبريل/ ٢٠٢٤

aboubakrelgadi@hotmail.com
/////////////////

 

آراء