الأمبراطور كاليجولا السودانى .. وشيراك الفرنسى !

 


 

تاج السر حسين
17 December, 2011

 


royalprince33@yahoo.com
كاليجولا (الأصل) هو امبراطور رومانى حكم روما ومستعمراتها لمدة اربع سنوات فقط،  من عام 37 وحتى 41 م، رغم ذلك استبد وطغى وتكبر وتجبر لأته وجد السلطه فى يده (مطلقه) وبلا حدود ولا يستطيع أى أنسان أن يقف فى وجهه ويقول له .. لا.
وهذه اقوى اسباب الظلم .. أن يتحكم فى المجتمعات الأنسانيه اشخاص لا يردعهم قانون ولا يستطيع أن يسألهم أحد عما يفعلون ولذلك تؤدى بهم السلطه المطلقه الى فساد مطلق لا يقيم وزنا لدماء الناس أو اعراضهم أو أموالهم .. أو حقهم فى أن يعيشوا مطمئنين ومتساوين.
وصل (كاليجولا) الأصلى كما يقول التاريخ، الى السلطه لأنه من سلالة الرومان المعروفين وقد نشأ فى صباه بين الجنود العاديين فى الأمبراطورية الرومانيه وعاش معهم حياتهم البسيطه ولبس مثلما يلبسون وأكل مثلما يأكلون وكان يرتدى فى قدميه بصورة مستمره، حذاء صندل أسمه (كاليجولا) لذلك لقب به وسط الجنود من أجل المزاح والسخريه وأستمر معه ذلك اللقب حتى حينما اصبح مبراطورا.
وحينما بدأ حكمه خدع مواطنيه وحببهم فيه وتوسع فى ممارسة الديمقراطيه حيث أعطى سلطات واسعه لمجلس الشيوخ الرومانى وأفرج عن المسجونين وأعاد المنفيين الى بلادهم وخفف الضرائب عن المواطنين ووزع عليهم اموالا طائله وظن الناس أنهم سوف يعيشون مع هذا الأمبراطور الجديد عصرا من عصور الأحلام السعيده والحياة الملئه بالنظام والعداله والتقدم والرخاء، لكن هذا الأمر لم يستمر أكثر من ثلاثة اشهر ثم أنقلب الحال حينما وجد (كاليجولا) السلطه فى يده مطلقه وأن كلمته مطاعة ويستطيع أن يفعل أى شئ فى أى وقت!
فأنقلب الحال واصبح قاتلا متعطشا للدماء يقتل من دون سبب حتى وصل به الطغيان والأستبداد درجة، أن يأمر اعضاء مجلس الشيوخ بتقبيل حذاءه قبل التحدث اليه وأن يشكروه على أنه سمح لهم بتقبيله!
هذا هو (كاجيولا) الأصلى الذى بدأ انسانيا ومصلحا وديمقراطيا وحكم لمدة اربع سنوات فقط، فما بالكم (بكاجيولا) السودانى الذى بدأ دمويا وبقى فى الحكم  حتى الآن لمدة 23 سنه ؟
اما عن (شيراك) الفرنسى فى بلد العلمانيه والديمقراطيه الليبراليه، الذى حكم فرنسا لفترتين من عام 1995 وحتى عام 2007  فأنه خضع للمحاكمه بتهمة (الفساد) فى قضية أكثر من عاديه فى ثقافة (صحابة) السودان، حيث قام بتعيين عدد من الموظفين بصوره غير قانونيه لا خلال فتره حكمه لفرنسا تلك وأنما حينما كان عمدة لباريس فى منتصف السبيعنات أى قبل أكثر من 30 سنه!
ولولا عمره المتقدم ومرضه لدخل السجن وبقى فيه لمدة سنتين!
فكم هو يا ترى عدد الموظفين والأعلاميين ورجال الأمن والمليشيات الذين قام بتعيينهم (كاليجولا) السودانى وتابعه (نافع)، من أجل حمايتهم الشخصيه وحماية (النظام) لا الدوله السودانيه يا ترى؟
ولهذا كله فأن دولة المواطنه المدنيه الديمقراطيه التى يتساوى فيها الناس جميعا أمام القانون هى الحل .. لا دولة (الكاجيولات) ومرضى النفوس وشذاذ الأفاق ومجروحى الذوات.

 

آراء