قبل عشرة أيام قام شباب شارع الحوادث بإفتتاح غرفة العناية المكثفة للأطفال بمجمع محمد الأمين حامد بالخرطوم ، وقد إختاروا السيدة/ أم قسمة (بائعة الشاى) لقص شريط الإفتتاح .تم إختيار تلك السيدة الفاضلة كتكريم لها ووفاء من هؤلاء الشباب ، إذ أنهم كانوا يعقدون إجتماعاتهم الخاصة بتبادل الأفكار ومبادراتهم وهم يحتسون منها المشروبات الساخنة.. كما أنها - أى أم قسمة - قد إختارت تلك المهنة بعد أن أعياها وأرهقها التنقل اليومى بين منزلها وشارع الحوادث لمعالجة إبنتها ، الدافع الآخر الذى حدا بأم قسمة لإمتهان بيع المشروبات الساخنة كان بغرض توفير مال لها لمجابهة تكلفة العلاج ...آخرون قالوا أن إختيار أم قسمة من قبل الشباب الناشط قد جاء كشكل من أشكال الإحتجاج على الدولة .
المهم...كان هذا الإختيار سببا فى خوض معركة صحفية وإسفيرية بين هؤلاء الشباب والصحفى/ الهندى عزالدين ، أقل مايمكن وصفه بها أنها كانت معركة تكسير العظام، فقد أستخدمت في هذه المعركة كل الأسلحة الإسفيرية واللفظية، مما أدى لإنقسام الناس إلى مجموعتين...الأولى وهى الأقوى وتناصر شباب شارع الحوادث ، والثانية وهى الأضعف وتناصر وجهة نظر الهندى...وبضرورة الحال نال المناصرون للطرفين (كوتتهم) وحصتهم من الإتهامات والمهاترات والتجريح..إذ أن الهندى كان يرى أن ذلك الإختيار فيه تحقير للدولة ووزراء الصحة مما يخل بمبدأ التراتبية. فى حين دافع الشباب عن مبادرتهم ودوافعها واستماتوا فى ذلك.
تلك المعركة وأسبابها وما آلت إليه ليس موضوعى حاليا...
قبل يومين قام الأستاذ/ عثمان ميرغنى بإفتتاح المقر الجديد لصحيفته ( التيار)، وكانت أم قسمة من ضمن المدعويين والمكرمين ، الشئ العجيب أن الصحيفة تعمدت تصوير تلك السيدة الفاضلة فى عدة لقطات وأفردت لتلك الصور مساحات بارزة على الصحيفة بجوار الصحفيين .....لم أرى سببا وجيها يدعو لمثل هذا الفعل إلا كونه (إستغلالا ) لسيدة تسببت دون قصد فى زوبعة إعلامية بالإضافة إلى الرغبة فى إظهار الصحيفة بدور البطل وكذلك مالكها...وإن كنت أرى سببا آخر يتمثل فى ظاهرة ( المناطحة ) التى درج بعض رؤساء تحرير الصحف فى ممارستها مع بعضهم البعض فى السنوات الأخيرة ، حتى إنتهى الأمر ببعضهم لممارسة أفعال وكتابة مقالات أشبه ما تكون (بكيد النساء)!!.
خوفى الأكبر أن يتم توسيع دائرة إستغلال الشهرة التى نالتها تلك السيدة الكريمة، بحيث ترفض الفتيات الزواج إن لم يتم دعوة أم قسمة ، وأن يرفض أهل الميت موارة جثمانه إن لم تحضر أم قسمة لأداء العزاء...لكن مبلغ همى وخوفى ينصب فى عدم إكتمال تنصيب الرئيس اليوم ورفضه أداء اليمين بسبب عدم دعوة أم قسمة !!!!.. هل إنتهت المراسم ؟
يا أيها الناس...أليس فيكم رجل رشيد ؟!.
إتقوا الله فى أم قسمة.
محمود.
mahmoudelsheikh@yahoo.com