البطولات الخارجية00( نشمها قدحة)

 


 

 



najeebwm@yahoo.com
إن فوكس

انتهى جيل البطولات وتسلم الراية بعده جيل جديد ولكنه تميز بالرخاوة، فأصبحت الراية مخروقة وهائمة في مدارات الفوضى والإخفاقات المتواصلة يسانده إعلام تغيب عنه دروس التاريخ وسنة الحياة الكونية، لا يستوعب مفاهيم البناء والتعويض بمنطق ووعي وإدراك.
الأموال الطائلة التي صرفتها إدارة نادي المريخ على فريق كرة القدم لم تشفع له في إحراز بطولة خارجية ، فالبطولات السابقة التي أحرزها المريخ كانت بأقل تكلفة واللاعبين الذين حققوا تلك البطولات لم يجدوا الاهتمام والأموال الضخمة التي يحصل عليها لاعبو اليوم ورغم ذلك فشل الفريق في الوصول إلى نهائي بطولة الكونفدرالية بعد خسارته من ليوبارد الكنغولي في مباراة ذهاب الدور قبل النهائي بهدفين مقابل هدف وتعادل معه بدون أهداف في مباراة الإياب وبهذه النتيجة صعد الفريق الكنغولي إلى المباراة النهائية.
لقد وضح جليا من خلال مباراة الذهاب التي خسرها الفريق الأحمر بهدفين مقابل هدف أنه بتركيبته الفنية والإدارية الحالية لن يستطيع تحقيق أي إنجاز.
خروج الهلال من نفس البطولة رغم الفرص المتعددة للفريق لبلوغ النهائي يدل على أن الفرق السودانية تفتقد إلى ثقافة النهائيات والجمهور يفتقد إلى ثقافة التشجيع والأندية تديرها عقول مخروقة والإتحاد الذي يقود اللعبة يفتقد إلى أدوات العمل وآليات التنفيذ من المعرفة والإعلام الرياضي فحدث ولا حرج.
اللاعبون المحترفون الأجانب الذين تم تسجيلهم بمبالغ طائلة وأرقام فلكية، فشلوا في تحقيق أي إنجاز، فوجودهم طيلة هذه السنوات لم يضف أي شيء يذكر، ولم يلعبوا دوراً أساسياً وفعالاً في مسيرة الفريق ولم تكن لهم بصمة واضحة على مستوى الفريق الفني وتسببوا في الكثير من المشاكل بين اللاعبين بسبب المبالغ الكبيرة التي يتقاضونها.
وقوع إدارات الأندية في فخ السماسرة والإستعجال في التعاقد مع أنصاف لاعبين، بعيدا عن الرؤية الفنية وعدم تقدير حاجة الفريق تترتب عليه خسارة مزدوجة فنية ومالية، فاللاعب المحترف الأجنبي يجب أن يكون عنصراً حاسماً في كل المواجهات وإضافة لرياضتنا ويساهم في تطورها وتقدمها ورقيها وينقلنا إلى مرحلة أخرى وفكر جديد ولكن للأسف الشديد لم يضف أي شيء وأصبح عقبة كبيرة أمام بروز المواهب السودانية.
رغم إن الدعم المالي الشحيح للرياضة من الدولة إلا أنه لا يمثل كل شيء، فهناك أدوات مكملة ومؤثرة، كالفكر والثقافة والتخطيط والبنية التحتية والاهتمام بالمواهب ورعايتهم وتطويرهم لتشكل رافداً قوياً لخدمة الكرة السودانية التي أصبحت ترزح تحت ركام الإخفاقات المتواصلة التي نشاهدها الآن.
لن نتطور ولن نحقق أي إنجاز في ظل وجود هذه العقول برؤيتها المثقوبة والجمهور غير الواعي والإعلام التائه الذي يجهل التاريخ ويسير خلاف توجهات الشارع الرياضي ويؤجج المدرجات ويثير التافه من القضايا،ولا يعمل من أجل الارتقاء بالأداء الرياضي إلى مراتب رفيعة المستوى ويعد من الأسباب الرئيسة التي أوصلتنا إلى هذه الحالة المتأخرة جداً.
إذا لم تتغير هذه الأدوات فسنظل نشاهد الرواية المكررة كل عام بطولة الدوري الممتاز وكأس السودان محصورة بين المريخ والهلال ولا ثالث لهما 00 أما البطولات الخارجية فلقد أصبحت عصية على كل الأندية السودانية، بالدارجي (نشمها قدحة) ونسمع أغنية الفنان طه سليمان (سنتر الخرطوم ) والباقي تموا.

najeebwm@yahoo.com

 

آراء