الإنسان في الشتات بين البيولوجيا ،الانثربولوجيا، التاريخ والسرديات السياسية (٦)

 


 

هشام عثمان
16 September, 2024

 

الشتات يمثل حالة معقدة يتفاعل فيها الإنسان مع عوامل بيولوجية، أنثروبولوجية، تاريخية، وسرديات سياسية، مما يؤثر بشكل كبير على هويته وتصوراته للعالم من حوله.

1. البعد البيولوجي: البشر في الشتات يواجهون تحديات مرتبطة بالتكيف الجسدي والذهني. البيئة الجديدة قد تفرض تغيرات في العادات الغذائية، المناخية، وحتى في الصحة العامة. كما أن تأثير الهجرة والنزوح قد ينعكس على الصحة النفسية بسبب الانفصال عن البيئة المألوفة، والتوتر الناتج عن الغربة.

2. البعد الأنثروبولوجي: الشتات يعيد تشكيل هوية الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه. من خلال الأنثروبولوجيا، يتم دراسة كيفية احتفاظ الناس بعاداتهم وتقاليدهم في سياق جديد، وكيف يتم اندماجهم أو مقاومتهم للثقافة الجديدة. الشتات يخلق نوعًا من "الهوية المزدوجة" حيث يتفاعل الأفراد مع الثقافة الجديدة بينما يحتفظون بجذورهم الثقافية.

3. البعد التاريخي: الهجرة والنزوح جزء من التاريخ الإنساني. كثير من الجماعات البشرية في الشتات تأسست نتيجة لأحداث تاريخية مثل الاستعمار، الحروب، أو الاضطهاد السياسي. هذا السياق التاريخي يلعب دورًا في تشكيل فهم الأفراد لموقعهم الحالي في العالم، ويؤثر على كيفية إعادة بناء حياتهم في المنفى.

4. السرديات السياسية: الشتات ليس مجرد هجرة أو انتقال جغرافي؛ إنه موضوع سياسي بامتياز. السرديات التي تتبناها الدول والمنظمات السياسية حول الهجرة تؤثر بشكل مباشر على حياة اللاجئين والنازحين. تُستخدم السرديات السياسية لتبرير سياسات الترحيل، الاستقبال، أو الإدماج، كما تلعب دورًا في تشكيل الهويات الوطنية والجماعية.

الإنسان في الشتات إذاً هو كائن يتأرجح بين هذه العوالم المتعددة، حيث تتداخل تجربته البيولوجية مع إرثه الثقافي والتاريخي، في ظل السرديات السياسية التي تحاول تعريفه وإعادة تشكيله.

هشام عثمان..

hishamosman315@gmail.com

 

آراء